صفحات سورية

زيارة ساركوزي لدمشق

زيارة ساركوزي لدمشق حدث إيجابي وتجديد للعلاقات
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دمشق: مفاوضات إسرائيل ستكون ملف الرباعية الأساسي
باريس: وصف وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هيرفيه دوشاريت زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي إلى دمشق غدا الأربعاء بـ”الحدث المهم والايجابي”، وأوضح أن موقف سورية من روسيا ليس “ملفا مركزيا” في العلاقات السورية الفرنسية.
وأعتبر دوشاريت في تصريحات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن زيارة ساركوزي إلى دمشق “مؤشر لتطور جوهري وقطيعة مع سياسة الرئيس الأسبق جاك شيراك في المرحلة الأخيرة من ولايته الثانية”، حيث جمد شيراك العلاقات على مستوى عال مع دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأضاف “ننتظر تجديد العلاقات السورية الفرنسية”، من هذه الزيارة.
وعلق دوشاريت الذي يرافق الرئيس الفرنسي إلى دمشق على دعم سورية لموقف روسيا في نزاع القوقاز، وقال “أقامت سورية علاقات وثيقة جدا مع روسيا منذ سنوات طويلة، وهي شريك مهم لسورية ولا يفاجئني هذا الموقف اليوم”، وأضاف “نحن الأوروبيون شركاء مع روسيا ونريد إقامة علاقات حوار معها وفي الوقت نفسه نريد حل المشاكل في جورجيا وقد يكون هذا خلاف مع السوريين ولكنه ليس ملفا مركزيا العلاقات السورية الفرنسية”، على حد تعبير دوشاريت الذي يترأس حاليا (الغرفة التجارية العربية الفرنسية)، وهو أيضا نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الفرنسية.
ورأى الرئيس الأسبق للدبلوماسية الفرنسية أنه لا يمكن استبعاد موضوع لبنان عن العلاقات السورية الفرنسية ولكنه “ليس الملف الوحيد”، وقال “لبنان وسورية وفرنسا شركاء مهمين في المنطقة ومن المهم تطوير موقف مشترك من قضايا المنطقة، فهذا موضوع مهم ولكنه ليس الوحيد”، منوها بأن ساركوزي سيتناول الملف اللبناني مع نظيره السوري بشار الأسد إلى جانب ملفات أخرى.
وتطرق دوشاريت إلى ملف العلاقات الاقتصادية بين دمشق وباريس، مستبعدا توقيع اتفاقات تجارية خلال زيارة ساركوزي، وقال “تطور العلاقات الاقتصادية تنتج عن المبادرات التي نتخذها أكثر منها من الاتفاقات التي نوقعها”، ورأى أنه “من المفيد إقامة لجنة فرنسية سورية لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين”، على حد تعبيره.

ساركوزي في دمشق..وقمة فرنسية تركية قطرية وسورية
بهية مارديني من دمشق،وكالات: تستقبل سوريا اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تعزيز لعودتها الى المجتمع الدولي تدعمها محادثات السلام التي تجريها مع اسرائيل ومساندتها للمصالحة في لبنان.ويأمل ساركوزي -وهو أول زعيم دولة غربي يقوم بزيارة رسمية لسوريا منذ ثلاث سنوات على الاقل- في أن يستغل الزيارة لتشجيع العلاقات الدبلوماسية السورية مع لبنان وليعرض على دمشق بديلا لتحالفها الوثيق مع ايران.
وقال مسؤول فرنسي مقرب من ساركوزي “من الواضح أن التحدث مع سوريا … لا يضمن أن تنأى دمشق بنفسها عن طهران.. ونحن لا نطلب ذلك.”وأضاف في تصريحات للصحفيين في باريس “اعتقادنا هو أنه بعرض خيار على سوريا.. يصبح الاختيار ممكنا … اللحظة التي تستأنف فيها سوريا العلاقات من خلال فرنسا مع أوروبا وربما مع الغرب .. ونأمل مع بيئتها العربية .. عندها يمكننا تصور أن تصبح التحولات ممكنة.”وقال ان ساركوزي سيطلب من الاسد أيضا استغلال تلك العلاقات مع طهران لحث ايران على التعاون مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي الذي تقول الدول الغربية انه يمكن استخدامه لاكتساب اسلحة نووية بينما تقول ايران انه برنامج سلمي.

وساركوزي هول أول زعيم حكومة غربي يزور دمشق منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 .وكانت باريس قد علقت الاتصالات الدبلوماسية مع دمشق العام الماضي متهمة الحكومة السورية بتعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان. وساعدت سوريا بعد ذلك في حل الازمة السياسية مما مهد الطريق أمام استنئاف الاتصالات مع فرنسا.
وتشير زيارة ساركوزي الى مزيد من الدفء في العلاقات بين البلدين في أعقاب زيارة قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لباريس في يوليو تموز قال خلالها ان بلاده مستعدة لاقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان.وتقول مصادر في دمشق ان سوريا قد تتوصل الى اتفاق لشراء طائرات ايرباص رغم العقوبات الاميركية على حكومة دمشق لكن المسؤول الفرنسي قال ان التوصل الى اتفاق في المحادثات بخصوص بيع طائرات للخطوط الجوية السورية الناقلة الرسمية في سوريا سيستغرق سنوات.
وقالت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال امس انها تجري محادثات لتمديد ترخيص بخصوص النفط في سوريا لكن المسؤول الفرنسي قال انه لن يتم توقيع اتفاقات تجارية كبرى خلال زيارة ساركوزي. وقال “هذه ليست زيارة اقتصادية.”وفي مقابلة بثتها القناة الثالثة بالتلفزيون الفرنسي امس قال الاسد “هناك اليوم حقبة جديدة بين سوريا وفرنسا.” غير أن باريس لاتزال تتوخى الحذر بشأن التقارب السياسي.وقال المسؤول الفرنسي “دخل الرئيس في هذا الحوار وهو شديد الانتباه. انه حوار من أجل الحصول على نتائج. اذا لم تكن هناك نتائج.. يتوقف الحوار. هذا ما حدث في 30 من ديسمبر (عندما علقت فرنسا الاتصالات رفيعة المستوى).”
قمة رباعية غدا
وسينضم ساركوزي والاسد أيضا الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني يوم الخميس لاجراء مباحثات بشأن لبنان وبشأن محادثات السلام التي تجريها سوريا بشكل غير مباشر مع اسرائيل.توسطت قطر في التوصل الى اتفاق في مايو ايار لحل الازمة السياسية في لبنان وتتوسط تركيا في محادثات السلام السورية مع اسرائيل.
وقالت سوريا واسرائيل أوائل العام الحالي انهما تجريان محادثات غير مباشرة بعد شهور من اغارة طائرات حربية اسرائيلية على هدف في شرق سوريا قالت الولايات المتحدة انه كان مفاعلا نوويا تحت الانشاء. غير أنه ثبت أن التوصل الى اتفاق صعب المنال.
وقال مسؤول سوري “يعلم الاسرائيليون أن السلام مع سوريا هو المفتاح لباقي العالم العربي.” وأضاف أن سوريا لا تعتبر التوصل الى اتفاق مع اسرائيل أمرا مسلما به.وأشار المسؤول الى زيارة قام بها الاسد الى موسكو الشهر الماضي لبحث تطوير الجيش السوري.
وسيمثل الزعماء أيضا منظمات اقليمية مختلفة حيث تتولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ومدتها ستة أشهر بينما تتولى سوريا رئاسة جامعة الدول العربية في حين ترأس قطر حاليا مجلس التعاون الخليجي.
وقال المسؤول “سيجتمع هؤلاء الزعماء الاربعة في نهاية فترة اقامة الرئيس لمناقشة ما سأسميه القضايا الاقليمية … السلام في الشرق الاوسط سواء في لبنان أو بين اسرائيل وسوريا.”
واضاف أن فرنسا مهتمة بخطة أمنية تركية لمنطقة البحر الاسود حيث اشتبكت القوات الروسية والجورجية.
ومن المرجح أن يكون الاجتماع الرباعي قصيرا. ويشير جدول زيارة ساركوزي الى أن من المتوقع ان يستمر الاجتماع ساعة واحدة وأن مؤتمرا صحفيا سيعقد بعد ذلك.
المعتقلون
يُتوقع في دمشق للمطالبة التي دعت إليها 26 منظمة دولية الرئيس الفرنسي بطرح قضية المعتقلين السياسيين في سوريا أثناء لقائه بالرئيس السوري ان تبقى محصورة في الإعلام، وفي سجل البيانات. فالقمة الرباعية التي ستضم الرئيس السوري بشار الأسد ، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتي ستشهدها سوريا غداً الخميس لديها عدة ملفات سياسية اولها المفاوضات السورية الاسرائيلية وليس اخرها الوضع في القوقاز وتطوراته وخصوصا بعد لقاء وزيرين من روسيا وتركيا على متن باخرة في البحر الاسود لتدخل تركيا الى ملف ازمة القوقاز.
باريس لا تبدو عابئة بحقوق الانسان في سوريا فوزير خارجيتها برنارد كوشينر اثناء زيارته دمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الاسد لم يشر الا الى التصريحات السورية بخصوص روسيا وجورجيا، مستغربا تأييد سورية للموقف الروسي ازاء جورجيا، ولم يناقش سوى الشان اللبناني والمخيمات الفلسطينية هناك خصوصا وضع ثلاث مخيمات منها، بحسب كوشينر، ولم يكن ملف حقوق الانسان على جدول الزيارة التي كانت تحضيرية لزيارة ساركوزي.
من جانبهم الحقوقيون السوريون لا يعولون على زيارة ساركوزي في هذا الملف ،ويعتبرون ان الحكومات الأوروبية أو الولايات المتحدة الاميركية لا تسيرها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، بل تقودها المصالح الاقتصادية والسياسية، ويؤكدون ان حقوق الإنسان شماعة ترفعها متى تريد وتسكت عنها متى تحققت مصالحها ويشيرون ان عودة الانفتاح نحو سورية بسبب قناعة أصحاب القرار في العالم الغربي أنه لايمكن تجاهل دور سورية الإقليمي في المنطقة  او انه يمكن كسب سوريا بعيدا عن ايران ، ويؤكدون ان أي انفراج في العلاقات السورية الغربية يكون دوما على حساب ملفات خارجية لا على حساب ملفات داخلية.
كما ان الانفراجة الداخلية التي راها ناشطون مؤخرا في الافراج عن عدد من المعتقلين السياسيين ومنهم حسن قاسم، محمود النجار، اسامة عاشور، غازي قدور، ومجموعة شباب كانوا قد اعتقلوا على خلفية سفرهم الى الاردن، سرعان ما تبعتها حملة اعتقالات في المحافظات السورية اسلاميين وناشطين لتبقى الامور غير واضحة في الانفراج او عدمه ولكن بالتاكيد الامر لايتعلق بزيارة الزائرين الاوروبيين.
والجدير ذكره ان ملف المعتقلين السياسيين تعتبره دمشق شانا داخليا وتؤكد لزائريها ان القضاء هو من سيقول كلمته بحق المعتقلين. وكانت 26 منظمة قالت في بيان لها إن السلطات السورية تستمر في اعتقال و محاكمة و حبس و مضايقة الصحفيين و المنشقين اللاجئين الى شبكة الانترنت و نشطاء حقوق الإنسان و كل من يتحدى سياسات الرئيس بشار الأسد و يطالب بالإصلاح الديمقراطي أو الحث على إحداث تغيير في العلاقات السورية اللبنانية.
و خاطبت ساركوزي بالقول “قبل لقاءكم بالرئيس بشار الأسد نود لفت نظر سيادتكم إلى العديد من يقبعون في السجون السورية من كتاب و صحفيين و مدونين و نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان و ذلك لممارستهم حقهم في التعبير عن رأيهم سلميا و مشاركتهم في الحركة المطالبة بالديمقراطية”.
صحف دمشق تركز على أهمية القمة الفرنسية السورية لعملية السلام
أما الصحف السورية فقد على أهمية القمة الفرنسية السورية والقمة الرباعية لدفع المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين سوريا واسرائيل. وكتبت صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم “امام قمة دمشق الاربعاء الكثير مما تبحث فيه عدا العلاقات الثنائية (…) في المقدمة هو ذلك الدور الذي يمكن ان تساهم به فرنسا في اتفاق مستقبلي للسلام بين سوريا واسرائيل”.
وشددت في افتتاحية كتبها رئيس التحرير الياس مراد على ان القمة الرباعية التي تعقد الخميس “سوف تكون لها ابعادها ونتائجها المتعددة” لافتة الى ان مواقع المشاركين فيها “تجعل اللقاء يتجاوز في نتائجه وابعاده حدود الاقليم وتاثيراته الى القضايا الدولية وقضايا الامن والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وكتبت صحيفة “تشرين” الحكومية “نعلق امالا كبيرة على الاتحاد اوروبي وفي مقدمته فرنسا للعب دور فاعل في دفع العملية السلمية المجمدة منذ سنوات والعمل على تذليل العقبات التي تحول دون الوصول الى هذا السلام”. واضافت في افتتاحية كتبها رئيس تحريرها عصام داري “النتائج ستكون ممتازة وايجابية تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات العربية-الاوروبية بشكل عام” ورات بان القمة الرباعية “ستضفي اهمية اضافية على التوجه السلمي الذي يمثله العرب وفرنسا والجيران التوقين للسلام”.
وركزت صحيفة “الثورة” على القمة الرباعية وكتبت في افتتاحية رئيس تحريرها اسعد عبود انها “ستكون القمة السياسية الأهم في هذه المرحلة”. وكتبت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة “سوريا تتطلع الى دور فرنسي يشجع على احلال السلام والاستقرار في المنطقة التي عانت كثيرا من الانفراد الدولي في شؤونها” معربة عن تفاؤلها “بمستقبل هذه العلاقات وان يكون لها انعكاسات ايجابية على المنطقة باسرها”.
ايلاف

جعبة ساركوزي تبدأ بإيران ولا تنتهي بإسرائيل وروسيا
باريس ــ بسّام الطيارة
أكدت مصادر فرنسية موثوقة مقربة من الإليزيه أمس، أن القمة الرباعية المنتظر عقدها غداً في القصر الجمهوري السوري بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ستتطرق لمجموعة مسائل إقليمية تتعلق بمجمل ملفات المنطقة من الملف اللبناني إلى الملف الإيراني، مروراً بمسلك المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب، نهاية بالملف القوقازي وعودة الحرب الباردة إلى الواجهة.
وتؤكد المصادر أهمية الملف اللبناني في الزيارة وربطه بـ«التطور السريع» في العلاقات بين باريس ودمشق. إلا أن دبلوماسياً عربياً مقيماً في باريس يرى أن «الملف اللبناني بات وراء الحدث» رغم التشديد الفرنسي عليه لتبرير «التسرع في الانفتاح على دمشق».
وذكرت المصادر المقربة من الإليزيه أن الملف اللبناني، على أهميته، لا يؤدي «الدور المحرك» في هذه الزيارة، ولكن هذا لا يمنع أن التقدم في الملفات اللبنانية سوف «يظل تحت الرقابة». وذكرت على سبيل المثال أن باريس تنتظر تبادل سفراء وفتح سفارات خلال شهرين أو ثلاثة، وهي سوف تنظر بتأنٍّ للتقدم في ملف المفقودين لدى الطرفين حيث «يوجد آلاف من اللبنانيين ونحو مئة سوري». كذلك فإن متابعة عمل لجنة العمل على ترسيم الحدود ستكون من الأمور التي يجب متابعتها، حسب قول المصادر نفسها، التي اعترفت بأن «حديث سوريا عن لبنانية مزارع شبعا» هو تطور بحد ذاته يساعد الأمم المتحدة التي تعمل على ترسيم هذه الحدود. ومن دون أن تنفي «وجود قتال بين السلفيين والعلويين في الشمال» اللبناني، أكدت أن «وقف الاغتيالات وعودة الحوار وزوال التوتر»، هي من العناصر التي تدعم مبادرة ساركوزي الانفتاحية على سوريا، مشددة على أن «الذي لا يجرب لا يمكنه أن يحصل على شيء».
مع ذلك فإن مصادر أخرى أكدت لـ«الأخبار» أن «الملف الإيراني سيكون على رأس قائمة المشاورات» بين الزعيمين. وكشف المصدر أن الرئيس الأسد «الذي كان قد حمل رسالة من ساركوزي إلى إيران، قد جاء بجواب مثبط للعزائم». وأضافت أن إيران لا تزال «تناور في أجوبتها».
ورداً على أسئلة التعجب من أن يحمّل ساركوزي سوريا رسائل لإيران في حين أن «مبعوث أوروبا خافيير سولانا يقوم بتواصل مباشر مع طهران»، رد مصدر مقرب جداً من الإليزيه بأن «سوريا، التي خبرت الأمر، يمكنها أن تنقل خبرتها إلى إيران». ويرى مراقبون في هذا إشارة إلى «قصف إسرائيل ما زعمت أنه بناء لمفاعل نووي في شمال سوريا». ورغم عدم تأكيد المصدر إذا كان المكان المقصود منشأة نووية، إلا أنه أكد أن لفرنسا أقماراً اصطناعية يمكنها أن «ترى ما كان يوجد قبل القصف وبعده»، طالباً انتظار نتائج التحقيقات التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد المصدر أن رسالة جديدة يمكن أن ترسل إلى طهران عبر دمشق، مذكراً بحديث ساركوزي أمام السفراء قبل أسبوع حين قال «إن حصول إيران على القنبلة النووية أمر مرفوض». ويجمع المراقبون على أن «انفتاح ساركوزي على سوريا» يمكنه أن «يسهل ابتعاد سوريا عن إيران»، إذ يشدد المصدر نفسه على أنه «لا يجب ترك دمشق أمام اختيارين لا ثالث لهما: إما العزلة الدولية أو الحلف مع إيران»، منتقداً سياسة جاك شيراك التي سعت إلى عزل سوريا، ورافضاً التعليق عما إذا كان هذا التقارب «يضايق المملكة العربية السعودية».
ويتوقع بعض المراقبين ألا يأخذ الملف الفلسطيني حيزاً كبيراً من الزيارة «إلا في ما يتعلق بملف الجندي جلعاد شاليط» حامل الجنسية الفرنسية أيضاً، الذي يؤكد أكثر من مصدر أن «الرئيس بشار وعد بفعل شيء ما».
إلا أن فلسطين لا بد أن تدخل من زاوية المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية، التي تشدد كل الأوساط الفرنسية على أن ساركوزي «يعوِّل عليها كثيراً لإعطاء دور لأوروبا في الشرق الأوسط». وقد ذكرت مصادر في الإليزيه أن الأسد «كان قد طلب من فرنسا أن ترعى وتضمن» الاتفاقات عندما تصبح المفاوضات مباشرة. وذكر مصدر مقرب من هذا الملف أن «إسرائيل وواشنطن قبلتا وجود فرنسا راعياً لهذا السلام المفترض الوصول إليه».
أما الملف العراقي و«ملف القوقاز بعد زيارة الأسد إلى موسكو»، فسيكونان من ضمن الملفات التي سيتناولها الرئيسان في القمة الرباعية، إذ يؤكد المصدر أنه في ما يتعلق بعلاقة دمشق مع موسكو «يوجد بعض علامات الاستفهام».
الأسد لا يستبعد ضربة لسوريا أو لبنان أو إيران
حذّر الرئيس السوري، بشار الأسد، أمس، من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران ستكون له عواقب كارثية على العالم بأسره. وقال، في مقابلة مع قناة «فرانس 3» التلفزيونية، «نعتقد أن إسرائيل قد تحاول شن هجمات ضد إيران، وحتى لبنان أو سوريا». وأضاف «إن أي هجوم إسرائيلي، أو من جانب أيّ أحد آخر، ستكون نتائجه كارثية، لا على المنطقة فحسب، بل على العالم بأكمله»، مؤكداً أنه لا يعلم ما إذا كانت الدولة العبرية تمتلك «القدرة» على شن هجوم عسكري كهذا. وتابع «نأمل ألا يقع اعتداء كهذا». وفي ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، قال الأسد إنها قرّبت «إمكانية السلام»، لكنه أضاف «لا يمكننا أن نقول إننا قريبون من تحقيق السلام. نعدّ الآن للمفاوضات المباشرة، وعندما نصل إلى هذه الخطوة، سنكون قادرين على قول إننا قريبون من السلام». وأضاف «اليوم لا يمكننا القول إلا أننا فتحنا الباب للسلام».
وأشار الأسد إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش بعد أكثر من سبع سنوات من وجودها «بدأت تتذكّر أن هناك شيئاً يدعى السلام»، وتوقع أن تعمد الإدارة الجديدة إلى تسهيل العملية السلمية. وقال «بالطبع نحن بانتظار الإدارة الجديدة لنعرف ما هي توجهاتها، بعدها نستطيع الحديث عن المفاوضات المباشرة».
وأكد الرئيس السوري أن دمشق وباريس تعيشان «عصراً جديداً يستند الى السياسة الجديدة لفرنسا، سياسة واقعية، براغماتية تهدف الى تحقيق السلام وتدعو الى الحوار والاستقرار»، مشيراً إلى أن السياسة الفرنسية في عهد جاك شيراك «لم تكن تساعد على إرساء علاقات طبيعية بين فرنسا وسوريا».
(ا ف ب، أ ب)

قمة تركية قطرية فرنسية سورية بدمشق: تبحث في المفاوضات السورية الإسرائيلية
يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في دمشق اليوم الرئيس بشار الأسد في مستهل زيارة رسمية.
وهذه هي أول زيارة لرئيس فرنسي إلى سوريا منذ ست سنوات، و كان بيان للرئاسة الفرنسية قد أكد أن قمة رباعية تجمع قادة فرنسا وسوريا وتركيا وقطر سوف تعقد بالعاصمة السورية الخميس. وقال بيان فرنسي إن القمة ستخصص للبحث في المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة. وأوضح قصر الإليزيه أن ساركوزي سيحضر القمة بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر رئيس مجلس التعاون الخليجي، وسيحضرها أيضا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان. وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن القمة تهدف أيضا لبحث “المواضيع الإقليمية المتعلقة بسلام الشرق الأوسط”.
وقال مسؤول مقرب من ساركوزي “سيجتمع الزعماء الأربعة نهاية فترة إقامة الرئيس لمناقشة القضايا الإقليمية المتعلقة بسلام الشرق الأوسط سواء في لبنان أو بين إسرائيل وسوريا”. وأضاف أن باريس مهتمة بخطة أمنية تركية لمنطقة البحر الأسود حيث اشتبكت القوات الروسية والجورجية بسبب أزمة القوقاز.
وأفاد مراسل الجزيرة في باريس نور الدين بوزيان أن أهمية القمة لدى الأطراف المشاركة تكمن في محاور عدة هي عودة فرنسا إلى الشرق الأوسط، ولعب دور محوري في عملية السلام بين العرب وإسرائيل بسبب غياب الولايات المتحدة المشغولة بانتخاباتها الرئاسية.
ومن المقرر أن يصل ساركوزي سوريا الأربعاء في زيارة رسمية تهدف لتعزيز العلاقات مع دمشق بعدما ساعدت الأخيرة في التوصل إلى اتفاق أنهى الازمة السياسية بلبنان.
ويتوقع أن يكون الاجتماع الرباعي قصيرا. ويشير جدول زيارة ساركوزي إلى أنه من المتوقع أن يستمر الاجتماع ساعة واحدة، وأن مؤتمرا صحفيا سيعقد بعد ذلك.
استئناف الجولات
ويتوجه وفدان سوري وإسرائيلي الأيام المقبلة إلى تركيا لإجراء جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة، كما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية الاثنين.
ويرى محللون أن زيارة الرئيس الفرنسي لدمشق “تكرس انتهاء عزلة سوريا الدبلوماسية”، فيما تعتبر الأخيرة أن هذه الزيارة ستشكل جسرا لاستئناف الاتصالات مع واشنطن.
وكان الرئيس السوري طلب من فرنسا خلال زيارته باريس يوم 12 يوليو/ تموز الماضي أن تشارك مع الولايات المتحدة عندما يحين الوقت لذلك، في رعاية مفاوضات مباشرة بين بلاده وتل أبيب.
ويصف الخبير بالشؤون السورية أندرو تابلر زيارة ساركوزي وهي الأولى لرئيس دولة غربية منذ ست سنوات للعاصمة السورية، بأنها تعني أن “عزلة سوريا على الصعيد الدولي قد انتهت”. أما دمشق فتنظر إليها على أنها “انتصار”.
ويقول المحلل السوري عماد الشعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية ومقره دمشق لوكالة فرانس برس “سوريا تجني الآن أرباح المرحلة السابقة وتتلقى مردود صبرها”.
وكالة فرنسية
ويضيف الشعيبي وهو كذلك أستاذ جامعي “خلال هذه السنوات لم تتنازل سوريا عن أي شيء ولم تنصع لأي من الشروط التي فرضتها واشنطن، وبالتالي فهي في موقع قوة”. وأسوة بتابلر يؤكد شعيبي أن زيارة ساركوزي “ستسهم” في معاودة الاتصالات بين واشنطن ودمشق.
لكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال الخميس الماضي إن بلاده ترفض أن تحذو حذو فرنسا في التحاور مع سوريا، طالما أن الأخيرة لا تقوم “بدور إيجابي” في العالم.
وجدد روبرت وود القول إن واشنطن ستبدأ حوارا مع دمشق في حال “لعبت دورا إيجابيا وامتنعت عن التدخل في شؤون لبنان وأوقفت دعمها للإرهابيين وتحولت إلى لاعب منتج على الساحة العالمية”.
ويعتبر الشعيبي أن الأميركيين “يحاولون التوصل إلى وضع إستراتيجية تؤمن خروجهم من المنطقة خصوصا بسبب المشاكل التي يواجهونها في العراق”. ويضيف “لقد أوكلوا إلى الفرنسيين تنفيذ هذه المهمة”.
يُذكر أن دمشق وتل أبيب تعتبران رسميا في حالة حرب منذ 1948 ولكنهما وقعتا عددا من اتفاقات الهدنة أو وقف إطلاق النار. وتشترط الأولى مقابل السلام مع الأخيرة استعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في يونيو/ حزيران 1967 وضمتها عام 1981 وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الساعة.

‏ساركوزي: السلام في الشرق الاوسط يمر عبر سوريا وفرنسا
اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عشية وصوله اليوم الاربعاء الى دمشق ان السلام في منطقة الشرق الاوسط يمر عبر سوريا وفرنسا معربا عن امله بان تكرس القمة التي سيعقدها مع نظيره السوري بشار الاسد “صفحة جديدة” بين البلدين.
وقال ساركوزي في حديث لصحيفة “الوطن” السورية القريبة من النظام “انني على اقتناع بان طريق السلام في هذه المنطقة يمر عبر بلدينا”.
وراى الرئيس الفرنسي وفق النص الذي حصلت عليه فرانس برس مساء الثلاثاء ان “سوريا دولة كبيرة بامكانها تقديم مساهمة لا يستعاض عنها في حل قضايا الشرق الاوسط” مضيفا “من الضروري ان تلعب سوريا دورا ايجابيا في المنطقة”.
واعتبر ان زيارته الى دمشق وهي اول زيارة لرئيس غربي الى العاصمة السورية منذ خمس سنوات تاتي في اطار خاص “حيث يفتح البلدان صفحة جديدة في علاقتهما”.
واضاف انها “صفحة جديدة غالية على قلبي لانها ترى سوريا تختار تدريجيا الخيارات التي ينتظرها منها العالم وتاخذ هكذا مكانتها في حلبة الامم”. واشار الى انه يرى ان مستقبل العلاقات السورية-الفرنسية ضمن اطار “طريق التعاون”.
واعتبر ان زيارته هي “رسالة صداقة الى الشعب السوري” معتبرا ان الصداقة بين الشعبين “ثراء لا يقدر بثمن” و”يجب الحفاظ عليه باي ثمن”.
يذكر ان ساركوزي الذي استقبل الاسد في فرنسا في 12 تموز/يوليو بمناسبة قمة الاتحاد من اجل المتوسط قرر بدء حوار “ضروري” رغم “مخاطره” مع سوريا التي يتهمها المجتمع الدولي بالتدخل في شؤون لبنان الذي هيمنت عليه سياسيا وعسكريا لمدة ثلاثة عقود.
وكان ساركوزي ربط انفتاحه على دمشق بتسهيلها انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبنان اثر فراغ في سدة الرئاسة الاولى استمر ستة اشهر والقيت مسؤوليته على سوريا وهو ما تم في 25 ايار/مايو الماضي. كما اعلن لبنان وسوريا في قمة لرئيسيهما في 13 آب/اغسطس الماضي اقامة علاقات ديبلوماسية.
ورغم ان الملف اللبناني سيكون محور المناقشات التي ستجري خلال زيارة ساركوزي لدمشق التي تستمر يومين فانها ستتناول كذلك المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة التي بدات تحت رعاية تركيا في ايار/مايو الماضي بعد توقف استمر ثمانية اعوام.
ووصف الرئيس الفرنسي هذه المحادثات ب “الامر الممتاز لكلا البلدين وايضا للمنطقة والعالم”. وقال “ليس سهلا تحقيق السلام فهذا يتطلب الكثير من الارادة والجهود ولهذا اريد الاشادة بشجاعة وحذق القادة السوريين والاسرائيليين الذين وافقوا على البدء بهذه العملية”.
كما اثنى ساركوزي على “العمل المميز الذي تقوم به تركيا في هذا الملف”.
واشار الرئيس الفرنسي الى صعوبة تحديد موعد الانتقال الى “محادثات مباشرة” بين سوريا واسرائيل متمنيا ان يتم ذلك باسرع وقت ممكن”.
وتعقد الخميس في دمشق قمة رباعية مخصصة للمفاوضات السورية-الاسرائيلية غير المباشرة تجمع سوريا وفرنسا وتركيا وقطر.
وفيما يتعلق باتفاق الشراكة بين سوريا والاتحاد الاوروبي الذي وقع منذ ثلاث سنوات بالاحرف الاولى اشار ساركوزي الى ضرورة مراجعته من اجل “تطويره (…) لتقريب النص من الواقع الاقتصادي الحالي” لان سوريا شهدت خلال هذه المدة “تطورا كبيرا” لافتا الى ان السلطات السورية “ترغب ايضا” في ذلك.
ولم يحدد ساركوزي موعدا للتصديق على اتفاق الشراكة “لان مسار اتفاقات الشراكة يعتبر معقدا ويتطلب تصديقا من جانب كل دولة من الدول الاعضاء” متعهدا السعي لانجازه بقوله “لن نوفر جهودنا لجعل هذا الملف يتقدم”.
يذكر ان العلاقات بين فرنسا وسوريا تدهورت خصوصا منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 الذي اشارت اصابع الاتهام الى ضلوع سوريا فيه. وتنفي دمشق اي ضلوع لها في جريمة الاغتيال.
وبعد اسابيع قليلة قرر الرئيس الفرنسي حينها جاك شيراك وكان صديق الحريري الشخصي تجميد العلاقات على مستوى عال مع سوريا.
المصدر:أ ف ب

