الحلقة الأخيرة
نيغاتيف – من ذاكرة المعتقلات السياسيات
روزا ياسين حسن
…
أما ناهد. ب فلديها تجربة مغايرة مع السجانين!
بعد انتهاء التحقيق معها أخذها السجان الشاب إلى غرفة جانبية ملاصقة لغرفة التحقيق ليكتب إفادتها ويثبّتها.
كانت ناهد متعبة ومنهكة حدّ الانهيار. بما إن التحقيق استكمل مع ناهد فقد بات من المعروف أن لها حبيباً في الخارج، اعتقل قبلاً لفترة وجيزة، ثم أطلق سراحه. اسمه كان حاضراً في التحقيق دائماً، وعلاقتها فيه مكشوفة أمام المحققين وأمام السجان أيضاً.. أغلق السجان الباب بسرعة، أجلسها على كرسي قبالة الطاولة. كان يبدو متحمساً للغاية ومثاراً. جلس على كرسيه، وبدل أن يبادر بتدوين إفادتها صار يسألها بفضول عن حبها! استحالت عيناه، اللتان كانتا قبل قليل عيني سجان، إلى عيني شاب متوفز، يريد أن يعرف ماهية الحب، يريد أن يسمع عنه بلسان امرأة غريبة، غريبة بأفكارها، غريبة بمظهرها، والأهم غريبة عنه تماماً بحبها!!
ـ لمَ تحبينه؟!
كان سؤاله الأول والمتردد.
ـ لأن أفكاري مثل أفكاره..
أجابت ناهد.
ـ فقط؟! ربما تحبينه لأنه غني؟!!
ـ لا.. ليس غنياً أبداً.
ـ عنده بيت وسيارة؟!!
ـ لا..
ـ لمَ تحبينه إذاً!!!
استمرت تساؤلات الشاب طويلاً. لم ينتبه حتى كان وقت التحقيق قد مرّ دون أن يدون أياً من الإفادات، ودون أن يسمع من في الخارج أصواتاً تدلّ على استكمال تحقيقه المفترض. انتفض من فوره، صار يضرب الكرسي الجلدي أمامه، ويطلب من ناهد الصراخ على أساس أنه يضربها مستكملاً أخذ إفادتها.. ثم عاد للسؤال مجدداً:
ـ لم تحبينه؟!! احك لي أكثر..
ـ…
حب من وراء القضبان:
تفاصيل الأنوثة والعشق
ربما تحدث الكثير من المعتقلين، سواء كتابةً أو مشافهةً، عن المرأة، عن غيابها وحضورها الطاغي، حضورها في الأحلام واليقظة، في الكلام والسكوت، في البياض والعتمة. ولطالما غصّت المهاجع والزنازين بالشهوة، بأحاديث الغواية، وبحمحمات لذة كان لها مسارب مختلفة للتحقق. لكن ماذا عن حضور الرجل في حياة المعتقلة؟
الأمر بالتأكيد مختلف تماماً بالنسبة إلى النساء: فحضور الرجل كان مشفوعاً على الدوام بالرغبة والخوف، الرغبة بالذكورة والخوف والقرف من بطش الجلاد. كان إذاً حضوراً ذكورياً محمّلاً بكل أغلال المجتمع خارجاً، وبكل أغلال دواخلهن.
لكن الأهم أن حضور الرجل في حياة المعتقلات، على عكس المعتقلين، كان حضوراً فيزيائياً. السجانة الذكور موجودون في كل دقيقة من دقائق النهار وفي صمت الليل وجوانبه الغامضة.
لا يعرف البعض، وقد يعرفون، ما قد يفعله صوت سجان يتناهى في صمت الليل إلى امرأة معتقلة منذ سنوات!! ما قد يحمله ذلك الصوت من نبش لرغبات كبتت طويلاً، من غواية لا متناهية، من تلاطم أمواج الشهوة مع كون الرجل سجانها ليس إلا، ومن اعتبارات تفرضها رقابة اجتماعية في الزنازين أشد هولاً من رقابة مجتمع طاغٍ في الخارج! حين يضحي حذاء عامل الصحية، المتروك بباب المهجع وهو يصلح الحمام، قادراً على بلبلة المعتقلات لأيام في سجن النساء. سجان يهرول ليلاً لأمر ما، وهو يرتدي بيجامته المرقشة، يجعلهن يستيقظن ليتدافرن على شباك المهجع كي يلمحن رجلاً ببيجاما.. رجل يرتدي بيجاما.. يا إلهي! كم كانت غواية ما بعدها غواية!
أن تعشق معتقلة سجانها أمر يحدث و ربما حدث.
أن تعشق معتقلة معتقلاً آخر أمر يحدث وربما حدث أيضاً.
أن تُفغم الأقبية بالعلاقات، بالأجساد المتداخلة، وبرائحة العشق والجنس بين السجانة والمعتقلات وبين المعتقلين والمعتقلات، إن أمكن الظرف بالطبع، أمر حدث ويحدث بالتأكيد..
والقصص تتوالد، تتناقل، وتكبر.
حدث الكثير هناك، سمع الكثيرون عدداً من القصص ربما كان بعضها حقيقياً، وربما كان بعضها مختلقاً! فالمعتقلات في النهاية نساء، بشر بالتأكيد، ولسن مجرد تماثيل حجرية. والذاكرة المستترة بألف حجاب وألف اعتبار، وجدران المعتقل كذلك، هما وحدهما الشاهدان في النهاية. القصص ذاتها ستتكرر، بسيناريوهات مختلفة متباينة، لن يكون هناك فرق بين الثمانينيات والتسعينيات وحتى السبعينيات، لأن الحب واحد، ولأن السجون واحدة، ولأن الإنسان، مهما اختلف، واحد.
إذاً هو موضوع زمن لا غير.
إحدى تلك القصص حدثت في سنة 1987:
فقد ظل عدنان.م في بداية اعتقاله حوالي ثمانية أشهر في المنفردة ذاتها في فرع الأمن1، بعدئذ نقل إلى منفردة أخرى حيث بقي فيها حوالي الشهر. كانت المنفردة الثانية ملاصقة لزنازين المزدوجات حيث تسجن المعتقلات. الزنزانة والمزدوجات يشتركان بالحائط نفسه، وهناك في المزدوجات كانت زوجته لينا.و معتقلة. عرفت لينا باعتقاله في تلك المنفردة عن طريق سجين آخر في المنفردة المجاورة، كان رفيقاً سجيناً فيها قبل مجيء عدنان، ومعتقلات المزدوجات يتحدثن إليه عبر الحائط قبلاً وذلك بلغة مورس، أي بالدق على الحائط المشترك. في ذلك المساء أخبرها السجين أن زوجها جيء به اليوم إلى المنفردة المجاورة.
ما إن حلّ المساء ورحل السجانة حتى التصقت لينا بالحائط المشترك، وطفقت تدقّ لعدنان محاولة أن تخبره بوجودها هنا. في ذلك المساء كان لقاؤهما الأول، عبر الجدار بالطبع، وبعد شهور طويلة من الفراق.
ولأن الحب هو القاهر الأكبر للسجون، السلاح الأمضى في وجه كل الجحيم المحيط، فإنه يتضخم هناك في الداخل، يتضخم حتى يطغى على كل أوقات المعتقل/ المعتقلة، على الروح والذاكرة وحتى أقاصي العقل، تصبح كل ثانية من الوقت المسفوح بين الجدران تتوق له فقط.. أي للحب. هذا ما جعل أوقات لينا تحقن بشيء جديد بعيداً عن شحّ المزدوجات، تحقن بوجود رجلها الذي جعل الحائط مجرد غلالة شفافة لا تستر ولا تحجب شيئاً، تحقن بحبها: المعين الأكبر على الصبر.
بداية كنت أتحدث إلى عدنان بالدق على الحائط المشترك.
ما إن يغلق السجان باب منفردته حتى أهرع إلى الحائط لاهثة مشتاقة. لكن عدنان كان مصراً على سماع صوتي، فصرت ألصق فمي بالحائط، وأهمس إليه خاصة أني كنت أستطيع الكلام لأن السجانة سيعتقدونني أتحدث إلى رفيقاتي في الزنزانة، أما عدنان فكان عليه أن يسمع فحسب ويجيب بالدق، فأي صوت سيخرج من المنفردة، ويسمعه السجانة، سيكون كفيلاً بإنزال أشد العقوبات عليه.
استطعت وعدنان أن نسرق أجمل الساعات بين نوبات السجانة كي نلهب الحائط البارد والأصم بسعير بوحنا وشوقنا المتدفق وسط الحرمان. شوقنا ذاك كنت أعيشه كموجة نارية تلفح كل برد وعطنة الزنزانة. في الساعة الثالثة صباحاً أتى إلى المزدوجات السجان م، الحمام الزاجل كما كنا نلقبه. المعتقلات جميعهن كن نائمات:
ـ أين لينا؟..
همس من وراء الباب ليوقظني. حالما هببت إلى الشراقة أخبرني همساً أن أصعد إلى السقيفة(120) على الفور، وغاب في عتمة الكوريدور. حين طللت من شباك السقيفة، المشرف على الكوريدور الخارجي الطويل، رأيته.. كصاعقة مباغتة كان وجهه يطلّ علي من الأسفل.. يا إلهي إنه هو: عدنان!! كان الحمام الزاجل، وقد خلا السجن من المراقبة، قد ساق عدنان خارج المنفردة إلى الكوريدور وأضحى بالتالي مواجهاً تماماً لي أنا المطلة من السقيفة. لم أستطع أن أتفوه بنأمة! مشدوهة ظلت، صامتة، مصعوقة، وعيناي مزروعتان على وجه حبيب لم أره منذ شهور طويلة. يا إلهي كم تغيّر، نحل كثيراً، وبدا متعباً وهو يرتدي البيجاما.. بقية المعتقلات لحقن بي إلى السقيفة، وصرن يتحدثن متلهفات إلى عدنان، يرشقنه بالأسئلة المتلاحقة وهو يحاول جاهداً الرد.
أما أنا فبكماء.. بكماء.
فجأة صدح صوت بثينة.ت في صمت الفرع بأغنية فيروز. كأنها كانت تغنيني، كل ما كان يجنّ بداخلي من كلمات الحب والعتاب والشكوى واللهفة وقفت منحشرة في حلقي، كل ما تمنيت لشهور أن أقوله في أحضان عدنان قالته بثينة بأغنية من بضع كلمات:
لشو الحكي.. طالل علينا قمر.
خلّي النظر للنظر.. يشرح هواه ويشتكي
لشو الحكي؟!
كانت فيروز، بصوت بثينة، تحكي تماماً ما حدث: النظر للنظر، والحب في العيون فحسب.
لشو الحكي عند التلاقي سوا
أهل الهوا ع الهوا بيتفاهموا من دون حكي!
شيء شبيه حدث في ذكرى زواجهما. كان عدنان لا يزال في المنفردة ذاتها، وعبر إشارات المورس أخبر لينا أن تنتظر هدية منه ستصل اليوم مع السجان المسؤول عن توزيع الطعام والتنظيف، سجان الخدمة جورج، وكان شاباً متعاوناً للغاية. ركضت لينا إلى باب المزدوجات الحديدي. بقيت طويلاً واقفة بانتظار السجان جورج وقد توقعت أن يقذف لها بهدية ما عبر الشرّاقة.، رسالة أو ما شابه تحمل رائحة عدنان وحبه، ووعداً ما بآت أجمل وأكثر دفئاً. لكن جورج وقف وراء الباب ولم يفتحه! لم يقذف لها بأي شيء. انتظر هنيهات ليصدح فجأة صوته اللطيف بأغنية آسرة:
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين معاً.
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً ونجمة
وكنت أؤلف فقرة حب
لعينيك غنيتها…
كانت أغنية مارسيل خليفة لقصيدة محمود درويش هي الهدية!
غناها جورج بكل جوارحه كأنه يغنيها لحبيبته. راحت لينا تجهش بالبكاء فيما واصل جورج غناءه:
أحبك حب القوافل واحة عشب وماء
وحب الفقير الرغيف
حب الفقير الرغيف
لم يطل الزمن بين ذكرى زواجهما تلك والليلة التي تم ترحيل عدنان فيها من المنفردة في فرع الأمن1 إلى المهجع قبل أن ينقل إلى السجن الصحراوي. جاء السجان إليه بعد العشاء قائلاً:
ـ أنهيت طعامك؟.. هيئ نفسك للذهاب.. سترحل الليلة.
ما إن أغلق السجان الباب الحديدي حتى انتفض عدنان وشحط على طول الحائط الإسمنتي الخشن بالمعلقة البلاستيكية التي يأكل بها، إشارة كان قد اتفق ولينا عليها في حال أتى موعد ترحيله من الزنزانة، لم تنته الشحطة أسفل الحائط حتى كانت الملعقة قد ذابت، ويده التي أكملت الحركة نفرت الدماء منها.
حين سمعت لينا الإشارة انقضت على الحائط، لكن السجان كان قد عاد إلى منفردة عدنان وصوته يصل إليها واضحاً عبر الجدار.. سيق عدنان دون أن تستطيع لينا توديعه أو تمويله بأية كلمة للآتي المؤلم.
ولم تستطع لينا أن ترى زوجها بعدها حتى أطلق سراحها بعد سنوات وتم فتح الزيارات في السجن الذي نقل عدنان إليه بعد السجن الصحراوي، ليظل معتقلاً فيه حتى سنة 2001 حين أطلق سراحه مع مجموعة من المعتقلين.
…
أما في سنة 1986 فلم يكن تلفزيون الأبيض والأسود الصغير، في منتصف مهجع المعتقلات السياسيات في سجن النساء، نافذة مشرفة على عالم خارجي بعيد ومنسيّ فحسب، بل كان وسيلة لإيصال الأخبار السيئة منها أولاً قبل الجيدة!
على قناة التلفزيون الأولى، القناة الوحيدة التي يبثها التلفزيون، وأثناء النشرة الرسمية للأخبار في الساعة 8.5 ليلاً كان الإعلام الرسمي يبثّ محاكمات المسلمين، أو المتعاونين معهم، وقد اتهموا بسلسلة من الاغتيالات هزّت البلاد في السنوات الأخيرة، وكذلك بسلسلة من التفجيرات للحافلات ومرافق عامة أخرى.
كل يوم تطلّ مجموعة من الشباب، لهم سحن الخارجين من القبور، على الشاشة الضئيلة يتلون مجموعة من الجمل المتلاحقة كأنهم روبوتات لقّنت ما عليها قوله.
ذات ليلة بينما كانت المعتقلات الإسلاميات، ومعهن الشيوعية الوحيدة هند.ق، يتابعن الأخبار في مهجعن بعد إغلاق الأبواب، صرخت يسرى.ح فجأة، وضعت يديها على فمها متسمرة. انتبهت بقية المعتقلات إليها دون أن يعرفن ما الذي يجري!!.. هبّت يسرى واقفة من فورها، كانت ما تزال تغلق فمها بيديها وهي تدور كالممسوسة في المهجع وقد انفتحت عيناها على سعتهما، عينان مصدومتان تنضحان رعباً هلعاً وحزناً. فجأة انهارت يسرى على الأرض داخلة في نوبة فظيعة من البكاء العالي والزعيق المتوحش حتى فقدت الوعي. فيما بعد ستعرف المعتقلات أن ما حدث مع يسرى كان بسبب الخبر الذي بثّه التلفزيون: خبر إعدام زوجها وهو الأول في قائمة الإسلاميين المحكومين في تلك الليلة.
…
ستتكرر القصص على مدار السنوات بين جدران الزنازين، تختلف تفاصيلها فحسب. في سنة 1984 وفي اليوم السابع بالضبط لاعتقالها في المنفردة طلبت هند.ق من السجان أن تخرج إلى التواليت. هناك كانت فرصتها الوحيدة للجلوس الذي كانت محرومة منه في الزنزانة إلا خلسة أثناء ذهاب السجانة. إلى التواليت راحت هند تعرج إذ أن أسفل قدميها، المتقرح من التعذيب، يجعل سيرها صعباً للغاية.
حين عدت إلى المنفردة فوجئت بصابونة لها رائحة ذكية مرمية في عتم الزنزانة. كانت الصابونة تعجّ بأبيضها في الزنزانة الفارغة إلا من علبة محارم، اشتريتها من السجان ببقية المال المتبقي معي، ومن المياه التي تملأ أرضها. للوهلة الأولى شعرت بالخوف من هذه الهدية المفاجئة، ودسستها بسرعة في علبة المحارم. حين خرجت عند الظهر من جديد إلى التواليت وعدت إلى المنفردة فوجئت بباكيت دخان أجنبي أيضاً.
في الأيام السابقة كنت ألاحظ وجود ست منفردات في آخر الكوريدور، واحدة منها يظل بابها مفتوحاً على الدوام! كنت أعتقد أن وضع المعتقل فيها كوضعي، أي أن نزيلها مجبر على فتح باب زنزانته ليراقبه السجان بصورة مستمرة كما يفعلون معي أنا. كنت أفكر أنه قد يكون مجبراً على الوقوف مثلي طيلة الوقت، وربما كان الماء والملح يخز أقدامه الحافية.. مثلي أيضاً.
مع الزمن صرت ألاحظ أن وضع تلك المنفردة خاص، وأنا أراقبها من شق الطاقة في باب زنزانتي. نزيل تلك المنفردة كان رجلاً سميناً يتمشى على هواه في الكوريدور فيما العناصر ساهرة! يعني على مرأى ومسمع السجانة!! الأمر الذي كان محالاً حدوثه مع غيره.
في تلك الليلة، في الساعة الثانية فجراً، دق ّباب منفردتي وأدخلت سيجارة شاعلة من شق الطاقة! العناصر كانوا نائمين بالتأكيد. من يرمي إلي بالسيجارة إذاً؟!. قمت من فوري إلى الطاقة، سحبت السيجارة بسرعة. كنت خائفة ومتفاجئة ومرتبكة. لكن صوتاً دافئاً، لا يشبه صوت سجاني البتة، أتاني فجأة:
ـ مسا الخير يا حلوة.
ـ أهلاً.. من؟!!
قلت له بلهفة وقد أحسست للحظات بأني حلّقت خارج منفردتي وصوت رجولي حميم يخاطبني.
ـ كيفك؟ كيف أقدامك؟ كيف جسمك؟ من أنت؟ ما الذي فعلته حتى يعاملونك هكذا؟!!
ـ…
ـ هل أنت رئيسة حزب ما.. قلبي يتقطع عليك.. وصلتك الصابونة؟
ـ من أنت؟
سألته بعد طول استماع وأنا أمجّ من لفافة التبغ الشهية. كان الرجل قد راح ليهرول حافياً إلى آخر الكوريدور، اطمئن أن السجانة لا يسمعونه، ثم عاد من جديد إلي. حفيف خطواته المتسارعة كان يتناهى واضحاً إلي.. أجابني أن اسمه أبو مهند وهو سكرتير ياسر عرفات الشخصي. كان ينبغي أن يقوم بتهريب الأموال عبر طرابلس فألقي القبض عليه، وهو هنا منذ حوالي تسعة أشهر.
ـ بابي يظل مفتوحاً.. كل ما تريدينه أستطيع أن أجلبه لك.
مرت الأيام وهند في المنفردة، وأبو مهند ينام خلال النهار وعند أول الليل يستيقظ ليدخل لها سيجارة شاعلة من الطاقة، تنتظرها بفارغ الصبر، ويبدأ بالحديث معها فيما تلمح هي صورته مضببّة من شق الطاقة ذاته. طلبت منه يوماً قلماً ومجموعة من الأوراق، ثم أوصته أن يكتب لها عناوين الجرائد وهي تصله بانتظام.
ـ العناوين فحسب، كي أعرف ماذا يدور في الخارج.
بعد فترة سألها أبو مهند سؤالاً كان ينبغي أن يسأله قبلاً:
ـ ما اسمك؟
ـ هند..
حالما سمع أبو مهند باسمها اختفى صوته فجأة! المشهد من شق الطاقة بات فارغاً أمام نظر هند، ثم سمعت من بعيد صوت باب منفردته يغلق بعنف في سكون الليل. لم تلبث هند أن عادت إلى النوم، كانت مستغربة لتصرفه لكنها لا تستطيع شيئاً. ثم استيقظت من جديد على صوته الذي عاد من الخارج. سألته عن سبب تصرفه.
ـ حقيقة ذهبت لأبكي.. لم أكن أريدك أن ترينني وأنا أبكي.. اسمك كاسم ابنتي الصغيرة.. هند.. اشتقت لها كثيراً. وأدخل من شق الطاقة صورة لابنته وابنه: طفلان لطيفان أسمران. وأدخل مع الصورة ورقة عليها عناوين جرائد اليوم.
ـ اليوم رأيتك من الخلف وأنت تخرجين إلى التواليت.
صار أبو مهند بالنسبة إليّ حالة أثيرية لا أقدر على وصفها حتى اليوم، حالة حملت لي طاقة هائلة على الأمل والبهجة وسط الظلام ما تحت الأرضي في منفردتي.
كان يأتيني بأخبار المعتقلين في الزنزانات الأخرى:
أحد كبار القادة الشيوعيين في المنفردة المقابلة.
أكثر المعتقلين من حولي من الإسلاميين، و… و…
ذات يوم دسّ لي ورقة من شق الطاقة وإذ عليها قصيدة حب! هل بإمكان أحد تصوّر الأمر! قصيدة حب في زنزانتي.. كان الأمر أسطورياً!. استمر شقّ الطاقة يمرر إلى زنزانتي المنفية عناوين الجرائد، الأخبار، السجائر الشاعلة، الصوت الدافئ، وقصائد الحب، قصائد كفيلة بجعل أيامي المتعاقبة تمضي دون أن تلوثها مرارة السجون. ذات ليلة بادرني أبو مهند من شق الباب:
ـ جلبت لي امرأتي بيجامتين سألبسهما وأريك إياهما.
ـ يالله.. أنا ناطرتك.
وقفت على شقّ الطاقة لأراقبه، وابتعد هو كي أستطيع، بحيّز الرؤية الضيق، رؤيته كاملاً. كان قد ارتدى البيجاما الجديدة ووقف باستعداد. بدا شكله مضحكاً للغاية ببيجامته الرمادية الضيقة وكرشه الكبير فيما أعلى البنطال يدخل في تفاصيل وسطه السمين. جاهدت لكبت قهقهات خرجت رغماً عني من داخل المنفردة.
ـ أحبك.
همس إليّ في صمت الكوريدور..
في اليوم التالي، وهو اليوم السابع عشر على اعتقالها الثاني، نقلت هند من منفردتها إلى المنفردة 36 في الكوريدور الآخر من فرع الأمن1. كانت الزنزانة بعيدة للغاية عن أبي مهند. هناك راح شعور الاختناق يحاصرها، يطبق بكلتا يديه على رقبتها. راحت تشعر بالسجن ثانية بغياب أبي مهند، جدران المنفردة تضغط على صدرها وتضيّق الخناق على روحها. الحل الوحيد كان أن تطلب من السجان الاستحمام علّها تتخلص من شعور الاختناق إن غادرت المنفردة.. بعد لأي قبل السجان وأخرجها إلى التواليتات. في منتصف تلك الليلة دقّ باب المنفردة، وسمعت هند من جديد همس أبي مهند!!
ـ الله يلعنهم لمَ نقلوك بعيداً عني؟.. لكن لا تخافي سآتي إليك كل يوم.. كل يوم..
لكن لم يمر وقت طويل حتى نقلت هند.ق من الزنزانة إلى سجن النساء المدني فيما بقي أبو مهند في الفرع.
…
بعد ذلك بسنوات، وفي سنة 1988، كان الحائط الفاصل بين مزدوجات فرع الأمن1 ومنفرداته هو الشاهد الوحيد على قصة الحب الغريبة بين عماد وحميدة.ت. بنواة الزيتون، التي تطرق بلغة مورس، استطاع عماد وحميدة أن يلهبا ذاك الحائط بالشغف، أن يجعلا جموده نهراً من الغواية والحب. بنواة الزيتون استطاع كل منهما أن ينقل عالمه، من وراء الجدار، كاملاً إلى الثاني. استطاع كل منهما أن يعيش تفاصيل عيش الآخر وحبه وأوقاته المتطاولة، عيش كامل من وراء الجدار، عالم من التفاصيل اليومية الصغيرة في الزنازين:
الطبخ، القراءة، الأحاديث، الشجار، وحتى جلسات الحب الحميمة.
كان عماد على علم بتفاصيل الزيارات في مزدوجات المعتقلات، بالهدايا والأغراض التي تصل معها، بالطعام الذي ستتناوله حميدة، بتفاصيل أحلامها وهواجسها، بفرحها وحزنها.. بالمقابل كانت حميدة تعيش الوحشة القاتلة في زنزانة عماد المنفردة، تقضي أوقاته ثانية بثانية وهي تمضي ثقيلة ثقيلة، وصمت المنفردة تكسره طرقات نواة الزيتون، أو طرقات أصابعها على الجهة الأخرى من الجدار البارد الذي يستحيل فجأة حاراً كالحب. بعد أن يغيب السجانة تمضي ساعات الليل الطويلة كلحظات وهما يتحادثان بالدق.. بالدق فقط.
عماد كان الشخص الوحيد الذي استطاع أن يعينني على تحمل سنوات السجن: مشاعر عجيبة، استثنائية، ربما لا تنتاب المرأة إلا هناك في عتمة السجن. كان لدي يقين، لن يستطيع أحد تبديله، أن حياتي كلها ستنتهي في حال غياب دقاته، في حال غدا الجانب الآخر من الحائط فارغاً، فيما تنفتح أبواب الفردوس أمامي إن استطعت أن ألمح، من ثقب باب الزنزانة، طرف بيجامة عماد في الكوريدور وهو خارج إلى المرحاض. هذه اللمحة قد تكلفني ساعات من الانتظار، وأنا محنية الظهر، أسترق النظر من الثقب. كنت أرقب أوقات خروج المعتقلين إلى الخط ثلاث مرات في اليوم، ذلك أن حماماتنا كانت في زاوية من المزدوجات لذلك لم نكن نخرج البتة. أحياناً يكون حظي طيباً وألمحه مرة من تلك المرات.
في يوم أهدتني الصدفة هدية رائعة واستطعت أن أرى وجهه واضحاً وهو يسترق النظر إلى باب مزدوجاتنا. أخبرته بذلك في رحلة من رحلات أحاديثنا المتطاولة. بالنسبة إلي كان وجه عماد في تلك اللحظة أجمل وجه رأيته في حياتي، وشعوري بأنه يسترق النظر كي يلمحني بعث في متعة هائلة وامتلاء غريب له علاقة ربما بامتلاء الأنوثة في داخلي. كنت أمتلئ أنوثة وأنا في المزدوجات في فرع الأمن! أليس الأمر مثيراً للضحك؟! بعث عماد يوماً برسالة إلى حميدة مع السجان. تحدث فيها عن مشاعره الغريبة والمتصارعة، عن حب اجتاح منفردته وملأ أوقاته فيها. كان سؤاله الملحّ: هل نحن حقاً عاشقان؟ وهل سنبقى لبعضنا وفقط لبعضنا؟ ثم نقل عماد مع بقية المعتقلين إلى السجن الكبير. إلى هناك بعثت حميدة رسالة مع أحد الذاهبين، هرّبتها مع السجان، وكان جوابها الأوحد: نعم.
خرجت حميدة من المعتقل في سنة 1990، وخرج عماد بعدها بسنوات. أضحى لكل منهما حياته الخاصة، وهما إلى اليوم لم يلتقيا، ولم يعرف أحدهما الشكل الحقيقي للآخر.. ذلك الحب، الذي خلقه السجن ولياليه الطويلة، ظل هناك بين جدرانه الرطبة وممراته وزنازينه المعتمة، احتفظ به ربما لعاشقين قادمين سيفصلهما يوماً جدار آخر، وسيخلق بينهما كسراج يضيء ظلام الزنازين ويبدد وحشتها.
…
في السنة نفسها، سنة 1988، وبعد أشهر من اعتقال أميرة.ح كان بهو فرع الأمن2 العسكري بمدينة الشمال يغصّ بكل المعتقلين الشيوعيين: رفاق، مشاريع رفاق، رفاق مرشحين، وحتى الأصدقاء كانوا يفترشون أرض البهو. كان اعتقالاً جماعياً ومضر.ج، زوجها، غير موجود!! على الرغم من أنه كان المسؤول عن منطقية المدينة وينبغي أن يكون من أوائل المعتقلين!. راح خوف ما يساور أميرة من عدم إحضار مضر إلى الفرع، أو هذا ما ظنّته، على الرغم من أنه اعتقل قبل شهرين ونصف من الآن.. أين سيكون إذاً؟!! انتظرت أميرة بفارغ الصبر أن تراه أول وصولها إلى العاصمة، إلى فرع الأمن، وقت تقرر نقل المعتقلات والمعتقلين إلى هناك. لكن مضر لم يكن في فرع الأمن بالعاصمة!
سألت أميرة السجان عنه، ثم مدير السجن حين أخذت إلى التحقيق. الجميع أنكروا وجوده في الفرع.. أنكروا وأنكروا. أين سيكون مضر إذاً!! إحساس عميق كان يساور أميرة، إحساس يصل حدّ اليقين، بأن مضر موجود هنا في فرع الأمن. لكن، ربما كنوع من أنواع الدفاع عن النفس، كذّبت يقينها، وآخر ما خطر ببالها أن يكون مضر قد قتل. انتقلت مع بقية المعتقلات إلى سجن النساء، بعد أشهر من الاعتقال في فرع الأمن.. كان قلبي يخبرني منذ زمن أن أمراً سيئاً حصل، لكني لم أرد تصديقه، كنت أحاول تكذيب إحساسي وسط إشاعات عن غياب مضر وأسبابه وعما يكون قد حصل.
في حزيران سنة 1988 جاءت غرناطة.ج، مع حملة من المعتقلات الجدد إلى سجن النساء، بخبر أكيد أن مضر استشهد. أي خبر فظيع ذاك الذي حملته غرناطة إليّ.. بقدر ما كان للخبر وقع الصاعقة عليّ، بقدر ما كنت أعتقد أن عليّ كبح حزني، كبح فجيعتي بكارثة أتتني مضاعفة وأنا في السجن. لا أريد أن أصدق أن مضر قتل.. لكنه في النهاية قتل. ظننت وقتها أن قوتي كمناضلة في المعتقل تكون بتماسكي. هذا التماسك يتمثّل بتطويع نفسي لأكون أشبه بتمثال حجري، فيما كنت أرغب بالصراخ، بالبكاء بصوت عال كالمجانين، بضرب رأسي بالجدران، بتكسير الأشياء. كنت أرغب بأن أجن حقاً كي أرتاح. حبيبي قتل وأنا محبوسة هنا وما بيدي حيلة. بعد زمن صارت الكوابيس تحاصرني. أستيقظ وأنا أبكي كممسوسة، وأرتجف..
في النهاية كان مضر قد قتل وانتهى الأمر، ابنتي خارجاً بلا أب أو أم، وأنا هنا في المعتقل لزمن لا أستطيع التكهن به، ولا أحد يستطيع ذلك. بدا لي أن نفق حياتي لا نهاية له، مظلم بلا أي بصيص من أمل. يا إلهي كم كانت سنوات عصيبة.. عصيبة للغاية.
…
في سجن النساء المدني كانت ناهد.ب تكتب الرسائل وتكتبها. لم تكن متأكدة من إمكانية إيصالها إلى حبيبها خارجاً لكنها كانت تكتب له وتكتب وتكتب. بعض تلك الرسائل وصل بالفعل، والبعض الآخر ما زال مدوناً على دفتر الذاكرة فحسب. على الرغم من ذلك لم تستطع تلك الرسائل أن تجعل رجلاً كحبيبها ينتظرها طويلاً، فقد أحب امرأة أخرى وارتبط بها قبل شهور من إطلاق سراح ناهد.
إحدت تلك الرسائل بدأت كما يلي:
(إليك كانت البداية:
أحبك بعمق السنين التي قضيناها معاً كرمشة عين.
أحبك بعمق رائحة البنفسج في سهول الربيع
أحبك بعمق جراح الوطن الحزين التي تلمسناها سوية.
أحبك بعمق التجربة التي أخوضها، والبصمات التي وشمتها هي وأنت على جلدي.
…(121).
دائماً كنت حاضراً في الذاكرة.. دائماً ومنذ اللحظة الأولى.. كنت معي وأمامي.. أحدثك عن كل شيء بالتفصيل.. المشاعر.. الأحزان.. مواجهتي مع الجلاد بكل نقاط ضعفها وقوتها.. لحظات الفرح المسروقة من الجلاد.. أسماء صديقاتي الجدد.. إنني بالمقابل أحب أن أعرف كل شيء عنك وبالتفصيل الممل كي تخفّ غيرتي قليلاً. غيرتي من بيتنا الجميل.. ومن السيارات والشوارع.. والأصدقاء.. وحتى الشرطة.. كل هؤلاء يروك ويلمسوك ويشمون رائحتك إلا أنا.. أفلا أغار؟
وأنا.. ورغم كل شيء لن أدهش ولن أفاجأ.. فأنا أعرف الفرق تماماً.. بين حراب الأيام التي تطعن الذاكرة.. وحراب تطعن كل شيء وتسقي الذاكرة.. وحبنا الآن.. رغم تداخله مع كل الخلايا.. رغم تعشقه فينا.. مجرد ذاكرة رغم خصوبتها وجمالها وعبقها الدائم).
…
بدون تاريخ
في نهاية رسالة أخرى تقول ناهد:
(حبيبي الرائع:
إن سألتني عن الحرية أقول لك: هي الهواء النظيف، صخب الشوارع، الأصدقاء الجميلون، رائحة البحر وعبق الغابة، حنان الأهل، زحمة المهرجانات والمسارح.. كل ذلك هو حريتي وحلمي الرائع أحمله على ظهري ويثقل علي. لا تسألني لماذا لم أضف عليها كلمة و”أنت” لأنها بدونك لا قيمة لها أبداً. من ورقة رأس السنة شعرت أنك حزين حزين جداً.. أكثر مما كنت أتوقع ومن قبل عندما أخبرتني عن إشكالات عملك وبأنه غير مريح سيطر مزاجك الحزين علي وصرت أفكر بك بحزن أكبر من السابق.. قلقلة عليك.. أريدك سعيداً رغم كل شيء.. لا أريدك أن تتعذب وتعاني ولا على أي صعيد.. أريدك.. ولكن أعود وأسأل نفسي كيف؟؟ كيف يمكن التوفيق بين عناصر متنافرة.. كيف يمكن التوفيق بين ذكرى وواقع.. بين وردة وبوط عسكري.. بين شراع وإعصار بين حركة الموج الأبدية وسكون الرمال على شواطئه؟؟.
لن أذكر المزيد عن هذا الموضوع.. ولكني أفاجأ أصعق حين تسألني في يوم من الأيام عن رأيي ومشاعري.. فالحري بي أن أسألك أنت.. وأرجو أن تطلعني على مشاعرك بصراحة بكل حالاتها المتغيرة حتى القاسية منها.. فالحقيقة بالمحصلة النهائية هي المريحة.. وإن قاسينا منها آلام ممضّة وعميقة.. إلا أنها الدواء الوحيد).
جن النساء
19/2/1990
بمثابة خاتمة:
ربما كان هذان المقطعان ملخصين لخاتمة ما.
الأول كتبته الطفلة جود على دفتر اللغة العربية في المدرسة:
(باسم أمي وأبي(122):
لماذا كل الناس
مظلومون في السجن
هذا ليس من القانون
أرجو من الجميع الانتباه جيداً)
الاثنين 9/1/2006
المقطع الثاني كتبته ناهد في نهاية دفترها(123):
(شوارع العاصمة وأضواؤها الفاتنة تلقي عليكِ التحية
مشيت فيها حتى تعبت الأرصفة
تغزلت بها حتى غارت النجوم
عشقتها حتى بكت الرجال
ومازلت أصرخ منذ عودتي إليها:
يا مدينتي الجميلة والخائنة
هاأنذا قد عدت).
ثبت المعتقلات المذكورات في الكتاب:
(الأسماء حسب الترتيب الأبجدي)
آسيا. ص: من مواليد 1960 اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990. تركت ابنتان صغيرتان في الخارج.
أميرة. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1958، اعتقلت في سنة 1987 وحتى سنة 1991.
أنطوانيت. ل: معتقلة سياسية من مواليد 1967 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990
بثينة. ت: معتقلة سياسية من مواليد 1957، اعتقلت كرهينة عن زوجها في سنة 1987 وحتى سنة 1990.
تماضر. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1961، أخذت رهينة في سنة1987، وكانت قد تخرجت من كلية الطب للتو. بقيت معتقلة حتى سنة 1991.
تهامة. م: معتقلة سياسية من مواليد 1964، اعتقلت لمدة سنة تقريباً، وذلك في سنة 1992 ثم أطلق سراحها وتمت محاكمتها وهي في الخارج.
جميلة. ب: معتقلة المنظمة الشيوعية العربية الوحيدة اعتقلت بصورة متواصلة من سنة 1975 وحتى سنة 1991 وهي تقيم الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مدينة القدس.
حميدة. ت: معتقلة سياسية فلسطينية من مواليد 1962. اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990.
حسيبة. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1959، اعتقلت للمرة الأولى سنة 1979 وحتى سنة 1980 وفي المرة الثانية من سنة 1986 وحتى سنة 1991
خديجة. د: معتقلة سياسية من مواليد 1959 اعتقلت للمرة الأولى في 1984 وفي المرة الثانية من سنة 1992 إلى سنة 1998
دلال. م: من مواليد 1958 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990 ولديها ولدين.
روزيت. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1955 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980 ومن سنة 1992 إلى سنة 1993.
رجاء. م: من مواليد 1960. اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991 ظل زوجها في الخارج وابنتها.
رنا. م: معتقلة سياسية من مواليد 1963 اعتقلت في أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1991
رماح. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991
زهرة. ك (أم كرم): من أكبر المعتقلات الشيوعيات من مواليد الثلاثينيات اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991 وتوفيت بعد إطلاق سراحها.
سحر. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1957، اعتقلت في سنة 1979 وحتى سنة 1980، ومن سنة 1987 وحتى سنة 1991.
سناء. ح: معتقلة سياسية مواليد 1958 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991
سونا. س: معتقلة سياسية من مواليد 1963 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990 في فرع الأمن.
سهام. م: من مواليد 1957 اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990 ولديها ولدين.
سلوى. ح: معتقلة من رهائن الإسلاميين من مواليد سنة 1962 اعتقلت مع أمها وأختها من سنة 1983 وكانت حاملاً بابنتها سمية. وأطلق سراحها في سنة 1989
سمية. ح: ابنة سلوى.ح. ولدت في السجن سنة 1983 وظلت معتقلة مع أمها حتى إطلاق سراح الإسلاميات في سنة 1989 وكان عمرها سبع سنوات.
سامية. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1964، اعتقلت من أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1990.
سلافة. ب: معتقلة من مواليد 1965 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991.
شفاء. ع: معتقلة من الإسلاميين من مواليد 1961 اعتقلت من سنة 1981 وحتى سنة 1986 بفرع الأمن.
شفق. ع: (شفيقة) معتقلة من مواليد 1959 اعتقلت من سنة 1986 وحتى 1989.
ضحى. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1965، اعتقلت في أوائل سنة 1993 وحتى نهايات سنة 1998.
عزيزة.ج: معتقلة إسلامية رهينة عن زوجها النقيب منفذ عملية المدفعية. بقيت في أحد السجون الشمالية مدة أربع سنوات. ثم نقلت إلى سجن النساء. أطلق سراحها في سنة 1991.
غرناطة. ج: معتقلة سياسية من مواليد 1966، اعتقلت سنة 1987 وحتى سنة 1991.
غزوة.ك: معتقلة سياسية إسلامية وهي طبيبة من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1981 وحتى سنة 1989.
فاديا. ش: معتقلة سياسية من مواليد 1958 اعتقلت منذ أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1991.
فاطمة. خ: معتقلة من مواليد 1963 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991، تنقلت بين فروع الأمن وسجن النساء.
فاطمة. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1991
لينا. م: معتقلة سياسية من مواليد 1961 اعتقلت في المرة الأولى سنة 1984 وفي المرة الثانية من سنة 1987 إلى سنة 1991.
لينا. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت لمدة سنة واحدة كرهينة وذلك من سنة 1987 وحتى 1988.
لينا. و: معتقلة سياسية من مواليد 1959. اعتقلت في سنة 1987 وحتى سنة 1990.
مجد. أ: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت في سنة 1989. أطلق سراحها بعد سنة وشهرين من الاعتقال وذلك سنة 1990. هي اليوم تعيش كلاجئة سياسية في مدينة هيوستن.
مريم. ز: اعتقلت لمدة ستة أشهر من بداية سنة 1988 وحتى أواسطها.
منى. أ: من المعتقلات السياسيات مواليد 1958 اعتقلت في سنة 1987 وحتى سنة 1991
مي. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1957 اعتقلت في 1987 بقيت معتقلة مدة سنتين ليطلق سراحها بعد مدة بسبب وضعها الصحي.
ناهد. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1958، اعتقلت في أواخر سنة 1987 وحتى نهاية سنة 1991.
هالة. ف: معتقلة سياسية من مواليد 1965 اعتقلت في سنة 1987 وأطلق سراحها قبل بقية المعتقلات بسبب وضعها الصحي وذلك سنة 1990.
هبة.د: وهي معتقلة سياسية رهينة عن أخيها الناشط في تنظيم الإسلاميين، اعتقلت من سنة 1980 وحتى سنة 1989.
هتاف. ق: معتقلة سياسية من مواليد 1957. اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990. بقي زوجها وطفليها الاثنين خارجاً.
هدى. ك: معتقلة سياسية من مواليد 1965. اعتقلت سنة 1987 وأطلق سراحها بعد ستة أشهر.
هند. أ: معتقلة من مواليد 1965 اعتقلت من سنة 1988 وحتى سنة 1990 في فرع الأمن.
هند. ق: معتقلة سياسية من مواليد 1956 اعتقلت أول مرة في سنة 1982 وحتى سنة 1983 وفي المرة الثانية من سنة 1984 وحتى سنة 1991
وفاء. إ: معتقلة من مواليد 1956 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991 في سجن النساء وهي تعيش اليوم في ألمانيا.
وفاء. ط: معتقلة سياسية فلسطينية من مواليد 1960. اعتقلت في سنة 1987 وأطلق سراحها بعد ستة أشهر.
يسرى. ح: معتقلة من رهائن المسلمين من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1983 وحتى سنة 1989 حيث أطلق سراح جميع المعتقلات الإسلاميات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ لينا. و: معتقلة سياسية من مواليد 1959. اعتقلت في سنة 1987 وحتى سنة 1990.
2 ـ عازف القيثارة الساحر في الأسطورة اليونانية وهو ابن أبولو وربة الفنون كاليوبي.
3 ـ هذا ما يراه الكاتب برايتن برايتنباغ: المعتقل في سجون النظام الأبيض في جنوب إفريقيا، وذلك في مقالته: يعلمنا السجن أننا سجناء. المنشورة في مجلة الكرمل/ ع 15 سنة 1985.
4 ـ فريدة النقاش، السجن.. الوطن، دار الكلمة ودار النديم، بيروت 1980.
5 ـ في مقابلة أجراها معها سامي كليب، منشورة في الموقع الإلكتروني: الجزيرة نت/ www.aljazeera.netفي برنامج زيارة خاصة عن التعذيب في السجون المغربية.
6 ـ ناهد. ب: معتقلة سياسية شيوعية من مواليد 1958، اعتقلت في أواخر سنة 1987 وحتى نهاية سنة 1991.
7 ـ وسيلة للتعذيب عبارة عن دولاب شاحنة تجبر المعتقلة على الجلوس فيه فيضغط جسدها جامعاً رأسها إلى قدميها، ويكبّله فاسحاً المجال للعصي كي تطال أسفل قدميها وبقية أعضائها.
8 ـ الطميشة: قطعة مستطيلة مصنوعة من الجلد الكتيم، تغطى عينا المعتقل بها ليصبح في أسر ثان من العتمة المطبقة.
9 ـ هند. ق: معتقلة سياسية شيوعية من مواليد 1956 اعتقلت أول مرة في سنة 1982 وحتى سنة 1983 وفي المرة الثانية من سنة 1984 وحتى سنة 1991.
10 ـ يقصد سجن النساء المدني الذي كانت المعتقلات السياسيات يسجن فيه مع القضائيات.
11 ـ إلهام سيف النصر، سجن أبو زعبل، دار الفكر الجديد، بيروت 1975.
12 ـ الكرسي الألماني: هو كرسي دون جلسة أو مسند، مجرد هيكل معدني يجلس فيه المعتقل، يقيد من يديه ورجليه، ويطوى ظهره باتجاه الخلف حتى تتقطع أنفاسه.
13 ـ سحر. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1957. اعتقلت من سنة 1979 وحتى سنة 1980، ومن سنة 1987 وحتى سنة 1991.
14 ـ حميدة. ت: معتقلة سياسية فلسطينية من مواليد 1962. اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990.
15 ـ غرناطة. ج: معتقلة سياسية من مواليد 1966، اعتقلت سنة 1987 وحتى سنة 1991.
16 ـ سناء. ح: معتقلة سياسية شيوعية مواليد 1958 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991
17 ـ قاص شيوعي معروف اعتقل من سنة 1978 إلى سنة 1980وحين أطلق سراحه هاجر إلى فرنسا وظل فيها حتى توفي هناك.
18 ـ أكرم. ب: أحد المعتقلين الشيوعيين. كان عضواً في المكتب السياسي للحزب وهو من مواليد 1956 اعتقل في المرة الأولى من سنة 1978 وحتى 1980 وفي المرة الثانية في أب 1987 وأطلق سراحه في عام 2001.
19 ـ وجيه. غ: من المعتقلين الشيوعيين، كان عضواً في المكتب السياسي لحزبه المعارض، اعتقل لمدة 15 سنة ابتداء من سنة 1987وحتى 2001 وهو من مواليد 1948.
20 ـ أنطوانيت. ل: معتقلة سياسية من مواليد 1967 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990.
21 ـ عدنان. م: معتقل سياسي شيوعي اعتقل لمدة 15 سنة من سنة 1986 وحتى سنة 2001 وقد تنقل فيها بين عدة سجون.
22 ـ المزدوجات عبارة عن أربع زنازين صغيرة (1.60*1.80) لها سقيفة واحدة. تتقابل كل زنزانتين منهما، وبينهما الكوريدور والحمام ومحرك السجان والباب الخارجي الموصد يطل على كوريدور السجن.
23 ـ مجد. أ: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت في سنة 1989 وكانت في السنة الثالثة من دراستها الجامعية. واعتقلت أختها على إثرها (ميادة) وهي في الصف الثاني الثانوي، لتبقى أشهر في السجن، ثم يطلق سراحها. بعد الاعتقال بثلاثة أشهر تلقت مجد ضربة من قبل أحد المحققين على رأسها، أدت إلى حدوث كدمة دموية بالرأس سببت لها مشاكل عصبية ونوبات صرع شديدة في الفرع. صارت تؤخذ إلى المشفى كل فترة وتعود إلى السجن. ثم جلبوا أمها لتجلس معها مدة شهر كامل سجينة في المستشفى، لأن وضع مجد أضحى صعباً للغاية. أطلق سراحها بعد سنة وشهرين من الاعتقال وذلك سنة 1990. بقيت تتعالج من سنة 1990 وحتى سنة 1995، ثم استطاعت الحصول على جواز سفر على أساس الخروج إلى بلد مجاور لاستكمال العلاج. وهناك استطاعت أن تحوز على اللجوء السياسي في أوكرانيا، وهناك حصلت على اللجوء السياسي في أميركا. تعيش مجد. أ الآن كلاجئة سياسية في مدينة هيوستن الأميركية.
24 ـ فيليسيا لانجر، بأم عيني، مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، العاصمة 1974.
25 ـ سونا. س: معتقلة سياسية من مواليد 1963 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990 في فرع الأمن.
26 ـ بما أن الورق كان ممنوعاً في الفرع، فقد عملت المعتقلات، ومن قبلهن المعتقلين، على نزع الورقة الداخلية لباكيت الدخان، الذي من الممكن شراؤه في الفرع، ثم تبلل بالماء حتى تنفصل السيلوفانه عن الورقة، ثم تنشّف الورقة ويكتب عليها.
27 ـ كتبت هذه الرسالة لينا. و إحدى معتقلات المزدوجات إلى أختها الطبيبة في الخارج، لتخبرهن بالذي عليهن فعله. وكان عدد المعتقلات في الزنزانة ذلك الوقت إضافة إلى مجد 13 معتقلة في مكان يضيق بعدة معتقلات.
28 ـ هنا جزء من الرسالة التي وصلت إلى عدد من الجهات الإعلامية وغير الإعلامية في البلاد وقد نشرتها مجلة المجتمع الإسلامي في الكويت بعد أن نوهت بوجود الأصل عند الشيخ الكويتي أحمد القطان. والرسالة منشورة كما كتبت تماماً.
29 ـ هذه الفقرة من فصل معنون ببساط الريح كتبتها هبة.د في كتابها المنشور في لندن “خمس دقائق فحسب.. تسع سنوات في السجون” الذي يتحدث عن تجربتها في المعتقل. وهبة.د هي معتقلة سياسية رهينة عن أخيها الناشط في تنظيم الإسلاميين. اعتقلت من سنة 1980 وحتى سنة 1989. والفصل منشور كما كتب تماماً.
30 ـ رقم المنفردة المسجونة فيها.
31 ـ العازل هو عبارة عن بطانية عسكرية سميكة مخيط إليها عازل نايلوني سميك من أسفلها.
32 ـ الخط: هو خروج المعتقلين ثلاث مرات في اليوم إلى التواليتات.
33 ـ حسيبة. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1959، اعتقلت للمرة الأولى سنة 1979 وحتى سنة 1980 وفي المرة الثانية من سنة 1986 وحتى سنة 1991.
34 ـ معظم أيام السجن وتفاصيله دونتها ناهد على ذلك الدفتر، وكذلك ملاحظاتها وأفكارها وبعض الأغاني والأشعار، ليغدو الدفتر ذاك وثيقة عن زمن الاعتقال وتفاصيله. ومن ذاك الدفتر استعارت الرواية هذه الكثير. واليوميات المنشورة هي كذلك متروكة كما كتبت تماماً.
35 ـ أخذت بثينة. ت من الزنزانة في قبو فرع الأمن إلى غرفة التعذيب فوق، كان زوجها مربوطاً من ساعديه إلى السقف والجلادون يباشرون بتعذيبه، جسده مليء بالقروح والدماء والطميشة تغطي عينيه. حاولت بثينة الاقتراب لكن الجلادين لم يسمحوا لها، استطاعت أن تتملص لثوان من بين أيديهم لترمي الطميشة عن عيون نزار وترتمي أرضاً محاولة الإحاطة بجسده المعلق لكنها لم تطل سوى ساقه لترمي قبلة سريعة خاطفة على ركبته المدماة.
36 ـ مضر. ج من مواليد 1960 أحد المعتقلين الشيوعيين المعارضين. كان المسؤول عن منطقية المدينة الشمالية. توفي سنة 1987 في المعتقل تحت التعذيب، وبعد عشر ساعات فقط من اعتقاله بسبب حالة الربو التي كان يعاني منها. لم تسلّم جثته إلى أهله حتى اليوم، ولم يعترف رسمياً بعد بمقتله.
37 ـ بثينة. ت: معتقلة سياسية من مواليد 1957، اعتقلت كرهينة عن زوجها في سنة 1987 وحتى سنة 1990.
38 ـ كان السجان م يدأب على نقل الرسائل بين المعتقلين داخل الفرع، وإلى إيصال رسائلهم المكتوبة والشفوية إلى أهاليهم وذويهم في الخارج. حين اكتشف أمره، قام مدير السجن بمعاقبته وتعذيبه، وعمل على ضربه بشكل متوحش في كوريدور الفرع السفلي المطل على المنفردات والزنازين وعلى مسمع من المعتقلين والمعتقلات إمعاناً في تحقيره.
39 ـ اعتقلت هند. ق سبعة أشهر في المنفردة في الاعتقال الأول، وشهرين في الاعتقال الثاني.
40 ـ مي. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1957 اعتقلت في سنة 1987وبقيت مدة سنتين ليطلق سراحها بسبب وضعها الصحي.
41 ـ لينا. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت لمدة سنة واحدة كرهينة وذلك من سنة 1987 وحتى 1988.
42 ـ أميرة. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1958. اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991.
43 ـ وفاء. ط: معتقلة سياسية فلسطينية من مواليد 1960. اعتقلت في سنة 1987 وأطلق سراحها بعد ستة أشهر.
44 ـ هدى. ك: معتقلة سياسية من مواليد 1965. اعتقلت سنة 1987 وأطلق سراحها بعد ستة أشهر.
45 ـ تنام المعتقلة على جنبها وقدميها عند رأس زميلتها اختصاراً للمسافة.
46 ـ فاديا. ش: معتقلة سياسية من مواليد 1958 اعتقلت منذ أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1991.
47 ـ سورة نحل، الآية 118.
48 ـ هذه الفقرة كتبتها هبة.د في كتابها المنشور في لندن “خمس دقائق فحسب” الذي يتحدث عن تجربة السجن. وهي معتقلة سياسية رهينة عن أخيها الناشط في التنظيم الإسلامي، اعتقلت من سنة 1980 وحتى سنة 1989.
49 ـ وكانت مليئة وقتها بالمعتقلين الإسلاميين.
50 ـ تقصد بالحاجة والدتها التي كانت معتقلة في نفس المهجع مع ابنتها هبة رهينتين عن ولدها خالد.
51 ـ ضحى. ع: معتقلة سياسية شيوعية من مواليد 1965، اعتقلت في أوائل سنة 1993 وحتى نهايات سنة 1998.
52 ـ خديجة. د: معتقلة سياسية من مواليد 1959 اعتقلت للمرة الأولى في 1984 وفي المرة الثانية من سنة 1992 إلى سنة 1998
53 ـ وذلك في مقالته: يعلمنا السجن أننا سجناء. المنشورة في مجلة الكرمل/ ع 15 سنة 1985
54 ـ روزيت. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1955 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980 ومن سنة 1992 إلى سنة 1993.
55 ـ السجن الذي كان بيتاً الرئاسة في زمن الحسَنَي رئيس الجمهورية من سنة 1941 وحتى 1943 وغدا سجناً سياسياً في السبعينيات.
56 ـ خلود. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1952 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980.
57 ـ هالة. ع: من مواليد 1956 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980 ثم هاجرت إلى فرنسا مع زوجها ليستقرا هناك منذ سنة 1980
58 ـ نجود. ي: معتقلة سياسية من مواليد 1955 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980.
59 ـ ليلى. ن: معتقلة سياسية من مواليد 1947 اعتقلت سنة 1978 وقت كانت ابنتها عزة في الأشهر الأولى ولم يطلق سراحها حتى سنة 1980 حيث اعتقل زوجها حتى سنة 1994.
60 ـ فيروز. خ: معتقلة سياسية من مواليد سنة 1957 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980.
61 ـ سناء. ك: معتقلة سياسية فلسطينية الأصل من مواليد 1957 اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980، ومن ثم توفيت في نهايات التسعينيات.
62 ـ راغدة. ع: معتقلة سياسية من مواليد سنة 1957. اعتقلت من سنة 1978 وحتى سنة 1980.
63 ـ رنا. س: معتقلة سياسية من مواليد 1955 اعتقلت من سنة 1978 وحتى 1980.
64 ـ صباح. ع: معتقلة من مواليد سنة 1958 اعتقلت من سنة 1978 وحتى 1980.
65 ـ النوم تسييف لعدد كبير من المعتقلين في مكان ضيق يعني أقدام الأولى عند أقدام الثانية وهكذا.. طريقة معروفة للمعتقلين السياسيين.
66 ـ منى. أ: معتقلة سياسية من مواليد 1958 اعتقلت في سنة 1987 وحتى سنة 1991.
67 ـ دلال. م: معتقلة سياسية من مواليد 1958 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1990 ولديها ولدين.
68 ـ رجاء. م: معتقلة سياسية من مواليد 1960. اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991 ظل زوجها وابنتها في الخارج.
69 ـ هتاف. ق: معتقلة سياسية من مواليد 1957. اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990. بقي زوجها وطفلاها خارجاً.
70 ـ آسيا. ص: معتقلة سياسية من مواليد 1960 اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990. تركت ابنتين صغيرتين في الخارج.
71 ـ سهام. م: معتقلة سياسية من مواليد 1957. اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1990 ولديها ولدين.
72 ـ جزء من رسالة من بثينة. ت في فرع الأمن إلى ابنتها لانا خارجاً كتبت في أوائل سنة 1989 بعد حوالي سنة ونصف على الاعتقال بقلم الرصاص على ورق باكيتات سجائر الحمراء. قام السجان م الذي كانوا يسمونه: الحمام الزاجل بنقل هذه الرسالة إلى الابنة. والرسالة منشورة كما كتبت تماماً.
73 ـ بما أن الابنتين كانتا قد أخبرتا بأن الأم والأب مسافران خارج البلاد.
74 ـ مريم. ز: معتقلة سياسية اعتقلت لمدة ستة أشهر من بداية سنة 1988 وحتى أواسطها.
75 ـ كان والد فداء زوج مريم معارضاً شيوعياً وقد اختفى منذ سنة 1982 حين ذهب إلى بلد مجاور. فيما بعد سرت إشاعات أن عماد قد استشهد على أيدي فصائل مسلحة هناك. لكن الحقيقة ما زالت مجهولة.
76 ـ سلوى.ح: معتقلة من الرهائن الإسلاميات من مواليد سنة 1962 اعتقلت مع أمها وأختها سنة 1983، وكانت حاملاً بابنتها سمية التي ولدت في السجن سنة 1983 وأطلق سراحها في سنة 1989.
77 ـ يسرى.ح: معتقلة من رهائن الإسلاميين من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1983 وحتى سنة 1989 حيث أطلق سراح جميع المعتقلات الإسلاميات.
78 ـ جميلة. ب: معتقلة المنظمة الشيوعية العربية الوحيدة اعتقلت بصورة متواصلة من سنة 1975 وحتى سنة 1991 منها قرابة السبع سنوات في أحد السجون الشمالية، ومن ثم نقلت إلى سجن النساء بالعاصمة. وهي تقيم الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة في مدينة القدس.
79 ـ وفاء. إ: معتقلة سياسية من مواليد 1956 اعتقلت من سنة 1986 وحتى سنة 1991 في سجن النساء عانت من فترة تحقيق طويلة وتعذيب شديد لعلاقتها بالمكتب السياسي للحزب وبمطبعته أيضاً، وهي تعيش اليوم في ألمانيا.
80 ـ رنا. م معتقلة سياسية من مواليد 1963 اعتقلت في أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1991.
81 ـ بما أن سجن النساء سجن مدني فقد كانت المعتقلات مسجونات مع القضائيات (المحكومات بسبب جرائم جنائية) من مختلف التهم: قتل، دعارة، مخدرات…
82 ـ الجرح المكابر: مجلة كانت المعتقلات الشيوعيات يكتبنها ويوزعنها على السجينات بشكل سري. وقد عملت على تحريرها كل من: رماح. ب، وجدان. ن، وناهد. ب.
83 ـ تهامة. م: معتقلة سياسية من مواليد 1964 اعتقلت لمدة سنة تقريباً وذلك في سنة 1992 ثم أطلق سراحها وتمت محاكمتها وهي في الخارج.
84 ـ فدوى. م: معتقلة سياسية من مواليد 1960 اعتقلت لمدة سنة وشهرين تقريباً من سنة 1992.
85 ـ في ذلك الوقت سنة 1993 كان قد قل عدد المعتقلات السياسيات في سجن النساء لذلك كان دور واحدة من السياسيات في كل يوم للطبخ وليس اثنتين كما كان سابقاً.
86 ـ سامية. ح: معتقلة سياسية من مواليد 1964، اعتقلت من أوائل سنة 1988 وحتى سنة 1990. وكانت تدرس الرياضيات في الجامعة حين اعتقلت.
87 ـ هند. أ: معتقلة سياسية من مواليد 1965 اعتقلت من سنة 1988 وحتى سنة 1990 في فرع الأمن.
88 ـ كتبت الرسالتان لينا. و في أوائل سنة 1990 في فرع الأمن لأهلها بخط صغير للغاية على ورق سجائر الحمراء وقد كان الورق ممنوعاً وكتبت بقلم استطاع أحد السجانين المتعاطفين تمريره إليها وقد هربت الرسالة الأولى في إحدى الزيارات عند المصافحة، أما الثانية فقد استطاعوا تمريرها عبر الأغراض.
89 ـ من كتابها الذي أصدرته مي عن تجربة المعتقل بعنوان: عينك على السفينة. وذلك في سنة 2006.
90 ـ سلافة. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1965 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991.
91 ـ سبق وتحدثت عنها في فصل سابق.
92 ـ عملن على مسرحية إبسن: حورية البحر. وعلى مسرحية بريشت: الاستثناء والقاعدة. وعلى نصوص لسليمان غيبور الشهيد. وعلى نصوص أخرى. أما الممثلات فقد كن كثر وربما أبرزهن كانت هند. ق ورنا. م.
93 ـ وهن: ناهد. ب، حسيبة. ع، سحر. ح، أميرة. ح، سمر. ش، لينا. م، رنا. م، فاديا. ش، سحر. ب، وفاء. إ، وهند. ق.
94 ـ كتبتها ناهد. ب في سجن النساء. وتتحدث اليوميات عن قصيدة نزار قباني التي كتبها عن حادثة شارع فردان. وقد دخلت في إحدى الزيارات في كتاب له.
95 ـ رماح. ب: معتقلة سياسية من مواليد 1966 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991.
96 ـ التأمين: هو وقت إقفال أبواب المهاجع في سجن النساء. وقد كان السجن عبارة عن بيت عربي قديم صيّرت غرفة مهاجع بعد أن حددت النوافذ والأبواب بالشبك الحديدي. كان هناك مهاجع للقضائيات: مهجع قتل، مهجع دعارة، مهجع مخدرات، ومهاجع للسياسيات: إسلاميات وشيوعيات.
97 ـ لينا. م: معتقلة سياسية من مواليد 1961 اعتقلت في المرة الأولى سنة 1984 وفي المرة الثانية من سنة 1987 إلى سنة 1991.
98 ـ جزء من رسالة كتبت أيضاً في فرع الأمن أوائل سنة 1989 على ورق السجائر وتم إيصالها عبر السجان م.
99 ـ الطعام الذي كان يسمح بإدخاله في الزيارات النادرة التي كان يسمح بها للمعتقلات في فرع الأمن.
100 ـ بما أن الزيارات لم تكن مسموحة إلا لاثنتين من المعتقلات لذلك فقد كان الأهالي يبعثون الأغراض لبناتهن مع أهل سونا. س.
101 ـ نزار. م: أحد المعتقلين الشيوعيين وهو زوج بثينة. ت اعتقل من سنة 1987 وحتى سنة 2001 وفي ذلك الوقت كان قد نقل إلى سجن الصحراء.
102 ـ فاطمة. خ: معتقلة من مواليد 1963 اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991، تنقلت بين فروع الأمن وسجن النساء.
103 ـ من يوميات كتبتها ناهد. ب في المعتقل (سجن النساء)
104 ـ بعد أن خرجت المعتقلات الإسلاميات في أواخر سنة 1989 وبقيت اليساريات حتى نهاية 1991
105 ـ شفاء. ع: معتقلة من المعتقلات الإسلاميات من مواليد 1961 اعتقلت من سنة 1981 وحتى سنة 1986 بفرع الأمن.
106 ـ سمية ابنة سلوى.ح التي أوردت قصتها كاملاً في فصول سابقة.
107 ـ حتى حين فتحت الزيارات لم يكن لتلك العائلة أي قريب في الخارج ليزورهم بعد أن دمرت العائلة بالكامل.
108 ـ فاطمة. ع معتقلة سياسية من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1987 وحتى 1991
109 ـ من أكبر المعتقلات الشيوعيات من مواليد الثلاثينيات اعتقلت من سنة 1987 وحتى سنة 1991 وتوفيت بعد إطلاق سراحها.
110 ـ شفق. ع (شفيقة) معتقلة من مواليد 1959 اعتقلت من سنة 1986 وحتى سنة 1989 حيث أطلق سراحها بناء على تقرير اللجنة الطبية وبسبب وضعها النفسي المتردي. وقد بدأ الأمر بعد أن اعتقلت تاركة ابنتها الصغيرة خارجاً وزوجها المعتقل، ثم وضعت حوالي الشهرين في المنفردة بعد اعتقالها وصارت تتطور وكان التشخيص هو فصام تقضي الوقت الطويل في هدوء شديد تصفن وهي تفتح عينيها على سعتهما ثم يصيبها حالات هياج شديدة ولم يمنع أخذها المتزايد للأدوية من نوباتها المتتالية حتى وصل الأمر إلى أن تحمل سكيناً لتدافع عن نفسها ضد أعداء وهميين تشعر أنها محاصرة أمامهم.
111 ـ غزوة.ك: معتقلة سياسية إسلامية وهي طبيبة من مواليد 1964 اعتقلت من سنة 1981 وحتى سنة 1989.
112 ـ عزيزة.ج: معتقلة إسلامية رهينة عن زوجها النقيب إبراهيم اليوسف منفذ عملية المدفعية. اعتقلت مرتين في المرة الثانية كانت حاملاً سجنت في ثكنة هنانو. ثم اعتقلت للمرة الثالثة حين كان ابنها إسماعيل في الشهر الثامن من عمره وبقيا في المنفردة في أحد السجون الشمالية مدة أربع سنوات. نقلت من ثم بعد عملية تمرد في السجن إلى فرع الأمن2 العسكري لمدة ثمانية أشهر ثم إلى سجن النساء. أطلق سراحها في سنة 1991.
113 ـ تماضر. ع: معتقلة سياسية من مواليد 1961، أخذت رهينة في سنة1987، وكانت قد تخرجت من كلية الطب للتو، ولما رفضت التعاون مع الجهات الأمنية، ولم تقم بتسليم صديقها الملاحق، بقيت معتقلة حتى سنة 1991 حيث أطلق سراحها مع بقية المعتقلات من سجن النساء.
114 ـ الزنزانة كانت عبارة عن مجموعة من أربع مزدوجات مفتوحة على بعضها يغلق بابها الخارجي فقط ملحق بها حمام ومحرك السجان وكوريدور صغير بينها.
115 ـ فكرة يراها برايتن برايتنباغ في مقالته التي سبق ونوهت عنها.
116 ـ كانت ضحى. ع قد حكمت بالسجن لمدة ست سنوات ابتداء من سنة اعتقالها في 1992 بعد أن خضعت للمحاكمة في محكمة أمن الدولة.
117 ـ كان قد فعّل عمل محكمة أمن الدولة ابتداء من سنة 1992وبدأت محاكمات المعتقلين السياسيين.
118 ـ هالة. ف: معتقلة سياسية من مواليد 1965 اعتقلت في سنة 1987 وأطلق سراحها قبل بقية المعتقلات بسبب وضعها الصحي وذلك سنة 1990.
119 ـ كما أوردت سابقاً. كانت الثياب والطعام وأشياء كثيرة أخرى مشتركة لدى المعتقلات السياسيات حتى فترة بعيدة من الاعتقال وذلك في كل أماكن الاعتقال. كما كان هناك صندوق مالي مشترك توضع فيه جميع المعونات المالية ويستخدم في حال المرض أو لشراء الطعام (في السجون المدنية فقط) أو في حالات اضطرارية.
120 ـ وهي سقيفة فوق المزدوجات على مساحتها تطل بنافذة من الشبك على الكوريدور الفاصل بين الزنازين.
121 ـ تلك الإشارة تعني دائماً انقطاعاً في نص الرسالة إما من الأصل أو بسبب خيارات النشر.
122 ـ جود (8سنوات) كتبت هذا المقطع بعد أن اكتشفت أن والديها كانا سجينين. جود هي ابنة حميدة. ت (معتقلة ثلاث سنوات) وغياث. ج (معتقل عشر سنوات)، وكلاهما بتهمة الانتساب إلى أحد الأحزاب الشيوعية المعارضة.
123 ـ المقطع الأخير الذي أضيف إلى دفتر مذكرات ناهد. ب في المعتقل بعد إطلاق سراحها بأيام.
بإذن من الكاتبة روزا ياسين حسن، خصيصا لصفحات سورية