صفحات سورية

اغتيال ظل الرئيس السوري

null
أغتيل العميد محمد سليمان الذراع اليمني للرئيس السوري بشار الأسد ، هذا الخبر إنتظر طويلا حتي أكدته سوريا . وكانت بعض الصحف ووكالات الأنباء قد أشارت إلي حادثة إغتيال ثاني أقوي شخصية في سوريا الذي يوصف بظل الرئيس ، وكذلك يوصف بمغنية سوريا – في إشارة إلي عماد مغنية القائد البارز في حزب الله والذي إغتيل أيضا في سوريا منذ شهور . ووصف العميد سليمان بذلك نظرا للملفات الحساسة التي كان يتولاها في سوريا .

وقد أكدت مستشارة الرئيس للشؤون الإعلامية والسياسية بثينة شعبان يوم الأربعاء وقوع حادثة اغتيال العميد محمد سليمان يوم الجمعة الماضي. وقالت شعبان في مؤتمر صحفي الاربعاء إن “جريمة اغتيال العميد محمد سليمان وقعت”, مشيرة إلى أن “التحقيقات جارية لمعرفة من ارتكب هذه الجريمة النكراء”. ويعتبر تصريح شعبان أول إشارة رسمية من سورية تؤكد فيه حادثة اغتيال العميد سليمان ( 49 عاما) التي وقعت فجر يوم السبت الماضي.وتشير تقارير صحفية إلى أن العميد سليمان اغتيل أثناء وجوده في إحدى المنتجعات الساحلية. ولم يكن لسليمان حضور على مستوى الحياة العامة في سورية ، والكثيرون لم يسمعوا باسمه الا وقت انتشار خبر اغتياله. ويمنع في سوريا تداول او نشر الاخبار المتعلقة بالجيش والقوات المسلحة الا في حال نشرها من خلال مصادر رسمية .

ويري العديد من المحللين السوريين أن غموض شخصية سليمان يفوق غموض عملية مقتله ولذلك لا تزال عملية اغتياله وبصفته أحد أقرب المقربين للرئيس السوري بشار الأسد تلقي بظلال قاتمة على الساحة السياسية والشعبية في سوريا بسبب الغموض الذي اكتنفها، وما رافقها من تأخر الإعلان الرسمي عن مقتله والذي جاء أشد غموضا من عملية الاغتيال نفسها. ويوصف العميد سليمان الصديق الحميم لبشار الأسد ومستشاره الأمني بـ “مغنية” السوري، بسبب كم الملفات الحساسة التي ارتبط اسمه بها مثل اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وطلب رئيس لجنة التحقيق الدولية الأسبق ديتليف ميليس الاستماع إليه، مما عدّه نظام دمشق “خطاً أحمر”، وانتهاء باغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني عماد مغنية بدمشق في شهر فبراير الماضي، والذي لم يعلن حتى الآن نتائج التحقيق في مقتله. وأعادت قضية اغتيال سليمان التذكير بـ “انتحار” وزير الداخلية السابق، غازي كنعان، الذي كان رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في أكتوبر 2005 ، بعدما تردد اسمه في ملف اغتيال الحريري أيضاً، إذ أن تفاصيل الحادث وتداعياته ما تزال موضع أخذ ورد حتى الساعة. ويرى مراقبون أن تحديد لحظة وأسلوب اغتيال سليمان لا يقلّ صعوبة عن تحديد الجهة المنفّذة والأهداف من وراء العملية، كما إن الرواية الحكومية عن “القنّاص البحري” الذي اغتال سليمان “عن بعد” لم تصمد طويلاً، أياً كان نوع السلاح الذي استخدم. أولاً لأن اللجوء إلى هذا “القنّاص البحري” المفترض فيه مخاطرة ما بعدها مخاطرة للجهة المخططة للاغتيال كونها وسيلة تحتمل الخطأ، وبالتالي افتضاح أمرها في حال أفلت سليمان من الاستهداف. وثانياً لأن مصادر من الداخل السوري تؤكد بأن العميد محمد سليمان قتله مسلحون على مرأى ومسمع من زوجته وأولاده في الشاليه الذي يملكه على ساحل طرطوس، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن كيفية ترجّل المسلحين واختراقهم دائرة الحرس الشخصي. وعن تزامن عملية الاغتيال مع زيارة الأسد إلى العاصمة الإيرانية، تذهب توقعات إلى أن الاغتيال نفّذ مباشرة قبل سفر الرئيس السوري إلى طهران، بينما رجحت مصادر إيرانية في المقابل أن يكون سليمان قد اغتيل بعد وصول الأسد إلى طهران. ونقلت صحيفة “المستقبل” اللبنانية عن هذه المصادر، أن الرئيس السوري وصل إلى طهران مبتهجاً وشوهد كذلك في الاستقبال الرسمي الحافل له في المطار، لكن ظهرت عليه علامات توتّر بعد خروجه من لقائه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. فالاغتيال وفقاً لهذه المصادر حصل يوم السبت 2 اغسطس/ آب، ولم تفلح المساعدة الإيرانية بـ1.3 مليار دولار لسوريا في جعل الرئيس السوري يخفي حقيقة مشاعره بعد خروجه من اللقاء مع نجاد، مما استدعى لاحقاً من جانب فريقه الامتناع عن تعريضه للمصوّرين الفوتوغرافيين حتى نهاية الزيارة، حتى أنه لم يُعرف بالضبط كيف غادر الأسد العاصمة الإيرانية. وربطت هذه المصادر بين اغتيال عماد مغنية وبين اغتيال سليمان، مذكّرة بأن مغنية اغتيل في منطقة “كفرسوسة” حيث يتركز كبار “كوادر” الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” الذين يعملون في العاصمة السورية وحيث توجد مدرسة لأولادهم.