صحف لبنانية تعرب عن خشيتها من انعكاس نتائج القمة الفرنسية السورية سلبا على لبنان
اعربت صحف لبنانية الاربعاء عن خشيتها من انعكاس نتائج القمة السورية الفرنسية سلبا على الملف اللبناني واعتبرت انها لن تؤدي الى تقدم فعلي في المفاوضات الجارية بين دمشق وتل ابيب بانتظار مشاركة الولايات المتحدة فيها.
وكتبت صحيفة “النهار” في مقالتها الرئيسية “تطرح الزيارة اكثر من تساؤل عن نتائجها المحتملة فيما يتعلق بالملف اللبناني” وابرز هذه التساؤلات “هل تنتهي بصفقة على لبنان ام ان لها اهدافا اقتصادية تحت غطاء الاهداف السياسية التي اعلن الجانبان انها محور البحث”.
واعرب المحلل السياسي ساطع نور الدين في السفير عن تقديره “بان لبنان لم يكن حجة فرنسية جدية بل كان مجرد ذريعة تنتهي اليوم عندما يتضح ان (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي موجود في دمشق وفق اوليات مختلفة”.
بالمقابل اعرب سمير جعجع رئيس الهئية التنفيذية للقوات اللبنانية (من مكونات قوى 14 اذار المناهضة لسوريا) عن عدم تخوفه من انعكاس العلاقات المستجدة بين باريس ودمشق سلبا على لبنان.
وقال في تصريح نشرته الصحف اللبنانية “فرنسا دولة صديقة لبلادنا ولا اشك لحظة في ان كل المسؤولين الفرنسيين يحملون هم لبنان”.
ويصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء الى دمشق في زيارة تستمر يومين تتطرق الى الملف اللبناني والمفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل.
من ناحية اخرى كتب راجح خوري المحلل السياسي في صحيفة النهار “ليس هناك من يملك اوهاما بشان امكان التوصل الى اتفاق على المسار السوري الاسرائيلي ما لم يكن الشريك الاميركي حاضرا بقوة وضامنا بجدية”.
واعتبر خوري ان القمة الرباعية التي ستشارك فيها الخميس قطر وتركيا “ستكون خماسية” لان الولايات المتحدة ستكون حاضرة فيها لافتا الى “صعوبة ان يقطع المشاركون فيها خيوطا من دون المباركة الاميركية”.
يذكر بان الرئيس السوري بشار الاسد دعا نظيره الفرنسي خلال وجود في باريس في تموز/يوليو الماضي الى السعي لاقناع الولايات المتحدة برعاية المفاوضات مع اسرائيل بعد تغيير الادارة الحالية.

وكان ساركوزي ربط انفتاحه على دمشق بتسهيلها انتخاب ميشال سليمان رئيسا للبنان اثر فراغ في سدة الرئاسة الاولى استمر ستة اشهر والقيت مسؤوليته على سوريا وهو ما تم في 25 ايار/مايو الماضي. كما اعلن لبنان وسوريا في قمة لرئيسيهما في 13 آب/اغسطس الماضي اقامة علاقات ديبلوماسية.
a f p

ساركوزي يزور دمشق لضمان موقع على الساحة الدبلوماسية الشرق اوسطية
– باريس (ا ف ب) – يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي الاربعاء والخميس دمشق لمواصلة عملية “التطبيع” مع سوريا ومحاولة الاضطلاع بدور على الساحة الدبلوماسية في الشرق الاوسط التي تهيمن عليها الولايات المتحدة.
ووصف قصر الاليزيه هذه الزيارة بانها “سياسية” فيما صرح ساركوزي الاربعاء لصحيفة صحيفة “الوطن” السورية ان “البلدين يفتحان صفحة جديدة في علاقتهما”.
وتختتم الزيارة بقمة رباعية ظهر الخميس تضم الى فرنسا وسوريا كلا من قطر وتركيا وتتناول المفاوضات غير المباشرة الجارية بين اسرائيل وسوريا.
ويجري البلدان منذ اشهر مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية وقال قصر الاليزيه ان “الجولة الخامسة من هذه المفاوضات المقررة في السابع من ايلول/سبتمبر ستكون مهمة لانها ستتطرق الى اصعب مسألة بين اسرائيل وسوريا هي ترسيم الحدود على طول بحيرة طبريا”.
ويحضر ساركوزي القمة ايضا بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي ساعيا الى فرض فرنسا واوروبا في اللعبة الدبلوماسية الشرق اوسطية التي تسيطر عليها واشنطن بشكل طاغ.
وكانت فرنسا جمدت الاتصالات مع سوريا بدفع من الرئيس السابق جاك شيراك بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في عملية تفجير وجهت فيها اصابع الاتهام الى سوريا فيما نفت دمشق اي ضلوع لها.
غير ان ساركوزي قرر اثر انتخاب الرئيس ميشال سليمان في ايار/مايو مد اليد الى سوريا مجددا بعد ان كانت متهمة بعرقلة انتخاب رئيس جديد في لبنان.
وقال للوطن مبررا عزم فرنسا على اخراج دمشق من “عزلتها” ان “سوريا دولة كبيرة بامكانها تقديم مساهمة لا يستعاض عنها في حل قضايا الشرق الاوسط”.
من جهته اثنى الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء متحدثا لشبكة “فرنسا الثانية” التلفزيونية على “السياسة الواقعية” و”البراغماتية” التي تنتهجها فرنسا.
وكان ساركوزي استقبل في 12 تموز/يوليو الرئيس السوري الذي شارك في اليوم التالي في قمة الاتحاد من اجل المتوسط ثم حضر في 14 تموز/يوليو الاستعراض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي ما اثار انتقادات حادة من المعارضة.
وطلب الاسد عندها من فرنسا ان تساهم الى جانب الولايات المتحدة في الوقت المناسب في رعاية مفاوضات مباشرة مستقبلا بين سوريا واسرائيل.
وسيعقد ساركوزي الاربعاء لقاء مع الاسد يبحث فيه بصورة خاصة علاقات سوريا مع لبنان وتأمل فرنسا ان تتحقق “على ارضية الواقع” وعود دمشق باقامة علاقات دبلوماسية للمرة الاولى مع لبنان الذي هيمنت عليه سياسيا وعسكريا لمدة ثلاثين سنة.
كما سيبحث الرئيسان مسالة الجندي الفرنسي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ اكثر من سنتين لدى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة.
ومن المواضيع المطروحة للنقاش ايضا مسألة ايران اذ تدفع فرنسا سوريا الى “نقل رسالة” الى الايرانيين لحملهم على التخلي عن اي مساع لحيازة السلاح النووي.
وقالت اوساط الاليزيه ان “سوريا في موقع يخولها القيام بذلك وهي تعرف عواقب هذا الامر” في اشارة الى الغارة الاسرائيلية التي دمرت في ايلول/سبتمبر 2007 موقعا في شرق سوريا يشتبه بانه كان مفاعلا نوويا شيد بمساعدة كوريا الشمالية ويخضع حاليا لعملية تحقق تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول طبيعة عمله.
وعلى الصعيد الاقتصادي ستتيح هذه الزيارة لمجموعة توتال النفطية التي تتولى استغلال حقول نفطية في شرق سوريا توقيع عقود لتوسيع رقعة عمليات التنقيب والاستغلال بحسب ما افيد في الاليزيه.
الأسد وساركوزي يرسّخان »واقعية شديدة« … تؤسّس للقمة الرباعية اليوم:
محمد بلوط
دمشق:
قلّ ما ترددت في جوانب القاعة المستطيلة الضخمة لقصر الشعب السوري، أصداء مؤتمر صحافي. السوريون يجمعون على ندرة الحدث، وعلى غلبة البروتوكول الفرنسي في القاعة، باستدعاء طقس الأسئلة والإجابات، رئاسة وصحافة، في ظلال الأعمدة الرخامية العملاقة للقصر. وإذا كان فريق الرئيس نيكولا ساركوزي قد فرض تقاليده في دمشق، إلا ان ضبط الإيقاع السياسي ظل سورياً بامتياز.
وبدت نتائج اللقاء الدمشقي المسائي، خليطا من واقعية شديدة بعدم انتظار إعلانات درامية تحفظ للتلاقي الفرنسي السوري حماسته الأولى، بعد طول انقطاع، وتمهد لقمة رباعية استثنائية اليوم في دمشق تجمع الرئيس الأسد مع الرئيس ساركوزي مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وصل ليلا الى دمشق، مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان.
فرنسا ستستمر باعتبار الملف اللبناني حجر الزاوية في تطبيع العلاقات مع سوريا، وهو ما يستدعي استمرار تنفيذ سوريا تعهداتها بشأنه، باتجاه تصليب اتفاق الدوحة. قال مصدر فرنسي »إن عناصر جديدة تستلزم تنفيذا سوريا لتصليب الهدوء اللبناني استدعتها قمة (الرئيس اللبناني
ميشال) سليمان والأسد، وقد تستدعيها التطورات المستقبلية، إذ لا يوجد لائحة نهائية بما يجب أن تقوم به سوريا في لبنان للحفاظ على زخم العلاقات السورية الفرنسية«.
ويضيف المسؤول »لكن الأمر يبقى محكوما بحل الملفات التي تطرأ وبينها المفقودون، وترسيم الحدود، وتنفيذ تبادل السفارات«، والمحكمة الدولية التي ذكّر بها الرئيس ساركوزي، وهي مرفقة ولو بشكل مخفف بملف حقوق الإنسان في سوريا. وأسعد ساركوزي ان يلاحظ لطمأنة مضيفه »أن كل القرارات والالتزامات التي أعلن عنها الرئيس الأســــد في باريس قد نفذت وخاصة هـــذه القمة التاريخية الــــتي انعقــــدت بين الرئيس الأسد والرئيس ميشال سليمان ونــــأمل أن يستمر هذا التطور الإيجــــابي ويتطـــور في المســتقبل«.
وقال مصدر فرنسي في دمشق ان »الرئيس ساركوزي سجل للرئيس الأسد تأكيده على التعهدات التي اتخذها في باريس أمام الرئيس ميشال سليمان في دمشق. وقال الأسد لساركوزي ان التأخير في تنفيذ الشق الدبلوماسي وتبادل السفراء عائد إلى تعقيدات لدى الطرف اللبناني الذي ينتظر إنجاز التصويت عليها في البرلمان، فيما لا تحتاج الإجراءات في سوريا للعودة إلى البرلمان. وتعهد للرئيس ساركوزي بإنجاز تبادل السفراء والعلاقات الدبلوماسية قبل انتهاء العام والانتقال إلى معالجة مسألة المفقودين وترسيم الحدود، ومراجعة الاتفاقات الماضية، وتكييفها مع مقتضيات نشوء العلاقات الدبلوماسية«.
ويجب عدم الذهاب بعيدا في التفسيرات حول اللقاء الرباعي »الذي لا يبشر بمحور«، كما قال الرئيس الأسد لـ»السفير«. وقال الرئيس ساركوزي ردا على سؤال لـ»السفير«، ان اللقاء الرباعي »هو مرحلة جديدة على طريق السلام بحضور تركيا، وهي الوسيط في محادثات السلام الجارية، وحضــــور سمو أمير قطر ونذكر أن اتفـــاق الدوحة هو الـــذي سمح بالتوصل الى حل للبـنان«.
وحاول ساركوزي إقامة توازن مع القلق السعودي والمصري من التقارب مع سوريا، بأن وجه من قصر الشعب الدمشقي »التحية للرئيس المشارك في الاتحاد من أجل المتوسط الرئيس حسني مبارك والجميع يعرف خبـــرة وهــيبة مبارك.. أريد أن أحيي خـــادم الحرمين الشـــريفين في المملكة العــربية الســعودية«.
وقال المصدر ان الرئيس ساركوزي سيسلم الرئيس الأسد اليوم الخميس رسالة من والد الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليت إلى ولده، وإن الرئيس وافق على تسلم الرسالة، لكنه لن يسلمها مباشرة إلى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، الذي لا يزال في دمشق، رغم إعلانات عن مغادرتها، ولأن الرئيس السوري لا يريد ان يكون وسيطا بين إســــرائيل وحماس، فقد تم الاتفاق على ان يقوم بتسليمها إلى أمير قطر الذي يسلمها بدوره إلـــى مشعل. وتابع المصدر ان الأسد »تعهد بأن يشجع حـــماس على إنجاز صفقة التبادل الجارية لإطلاق شاليت لقاء تحــــرير ٤٥٠ أسيرا فلسطينيا، لكنه لا يريد ان ينافس مصر في وساطتها الجارية في هذه القضية، خصــــوصا ان حماس هي التي اختارت الوسيط المصري«.
وعبر المــــصدر عن تفاؤل كبير بأن تواصل دمشق إطلاق سراح معتقلي إعلان دمشق، بعدما أطلقت إثنين منهم. وقال »ان الرئيس ساركوزي أعاد التذكير بلائحة الأسماء التي رفض الكشف عن عددها، مقترحا ان بعض من سيطلق سراحهم لا يريدون الكشف عن أمر إطلاقهم لتسهيل إطلاق رفاقهم الذين لا يزالون في السجون«.
اللقاء السوري الفــــرنسي إذاً، كان شاملا. ويقول المصدر الفرنسي الذي واكب المحادثات »الرئيس الأسد، عــــبر للرئيس نيكولا ساركوزي عن استيائه الشديد من تأجيل انعقاد الجولة الخامســـة من المفاوضات مع إســـرائيل في إسطنبول، بعد أربـــع جولات سادتها أجواء جدية من العمل الذي تم إنجازه، على حد تعبير الأسد الذي قال ان عدم انعقاد الجولة مخيب للآمال السورية لأنها كانت ستحمل جوابا إسرائيليا حــــاسما على مطالب دمشق لتحديد خط الانسحاب الإســــرائيلي من الجولان، وفق خيارين يتـــبع الأول خط الحدود الانتدابيـــة بين فلسطين وســــوريا »نيو كامبيه« للعام ،١٩٢٣ والـــثاني يعود إلـــى خط الرابــع من حزيران عند بحيرة طبريا«.
ورد ساركوزي، بحسب المسؤول الفرنسي، ان استقالة يورام طوربوفيتش، مفاوض رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، قد تؤجل الجولة. لكن وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير سيتوجه قريبا إلى تل أبيب لإقناع أولمرت بتسمية مفاوض آخر وعدم انتظار حكومة إسرائيلية جديدة. وقال انه سيحث اولمرت على عدم الاكتفاء بتصريف الأعمال والحفاظ على زخم المفاوضات مع سوريا. وأبلغ ساركوزي الأسد ان »المشاركة الفرنسية في تنشيط المفاوضات تلاقي رغبة وتأييدا أميركيا وإسرائيليا، لكن يجب وضع المشهد الإسرائيلي تحت المراقبة، ويبحث أردوغان في دمشق سبل تجاوز هذه العقبة«.
وفي ما خص إيران عاد كل من الرئيسين الأسد وساركوزي إلى مواقعهما الأولية: الأسد لن يكون مفاوضا باسم الأوروبيين لدى طهران في ملفها النووي، لان الموقف السوري الحالي كما قال الرئيس السوري »هو كيف يمكن أن نؤدي دورا لبناء ثقة بهدف الإثبات ان هذا البرنامج هو برنامج سلمي وليس عسكريا. سنتابع الحوار في هذا المجال مع الجانب الإيراني.. لا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج أي حل غير سلمي لأنه لن يكون حل بل كارثة وحين ذهبنا لإيران في الزيارة الأخيرة، وتحاورنا وتناقشنا مع المسؤولين الإيرانيين حول هذا الموضوع لم اسمع اي موقف يختلف عن موقـــف سوريا الذي طرحته الآن، ولكــن الواضح ان هناك عدم ثقة في إيران بالدول المعنية بهذا الملف والعكس«. ذلك فيما تســــتمر الكارثة لدى ساركوزي »امتلاك إيـــران للنووي أو الاضطرار لضـــربها«.
وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى واكب المحادثات الفرنسية السورية في قصر الشعب، ان الرئيس الأسد »أبدى استعداده للاستمرار في نقل الرسائل الأوروبية إلى طهران، بعدما نقل نسخة من عرض الحوافز الأوروبية« إلى مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي مباشرة، »مركز القرار في إيران، بناء على طلب الرئيس ساركوزي، ولن نرفض عرضا ثمينا كالعرض السوري لتوصيل المزيد من الرسائل إلى خامنئي«.
سوريا “وفت” وفرنسا” لا تساوم” على لبنان
الاسد طلب دعماً للمفاوضات المباشرة وساركوزي حمّله رسالة حاسمة لايران
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتحدث مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بينما يتحدث الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في القصر الرئاسي بدمشق أمس. (رويترز)
وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الى سوريا في زيارة هي الأولى لرئيس فرنسي لهذا البلد منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005 في بيروت، ساعياً الى المساعدة في فك العزلة الدولية عن دمشق واقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي وعارضاً مساعدة فرنسا في اجراء مفاوصات سلام سورية – اسرائيلية مباشرة، واجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد وبحثا في العلاقات الثنائية بين البلدين وفي تعاون سوريا في حل أزمة لبنان والأوضاع الإقليمية والدولية.
واستقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم ساركوزي في مطار دمشق الدولي، ثم انتقل يرافقه وزير الخارجية برنار كوشنير ووفد اقتصادي رفيع الى قصر الشعب في دمشق حيث أقام له الأسد استقبالاً رسمياً.
ولدى وصول الموكب الى قصر الشعب، ترجل ساركوزي ورحب به الأسد وسارا جنباً الى جنب على سجاد أحمر الى حيث استمعا الى النشيدين الوطنيين الفرنسي والسوري. ثم عرض الرئيسان حرس الشرف، وصافح ساركوزي المسؤولين السوريين الكبار وبينهم نائب الرئيس فاروق الشرع والمستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان.
بينما صافح الأسد أعضاء الوفد الفرنسي وفي مقدمهم رئيسا مجموعة الصداقة السورية – الفرنسية في مجلس الشيوخ فيليب ماريني وفي الجمعية الوطنية الفرنسية جيرار بابت ورئيس الغرفة التجارية العربية – الفرنسية ارفيه دوشاريت ورئيس شركة “توتال” كريستوف دو مارجوري.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن المحادثات تركزت على العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كل المجالات، الى الأوضاع في الشرق الأوسط، وخصوصاً في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الرامية الى احلال السلام في المنطقة بما في ذلك المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل بوساطة تركيا.
سوريا وفت
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثاته مع الأسد، أبدى ساركوزي استعداد فرنسا لرعاية مفاوضات سورية – اسرائيلية مباشرة “عندما يحين الوقت” وستساعد بأي طريقة ممكنة، إذا طلب منها ذلك. وشدد على أن سوريا يمكنها أن تضطلع بدور في اقناع حليفتها ايران بالتعاون لحل أزمة برنامجها النووي مع الغرب. وقال: “من المهم للغاية أن يأتي قريباً وقت اجراء مفاوضات مباشرة بين سوريا واسرائيل، لبناء السلام الذي يحتاج اليه الجميع”. وأضاف أن “ايران يجب ألا تحصل على سلاح نووي… الأسلحة النووية في ايران تمثل تهديداً للسلام في المنطقة والعالم. الجميع، كل على طريقته، يجب أن يوصلوا الرسالة”. وأشار الى أنه ابرز لنظيره السوري بصفة كونه صديقا لإيران ضرورة إبلاغها أن “الوضع خطير ويجب القيام بكل المبادرات الرامية إلى إحلال السلام”.
واعتبر أن سوريا وفت بما وعدت بتنفيذه في شأن الملف اللبناني، في اشارة الى تسهيلها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية وموافقتها على التبادل الديبلوماسي بين البلدين. وقال إن “الرئيس الأسد يعرف مدى تمسك الرأي العام الفرنسي باستقلال لبنان وسيادته. وقد نفذ كل ما أعلنه في باريس”، آملاً في أن “يستمر هذا التطور الإيجابي”. وأضاف أن “الأسد أعلن قرارات واحترمها، وفرنسا أخذت على نفسها التزامات وزيارتنا أحد هذه الالتزامات … هكذا نبني العلاقة الجيدة، نتفهم بعضنا بعضاً، لا نساوم ونبني الثقة”. وأكد أنه “لم نترك موضوعاً إلا تطرقنا اليه، من المحكمة الدولية (في قضية اغتيال الحريري) وحقوق الإنسان ومواضيع أخرى، سواء كنا متفقين أم مختلفين عليها”.
حصة الشركات السورية
وأعلن توقيع “مذكرات تفاهم” اقتصادية مع الأسد. وقال: “أشرت الى أن حصة الشركات الفرنسية في الأسواق السورية انخفضت فيما ازدادت حصص دول أوروبية أخرى… تحدثنا عن تمديد عقد شركة توتال للسنين العشر المقبلة وعن أشغال مهمة في مطار دمشق وعن مسألة المرافىء وعن قضية طائرات الايرباص والمقاطعة التي تتعرض لها سوريا بالنسبة الى قطع الغيار”، في اشارة الى العقوبات الأميركية على سوريا.
ويقول مسؤولون سوريون إن سوريا تفاوض من أجل اتفاق مبدئي لشراء طائرات “آيرباص” على رغم العقوبات الأميركية على الحكومة السورية. غير أن مسؤولاً فرنسياً أوضح أن المحادثات لبيع طائرات للخطوط الجوية السورية أمامها سنوات قبل التوصل الى اتفاق.
الأسد: أزمة ثقة
وصرح الأسد بأن محادثاته مع ساركوزي كانت “صريحة وبناءة” وتركزت على استقرار الشرق الأوسط والمفاوضات غير المباشرة الجارية بين سوريا واسرائيل بوساطة تركيا. وقال إنه أجرى مع ساركوزي “تقويماً للمرحلة التي وصلت اليها هذه المفاوضات والمرحلة المستقبلية والدور الفرنسي فيها والذي كنا تكلمنا عنه خلال زيارتي لباريس في تموز الماضي”. وذكر أن هذه المفاوضات حالياً في مرحلة بناء الثقة بين الأطراف، ووضع الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة التي ستكون “في حاجة الى وجود الولايات المتحدة مع الأطراف الآخرين المشاركين في رعاية عملية السلام”. وطلب “في هذه المرحلة من الرئيس ساركوزي دعم مرحلة المفاوضات غير المباشرة لأنها الطريق الوحيد الى المفاوضات المباشرة” مع اسرائيل.
وفي إشارة الى أزمة البرنامج النووي الايراني، قال: “نأمل في التوصل الى حل لهذه المشكلة. لا أحد في العالم يمكنه تحمل عواقب أي حل غير سلمي لأنه سيكون كارثياً”. وجدد موقف بلاده عن ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، معتبراً أن هناك “أزمة ثقة” بين الغرب وايران.
الى ذلك، رأى ديبلوماسي في العاصمة السورية أن “التوصل الى أي شيء ملموس في ما يتعلق بلبنان هو انتصار لساركوزي”. وقال إن الرئيس الفرنسي “يحتاج الى شيء يعرضه للأوروبيين الأكثر تشكيكاً يوضح أن التعامل مع سوريا يؤتى أكله، وإلا فستؤدي هذه الرحلة الى رفع مكانة الأسد من دون تقديم أي شيء جدي في المقابل”.
وكان متوقعاً أن يدعو ساركوزي الأسد الى التحرك بسرعة في تنفيذ قرار فتح سفارة في بيروت وبدء ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا.
القمة الرباعية
وقبل ظهر اليوم، يفتتح ساركوزي مدرسة شارل ديغول الفرنسية في دمشق، ويحضر حفلة على شرف الجالية الفرنسية في المدرسة ذاتها. ثم يشارك في قمة رباعية تجمع اليه والاسد، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وستتركز أبحاث القمة الرباعية على ملف المفاوضات غير المباشرة التي تجري حالياً بين سوريا واسرائيل بوساطة تركيا.
ونفى الرئيسان الفرنسي والسوري أن تكون القمة الرباعية “محوراً اقليمياً جديداً”.
تحذير اسرائيلي
وقبل وصول الرئيس الفرنسي الى دمشق، اعتبر نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بلمور أنه “يتعين على الأوروبيين أن يحاذروا جداً عندما يدرسون الانفتاح على سوريا، لأنه باستثناء تغير طفيف في اللهجة، لا تزال السياسة السورية على حالها”. وأضاف أن “سياسة سوريا لم تتغير بعد، أكان ذلك بدعم المنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله أم بترهيب عنيف لمعارضي سوريا في لبنان، كما أن سوريا مهتمة بتصعيد التوتر الديبلوماسي بين روسيا وأوروبا”.
أ ب، وص ف، رويترز، ي ب أ، “سانا”

ساركوزي: سورية احترمت التزاماتها تجاه لبنان… الأسد: سنواصل الجهود لبناء ثقة بين إيران وفرنسا
دمشق – ابراهيم حميدي
اعرب الرئيس بشار الاسد عن «الارتياح» الى جهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتحسين العلاقات بين باريس والعالم العربي «على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشترك والحوار المستمر»، مشيرا الى ان المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل كانت «محورا اساسيا» في القمة السورية – الفرنسية.
من جهته، قال ساركوزي ان الرئيس الاسد «احترم القرارات والالتزامات» التي اعلنها خلال لقائهما في باريس الشهر الماضي وبينها «القمة التاريخية» بين الاسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان، وان زيارته (ساكوزي) الى دمشق جاءت في اطار احترام وعوده للاسد. وقال :»هكذا نبني العلاقة الجديدة. ان نفهم بعضنا بعضا، ان لا نساوم، ان نبني الثقة».
جاء كلام الرئيسين الاسد وساركوزي في مؤتمر صحافي عقداه، في ختام اليوم الاول من القمة السورية -الفرنسية، على ان تعقد اليوم قمة رباعية تضم ايضا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني
واذ نفى الاسد ان تكون هذه القمة تشكل محورا، قال: «هناك قضايا مهمة اهمها الاستقرار والسلام» في الشرق الاوسط. واعرب عن السعادة لعودة الدور الاوروبي «بعد غياب لسنوات من خلال الدينامية الجديدة» لفرنسا في المنطقة ومناطق اخرى في العالم».
من جهته، قال ساركوزي ان «اننا نبني مع الاسد العلاقة (السورية – الفرنسية) خطوة خطوة ونريدها علاقة ثقة. الاسد اعلن عن بعض القرارات وهو احترم القرارات التي اتخذها. وفرنسا قطعت على نفسها عددا من الالتزامات والزيارة (لدمشق) كانت من ضمن الالتزامات ونحن نحترم التزاماتنا. هكذا تبنى العلاقة الجديدة. ان نفهم بعضنا، الا نساوم، ان نبني الثقة». وزاد: «الاسد يعرف كم ان الرأي العام الفرنسي حريص على استقلال لبنان وسيادته. ويسعدني ان الاحظ ان كل القرارات والالتزامات التي اعلنها في باريس، قد نفذت خصوصا القمة التاريخية بين الاسد وسليمان في دمشق. نأمل ان يستمر التطور الايجابي في المستقبل».
وشغل الملف النووي حيزا من المحادثات واسئلة الصحافيين. وقال ساكوزي ان هناك علاقة بين سورية وايران وان موقف دمشق يقوم على ان «حيازة اي دولة مهما كانت للسلاح النووي هو مشكلة». وزاد: «من واجبي ان الفت نظر دولة صديقة لايران ان الوضع خطر ويجب القيام بكل المبادرات الرامية الى حل سلمي. قناعتي ان احترام التحالفات السياسية والعلاقات سيسمح لسورية بالمساهمة في صنع السلام» وان هذا الموقف كان احد اسباب الانفتاح على سورية.
واوضح الاسد ان موقف بلاده ينطلق من موقف سابق لطرح الملف الايراني يدعو الى ضرورة اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. وزاد انه عندما ناقش الجانب السوري هذه المسالة مع الجانب الايراني «لم اسمع اي موقف يختلف عن الموقف السوري، لكن الواضح ان هناك عدم ثقة بين ايران والدول المعنية بالملف والعكس. النقطة الاساسية: كيف يمكن ان تلعب (سورية) دورا لبناء الثقة واثبات ان البرنامج النووي الايراني سلمي وليس عسكريا». وزاد :»سنتابع الحوار مع الجانبين الايراني والفرنسي»، مؤكدا ان الحل «لا يتم الا بالطرق السلمية. لا احد يستطيع تحمل اي حل غير سلمي (للملف الايراني) لانه لن يكون حل بل كارثة».
كما تناولت المحادثات المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. وقال الاسد انها «كانت محورية» في المحادثات في سياق الحديث عن الاستقرار في الشرق الاوسط. وزاد: «قيمنا المرحلة التي وصلت اليها المفاوضات والافاق المستقبلية والدور الفرنسي» المحتمل.
وقال ساركوزي، في هذا الاطار، ان بلاده «تدعم بكل قواها المفاوضات غير المباشرة»، مشيرا الى ان الاوضاع الداخلية الاسرائيلية حالت دون عقد جولة جديدة في تركيا، قبل ان يؤكد انه «من المهم ان يقترب اليوم الذي تصبح فيه المفاوضات مباشرة وهذا مهم للجميع. قلت للاسد كم فرنسا مستعدة كي تكون عرابا من عرابي العملية عندما يحين الوقت». وشدد الاسد على ضرورة بناء الثقة والاتفاق على المرجعيات والاسس التي ستجري عليها المفاوضات المباشرة. وقال: «عندما تتهئ الظروف ننتقل الى المفاوضات المباشرة. وان هذه المرحلة تتطلب وجود الولايات المتحدة والاطراف الاخرى المشاركة في عملية السلام». وتناولت المحادثات ايضا العلاقات الاقتصادية كي ترتقي الى مستوى العلاقات السياسية وملف حقوق الانسان.
الحياة

فك طوق العزلة عن سورية وبدء أعمال القمة الرباعية
دمشق، وكالات: بدأ قادة سوريا وفرنسا وقطر وتركيا قبل ظهر الخميس في قصر الشعب في دمشق قمة رباعية تتمحور حول المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل الجارية حاليا عبر تركيا. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد ان لا عودة للاستقرار في لبنان بدون القضاء على “مشكلة التطرف في شمال لبنان” الذي تدعمه “دول” لم يسمها. وقال في كلمة ألقاها في إفتتاح القمة  “أي شيء إيجابي في لبنان لا قيمة له دون حل مشكلة التطرف في شمال لبنان الذي تدعمه دول”. وتابع ان “الوضع في لبنان ما زال هشا (…) نحن قلقون مما يحصل في طرابلس”. وتشهد طرابلس منذ اشهر اشتباكات تندلع من حين لاخر بين ابناء الطائفة العلوية ومجموعات سنية ادت الى وقوع قتلى وجرحى.
وأكد في سياق آخر ان العمل جار لوضع “ورقة مبادىء” تكون اساسا لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل وقال الرئيس السوري “نبحث عن صيغة ورقة مبادىء عامة لعملية السلام تكون اساسا للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل”. واضاف “حددنا ست نقاط ووضعناها وديعة عند الجانب التركي” بانتظار ان تسلمه اسرائيل نقاطها. وقال “سيكون ردنا الايجابي على النقاط التي تطرحها اسرائيل (…) وننتقل مباشرة الى المفاوضات المباشرة”. واوضح الرئيس السوري بان هذا الانتقال سيجري “بعد قيام ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام”.
وقال “نتحدث عن دور اميركي ضروري في عملية السلام” الى جانب الدور الفرنسي مشددا على “ان تركيا ستبقى الشريك الاساسي في عملية السلام في هذه المرحلة (المفاوضات غير المباشرة) والمرحلة المقبلة (المفاوضات المباشرة)”. وقال “ننتظر الانتخابات الاسرائيلية لكي تحدد مستقبل المرحلة لكي نطمئن. نريد الدعم من كل الدول واساسا من فرنسا وقطر وتركيا لكي نطمئن الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل سيسير في نفس اتجاه اولمرت (ايهود) من خلال استعداده للانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة لكي يتحقق السلام”.
واشار الاسد الى ان جولة المفاوضات غير المباشرة الخامسة التي ارجئت كانت ستمثل “مرحلة حساسة” وقال “سنتمكن حسب ما نامل في الجولة الخامسة من تحقيق شيء واضح”.
وتطرق الاسد الى المسارين الفلسطيني واللبناني في هذه العملية. وقال “المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري. لا نريد ان نحقق اتفاقية سلام انما نريد السلام” معربا عن تمنيه بان تدعم كل الدول المسار الفلسطيني “ليكون داعما لا معرقلا للمسار السوري” مؤكدا “الاتفاق” مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ذلك.
وبشان المسار اللبناني اكد الاسد ان الرئيس ميشال سليمان وافق على الانضمام الى المفاوضات عندما تنتقل الى مرحتلها المباشرة. وقال “خلال زيارة سليمان دمشق (13 آب/اغسطس) تحدثنا عن ضرورة دخول لبنان في هذه العملية لكن في مرحلتها المباشرة”. واضاف “الرئيس سليمان موافق ومتفق معي على هذه النقطة”.
ساركوزي: ايران تجازف كثيرا
بدوره  اعتبرالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان ايران “تجازف كثيرا” عبر محاولتها امتلاك السلاح النووي لان اسرائيل يمكن ان توجه “ضربة” اليها وستحل عندها “الكارثة”. وقال ساركوزي “ايران تجازف كثيرا عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية اذ يوما ما ومهما كانت الحكومة الاسرائيلية قد توجه اسرائيل ضربة” الى ايران. واضاف “الامر لا يتعلق بمعرفة ما اذا كان الامر مشروعا او ذكيا ام لا. ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثة”.
وكانت نقلت الفضائية السورية مباشرة وصول كلا من ساركوزي الذي ترئس بلاده حاليا الإتحاد الأوروبي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى القصر الرئاسي. ويجري البلدان منذ أيار/مايو مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية بعد توقف إستمر ثماني سنوات. وتعقد هذه القمة “بمبادرة من سوريا” كما سبق لقصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) أن أعلن.

ووعد ساركوزي الذي وصل إلى سورية في 3 سبتمبر بأنه سيساعد نظيره السوري على عقد اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأشارت صحف فرنسية إلى أن الهدف الذي يصبو إليه ساركوزي هو “فصل سورية عن إيران”.
المفاوضات السورية الاسرائيلية
وكان أبلغ الأسد نظيره الفرنسي أن جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل كانت مقررة في السابع من سبتمبر/أيلول في اسطنبول قد ألغيت بسبب الوضع الداخلي في إسرائيل. وقال مصدر فرنسي إن سبب إلغاء هذه الجولة هو استقالة المفاوض الإسرائيلي يورام توروبيوتز. وأشار المصدر إلى شعور السوريين بالإحباط لأن هذه الجولة كانت ستكون مهمة وستتناول ترسيم الحدود بين إسرائيل وسوريا عند بحيرة طبريا. وأوضح المصدر أن ساركوزي قال للرئيس السوري إن فرنسا تدعو إلى ضرورة مواصلة المحاولة للبقاء على وتيرة المحادثات.
وكان الرئيس الأسد قد أعلن أنه طلب من فرنسا أن تلعب دورا في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي تتم حتى الآن برعاية تركيا وحدها، وقد أكد ساركوزي استعداد بلاده لأداء هذا الدور. وردا على سؤال عن موعد بدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وشروط الإنتقال إلى هذه المرحلة، شبه الرئيس السوري المفاوضات بعملية تشييد بناء لا يمكن إقامته بدون أساسات قوية.
وقال إننا في مرحلة وضع الأساس، يعني بناء الثقة بين أطراف عملية السلام، ثم علينا تحديد الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة، مشيرا إلى ضرورة وجود هذه العناصر كي يستطيع الجانبان الإنتقال إلى المفاوضات المباشرة، مؤكدا أن هذه المرحلة بحاجة إلى وجود الولايات المتحدة مع مشاركين آخرين في رعاية عملية السلام.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن المحادثات التي أجراها مساء الأربعاء مع نظيره السوري بشار الأسد في دمشق كانت صريحة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأسد في ختام القمة الثنائية إن سوريا أوفت بما تعهدت بتنفيذه بشأن الملف اللبناني، في إشارة إلى تسهيلها انتخاب رئيس للجمهورية وموافقتها على التبادل الدبلوماسي، داعيا الجانب السوري إلى مواصلة ما وصفه بالتطور الإيجابي. وأضاف ساركوزي أنه تطرق مع نظيره السوري إلى المحكمة الدولية المعنية بمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وقضايا حقوق الإنسان ومواضيع أخرى، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
المعتقلون السياسيون
وتتزامن زيارة الرئيس الفرنسي مع محاكمة سورية 12 ناشطاً، من معتقلي “المجلس الوطني لإعلان دمشق”، ومن بينهم عضو البرلمان السابق، رياض سيف، وفق المنظمة. ويواجه المعتقلون تهماً بدوافع سياسي، مثل إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية بالإضافة إلى نشر أخبار مضللة، ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلستها التالية في 26 سبتمبر/أيلول الجاري، طبقاً لـ”هيومان رايتس ووتش.” وتعتقل سلطات دمشق كذلك الناشطين، ميشيل كيلو ومحمود عيسى، اللذين يقضيان عقوبة بالسجن إثر دعوتهما لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا.
وتعرض كيلو، 68 عاماً، للتوقيف في 14 أيار/مايو 2006 إثر توقيعه إعلان “بيروت – دمشق، دمشق – بيروت” الداعي إلى إصلاح العلاقات بين البلدين، ذلك أن السلطات السورية انتقدت هذه المبادرة وأدانت موقعيها الأساسيين بتهمة “إضعاف الشعور القومي”، وحكم على كيلو بالسجن لمدة ثلاثة أعوام. وأضافت وايتسون: “ميشيل كيلو ومحمود عيسى سجنا لمطالبتهما بنفس مطلب ساركوزي من الأسد.”
وفيما يتعلق بقانون الأحكام العرفية، الذي فرض منذ الثامن مارس/آذار عام 1963، فإنه مازال سارياً رغم مضي 45 عاماً، وامتدت آثار قانون الطوارئ لتشمل كافة ميادين الحياة، بما في ذلك فرض الرقابة على وسائل الإعلام، وتعرض الصحفيين للاعتقال والسجن. وقالت المنظمة الحقوقية إن هيمنة النظام السوري على المعلومة انعكس بشكل واضح في انعدام معلومات بشأن أحداث “صيديانا” في يوليو/تموز، حيث فتحت الشرطة العسكرية نيرانها أسلحتها لإخماد التمرد في السجن العسكري.
ورغم مرور شهر على الأحداث، إلا أن الحكومة تتكتم تماماً بشأن كيفية إنهاء التمرد، ولم تكشف حتى اللحظة عن أعداد أو أسماء الضحايا الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح، وفق المنظمة. وتحصلت “هيومان رايتس ووتش” على أسماء تسعة ضحايا، فيما أشارت منظمات حقوق الإنسان السورية إلى سقوط 25 قتيلاً. ولفتت المنظمة أن عائلات المعتقلين أخفقت في الحصول على معلومات تحدد مصيرهم.
أميركا: لم نعط فرنسا الضوء الأخضر
في المقابل أشار رئيس قسم الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الاميركية جون سوليفان الى ان الحديث حول ضوء أخضر من أميركا لفرنسا لتكون راعيا مباشرا في عملية السلام بين سوريا واسرائيل “شائعة لا أساس لها من الصحة”.
وفي حديث الى صحيفة “الشرق الأوسط”، شدد  سوليفان على أن  “الولايات المتحدة الاميركية لم تعط ضوءا اخضر لأحد، كما لم يسألنا احد ان نعطي له الضوء الاخضر. ولم تسألنا فرنسا ان تتحرك وتأخذ المبادرة وترعى مفاوضات السلام، ولا ادري من اين أتت هذه التقارير”. وقال: “نشجع المفاوضات طالما ان هدفها تحقيق السلام، وبناء علاقات ثقة بين اسرائيل وجيرانها”.
وعما إذا كانت واشنطن تؤيد ان تشاركها فرنسا جهودها للرعاية المباشرة لمباحثات السلام في المنطقة، قال سوليفان: “لم يسألنا احد بعد حول رعاية المباحثات معنا، ويجب ان نناقش هذا مستقبلا إذا طرح”.
ايلاف
القمة السوريّة ـ الفرنسية: توافق لا يحجب التنافر
دمشق ــ الأخبار
هل حضر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق لـ«فك عزلة سوريا» وإعادة إحياء العلاقات الثنائية فقط؟ سؤال تصعب الإجابة عنه من دون الالتفات إلى بقية برنامج الزيارة اليوم في القمة الرباعية التي تجمع الرئيس السوري بشار الأسد وضيفه الفرنسي وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان.
متابعة برنامج اليوم الأول تفيد بأن البعد الإقليمي هو قاعدة التقارب الفرنسي ــــ السوري، بعدما كانت علاقة باريس ودمشق تمر دائماً عبر المضيق اللبناني. ولكن البعد الإقليمي لا يعني «توافقاً على كل النقاط»، التي أتى عليها البيان المشترك الذي أعقب القمة السوريّة ــــ الفرنسية. وقد ذكر مصدر سوري واسع الاطلاع لـ«الأخبار»، رداً على سؤال عن «التوقعات السورية» من الزيارة، «يقولون ما يريدون ونقول ما نريد».
وانعكست «حرية القول هذه» في مداخلة كلّ من الأسد وساركوزي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك، إذ إن التدقيق في حيثيات كلام الرئيسين تظهر «تنافراً في التوافق» على عدد من النقاط، إذا وضعنا جانباً الحديث عن «الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والحوار».
وكان الرئيس السوري قد بادر، خلال المؤتمر الصحافي، إلى التنويه بدور فرنسا، وأعلن عن سعادة سوريا لعودة هذا الدور، واصفاً القطيعة مع سياسة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، من دون ذكره، بأنها «ديناميكية جديدة». وشدد على أن «المباحثات البنّاءة» كانت بشأن «الاستقرار في الشرق الأوسط». واستطرد بأن «من يتكلم عن استقرار يتكلم عن سلام»، مشيراً إلى المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل التي تجري في تركيا.
وقال الأسد إنه «طلب من فرنسا دعم المفاوضات غير المباشرة، لأنها الطريق الوحيد للوصول إلى المفاوضات المباشرة». وأشار إلى أنه جرى خلال محادثاته الثنائية مع ساركوزي «تقييم المرحلة التي وصلت إليها هذه المفاوضات والمرحلة المستقبلية والدور الفرنسي فيها». وأوضح أن هذه المفاوضات هي حالياً في مرحلة بناء الثقة ووضع الأسس والمرجعيات التي ستعتمد عليها المفاوضات المباشرة التي ستكون «بحاجة إلى وجود الولايات المتحدة».
أما ساركوزي، فقد شكر الأسد على ضيافته قبل أن يعيد التذكير بأن زيارته هذه تأتي من ضمن «حزمة الالتزامات الفرنسية»، وأنه اليوم في طور «إعادة بناء الثقة» بين البلدين، مشدداً على ضرورة عدم المساومة على المبادئ.
وأشار ساركوزي إلى أن «الرئيس الأسد يعرف مدى تمسّك الرأي العام الفرنسي باستقلال لبنان وسيادته، وقد نفّذ كل ما أعلنه في باريس»، معرباً عن أمله أن «يستمر هذا التطور الإيجابي». وأضاف: «الأسد أعلن قرارات واحترمها، وفرنسا أخذت على نفسها التزامات، وزيارتنا أحد هذه الالتزامات».
وأكد ساركوزي أن النقاشات «كانت صريحة جداً». وقال: «لم نترك موضوعاً إلا تطرقنا إليه، من المحكمة الدولية (لمحاكمة الضالعين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري) وحقوق الإنسان ومواضيع أخرى، سواء كنّا متفقين عليها أو مختلفين بشأنها».
وفي ما يتعلق بمسار المفاوضات السورية ــــ الإسرائيلية، صرّح ساركوزي بأن فرنسا تدعم بقوة مسار مفاوضات السلام، داعياً إلى أن تنتقل نحو مفاوضات مباشرة في أسرع وقت، وأن فرنسا مستعدة لتؤدي دور العرّاب في هذه المفاوضات المباشرة.
أما الملف الإيراني، فأشار ساركوزي إلى أنه ذكر للأسد أن «امتلاك إيران للسلاح النووي هو أمر غير مقبول»، مشدداً بنبرة قوية على أن «الوضع خطير ويجب القيام بكل المبادرات الممكنة». وقال ساركوزي «إن السلاح النووي هو تهديد للسلام في المنطقة وفي العالم، وكلّ منّا يجب أن يوصل هذه الرسالة على طريقته». وأعاد التنويه بـ«الدور الذي من الممكن أن تضطلع به دمشق، نظراً إلى الثقة التي تتمتع بها» لدى طهران، من دون أن ينسى التذكير بـ«حق إيران بالنووي السلمي». وتابع «لطالما عبّرت عن قناعتي بأن احترام التحالفات التقليدية لسوريا سيسمح لها بأن تسهم في عملية السلام. وهذا عنصر أساسي من العناصر التي دفعت فرنسا إلى اتخاذ هذا القرار باستئناف العلاقات مع سوريا».
جواب الرئيس السوري على حديث ساركوزي جاء بالنبرة ذاتها، إذ إنه بعدما شدّد على ضرورة «نزع كل أسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الأوسط»، أتى على زيارته الأخيرة إلى طهران ليؤكد بشكل غير مباشر أنه حمل «الرسالة الفرنسية»، فتحدث عن وجود انعدام للثقة بين إيران والدول المعنية بالأمر. وأشار إلى أن الدور الذي تؤديه سوريا بين الأفرقاء هو «إثبات أن الهدف النووي الإيراني هو مدني لا عسكري»، ووعد «بمتابعة هذا الحوار مع فرنسا» في هذا الشأن. وشدّد مرة أخرى على أن «أيّ حل عسكري سيكون بمثابة كارثة» على المنطقة والعالم.
وفي شأن حقوق الإنسان، ردّ ساركوزي على سؤال لصحافي فرنسي، عما إذا كان قد تطرق إلى هذا الموضوع في مباحثاته، بالإشارة إلى «تمايز البلدين في عاداتهما وثقافتهما وتقاليدهما»، موضحاً أن فرنسا لديها قناعة راسخة بأن «الاحترام الكامل لرأي الآخر هو مكسب يرد التطرف». وأضاف أنه تحدث مع مضيفه بالأمر، وأنه «لاحظ أنه أُفرج عن شخصين كان اسماهما على اللائحة» التي يقول وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إنه سلّمها إلى نظيره السوري وليد المعلم خلال زيارته الشهر الماضي إلى دمشق.
ونفى الرئيسان الفرنسي والسوري أن تكون القمة الرباعية التي ستشهدها دمشق اليوم «محوراً إقليمياً جديداً». وقال الأسد «لا أعتقد بأن كلينا مع سياسة المحاور، وليس هذا هدفنا».
أما ساركوزي، فرأى أن هذه القمة تأتي ضمن التزام فرنسا السلام في الشرق الأوسط. وقال إن «اللقاء هو خطوة على درب السلام»، مشيراً إلى أن اتفاق الدوحة هو الذي سمح بالتوصل إلى حل في لبنان. ووجه تحية إلى نظيره المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله.

عدد الخميس ٤ آب ٢٠٠٨
قمة دمشق: لقاء المحاور في المنطقة الرمادية
دمشق ــ بسّام الطيارة
أعادت القمة السوريّة ــــ الفرنسيّة، ظاهريّاً، وصل ما انقطع بين دمشق وباريس خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها بالتأكيد لم توصل الطرفين إلى جادة «التوافق التام» على مختلف قضايا المنطقة، وإن ظهر نوع من المقايضة بين البلدين تمثّل في تكريس ما تمّ في قمة باريس في 12 تموز الماضي، لتكون فرنسا راعياً للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، في مقابل تأكيد دور سوريا كوسيط في الملف النووي الإيراني.
القمة التي استضافتها دمشق، أمس، تندرح أيضاً في خانة التقريب بين المحاور. فالرئيس السوري بشار الأسد مصنّف أميركياً بأنه أحد أضلاع «محور الشرّ» الذي يضم إيران وحزب الله و«حماس»، فيما يمثّل نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي أحد أعمدة التحالف الغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
ويبدو للوهلة الأولى أن الرجلين خرجا إلى منطقة رمادية قد تسهم في التقريب بين المحورين؛ فباريس كسرت العزلة الأميركية على دمشق التي قبلت في المقابل أن تؤدي دور وسيط في الأزمة الغربية مع إيران، ولا سيما أن ساركوزي ناقض ما يروّج عن مسعى غربي لفك تحالف دمشق مع طهران، بالإشارة إلى «احترام التحالفات التقليدية لسوريا»، وتوظيفها في خدمة «السلام».
غير أن تبادل الأدوار هذا يبدو مؤجّل التطبيق إلى ما بعد وصول الإدارة الأميركية الجديدة، سواء بالنسبة إلى عملية السلام التي يرفض السوريون انتقالها إلى «المباشرة» من دون رعاية أميركية، أو لإيران التي ليست في وارد إعطاء نصر لإدارة جورج بوش في أيامها الأخيرة.
«توافق لم يحجب التنافر» هو محصّلة القمة الثنائية التي من المقرّر أن تتبعها قمة رباعية اليوم، تضم قطر وتركيا. قمّة حرص الأسد على رفض وضعها في «خانة المحاور».
ومن الواضح أن الملف اللبناني كان هامشيّاً في مباحثات القمّة الثنائية، خلافاً لما كان عليه في «قمة باريس». ويؤكد مصدر مقرّب من الإليزيه أنه «لم يؤتَ على ذكر حزب الله في المباحثات إلا في إطار الحديث عن مزارع شبعا». وأشار إلى أن «الأسد أكد أن سوريا مستعدة من الآن لإقامة علاقات دبلوماسية، وأن العقبة هي دستورية لبنانية». ولفت إلى أن «تبادل السفراء يمكن أن يحصل قبل نهاية السنة». وأشار المصدر إلى أن الأسد «افتتح المحادثات بشكوى إلى الرئيس ساركوزي» من توقّف المفاوضات السورية ــــ الإسرائيلية غير المباشرة بسبب استقالة المفاوض الإسرائيلي يورام طوربوفيتش. وأضاف أن الأسد قال إن الاستقالة جاءت «في وقت مؤسف جداً، وخصوصاً أن جولات المفاوضات الأربع السابقة دارت في أجواء إيجابية وكانت ناجحة».
الرئيس ساركوزي تطرق أيضاً إلى الملف الفلسطيني عبر «رسالة والد جلعاد شاليط» التي سوف «يعطيها لأمير قطر لينقلها إلى الأسد الذي سيوصلها بدوره إلى خالد مشعل». وبرّر المصدر هذه «البهلوانية» بأن «سوريا لا تقيم علاقات مع إسرائيل، وبالتالي فإنها ترفض تسلّم رسالة مباشرة من إسرائيل».
الأخبار
واشنطن الحاضر الغائب
لم تغب واشنطن عن القمة السوريّة ـــ الفرنسيّة في دمشق أمس. كان وجودها ظاهراً في التصريحات وكواليس اللقاءات، فالطرفان يبدوان بانتظار الإدارة الجديدة لتحديد توجه علاقتهما
دمشق ـ بسّام الطيارة
ترك اللقاء الأول بين الرئيسين السوري بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي «طعم مرارة» لدى البعض نتيجة توقعات سبقت القمّة «زادت عن الواقعية»، بينما يرى آخرون أن الإعلان عن القمة الرباعية جاء ليسحب بريق اللقاء الثنائي.
وظهر ساركوزي في قمته مع الأسد كأنه يقوم بواجب «الوفاء بالتزامات قطعها على نفسه»، بينما بدا الأسد كأنه يحصّل ثمن مشاركته في قمة «الاتحاد من أجل المتوسط».
يتكلم الوفد الفرنسي عن «فك لعزلة سوريا خطوة خطوة»، بينما يعتمد الخطاب السوري على «تغيير في موازين القوى في المنطقة» مع التشديد على دينامية السياسة الجديدة لساركوزي، فيما يقول الفرنسيون إن «تقديم أفق لدمشق يمكن أن يقود إلى إخراجها من تحالفها مع إيران أو على الأقل تحييدها».
وتدفع هذه التحليلات المتناقضة والذاهبة في شتى الاتجاهات البعض للتساؤل عن «الأهداف المشتركة للبلدين»، وخصوصاً أن الطرفين يتحدثان لغتين للإشارة إلى نقاط اختلاف تبدو كأنها نقاط توافق. وبحسب أحد المصادر المقربة من الوفد الرئاسي الفرنسي، فإن لباريس أهدافاً متداخلة يمكن ألا تلتقي حالياً مع أهداف دمشق ولكنها تخدم بلا شك الاستقرار في جنوب البحر المتوسط. ويضيف أن من الضروري الإسراع في خطوات التقارب ما دام لفرنسا دور أوروبي طليعي ولإعطاء زخم لمفاوضات السلام غير المباشرة القائمة في تركيا، للحصول على دور الراعي عندما يحين وقت المفاوضات المباشرة «بمشاركة أميركا طبعاً».
أما في الشق السوري فإن التشديد على «الدور الفرنسي الهام» لا يعني، حسب مصدر سوري، «وضع كل الآمال في أوروبا» بل يهدف أيضاً إلى تحفيز الإدارة الأميركية الجديدة لتؤدّي «دور الراعي الصالح لا الراعي المنحاز».
من هنا يقفز طيف واشنطن من وراء الزيارة التاريخية لساركوزي، وترتسم في أفق آمال الطرفين السوري والفرنسي رغبة في توجيه إشارات إلى الإدارة الجديدة. فمن جهة تنتظر سوريا جدية الإدارة الجديدة في البحث عن «حل في المنطقة يمر عبر دمشق»، بينما ترى باريس في هذا التقارب إشارة أيضاً إلى ضرورة «عدم العودة إلى سياسة الأمر الواقع» مع الحلفاء ودلالة على أن «أوروبا الجديدة» تستطيع أن تؤدي دوراً.
وفي انتظار أن تسمع واشنطن الرسالتين، فإن ما يمكن أن تحصله كل عاصمة سيكون مكسباً لا ضير فيه. وكل تقدم في مسيرة المفاوضات يمكن أن يسجل لمصلحة العاصمتين. وإذا لم تتحرك الأمور، فإن الجمود في ظل الحوار أفضل من الجمود في ظل التوتر.
الأخبار

تمهيداً لما بعد بوش
دمشق ـ سعاد مكرم
رغم أجواء التفاؤل التي أشاعتها زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق، إلا أن أحد المراقبين علّق لدى رؤيته الرئيس السوري بشار الأسد عند باب القصر الجمهوري: تُرى، هل ستكون دمشق قادرة على المضي حتى النهاية في تلبية المطالب الفرنسية والأوروبية؟ وما الذي تريده فرنسا بالتحديد؟ من دون أن يخفي ثقته بأنّ اندفاع سيد الإليزيه نحو عاصمة الأمويين «له أبعاد أخرى غير معلنة».
فباريس تريد أن تؤدي دوراً فاعلاً في الشرق الأوسط. في المقابل، تريد دمشق أن تعيد علاقاتها مع أوروبا إلى مجراها الطبيعي، بما يساعدها على تحقيق «السلام» مع إسرائيل، من خلال استرجاع أراضيها المحتلة.
كذلك على صعيد الاقتصاد، فالأفق يبدو أوسع ومجال التعاون بين البلدين كبير جداً. وفي هذا السياق، يكفي لمعرفة حجم ما تحقق خلال أشهر قليلة: عودة شركة «توتال» إلى العمل في النفط السوري، وإنعاش صفقات طائرات «الإيرباص»، فضلاً عن حدث ثقافي ذي دلالات سياسية بارزة، وهو افتتاح ثانوية شارل ديغول وسط دمشق، فيما لم تجدّد الحكومة السورية رخصة المدرسة الأميركية للعمل في البلاد.
اللهفة التي يبديها سيّد الإليزيه في تسريع خطوات انفتاحه تجاه سوريا تُظهر أنه يطمح إلى الحصول على المزيد، بما يتجاوز الملف اللبناني. إذاً، فثمة ملفات أخرى في المنطقة تستحق الاستحواذ على الاهتمام الفرنسي، ضمن توقعات بانسحاب أميركي من العراق في حال فوز بارك أوباما، وهو ما سيفرض إعادة توزيع للأدوار في المنطقة. عندها، سيكون لوجود فرنسا في المنطقة، عبر سوريا، مردود إيجابي كما يعتقد كثيرون. كما أن عقد القمة الرباعية، اليوم، سيمثّل فرصة لاستئناف الحوار الفرنسي ــــ التركي، الذي توتّر على خلفية معارضة العضوية التركية في الاتحاد الأوروبي.
وإذا كانت فرنسا تطمح إلى تأدية دور في العراق، فلن يكون هذا ممكناً من دون حوار مع سوريا وتركيا وإيران، وهو ما ستوفّره القمة الرباعية كخطوة أولى.
القمة الرباعية تأتي عكس الرغبة الأميركية، لترسم خريطة جديدة للمصالح المشتركة الإقليمية والدولية، من دون تجاهل أهمية تكريس الدور العربي من خلال دولة صغيرة مثل قطر، كان لها القدرة على إنجاز اتفاق الدوحة، ومرشحة حالياً لتأدية دور في تبديد المخاوف العربية الخليجية إزاء إيران، بما يعوّض انحسار الدورين العربيّين الأساسيين المصري والسعودي، اللذين لم يفوّت ساركوزي الفرصة لمجاملتهما وتوجيه الشكر إليهما من دمشق، بما يشبه الاعتذار عن عدم تلبية طلبهما، من فرنسا، التريّث في الانفتاح على سوريا.
الأخبار

«الأمّ الحنون» تستعيد نفوذها … في غياب كارلا بروني
باريس ــ الأخبار
كثير من الإعلاميين الذين جاؤوا لتغطية الزيارة، يطأون أرض عاصمة الأمويين للمرة الأولى. مراسلة «فانيتي فير» الإيطالية تعترف بأنها «لم تأتِ لتغطّي الحدث سياسياً»، ولكنها رغم ذلك تُقر بأنّ المناسبة حدث تاريخي، وأنّ سوريا في «عين الحدث هذه الأيام»، قبل أن تضيف «ومن يدري؟ لعلّني أستطيع الحصول على مقابلة مع السينيورا أسماء (الأسد)». وعندما يسألها زميل لها عما إذا كانت قد حصلت على موافقة وموعد مسبقين، تضحك وتجيب بلهجة إيطالية «إن شاء الله».
كبريات الصحف الفرنسية ومحطات التلفزة أوفدت كبار مراسليها. بعضهم سبق وعرف دمشق «في ظروف مختلفة»، وبعضهم الآخر مغتبط للفرصة التي «تسمح له بتكوين فكرة بعيداً عن التشويش الإعلامي اللبناني».
عدد من المتخصّصين في الشؤون العربية يرون في الزيارة «بداية فرنسية لديناميكية إعادة نفوذ الأم الحنون في سوريا»، وهو رأي كريستيان شينو من إذاعة «فرانس أنتير»، المتخصص في شؤون المنطقة منذ أكثر من عقد ونصف (وهو رهينة سابق في العراق).
ويرى شينو أنّ فرنسا بدأت تنظر إلى سوريا «من خارج النافذة اللبنانية»، رافضاً ما يذهب إليه بعض الزملاء الآخرين من أن «حلحلة الأزمة اللبنانية وتوقف الاغتيالات» كانا وراء انفتاح بلاده على دمشق.
غير أنّ هذا الرأي لم يمنع العديد من أهل الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية المرافقين من الإشارة إلى أنه «لا يمكن حشر علاقة فرنسا بسوريا في زواريب الملف اللبناني فقط». ودعا أكثر من صحافي تحدث مع «الأخبار» إلى النظر إلى «ما يمكن أن يجنيه ساركوزي إذا نجح مثلاً في دفع ملف السلام في المنطقة».
ويعارض آخرون هذا التحليل بقولهم إنّ «الوقت الضائع ينتهي مع الانتخابات الأميركية» المقبلة، وبالتالي فإنّ «حماوة اللقاءات الفرنسية ــــ السورية» ستبرد مع الوقت «إلا إذا حصل تقدم سريع». ويمكن القول إنّ نسبة الذين لا يثقون بإمكان «الوصول إلى توافق» مع الأسد هي الأكبر في أوساط الحضور الإعلامي الفرنسي، كما كان الغياب المميّز لأي تمثيل للصحافة الخليجية (على غرار ما حصل في القمة العربية في آذار الماضي) مدار حديث وتساؤلات فسّرها بعض «المتشائمين» بأنها ظاهرة تعبّر عن «عدم رضى عن توجهات ساركوزي الانفتاحية المتسارعة».
إلا أن أجواء الطائرة التي أقلّت الإعلاميين تميل إلى تفضيل «خيار التريّث» وانتظار نتائج الاجتماعات، وخصوصاً في ظل ما بان «من انفتاح في التنظيم»، تجسّد بقبول مراسلي صحافة إسرائيلية من حاملي جوازات السفر الفرنسية.
وبينما رأى البعض في هذه البادرة «إشارة قوّة» من سوريا، فقد حلّلها آخرون بأنها «طبيعية» في ظل المفاوضات غير المباشرة القائمة مع إسرائيل في تركيا. أمّا «البريئون»، فقد نظروا إلى الموضوع بعين «التطبيق الحرفي للقوانين» التي تسمح لحاملي الجنسية الفرنسية بالدخول مع وفد بلادهم الرئاسي من دون النظر إلى ما وراء أفق الجنسية.
ولم يقتصر الوفد المرافق على الصحافة، فقد دُعي عدد من الناشطين في العلاقات العربية ــــ الفرنسية (وزير الخارجية الأسبق هيرفي دو شاريت الذي يرأس غرفة التجارة العربية، والأمين العام لحزب الأكثرية الشعبية الحاكم باتريك ديفردجيان، وكريستيان إستروزي وهو وزير سابق إلى جانب جيرار بابت، الذي يرأس مجموعة الصداقة الفرنسية ــــ العربية، إلى جانب عضو مجلس الشيوخ فيليب ماريني).
وقد لفت الانتباه أيضاً مرافقة رئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس، ورئيس مجلس إدارة متحف اللوفر هنري لواريت. أما بالنسبة إلى «المرافقة الاقتصادية»، فقد اقتصرت على حضور رئيس مجلس إدارة شركة «توتال» كريستيان مارجري، وصاحب شركة الشحن البحري cmcgm
جاك سعادة.
الأخبار

إسرائيل للأوروبيّين: إحذروا سوريا
علي حيدر
دعت إسرائيل، أمس، أوروبا إلى «توخّي الحذر الشديد في علاقاتها مع سوريا»، وذلك بالتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق، فيما أعلن عن تأجيل المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب لأسباب «بيروقراطية».
وقال نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ييغال بالمور، إن «سوريا لا تزال مستمرة في خط متصلّب يقوم بصورة خاصة على تخويف معارضيها في لبنان». واتهم النظام السوري بالاستمرار في «دعم منظمات إرهابية»، في إشارة إلى «حماس» وحزب الله، وبالسعي إلى «زيادة حدة التوتر الدبلوماسي بين روسيا وأوروبا»، في تلميح إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأخيرة إلى موسكو. ودعا سوريا إلى تغيير هذه العناصر في سياستها.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن الاتصالات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل يمكن أن «تضع عصا في عجلات محور الشر». وأكدت أن «إسرائيل مهتمة بالانتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة التي تساعد على فصل سوريا عن الارتباط بإيران».
ولفتت المصادر نفسها إلى أن ممثّلَي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في المفاوضات، يورام طوربوفيتش وشالوم تورجمان، مهتمان بإقناع السوريين بالانتقال في أسرع وقت إلى محادثات مباشرة بدلاً من الاتصالات التي يديرها الوسيط التركي. ورأت المصادر أنه «إذا اقتنعت سوريا بأن الغرب يوفّر دعماً للمفاوضات ويمثّل بديلاً من الارتباط بإيران، فعندها قد تدرس التنازل عن علاقاتها مع طهران».
في المقابل، ورغم ما أعلن عن تقدم في اتجاه مفاوضات مباشرة، ترى مصادر في القدس المحتلة أنه «لا يوجد لـ(الرئيس السوري بشار) لأسد سبب للمسارعة إلى المفاوضات، بعدما فهم أن المؤسسة السياسية في إسرائيل لم تعد مستقرة في الفترة الأخيرة، فضلاً عن وجود انتقادات تلفت إلى أن الرئيس السوري يستفيد من التقارب مع الغرب، رغم أنه لا يقطع علاقاته مع إيران».
وعزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» قرار إسرائيل تأجيل جولة المحادثات الخامسة مع سوريا، والتي كان يفترض أن تبدأ اليوم، إلى أسباب «بيروقراطية». وأوضحت أن «طوربوفيتش استقال من منصبه كرئيس لطاقم مكتب رئيس الوزراء، في 31 تموز الماضي، وطلب مواصلة إدارة المفاوضات مع سوريا، بل وافق على القيام بذلك من دون تلقّي مقابل مالي. ولكنّ تأخّر الرد على طلب أولمرت، من المستشار القانوني للحكومة ميني مزوز والمستشارة القانونية لديوانه شلوميت برنياع، للسماح لطوربوفيتش بالاستمرار في نشاطه، أدى إلى عدم سفره لإجراء المحادثات».
وأشارت «يديعوت» إلى أن «البيان الإسرائيلي استُقبل بدهشة كبيرة لدى الوسيط التركي، وأدى إلى القول في كلّ من تركيا وسوريا بأن اسرائيل تحاول التملّص من المحادثات وتتّبع سياسة التسويف المتعمّد».
وفي هذا الصدد، أصدر مكتب أولمرت بياناً أوضح فيه أن «إسرائيل ملتزمة بالمفاوضات، ومعنية بالمفاوضات، وتؤمن بالمفاوضات، وهي سارت إليها بعيون مفتوحة وتأمل أن تعطي نتائج، وأنه يمكن طوربوفيتش السفر إلى جولة المحادثات فقط بعد إقرار تسوية تضارب المصالح». كما نفى مكتب أولمرت ما تردد عن تحديد موعد جديد لجولة أخرى من المحادثات غير المباشرة مع سوريا.
الأخبار

الرئيس السوري: لا استقرار في لبنان مع «التطرف» في الشمال
دمشق
اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان لا عودة للاستقرار في لبنان من دون القضاء على «مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان» الذي تدعمه «دول» لم يسمها.
وقال الاسد، في كلمة القاها في افتتاح القمة الرباعية في دمشق التي ضمته مع قادة فرنسا وقطر وتركيا: «اي شيء ايجابي في لبنان لا قيمة له من دون حل مشكلة التطرف والقوى السلفية في شمال لبنان. وهناك دول تدعم هذه القوى بشكل رسمي». واضاف ان «الوضع في لبنان ما زال هشا… نحن قلقون مما يحصل في طرابلس».
وذكر الاسد انه طلب من نظيره اللبناني ميشال سليمان، خلال القمة التي جمعتهما في دمشق في 13 آب (اغسطس) الماضي «ارسال المزيد من القوات العسكرية الى الشمال بشكل عاجل». وقال: «وجود الجيش ضروري لحسم المشكلة والا فان لبنان لن يستقر في وجود التطرف فيه».
وذكر بان التبادل الدبلوماسي تقرر خلال القمة، وقال: «الان نحن في صدد الاجراءات القانونية»، متوقعا ان يتم تبادل السفراء «ربما قبل نهاية العام».
وتطرق الاسد الى المفاوضات مع اسرائيل، وقال: «نبحث عن صيغة ورقة مبادىء عامة لعملية السلام تكون اساسا للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل». واضاف «حددنا ست نقاط ووضعناها وديعة عند الجانب التركي» في انتظار ان تسلمه اسرائيل نقاطها.
وقال: «سيكون ردنا الايجابي على النقاط التي تطرحها اسرائيل… وننتقل مباشرة الى المفاوضات المباشرة…
بعد قيام ادارة اميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام… نتحدث عن دور اميركي ضروري في عملية السلام» الى جانب الدور الفرنسي مشددا على «ان تركيا ستبقى الشريك الاساسي في عملية السلام في هذه المرحلة (المفاوضات غير المباشرة) والمرحلة المقبلة (المفاوضات المباشرة)».
وزاد: «ننتظر الانتخابات الاسرائيلية لكي تحدد مستقبل المرحلة لكي نطمئن. نريد الدعم من كل الدول واساسا من فرنسا وقطر وتركيا لكي نطمئن الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل سيسير في نفس اتجاه (رئيس الوزراء الحالي ايهود) اولمرت من خلال استعداده للانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة لكي يتحقق السلام»، مشيرا الى
ان جولة المفاوضات غير المباشرة الخامسة التي ارجئت كانت ستمثل «مرحلة حساسة… وسنتمكن، بحسب ما نأمل، في الجولة الخامسة من تحقيق شيء واضح».
وتطرق الاسد الى المسارين الفلسطيني واللبناني في هذه العملية.
وقال «المسار الفلسطيني حيوي بالنسبة للمسار السوري. لا نريد ان نحقق اتفاقية سلام انما نريد السلام»، معربا عن تمنيه بان تدعم كل الدول المسار الفلسطيني «ليكون داعما لا معرقلا للمسار السوري»، ومؤكدا «الاتفاق» مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ذلك.
وعن المسار اللبناني اكد الاسد، قال: «خلال زيارة سليمان دمشق تحدثنا عن ضرورة دخول لبنان في هذه العملية لكن في مرحلتها المباشرة. والرئيس سليمان موافق ومتفق معي على هذه النقطة».
الحياة     – 05/09/08

أردوغان يؤكد استمرار المفاوضات بعد اولمرت…
دمشق – ابراهيم حميدي
وأمير قطر يعارض «زج دول الخليج في صراع مع إيران» … ساركوزي يدافع عن انفتاحه على سورية والأسد يدعو إلى تعزيز «البقع المضيئة» في المنطقة
دافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقوة عن انفتاحه على سورية، قائلا ان بلاده واميركا ليس لديهما «التحليل المشترك» في شأن سياستيهما ازاء دمشق، ذلك ان باريس «تشجع سورية في عملية السلام مع اسرائيل. ونحن في حاجة الى سورية في لبنان ومع ايران. والولايات المتحدة تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سورية في هذا الإطار».
من جهته، اعرب الرئيس بشار الاسد عن»القلق من عودة الحرب الباردة»، اذ ان حربا كهذه «ستكون اسوأ مما سبقها في القرن العشرين، وستكون منطقتنا اي الشرق الاوسط ساحة من ساحاتها»، مشددا على ضرورة العمل على تعزيز «بعض البقع المضيئة» التي ظهرت في المنطقة في الفترة الاخيرة.
واكد الاسد وجود «اجماع» على دعم الرئيس اللبناني ميشال سليمان وتنفيذ باقي بنود اتفاق الدوحة الذي «ابعد شبح الحرب» واجراء انتخابات برلمانية ورعايته الحوار الوطني، لافتا الى ان «الخطوات القانونية تسير قدما» لاقامة علاقات ديبلوماسية بين بيروت ودمشق.
جاء ذلك في ختام القمة الرباعية التي ضمت، الى الاسد وساركوزي، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي نجحت دمشق بعقدها تحت عنوان «حوار من اجل الاستقرار» لتكون الحدث الثاني الكبير الذي تستضيفه دمشق بعد القمة العربية في نهاية اذار (مارس) الماضي.
وتناولت القمة التي استمرت اكثر من ساعة، اضافة الى لقاءات ثنائية بين الزعماء الحاضرين، الاوضاع الدولية خصوصا الازمة في القوقاز على خلفية تأثيرها في الشرق الاوسط، اضافة الى الاوضاع في لبنان والعراق والسودان والملف النووي الايراني وعملية السلام الشاملة بمساراتها السوري والفلسطيني واللبناني. وحضر القمة من الجانب السوري، نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية الوزيرة بثينة شعبان.
وقال الاسد، في مؤتمر صحافي عقد بعد اللقاء الرباعي :»بالرغم من الصورة المعقدة والتي تبدو أحيانا سوداء للوضع في الشرق الاوسط. في الأشهر الأخيرة بدأت تظهر بعض البقع المضيئة أو البقع البيضاء على المشهد السياسي. القلق من أن تخفت وتختفي هذه البقع المضيئة، والأمل بأن نتمكن من جعلها أكبر حتى تحل محل السواد في الشرق الأوسط ما يدفعنا لمثل هذه اللقاءات».
وعن المفاوضات غير المباشرة، اعلن الاسد انه «سيكون بكل تأكيد دور اساسي لفرنسا في مرحلة المفاوضات المباشرة». وقال اردوغان ان تطورات الداخل الاسرائيلي ادت الى تأجيل انعقاد الجولة الخامسة منها، قبل ان يؤكد ان «العمل سيستمر. ونحن على ثقة ان خليفة (رئيس الوزراء ايهود) اولمرت سيستمر بالعملية». ونقل عنه لاحقا ان الجولة ستعقد في اسطنبول يومي 18 و19 الجاري.
وشدد الاسد على اهمية الرعاية الاميركية للمفاوضات المباشرة، قائلا :»من دون حوار لا يمكن أن تكون هناك رعاية (اميركية) لان الرعاية في حاجة إلى آلية والثقة مع الأطراف المعنية. في أي صلات فلا بد من هذا الحوار. وهذا الحوار لم يبدأ حتى هذه اللحظة لذلك نحن نتحدث عن السلام والمفاوضات المباشرة لعملية السلام في المرحلة المقبلة أي بعد الانتخابات الأميركية». وتابع ساركوزي :»عندما نبدأ بالمفاوضات المباشرة سيكون لتركيا دور تقوم به، ودور للولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا، ونحن مستعدون للقيام بهذه الادوار كافة».
وعن الوضع اللبناني، قال الاسد :»نحن مرتاحون للخطوات الايجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة (الذي) ابعد شبح الحرب عن لبنان». وزاد: «هناك اجماع على دعم الرئيس سليمان كي يرعى كل هذه العملية التي بدات مع انتخابه وما زالت مستمرة وصولا الى الانتخابات انتهاء بكل القرارت التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار».
من جهته، قال ساركوزي ردا على سؤال ان بلاده «تشدد على استقلال وسلام وسيادة لبنان. وبدأنا مسيرة مع الرئيس الأسد في هذا الموضوع مرحلة فمرحلة. وهذه المسيرة احترمتها الأطرف التي لعبت دورها ونتمنى أن يستمر هذا… ما فعلناه كان لصالح اللبنانيين كافة وسنعمل جنبا الى جنب مع سورية لبناء هذه الثقة».
وجدد الرئيس السوري تأكيد موقف بلاده بضرورة حل الملف النووي الايراني بـ «طرق سلمية»، في حين كرر ساركوزي تحذيراته من مخاطر امتلاك ايران سلاحا نوويا. واكد الشيخ حمد من جهته رفض بلاده «أي صراع مع ايران وزج دول مجلس التعاون الخليجي فيه». وزاد: «لا توجد دولة خليجية لديها مشكلة مع إيران عدا الإمارات حول الجزر الثلاث، علماً أن أقوى علاقات اقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران هي بين الإمارات وإيران».
الحياة     – 05/09/08

