هل سوريا مستعدة “للانفتاح على الإخوان”؟
عاكف أمره
أرى أهمية بالغة في التقارب الذي يجري حاليا بين تركيا وسوريا، رغم كل تحفظاتي على النظام البعثي؛ حيث أن ذلك التقارب سيصب في صالح كل من تركيا وسوريا بعيدا عن مسألة النظام الحاكم.
وبداية، فأجدني مدفوعا إلى القول بوجوب هدم كل هذه الجدران والأسوار الوهمية التي نصبت بين شعوب منطقة جغرافية تجمعها حضارة واحدة مشتركة. فإزالة هذه العراقيل شرط أساسي من أجل القدرة على بلورة إدراك ثقافي وحضاري مشترك. فلم يستطع أي مغتصب محتل في فترة من فترات التاريخ أن يُقسم منطقة الشرق الأوسط أو يفرق بين لبناتها كما حدث في الفترة الحديثة والمعاصرة. فعلى سبيل المثال لم تنفصل مدينة حلب عن مدينة عينتاب في أي حقبة تاريخية بما فيها عصر ما قبل الإسلام. فالفستق الذي يزرع في عينتاب، عُرف بفستق الشام أو الفستق السوري لأنه ينتقل إلى العالم من خلال سوريا، وقس على ذلك الكثير مما تتلاحم فيه المدينتان وتكمل إحداهما الأخرى فيه.
فأنا أرحب بهذا التقارب بين تركيا وسوريا من أجل تحقيق التواصل والترابط بين شعبين تجمعهما صلات قربى مباشرة، وإن كان هذا التقارب لم يترك تأثيرا سياسيا له إلى الآن.
فرغم أن إدارة الأسد الإبن تعد أكثر مرونة عن إدارة الأسد الأب، إلا أنها لم تقدم تغيرات أساسية مهمة. فسوريا منغلقة على نفسها سياسيا، وتحاول الانفتاح على الخارج في ظل إدارة تقلص من الحريات والمشاركة السياسية. فهي تحاول تقديم نموذج في العلاقات الدولية يشبه النموذج الصيني حينما تحولت الصين إلى الرأسمالية اقتصاديا وسعت للإبقاء على نظامها الشيوعي سياسيا.
ولا شك أن هذا النموذج غير قابل للاستمرارية، فسوريا عاجلا أو آجلا ستجد نفسها مضطرة إلى إجراء مراجعة داخل نظامها السياسي، والانتقال إلى نظام يتصالح مع مجتمعه، ويعترف بالحريات السياسية الأساسية على الأقل. وذلك لأنها لن يمكنها الانفتاح على العالم بهذه الكيفية، كما أن النظم المنغلقة على نفسها لن يمكنها البقاء حية فترات طويلة.
وسوريا مقدمة على أكبر امتحان لها، ستتضح نتائجه في العلاقة التي ستقيمها مع القوى المعارضة بداخلها.
وعندما نتكلم عن القوى المعارضة فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا بالطبع هم الإخوان المسلمون في سوريا. فنحن نتحدث عن علاقة أعلن فيها النظام السوري أن الإخوان هم عدوه الرئيس وخاصة بعد أحداث أوائل عقد الثمانينيات، ونحن نتحدث عن علاقة يُحكم فيها على عضو الإخوان المسلمين بالاعدام.
إن مصالحة يجريها النظام السوري مع الإخوان، إنما تعني صلة وتقارب بين النظام والمجتمع. إن تصالح الإخوان مع النظام رغم نفيه لهم بعيدا عن أوطانهم زهاء ثلاثين عاما، ورغم وضعه يده على أموال ما يزيد عن مئة ألف منهم، إنما يبرز وضعا جديدا، يجعل إدارة الأسد عاجزة أن تصم آذانها عنه فترة طويلة.
ولا أحد يعلم إلى أي مدى يمكن للنظام السوري أن يظل منغلقا على نفسه، مع إشارة الإخوان إلى دخول حلبة النظام من خلال تأسيس حزب سياسي.
لقد اختار الإخوان المسلمون قبل أيام مجلس إدارة جديد لهم. وأعلنت الإدارة الجديدة بوضوح نيتهم الكفاح السياسي من خلال تأسيس حزب سياسي. ولا ريب أن تولي محمود رياض شقلة لرئاسة إخوان سوريا يعد نقطة تحول جادة.
والمهم هنا، هو كيف ستتجاوب سوريا مع هذا التحول؛ بمعنى أن إدارة الأسد أصبحت مضطرة للإجابة عما إذا كانت مستعدة للانفتاح على الإخوان أم لا؟. وهو ما يدفع إلى سؤال أهم، وهو متى سيقوم الرئيس الأسد، وهو الذي ألغى الحدود والحواجز السياسية مع تركيا باسم احتضان المسلمين في تركيا، باحتضان بني شعبه ووطنه؟!
وهنا تقع على تركيا مسئولية مهمة، وهي أن تتحول أنقره التي تجعل من نفسها “دولة نموذج” إلى معمل نشط فعال لتختبر فيه هدفها، وتحدد فيه إلى أي قدر يمكنها أن تؤثر في إدارة لم تستطع احتضان شعبها، وحرمته من حقوقه الإنسانية والسياسية الأساسية.
وإلا فإن تركيا، بدخولها في علاقات استراتيجية مع سوريا، وتغاضيها عن أي مشكلة تجب مناقشتها، لن تكون سوى دولة أضفت المشروعية على الأوضاع المعيشة في سوريا.
إن انفتاح سوريا على الإخوان، إنما يعني في الوقت ذاته اختبارا لتركيا في مسألة انفتاحها على الشرق الأوسط.
ترجمة: د. طارق عبد الجليل
أخبار العالم
النظام السوري لن ينفتح على الإخوان لسبب بسيط لايدركه الكثير من المثقفين العرب – السبب هو أن الإخوان عليهم خطاً أحمر منذ حرب فلسطين عام 1948 لأنهم هم وحدهم الذين حاربوا بصدق العدو الصهيوني بينما وقف الحكام العرب ضد الشعب الفلسطيني ومنعوا عنه السلاح حيث كان يهرب إليهم تهريباً من مصر وسوريا والأردن وكل ذلك على يد الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان – وللأسف الشديد لايزال الحكام العرب يحاصرون فلسطين ويمنعون عنها السلاح بينما اسرائيل تستورد ماتشاء من السلاح – بأي منطق يتصرف الحكام العرب ؟؟ – وماحصل في سوريا من أحداث ماهي إلا مؤامرة على الإخوان لضربهم والتخلص منهم – ولن تسمح أمريكا واسرائيل لحاكم عربي بأن يعطي أي فرصة للإخوان أن يلتقطوا أنفاسهم أبداً – وعلى جميع المثقفين العرب أن يراجعوا أفكارهم بحيادية ونزاهة – ويدرسوا تاريخ العرب الحديث دراسة أكاديمية محايدة – فسيجدون صدق ماأقول – ولكن للأسف الشديد جداً أن غالبية المثقفين العرب يدرسون الأحداث من وجهة إيديلوجية غير محايدة – الإخوان المسلمين هم ضحية الحكام العرب جميعاً – وأنتم ترون الآن كيف يقف العرب من حماس التي حررت غزة كيف يعتبرونها ارهابية واسرائيل ضحية بريئة لإعتداءات حماس – أيها المثقفون العرب أما من وقفة شرف – أما من وقفة شهامة – أما من وقفة عدالة – أما من وقفة تنجيكم من عذاب الله يوم الحساب العظيم – وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون