صفحات الحوار

لينا شاماميان: تقديم التراث مغامرة.. والفضائيات لا تهتم بالغناء الجاد

null
حوار: ياسر عبدالباقي
شغفت بالجاز ومزجت الموسيق الشرقية بالغربية
شغوفة بالموسيقى شغوفة بالغناء شغوفة بالتراث السوري الأصيل، حملت هذا الفن الأصيل إلى الغرب، ومزجت معه موسيقى الشرق بالموسيقى الغربية الكلاسيكية، هي ابنة بيئة اجتمعت فيها ثقافات اقتربنا منها لنعرف مدى شغفها بالفن.
شغف الغناء والموسيقى
من كلية الاقتصاد إلى المعهد العالي للموسيقى، لهذه الدرجة أنت شغوفة بالموسيقى والغناء؟
وأكثر.. بصراحة.. انتقالي من دراسة الاقتصاد في نفس عام التخرج لاحتراف الموسيقى له علاقة بأحلامي.. أنا فتاة حالمة بجدارة.. واستخدام كلمة شغف هي بحق اختصار لشعوري تجاه الغناء والموسيقى.. وأعترف بأنني من الأشخاص الذين تطغى عاطفتهم على عقلانيتهم.. بالنسبة للكثيرين كان انتقالي لدراسة الغناء لمدة خمس سنوات هو مغامرة لما يمكن إنجازه في الحياة.. وأعتقد أن هذا التحدي منحني حافزا فيما بعد لأطرح ألبومين قبل تخرجي من المعهد العالي للموسيقى.. كل ذلك كان بعفوية مما أدين به لأحلامي
أداء فطري عميق
من النادر جدا أن نجد فناناً عربياً يمارس موسيقى الجاز، كيف كان تعاملك مع هذه الموسيقى في بداية الأمر؟
بداية.. يجب أن أذكر أنني تخرجت من المعهد كمغنية كلاسيكية (قسم الأوبرا) حيث لم يكن متوفرا في المعهد نمط آخر للغناء كدراسة أكاديمية… ولكن لطالما عشقت موسيقى الجاز.. تعرفت عليها عبر فرانك سيناترا من مجموعة والدي الذي كان عاشقا للجاز..
ولكن لم أكن أعلم الكثيرعن كيفية ترجمة ما أحب إلى أن التقيت بمجموعة من عازفي الجاز في المعهد العالي للموسيقى.. وبدأت بإحياء حفلات صغيرة معهم ، وكان منهم باسل رجوب الذي أشرف على توزيع موسيقى الألبومين.. بالإضافة لحفلات مع أوركسترا الجاز السورية السويسرية..
إلا أن تعاملي لم يكن محصورا بموسيقى الجاز فقط فخلفيتي الثقافية الشرقية تمنحني أداء أعمق بالفطرة في حين أن الدراسة الأكاديمية والموسيقى التي أحبها تضفي أبعادا أخرى ربما أكثر رحابة وتنوعا.
مع فنانين أوروبيين
شاركت مع عدة موسيقيين أو مغنيات أوروبيات أمثال الفنانة الايطالية غلوريا سكالكي والهولندية ميا بيتس وغيرهن، ماهي الأعمال المشتركة التي قدمتها معهن؟
ما زلت حتى الآن أقوم بعدة ورشات عمل مع موسيقيين من جنسيات مختلفة.. بالنسبة للمغنيات الكلاسيكيات، اقتصر الأمر على ورشات عمل تركت أثرها غنائيا.. على صعيد موسيقى الجاز ـ أسفرت ورشات العمل غالبا عن حفلات.. بالإضافة إلى مشاركتي مع الألماني مانفرد لويشتر في ألبومه (زينة).. وإلى عدد كبير من الحفلات بين سورية وألمانية..
الموسيقى غذاء الروح، هل هي فعلاً غذاء لك؟
بالنسبة لي.. هي حياة.. وكما قلت.. هي الشغف.
هي عالمي الخاص الذي أختلقته.. والذي يشاركني فيه كل من يحب هذه الموسيقى.
بعد كل هذا الوقت في الحياة كمغنية.. لم يعد في وسعي التعاطي مع أيّْ من تفاصيل الحياة سوى انطلاقا من كوني مغنية وموسيقية. وهذا ما يجعلني أتمنى لكل شخص أن يحترف هوايته..
