صفحات العالمما يحدث في لبنان

الوقوع مجدداً في الشباك السورية

نايلة تويني
تحدث أول من أمس الرئيس سعد الحريري، رئيس الحكومة و”تيار المستقبل”، عن العلاقة المميزة وعلاقة الثقة التي صارت تربطه بسوريا وبرئيسها بشار الاسد، ونقل بعض الإعلام ان الرئيس الحريري طلب الى أعضاء كتلته النيابية والوزارية الامتناع عن مهاجمة سوريا ونظامها تأكيدا للعلاقة الجديدة بين الطرفين.
هكذا تحوّل سعد الحريري الى الافرقاء “المقتنعين” بالضرورة السورية لاستمراره أولا في مهماته الصعبة والمعقدة والشائكة، ولضمان استقرار البلاد ثانياً، ولتأمين التواصل مع أطراف “المعارضة” السابقة ثالثاً، ولتجنب تفجر السلاح الفلسطيني غير الشرعي في وجهه رابعاً، ولتوفير التنسيق في مواجهة الجماعات الاصولية المتطرفة (ولو سنّية) خامساً، ولإرضاء المملكة العربية السعودية الساعية الى مصالحات عربية سادساً.
وقبله مضى النائب وليد جنبلاط في الخط، ولكن من دون الاخراج اللائق الذي عمل له الحريري، فأحرج حلفاءه، وتحديدا الذين قادهم الى المواقف المتشنجة قبل ان يتخلى عنهم، ويبالغ في توصيفهم وفي انتقادهم اللاذع.
وكان سبقهما الى الخيار عينه، ودفعهما اليه ربما، العماد ميشال عون الذي قال سابقا إن خروج الجيش السوري من لبنان يذلل مشكلته مع دمشق، لكنه لم يعترف يوما بحلفاء سوريا الذين كان يسميهم “أدوات” قبل ان يتحولوا بدورهم حلفاء.
“حزب الله” مقتنع بالضرورة السورية حتما ما دامت طريق السلاح والحليف لايران، وهي التي تؤوي الفصائل الفلسطينية على أنواعها. وترى “أمل” ان دمشق هي راعية التوازنات حتى في داخل الطائفة الشيعية.
وأخيرا سمعنا وزيراً في كتلة “القوات اللبنانية” يقول من دمشق إن لا عداء بين الحزب وسوريا، وإنه يترك لرئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع ان يقرر ما اذا كان سيزور العاصمة السورية أم لا.
ماذا بعد كل هذه المعطيات؟
وصل اللبنانيون على مختلف انتماءاتهم الى “اقتناع” بالضرورة السورية، لا حبا بها حتما، بل بسبب انقساماتهم المستمرة، والتي يغذيها الخارج، القريب جداً قبل البعيد، و”اقتنعوا” بها بسبب خوفهم من بعضهم البعض أولا، وبسبب خوفهم من حرب اسرائيلية سيواجهونها بمفردهم هذه المرة، من دون رعاية ودعم من المجتمع الدولي الذي يواجه هجوما لبنانيا على المحكمة الدولية.
وبات اللبنانيون “مقتنعين” ان سوريا وحدها القادرة على منع استفزاز اسرائيل من لبنان، وهي القادرة على منع “7 ايار” جديدة وقطع الشهية على حرب أهلية متجددة.
“قوى 8 آذار” جربت تراجع النفوذ السوري في عام 2005 وما تلاه، و”قوى 14 آذار” صارت متخوفة من تحريك دمشق لـ”قوى 8 آذار” انتقاما.
أمام هذا السيناريو يبدو أن الجميع وقعوا في الشباك السورية مجدداً.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى