انفصام شخصية الحكومة السورية !
عبد الفتاح العوض
الذي يفهم بشكل صحيح قرارات الحكومة يكون عبقرياً..
من المبادئ العامة في الاقتصاد التي يكاد يكون الجميع أيقن بها أن الحكومة تاجر فاشل، وبنفس الوقت فإن ثمة إصراراً على بقاء بعض القطاعات بحيث تكون بيد الدولة، ومن هذه القطاعات الكهرباء والمطارات.
الذي يحدث بكثير من الدهشة.. أن الحكومة تقول عن مؤسسات التجارة بأنها مؤسسات التدخل الإيجابي وتؤيد جهودها الكبيرة في استقرار الأسواق!!
وبنفس الوقت تقرر فتح المجال للقطاع الخاص في قطاعات مثل الطاقة والمطارات.
كما هو معروف اقتصادياً فإن الاستثمارات الكبرى بيد الحكومة بسبب أن القطاع الخاص نفسه يحجم عنها بسبب تكاليفها العالية جداً وطول فترة استرداد رأس المال.
عندنا العكس.. الحكومة متمسكة بشركة الأحذية، وأقل تمسكاً بالمطارات.. ومصرّة على دكاكين الخزن والتبريد والاستهلاكية وأقل إصراراً على محطات توليد الكهرباء. وكي لا يكون الأمر كما لو كان انتقاداً لإدخال القطاع الخاص في هذه القطاعات أقول إن الأمر ليس كذلك.
وربما يكون القطاع الخاص هو الحل الأفضل مادامت الحكومة لم تستطع أن تحل أزمة الكهرباء رغم أنها أزمة مزمنة في سورية. ولم تستطع حتى الآن أن تنشئ مطاراً واحداً يليق بسورية فالشيء الأفضل أن نذهب باتجاه آخر لعل فيه الحل.
لكن أن تكون «الشيزوفرينيا» الحكومية قد وصلت إلى هذا الحد من الوصول إلى قناعة بإدخال القطاع الخاص في المطارات والكهرباء وعدم التخلي عن مؤسسات التجارة الداخلية ففي الأمر ما فيه، ولعلكم قرأتم أن هيئة التفتيش دعت إلى عدم البيع بالأمانة في هذه المؤسسات بسبب الفساد والتواطؤ!!.
وما يهمنا في الأمر ليس لماذا منحت الكهرباء والمطارات للقطاع الخاص ولماذا احتفظت بمؤسسات التجارة؟، وإنما هذه طريقة تفكير وأسلوب عمل ومنهج إدارة يجعل من المتناقضات أصدقاء أو إذا أردنا تشبيها أبلغ مثل زورق متروك لرياح أن تقوده كيفما تشأ!!.
شيزوفرينيا حكومية!!
الوطن