تعدد ثقافات
حدثينا عن التمازج الموسيقي الخاص بك في غنائك والذي شمل موسيقى الجاز ممزوج بالموسيقى الشرقية والأرمنية؟’
الموسيقى بالنسبة لي هي انعكاس حقيقي لتفاصيل الحياة… وكذا هو المزيج في موسيقاي.. فأنا ابنة بيئة اجتمعت فيها ثقافات عدة.. ابتداء من خلفيتي الأرمنية والسريانية من طرف عائلتي مرورا بالموسيقى الشرقية كوني ولدت ونشأت في دمشق.. وحتى الموسيقى الصوفية التي أعشقها… بالإضافة لتأثير دراستي الموسيقى الكلاسيكية والغناء الأوبرالي على رؤيتي الموسيقية.. يجتمع معها كل ما أحبه من أنماط موسيقية مختلفة وأولها الجاز.
قنوات متخصصة
للموسيقى والألحان التراثية جمهورها الخاص، والخاص جدا، وهي فئة مهمة جدا وإن كانت قليلة كما اعتقد ، والسؤال هنا، هل تشعرين أن الأعلام العربي والقنوات الفضائية العربية مقصرة معكِ ، كونك فنانة شرقية شابة لها نبض مختلف عن ما نشاهده في القنوات الغنائية؟
مع كل حفلة أحييها تزداد قناعتي بأن ما أقدمه لا يقتصر على شريحة معينة.. أسعد كثيرا حين أرى جمهورا من مختلف الأعمار حاضرا في المسرح.. وهذا الحال يتكرر في العديد من الحفلات الثقافية وعلى وجه الخصوص في دمشق كونها عاصمة للثقافة العربية هذا العام.. والآن بتُّ أعلم أن للإعلام أوجه عدة.. ولا يمكننا أن نعتبر أن الجميع سواء.. أعتقد أن المشكلة الكبرى تتمثل في الفضائيات المختصة بتقديم الغناء الخفيف الدارج.. ولكن أعلم أن هذه القنوات لن تغطي ما أقدمه من موسيقى أنا أو غيري من الفنانين الملتزمين، لذا أتمنى أحيانا كثيرة لو كان لدينا قنوات متخصصة في بث الفنون الملتزمة، لأن هذا أقرب لما نقدمه، وعلى كل حال لكل مكانه في الفن، ولا أحد يأخذ مكان الآخر..
مغامرة الأغاني البكر
ماذا يعني التراث في غناء لينا؟
بداية عنى لي التراث مغامرة لتقديم الأغاني التي تربيت عليها وأحببتها.. .فكرت أن أقدمها بطريقتي الخاصة.. .ولكن بعد ألبوم (هالأسمر اللون).. تغير الموضوع وأصبح البحث جزءا من الموسيقى.. ضمنت الألبوم الثاني (شامات) بضعا من الأغاني البكر التي ما زالت محصورة في قراها الأصلية.. وهي أغان جميلة ولها تاريخها ذو الصلة الوثيقة بالمكان.. ومن هنا أرى أهمية التراث في مشروعي الموسيقي.. نحن هنا نتجاوز الموسيقى فقط ، لنتكلم عن إرث يمثل جزءاً كبيرا من تقاليدنا التي نحياها بالفطرة.. وهذا الموضوع بحاجة لبحث وتدوين وتصديق وإعادة قولبة وجهد كبير لنتمكن من إعادة ربطه بالوقت الحالي دون إفقاده خصوصيته..
ومع الوقت بدأت أدرك أن التراث هو عالم خاص بحد ذاته.. له جمالياته الخاصة، وبالتأكيد نحتاج أن نعيش خصوصيته كي نعيد إحياءه
جسر لتجاوز الاختلاف الثقافي
قلت مرة انك تطمحين في أن توصلي التراث العربي السوري إلى الغرب، هل نجحت؟
أعتقد بأن عدد الحضور في الحفلات ومبيعات الألبوم ومدى تفاعل المستمع هو الذي يحكم على نجاح العمل.. والحمدلله.. .قمت مع الفرقة بإحياء عدة حفلات خارج سورية في فرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها.. وقد تفاعل المستمع غير العربي مع الموسيقى.. .وأعتقد بأن التوزيع الموسيقي ضمن قالب وآلات موسيقى الجاز قد مد جسرا ساعد على تجاوز الاختلاف الثقافي..
حفلات وجولة ألبوم
ماهي مشاريعك القادمة؟
في سورية، لدي مع الفرقة حفل يقع ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 خلال مهرجان الأغنية العالمية، على مسرح قلعة دمشق. كما وسأقدم حفل الختام في مهرجان معرض الزهور بدمشق. أما في الخارج، فلدي جولة في أوروبا خلال الخريف القادم. كما أنني بدأت العمل على التحضير الموسيقي لألبومي الثالث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى