صفحات العالم

هل هذا تنظيم القاعدة؟

ساطع نور الدين
اما ان تنظيم القاعدة فقد تركيزه ومهارته، او ان ثمة من يستخدم اسمه للاختباء وراءه او كي يهزأ به او ربما كي يستدرجه الى الظهور، على الرغم من انه لم يعد متخفيا الى الحد الذي كان عليه قبل سنوات قليلة.
ثمة عمليتان تثيران الشكوك الجدية في كفاءة التنظيم وفي قدرته، بل حتى في توجيه ضرباته التي كانت مدوية وتشكل في معظمها شرارات حروب كبرى، فصارت اشبه بعمل ميليشيات مبتدئة في الامن وفي الفتن. الاولى عملية اليمن التي لا تزال تشغل العالم كله، والثانية هي عملية كنيسة النجاة في بغداد، التي اثارت ايضا ضجة عالمية وخوفا شديدا لدى المسيحيين في المشرق العربي، وخوفا اشد عليهم.
في عملية اليمن، ثمة ما هو مثير للسخرية فعلا، ان يعمد التنظيم البارع اساسا في تدبير وتنفيذ عملياته الامنية، الى اختيار صنعاء بالذات كي يرسل منها طردين ملغومين هما عبارة عن محبرتين للطابعات الالكترونية الحديثة جدا دست فيهما المواد المتفجرة، الى شيكاغو بالتحديد، التي لا يمكن ان تحتاج الى استيراد مثل هاتين المحبرتين، الموجودتين في اسواقها باسعار ارخص من بقية مدن العالم، والى كنيس يهودي في تلك المدينة الاميركية التي لا تعرف بكثافتها اليهودية ولا طبعا بمودتها تجاه اليهود.
هو عمل من صنع هواة او انه يبغي الاساءة الى سمعة التنظيم، او ربما هو من عمل تنظيمات او اجهزة او حتى شركات ارادت ان تستفيد من اسم القاعدة العريق، كي تحقق اهدافا سياسية او امنية ليس لها علاقة بالارهاب الفعلي… تماما كما هي الطرود التي تخرج هذه الايام من العاصمة اليونانية اثينا الى مختلف العواصم الاوروبية، حاملة شبهة الحركة الفوضوية التي لا تثير سوى السخرية، برغم انها استفادت بشكل لم يسبق له مثيل من طرود اليمن المشبوهة، من دون ان يعني ان ثمة تواطؤا بين التنظيمين.
في عملية بغداد، ثمة علامات استفهام كثيرة حول جدية استهداف كنيسة النجاة بالذات، مع ان المجموعة المسلحة ضربت سوق البورصة القريب واشتبكت مع قوات الامن وسقط في الاشتباك قتلى وجرحى من الجانبين قبل ان تنتقل الى الكنيسة وتسيطر على عشرات المصلين، وتعلن مطلبها الغريب بالافراج عن سيدتين مصريتين مسيحيتين قيل انهما اعتنقتا الاسلام ما ادى الى الحجر عليهما من قبل الكنيسة القبطية في مصر، فقرر التنظيم ان ينتصر لهما من العاصمة العراقية بالذات.. مع ان المجموعة التي اقتحمت الكنيسة لم تكن مستعدة لعملية احتجاز رهائن طويلة بانتظار اطلاق السيدتين القبطيتين اللتين خرجتا عن دينهما، كما لم تكن مجهزة لتفجير الكنيسة على من فيها، كما هي تقاليد «القاعدة» التي لا يجهلها احد.
لا يمكن الجزم في براءة التنظيم من هاتين العمليتين البشعتين، مثلما لا يمكن التأكيد ان الارهاب صار هوايته ليس الا.
السفير

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. القاعدة هي القرد الذي أراد أن يطرد الذبابة عن وجه صاحبه النائم فضربها بخشبة وبقوة فكسر وجه صاحبه – القاعدة منظمة حمقاااااااااااااااء رعناااااااااااااااااااااء الإسلام بريء منها ومن أفعالها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى