ساركوزي يدافع عن فك »عزلة« سوريا: فرصة للبنان… ودور لفرنسا في السلام
دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، عن الحوار الذي أطلقه مع نظيره السوري بشار الأسد، وزيارته إلى دمشق في ٣ أيلول المقبل لمواصلة »الحوار الضروري« الذي بدأ بينهما في باريس، رافضا تمديد »عزلة« سوريا، مشيرا إلى انه يفضل سلوك »طريق آخر أكثر مخاطرة ربما لكن أكثر أملا، طريق حوار شفاف يؤدي إلى تقدم ملموس«.
وحاول ساركوزي، أمام سفراء فرنسا في قصر الاليزيه في باريس، أن يروج دورا لبلاده في الشرق الأوسط، وخصوصا عملية السلام، معربا عن أمله »أن يشرع لبنان وإسرائيل بدورهما، في وقت ليس ببعيد، في مباحثات غير مباشرة، وأن تتمكن فرنسا من الإسهام في نجاح المباحثات، بناء على طلب الجانبين«. وشدد على انه ينبغي »توسيع العقوبات في كل المجالات« بحق إيران إذا أصرت على امتلاك التكنولوجيا النووية العسكرية.
وقالت مصادر سورية لـ»السفير« إن دمشق وباريس سيوقعان، خلال زيارة ساركوزي، مذكرة تعاون بين سوريا وشركة »ايرباص« الأوروبية، تتضمن استئجار أربع طائرات حتى آخر العام الحالي، وشراء ١٤ طائرة بين العامين ٢٠١٠ و،٢٠١٨ بالإضافة إلى التزام فرنسي ببيع ٣٦ طائرة بين العامين ٢٠١٨ و.٢٠٢٨ وسيعمل البلدان على الجانب القانوني لحق النقض الأميركي المحتمل على الصفقة.
وحول العلاقة مع سوريا، قال ساركوزي منذ عام سمعت الكثير من التعليقات. إذا صدقت البعض، بما في ذلك واشنطن لكان الخيار الوحيد المعروض على دبلوماسيتنا هو عزلة هذا البلد. غير أنني آثرت الشروع في درب آخر، أكثر مخاطرة بالطبع، لكنه واعد أكثر. انه طريق الحوار الذي يسوده الوضوح والمؤدي إلى تقدم ملموس. لم يكن هذا الأمر باليسير، وانعدام وجود تقدم أدى بي في ٣٠ كانون الأول الماضي إلى تعليق أي حوار إلى أن يتم إحراز التقدم الذي كنا ننتظره مع جامعة الدول العربية: انتخاب الرئيس (ميشال) سليمان في لبنان«.
وتابع ساركوزي »أتاح لي اللقاء مع الرئيس بشار الأسد في ١٢ تموز الماضي في باريس تسجيل نقطتين متقدمتين جديدتين: الإعلان الرسمي عن إقامة علاقات دبلوماسية للمرة الأولى في التاريخ بين
دمشق وبيروت، وقرار سوريا بأن تكون هناك رعاية مشتركة فرنسية أميركية لمفاوضات سورية وإسرائيلية مباشرة في الوقت المناسب، وأيضا رعـــاية مشــتركة لتنفيذ اتفاق السلام الذي ستتمخض عنه هذه المفاوضات، بما في ذلك الترتيبات الأمنية«.
وقال ساركوزي »هنا أيضا علاقة الثقة المبنية مع الشريك الآخر في السلام، إسرائيل، كما مع الولايات المتحدة، قد أدت دورا أساسيا. ولان سوريا تعلم بأننا نقدم من الآن فصاعدا أفضل العلاقات مع هاتين الدولتين، فقد أرادت أن تتحمل فرنسا في الوقت المناسب هذه المسؤولية غير المسبوقة. وسوف أتوجه إلى سوريا في ٣ و٤ أيلول لمواصلة هذا الحـــوار المجدي حول هذه المـــلفات وملفات أخـرى«.
(»السفير«، أ ف ب، أ ب، رويترز)