كانت المعارضة السورية، ممثلة بجبهة الخلاص الوطني التي تعمل من خارج البلاد، بقيادة الإخوان المسلمين ونائب الرئيس السوري السابق، عبدالحليم خدام، أثارت القضية ببث خبر عاجل على موقعها الإلكتروني، قالت فيه إن سليمان، الذي وصفته بأنه “مسئول أمني واليد اليمنى لبشار الأسد”، اغتيل الجمعة في منتجع بمدينة طرطوس الساحلية “بواسطة قناص” من البحر. وقال الموقع، إن سليمان هو “المسئول الأمني” في قصر الأسد، ويطلع على البريد الوارد من الجيش السوري، وهو من يصدر الأوامر لقيادة الأركان ووزير الدفاع. وروت أنه تخرج من كلية الهندسة بدمشق، ومن مواليد محافظة طرطوس، وتخرج مع الشقيق الأكبر للأسد، باسل، الذي لقي مصرعه عام 1994 في حادث سير غامض، حيث كان “يده اليمنى” وأصبح بعد ذلك المساعد الأبرز لشقيقه بشار، و”ظله.” وفي اليوم التالي، خرج الموقع بما قال إنه “تقرير خاص” عن اغتيال سليمان، أفاد خلاله أن الأخير قتل برصاص قناص “من يخت في البحر، وأصيب في رأسه وقلبه وتوفي على الفور.” واعتبر الموقع أن العميد السوري هو “رجل ظل” النظام، إذ كان يدير غرفة عمليات تهتم بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شئون الجيش والأمن، وأسس مكتبا خاصا، بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري، لمتابعة الوضع الداخلي وكل ما يتعلق بالوزارت والمؤسسات الحزبية.” وأقرت الجبهة على موقعها بأن سليمان “شخصية غامضة وسرية، تحوم حوله الكثير من الأسئلة، خاصة في الأوساط الغربية. وزعمت أنه لم يكن على علاقة جيدة مع اللواء آصف شوكت، رئيس المخابرات العامة وصهر الأسد، إلا أنه كان صديقاً لمركز قوى آخر في النظام السوري المعقد، وهو ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وقائد الحرس الجمهوري، أبرز وحدة قتالية في الجيش السوري.

وقد نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان توقع رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني وليد جنبلاط ان يكون اغتيال العميد محمد سليمان الذي يعتقد أنه مستشار أمني لبشار الاسد في إطار تصفية حسابات من قبل النظام السوري داخلياً وخارجيا. وتحدث جنبلاط عن حادثة اغتيال المسؤول في “حزب الله” عماد مغنية، وسأل جنبلاط في مقابلة مع تلفزيون “BBC”عن الرابط بين هذه الاغتيالات في سوريا، مشيراً إلى أنه اتهم سوريا بالاغتيالات في لبنان، نظراً لأن كل الذين اغتيلوا كانوا من الذين عارضوا الوصاية السورية على لبنان. وكشف جنبلاط عن تشكيل لجنة أمنية ميدانية مشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”حزب الله” لمعالجة اي إشكال قد يحصل بين الطرفين في الجبل. وأوضح جنبلاط، ان هذه اللجنة هي لجنة أمنية وليست سياسية ويرأسها عن “حزب الله” المسؤول الامني وفيق صفا وعن الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اكرم شهيب.

ومن جانبها نقلت مدونة سورية الوعد نقلا عن جريدة الغارديان الإنجليزية والتي نقلت عن مصدر مطلع في النظام السوري قوله ان الاغتيال يقع في اطار صراع القوى والصراع على السلطة بين سليمان ورئيس الاستخبارات العسكرية السوري عاصف شوكت بسبب مقتل القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق وتجريد شوكت من سلطات كثيرة كان يتمتع بها. صحيفة الشرق الاوسط نقلت عن مصدر عن مصدر سوري استبعاده أن يكون الاغتيال قد تم على خلفية طموحات سياسية وتنافس بين سليمان وغيره من اجنحة النظام السوري ، واصفًا دوره بانه “اهم من اي مسؤول اخر سياسي اخر بالنظام وان سلطته تتجاوز وزير الدفاع ورئيس الاركان “. ورفض المصدر ربط الاغتيال بأي من الاحداث الاخيرة معتبرًا أن الوضع معقد ويجب التريث بانتظار ما قد يصدر من معلومات . اما آخرون فعزوا اغتيال سليمان الى توتر العلاقات مع ايران بسبب المحادثات غير المباشرة بين دمشق واسرائيل والتي تجري تحت رعاية تركية. ويقول احد المحللين السياسيين السوريين ان القضية الكبرى التي باتت تواجه سوريا الآن هي علاقتها مع ايران وحزب الله وكيف يمكن التوفيق بينها والمفاوضات مع اسرائيل الحديث مع اسرائيل ويعني الاغتيال ان هناك صراعا على الاهتمامات في النظام السوري وخاصة فيما يتعلق بايران. ويرى آخرون ان اغتيال سلميان جاء لمنعه عن الحديث عن تورطه في قتل الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري. تكهنات تطرقت لها وسائل الاعلام امس واضعة اغتيال سليمان امام 3 سيناريوهات ، الاول يتعلق باغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية بحيث قال مسؤول لبناني ان سليمان كان “ضابط الاتصال السوري مع حزب الله”، كما كان “على صلة وثيقة” أيضاً بمغنية الامر الذي نفاه مسؤول في حزب الله لوكالة الانباء الفرنسية مؤكدًا عدم معرفة الحزب بسليمان او بمقتله .اما السيناريو الثاني فيرتبط بالمحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري “.يذكر ان العميد محمد سليمان كان من ضمن الاسماء التي طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق ديتلف ميليس التحقيق معها في اطار قضية اغتيال رفيق الحريري . اما السيناريو الثالث فمتعلق بالمفاعل النووي المفترض في دير الزور ، بحيث تقول المعلومات المتدوالة في الداخل السوري ان سليمان تسلم بشكل سري ادارة البحوث العلمية والذرية ، والتقى وفد التفتيش الدولي الذي زار موقع دير الزور مؤخرًا واعتبرت مصادر مقربة ان الاغتيال جاء على خلفية هذه الزيارة التي سربت في تقاريرها اسمه وصفته و تسربت الى اسرائيل فرصدت سليمان وعاجلته بطلقات التي كان مصدرها احد الزوراق البحرية .من جهتها اوردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن مسؤولين يرجح أنهم من الإستخبارات في اسرائيل كانوا يلقبون مستشار الرئيس السوري بشار الأسد العميد محمد سليمان، الذي اغتيل في مدينة طرطوس الساحلية، بأنه “مغنية السوري”، نسبة الى القيادي العسكري لـ”حزب الله” عماد مغنية الذي اغتيل أيضاً في دمشق في شباط الماضي.ويعتقد المسؤولين الاسرائيليين أنه إذا صحت الأنباء عن اغتياله فإن الحدث “بالغ الأهمية”.من جهتها نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن سليمان شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس السوري وكان أحد أقرب المستشارين اليه، لكن “هذه الصفة لم تقنع أجهزة الإستخبارات في الغرب التي تعقبت أثره واتضح لها أن الرجل المختبىء خلف الكواليس مسؤول عن كل ما يسمى المشاريع الخاصة في سوريا”. وأضافت أن الإستخبارات الأميركية اشتبهت في أن سليمان كان مسؤولاً عن تهريب أسلحة كيميائية من العراق الى سوريا قبل غزو العراق عام 2003، وكان مسؤولاً أيضاً عن “الملف اللبناني” كما كان مسؤولاً عن العلاقة بين سوريا من جهة ومغنية و”حزب الله” من جهة اخرى. واشارت الى أن التنسيق الأساسي بين الجانبين نفذه مساعد مغنية، ابرهيم عقيل. واكدت أن “سليمان كان مسؤولاً عن سلسلة من الإستفزازات والاغتيالات من اجل الحفاظ على المصالح السورية في لبنان”.ووصف محلل الشؤون العربية في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ايهود يعري اغتيال سليمان بأنه بمثابة “اطلاق نار داخل مكتب الرئيس السوري بشار الأسد”.تكهنات حول الية الاغتيال قالت صحيفة “السياسة” الكويتية أن سيارة “مرسيدس” سوداء اللون دخلت إلى “الشاليه” الذي يملكه سليمان قرب مجمع شاطئ “الرمال الذهبية” في طرطوس على الساحل السوري، وترجل منها عدد من المسلحين الملثمين الذين كانوا يرتدون بزات سوداء اللون ومزودين برشاشات أوتوماتيكية متطورة ومجهزة بكواتم للصوت. وإثر دخولهم “الشاليه” بادروا الى احتجاز زوجته وأولاده وسائقه واثنين من مرافقيه في غرفة خاصة ثم أطلقوا النار على سليمان في أنحاء متعددة من جسده ورأسه حتى فارق الحياة.اما مواقع فقالت إن سليمان اغتيل برصاص قناص على متن يخت من البحر خلال قضائه إجازة في منزله بمنتجع سياحي بطرطوس وأصيب في رأسه وقلبه وتوفيَّ على الفور.وذهبت مصادر آخرى للقول إن عملية الاغتيال نفذت من خلال إطلاق رصاص من بندقية مزودة بكاتم صوت على منطقة الرأس وبقيت رصاصة في الرقبة.وقد شيع العميد سليمان الاحد بحضور عدد من المسؤولين السوريين، وقالت مصادر ان شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري وضباطًا كبارًا اخرين حضروا جنازة سليمان ببلدة دريكيش شرقي طرطوس. ويشير حضور ماهر الاسد وهو احد أقوى الشخصيات في سوريا الى دور سليمان المحوري في هرم السلطة السورية وإلى مكانته بين اركان الدولة.من هو العميد سليمان إن العميد سليمان، وهو من مواليد بلدة الدريكيش، تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق والتحق بدورة مهندس قيادي في الكلية الحربية وتخرج برتبة نقيب مهندس قيادي، وهو متزوج من دير الزور، وله ثلاثة اولاد. سليمان كان من اوائل المتفوقين في الكلية الحربية مما سهل له التقرب من النقيب باسل الاسد آنذاك، الشقيق الراحل للرئيس السوري، ثم عين ضابطاً مهندساً قيادياً في الحرس الجمهوري في الكتيبة التي كان يرأسها باسل الاسد. وابتعث إلى الاتحاد السوفياتي لتطوير سلاح الدبابات بالحرس الجمهوري وحصل على الماجستير في سلاح الدبابات، ونال الدكتوراه في تطوير سلاح المدفعية. وبعد عودة سليمان الى سورية، التحق بالحرس الجمهوري وتقلد منصبَ مديرِ مكتبِ باسل الاسد ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية. وكان عضوا في اللجنة العسكرية الخاصة لإدارة التسليح المختصة بشراء الاسلحة وتطويرها. وبعد وفاة باسل الاسد وتسلم بشار للواء الـ41 للحرس الجمهوري، تسلم العميد سليمان منصب مدير مكتب بشار الاسد الخاص، واصبح يدير غرفة العمليات الخاصة لبشار الاسد والتي تتعلق بنقل الضباط وتسريحهم ومتابعة شؤون الجيش والشؤون الأمنية. وأسس مكتباً خاصاً بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري لمتابعة الوضع الداخلي، وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية. وخلال وفاة الرئيس السوري الراحل، حافظ الاسد، كان سليمان رئيس غرفة العمليات التي تدير الاجهزة الامنية، وكان المسؤول الأول عن تعيين اللجنة المركزية واعضاء القيادة القطرية في المؤتمر القطري لحزب البعث عام 2000 ولاحقاً في المؤتمر القطري عام 2005. وبعد ترقية سليمان إلى رتبة عميد، أسندت اليه كافة الملفات المتعلقة بالجيش، وألحقت له رئاسة الاركان ووزارة الدفاع التي اصبحت تحت إمرته مباشرة. وأشرف ايضا على توجيه الاجهزة الامنية. وكانت لا تتم كافة الاعتقالات في سورية إلا بعد موافقته. وكان العميد سليمان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين.اما صحيفة يديعوت الاسرائيلية فقالت بان سليمان تخرج من كلية الهندسة في جامعة دمشق، وارتبط مصيره بعائلة الأسد في بداية طريقه العسكرية والسياسية، وخصوصاً نتيجة علاقته الوثيقة مع الراحل باسل الأسد، نجل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وشقيق الرئيس الحالي بشار الأسد. وذكرت أن باسل كان مرشحاً لخلافة والده، لكنه قتل في حادث سير “يرى كثيرون في الاستخبارات الإسرائيلية انه كان عملياً عملية اغتيال”. وأضافت أنه بعد وفاة باسل، صار سليمان مديراً لمكتب الرئيس بشار الأسد، وتولى قيادة اللواء 41 في الحرس الجمهوري الذي يعتبر جزءاً من “قوات الصاعقة”.وبعدما تولى الرئاسة، عين الرئيس بشار الأسد سليمان مديراً لمكتبه للشؤون العسكرية والمشاريع الخاصة وكان مسؤولاً عن تطوير الأسلحة في سوريا، مما جعله مطلعاً على المعلومات الأكثر حساسية وسرية بما في ذلك معلومات شخصية عن القيادة السورية.وقالت ايضا ان سليمان كان مسؤولاً عن عمليات نقل الأسلحة من ايران الى “حزب الله”، اضافة الى الصواريخ البعيدة المدى التي تصنع في سوريا.

إن إغتيال بحساسية منصب وغموض محمد سليمان وحساسية الملفات التي يتولاها ، والذي يأتي بعد فترة من إغتيال قائد حزب الله القوي عماد مغنية يؤكد أن هناك شئ غير مفهوم داخل سوريا وكذلك يؤكد التواجد المحابراتي للعديد من الدول داخل الأراضي السورية الأمر الذي لايتفق مع السمعة التي يتمتع بها جهاز الأمن كأحد أعتي الأجهزة في البطش والقسوة . كما يؤكد أن هناك ما يدبر لسوريا في الخفاء .

” كاتب “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى