الحرب النفسية
في السابع والعشرين من آب 1948 “قام كروسمان namssorC بتوريط متمرس آخر من خبراء الحرب النفسية وهو الأميركي “سي.دي.جاكسون noskcaJ.D.C” في المشروع، “أكتب اليك لكي أستشيرك. “كاس كانفيلد dleifnaC ssaC” من شركة “هاربرز” و”هاميش هاميلتون notlimaH hsimaH” ناشران هنا، يقترحان عليّ نشر كتاب في الربيع المقبل بعنوان “الأوهام الضائعة”. وقد أخذت على عاتقي مسؤولية تحريره، سيكون عبارة عن سلسلة أجزاء من السيرة الذاتية يكتبها مثقفون بارزون، يصفون فيها كيف أصبحوا شيوعيين أو عاطفين على برنامج الحزب، وماذا جعلهم يشعرون بأن الشيوعية كانت هي حلم العالم.. وماذا ضللهم”. وكانت نصيحة “سي.دي.جاكسون noskcaJ.D.C” هي دعوة الكاتب “لويس فيشر rehcsiF siuoL” وهو شيوعي سابق ـ ليكون ممثلاً للأوهام الأميركية الضائعة.
بعد ذلك، تحدث “كروسمان namssorC” في الأمر مع “ميلن لاسكي yksaL nivleM” الذي كان قد أصبح في ذلك الوقت المسؤول الحقيقي ـ غير الرسمي ـ للدعاية الثقافية الأميركية في ألمانيا، وأحد المؤيدين الأوائل للمقاومة الفكرية المنظمة ضد الشيوعية. وبمجرد أن كان “كروسمان namssorC” يتلقى إسهامات الكتاب، كان يقوم بإرسالها فوراً الى “لاسكي yksaL” الذي يطلب ترجمتها في مكتب “ديرمونات tanoM reD”. وطبقاً لأحد تقارير الأداء الخاصة باللجنة الأميركية العليا في 1950 فإن جميع المقالات المنشورة في “الإله الذي فشل” باستثناء مقال واحد كانت مساهمات أصلية في “دير مونات tanoM reD” أو مقالات كانت المجلة هي صاحبة الحق فيها. وبصدور العدد رقم “25” كانت “دير مونات tanoM reD” قد انتهت من نشر جميع المقالات. قام “كروسمان namssorC” بتحرير الطبعة الانكليزية التي أصدرها “هاميش هاميلتون notlimaH hsimaH” ناشر “كويستلر reltseoK” في عام 1950. أما صديق “كروسمان namssorC” الحميم في “مكتب الإعلام الحربي” “كاس كانفيلد dleifnaC ssaC” والذي أصبح ناشر “آلان دالاس selluD nellA” فيما بعد، فكان هو المسؤول عن الطبعة الأميركية، بهذه الخلفية كان كتاب “الإله الذي فشل” نتاج عمل المخابرات مثلما كان عملاً من انتاج المثقفين.
كان المشاركون فيه هم: أجنازيو سيلوني enoliS oizangI” و”أندريه جيد ediG erdnA” و”آرثر كويستلر reltseoK ruhtrA” و”لويس فيشر rehsiF siuoL” و”ستيفن سبندر rednepS nehpetS”. كتب “كروسمان namssorC” في تقديمه للكتاب: “ليس لدينا أدنى اهتمام بتضخيم فيضان الدعاية المضادة للشيوعية، ولا بتقديم فرصة لدفاع شخصي عن المعتقدات”. إلا أن الكتاب حقق تلك الأهداف التي تم التنصّل منها في المقدمة، فعلى الرغم من أن المقالات كانت ـ بشكل عام ـ شهادات عن فشل اليتوبيا الماركسية، إلا أنها كانت أيضاً روايات شخصية وكتابات أفراد تحركوا للتعبير عن تحررهم من الوهم ومن الشعور بالخديعة، كان الكتاب بمثابة فعل اعتراف جماعي وبيان تمرد ورفض للستالينية، في وقت كان كثيرون ما زالوا يعتبرون ذلك هرطقة وانشقاقاً، كما كان رؤية جديدة كاشفة لمرحلة ما بعد الحرب، وكان الظهور فيه بمثابة جواز سفر الى عالم الثقافة الرسمية للسنوات العشرين الآتية.
ثلاثة من المشاركين الستة في كتاب “الإله الذي فشل” كانوا قد عملوا لحساب “فيلي مانزنبيرج grebneznuM eilliW”، “كويستلر reltseoK” الذي كان يقول ذات يوم: إن الإيمان شيء رائع، لا يقدر فقط على زحزحة الجبال “بل على جعل المرء يصدق أن سمكة الرنجة فرس رهان”… “كويستلر reltseoK” هذا كان واحداً من أشد تلاميذ “مانزنبيرج grebneznuM” حماساً. في الثلاثينات، عندما كان مشهوراً في أميركا كما ستصبح “إد مارو worruM dE” في الخمسينات كان الصحافي “لويس فيشر rehcsiF siuoL” رجلاً تأثر عمله ـ الى حد كبير ـ بتجربته كشيوعي يعمل لحساب “مانزنبيرج grebneznuM”. أما “إجنازيو سيلوني enoliS oizangI” فكان قد انضم الى الحزب الشيوعي الايطالي عام 1921، كان تحوله حقيقياً مثل “كويستلر reltseoK” (أصبح الحزب أسرة ومدرسة وكنيسة وثكنة) ودفع به على سلم الدولية الشيوعية والى أحضان “مانزنبيرج grebneznuM”، ومع إحجامه التدريجي عن نشاط الحزب بعد عام 1927، ظل “سيلوني enoliS” محتفظاً بـ”الذوق الشاحب لشاب ضائع”. القطيعة الأخيرة جاءت في عام 1931 عندما طلب منه الحزب الشيوعي أن يدلي بتصريح علني يدين “تروتسكي ykstorT”، رفض، وطرده الحزب واعتبروه “حالة مرضية”، وعندما كان يتحدث أمام مجموعة من الشيوعيين الألمان السابقين، الذين كانوا يعيشون مثله في منفى مرهق في سويسرا أثناء الحرب، قال “سيلوني enoliS” لا ينبغي أن يكون الماضي بما فيه من جراح بقيت معنا، مصدر إضعاف لنا “لا يجب أن نترك أنفسنا للأخطاء فتضعف من معنوياتنا، ولا للإهمال، ولا للأشياء السخيفة التي تقال أو تكتب، المطلوب منا الآن هو أن يكون لدينا إرادة نقية لكي تولد قوة جديدة من أسوأ ما فينا: “atacceP maitE””