الأسد: سلمنا تركيا وديعة من 6 نقاط للتفاوض مع إسرائيل
ساركوزي يحذر طهران من الاستيقاظ على هجوم * أمير قطر: لا توجد دولة خليجية لديها مشكلة مع إيران عدا الإمارات
دمشق: سعاد جروس
قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن سورية حددت خط الانسحاب من الأراضي المحتلة (خط الرابع من حزيران 1967) كإطار للتفاوض مع إسرائيل، حيث تم تحديد 6 نقاط في هذا الموضوع أعطيت للجانب التركي كوديعة لديه، موضحا أنه «عندما تقوم إسرائيل بإعطاء النقاط من قبلها للجانب التركي، سيكون رد سورية على النقاط المودعة من قبل إسرائيل لدى الجانب التركي، بعدها يمكن الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة». وركز الأسد على ضرورة وجود «دور أميركي في عملية السلام»، بالإضافة إلى دور فرنسي، وذلك في افتتاح القمة الرباعية التي عقدت أمس في دمشق، بمشاركة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان. وكان الملف النووي الإيراني من ضمن الملفات الساخنة التي ناقشتها القمة الرباعية، إذ حذر ساركوزي طهران من أنها تدخل في مقامرة خطيرة، بسعيها لتطوير أسلحة نووية لأن إسرائيل قد تقرر ضربها يوما. وأضاف «في يوم من الأيام وبغض النظر عن شكل الحكومة الاسرائيلية، قد نجد اسرائيل ذات صباح قد ضربت ايران».
من ناحيته، رفض أمير قطر زج الدول الخليجية في الصراع مع ايران، وقال «نحاول أن نتجنب اي خلاف أو صراع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي» مؤكدا ان بلاده تعمل على «تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وأوضح أمير قطر: «لا توجد دولة خليجية عندها مشكلة مع إيران عدا الإمارات، والخلاف بسبب الجزر الثلاث المختلف عليها، ونحن نؤيد أخذ هذا الخلاف إلى محكمة العدل الدولية للبت فيه».

جريدة الشرق الاوسط

قمة رباعية تظهر خلاف دمشق والدوحة مع باريس حيال إيران
الأسد: ورقة مبادئ كأساس للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل
ساركوزي: فرنسا مستعدة للمساعدة دبلوماسياً وعسكرياً
زياد حيدر
دمشق:
اختتمت القمة الرباعية في دمشق، أمس، بالدعوة إلى المزيد من العمل من اجل الاستقرار في المنطقة والعالم، وذلك عبر التركيز على عملية السلام المتوقفة حالياً بين سوريا وإسرائيل، واقتراح حلول بخصوص أزمة دارفور.
وشجع الرئيس السوري الأسد الرئيس نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، خلال القمة الرباعية، على حث الجانب الإسرائيلي على استئناف المفاوضات غير المباشرة المتوقفة حالياً بسبب استقالة المفاوض الإسرائيلي، مشدداً على أن هذا الدور يجب أن يضمن بشكل أساسي أن يلتزم أي رئيس وزراء إسرائيلي مقبل بما التزم به إيهود أولمرت من انسحاب من كامل الأراضي المحتلة. ونبه أن هذا السلام لا يعني فقط المسار السوري وإنما المسارين الفلسطيني واللبناني، مشيراً إلى التنسيق مع القيادتين الفلسطينية واللبنانية في هذا الخصوص.
وحذر الأسد، في السياق اللبناني، من التطرف الذي »ترعاه دول بشكل رسمي« في الشمال، معتبراً أن التطرف يمكن أن يعيق حالة السلم اللبناني، مشيراً إلى انه سبق وان دعا الرئيس ميشال سليمان إلى نقل المزيد من ألوية الجيش إلى منطقة الشمال لتأمين الاستقرار هناك. ودعا اللبنانيين إلى استكمال عناصر اتفاق الدوحة عبر استكمال الحوار الوطني، والعراقيين إلى حوار مشابه، محذراً من مشكلتي كركوك والفدرالية.
وظهر الاختلاف بين سوريا وقطر من جهة وفرنسا من جهة أخرى حيال إيران. وفيما أكد الأسد أن الحل الوحيد الممكن لحل الأزمة النووية الإيرانية هو الحل السلمي، ورفض الشيخ حمد زجّ دول مجلس التعاون الخليجي في أي صراع مع طهران، كرر ساركوزي تحذيره من إمكانية شن إسرائيل هجوم عليها.
وفي حين غادر ساركوزي دمشق بعد انتهاء القمة الرباعية، بقي الشيخ خليفة وأردوغان في سوريا لمزيد من المحادثات مع الجانب السوري.
افتتاح القمة الرباعية
وكان الأسد افتتح القمة الرباعية باستعراض سياسي للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل والتطورات في المنطقة. وقال إن الجانب السوري أودع لدى الجانب التركي ما يمكن تسميته »بالوديعة« من الأفكار الخلاقة حيال مفاوضات السلام. وأوضح »نبحث عن صيغة ورقة مبادئ عامة لعملية السلام تكون أساساً للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل حددنا ست نقاط ووضعناها وديعة عند الجانب التركي بانتظار أن تسلمه إسرائيل نقاطها«.
وأضاف الأسد »سيكون ردنا الايجابي على النقاط التي تطرحها إسرائيل، وننتقل مباشرة إلى المفاوضات المباشرة، بعد قيام إدارة أميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام. نحن نتحدث عن دور أميركي ضروري في عملية السلام، ودور فرنسي، والرئيس ساركوزي متحمس لهذا، ولكن تركيا ستبقى الشريك الأساسي في عملية السلام في هذه المرحلة والمراحل المقبلة«.
وأشار الأسد إلى أن دمشق »تنتظر الانتخابات الإسرائيلية لكي تحدد مستقبل هذه المرحلة لكي نطمئن. نريد الدعم من كل الدول، وأساسا من فرنسا وقطر وتركيا لكي نطمئن إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل سيسير في اتجاه اولمرت نفسه من خلال استعداده للانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة لكي يتحقق السلام«.
وتابع الأسد »طبعا لا يجوز أن ننسى المسار الفلسطيني، لأنه حيوي للمسار السوري. لا نريد أن نحقق اتفاقية سلام إنما نريد السلام. نتمنى أن تدعم كل الدول المسار الفلسطيني ليكون داعماً لا معرقلاً للمسار السوري، وهناك اتفاق على هذه النقاط مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس«.
لبنان
وفيما يتعلق بالمسار اللبناني، قال الأسد »تحدثنا عن ضرورة أن يدخل لبنان في هذه العملية (السلام)، ولكن في مرحلة المفاوضات المباشرة، والرئيس سليمان متفق معي حول هذه النقطة، فنحن الآن في مرحلة حساسة، وسنتمكن في الجولة الخامسة بحسب ما نأمل من تحقيق شيء واضح«.
وانتقل الأسد إلى استعراض الوضع في لبنان، معتبراً أنه »لا زال هشا«. وقال »نحن قلقون مما يحصل في شمال لبنان (طرابلس)، وكانت هذه النقطة محور حديث بيني وبين الرئيس سليمان حين زار سوريا (في ١٣ آب الماضي)، وأكدت له أن أي شيء إيجابي يتحقق في لبنان لا قيمة له من دون حل مشكلة التطرف والقوى السلفية التي تتحرك في شمال لبنان، وهناك دول تدعم هذه القوى بشكل رسمي«.
وأضاف »طلبت من العماد سليمان أن يرسل المزيد من القوات من الجيش اللبناني إلى الشمال بشكل عاجل. قال (سليمان) هناك لواء متبق في الجنوب و«اليونيفيل« بحاجة لهذه القوات، وأصرينا على أن إرسال هذه القوات الآن ضروري لحسم هذه المشكلة، وإلا فان لبنان لن يستقر مع وجود هذا التطرف فيه«.
ورأى الأسد أن »اتفاق الدوحة أبعد شبح الحرب عن لبنان. وتم خلال زيارة العماد سليمان (إلى دمشق) إعلان العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان، والآن هناك إجراءات قانونية تتم وحين ننتهي منها يتم تعيين سفراء بين سوريا ولبنان، وربما يكون بنهاية العام بشكل تقريبي«.
العراق
وحول العراق، حذر الأسد من الخطر الذي تشكله كركوك والفدرالية. واعتبر أن »كركوك ستكون القنبلة التي تفجر الوضع بين العرب والأكراد، وموضوع الفدرالية سيكون هو الموضوع الذي سيفجر الوضع بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد«.
ورأى الأسد أنه بغياب التصور الأميركي للحل في العراق فإن الحل »يكون بالحوار الوطني بين كل الفصائل، وهذا الحوار ينتج دستوراً، والدستور ينتج مؤسسات. نحن ندعم العملية السياسية في العراق، ولكن دعم هذه العملية وحده لا يكفي، لا بد من عمل سياسي على الأرض. نحاول أن نبذل الجهود في سوريا، ونتعاون مع تركيا في هذا المجال، وإذا كانت هناك من إمكانية للنقاش في هذا الموضوع فإنه يمكن أن يكون هناك تعاون مع دول الجوار التي تشمل بعض دول الخليج، مثل السعودية والكويت والبحرين، بالإضافة إلى مصر، ويمكن أن يتوسع هذا التعاون. حتى الآن فان اجتماع دول الجوار لم يحقق أي شيء، ولا بد من توسيع هذا التعاون«.
وحول أزمة القوقاز، اعتبر الأسد أن »أي خلل في جورجيا سينعكس على تركيا، وعلى مشكلات الشرق الأوسط«، موضحاً »لا نريد حرباً باردة جديدة، لأننا سنكون الساحة المقبلة لهذه الحرب«. وأعرب عن دعمه للجهود التي يقوم بها ساركوزي لحل الخلاف بين روسيا وجورجيا، منوهاً »بعلاقة مباشرة« بنظيره الروسي ديميتري ميدفيديف.
أزمة دارفور
وحول إقليم دارفور السوداني، شدد الأسد على أنه »لا يقل أهمية عن موضوع العراق، وإذا تقسم السودان سيؤدي إلى تقسيم المنطقة بشكل كامل«. وقال »حصل اتصال بيننا وبين الليبيين والجزائريين، وبين الأمين العام للاتحاد الأفريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى) ووصلنا لنقاط عدة يمكن أن تكون بداية حل حقيقي في دارفور«.
وشرح الأسد أن النقاط تتمحور حول »أن نتمكن من تأجيل المحكمة (ضد الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة »الإبادة«) لمدة عام في مجلس الأمن، بحسب ما نص عليه احد قرارات المجلس ريثما نتمكن من تحقيق الخطوات اللاحقة«، و»تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد، ومنع أي طرف من تقديم الدعم من الفصائل المعارضة للطرف الثاني، وعقد مؤتمر لكل الفصائل الموجودة في دارفور من دون استثناء لكي تلتقي مع الحكومة السودانية، وذلك على غرار اتفاق الدوحة. وفي هذا الإطار، ربما تتمكن قطر من القيام بدور مهم في هذه المرحلة من خلال جمع الأطراف إذا كانت لدى سمو الأمير رغبة«.
وسارع الشيخ حمد إلى الترحيب بالاقتراح لحل مشكلة دارفور طالباً المزيد من الوقت لدراستها. وقلل من أهمية الأحداث في طرابلس، باعتبار انه توجد في لبنان مشاكل دائماً، معتبرا أن الوضع مطمئن »طالما الجيش متماسك«. ودعا اللبنانيين إلى التمسك باتفاق الدوحة، مطالباً بالمزيد من الدعم الدولي لعملية التنمية في لبنان.
مؤتمر صحافي بعد القمة
وبعد ساعة تقريباً من انعقاد القمة الرباعية، أوضح الأسد، في مؤتمر صحافي للزعماء الأربعة، أن الهدف من هذه القمة الرباعية توسيع رقعة »البقع المضيئة على المشهد السياسي«، مضيفاً أن الشرق الأوسط وقضايا العالم الأخرى يتفاعلان باستمرار »بشكل سلبي أو إيجابي«، مشيراً إلى أن »الموضوع الأساسي الذي أردنا أن نجتمع من أجله هو الاستقرار، والاستقرار يعني الحديث عن السلام«.
وانتقل الأسد إلى شرح علاقة كل من الضيوف بالقمة الرباعية من منطلق السلام، معتبراً أن الشيخ حمد »من المهتمين والداعمين بشكل مستمر، ومعه قطر، لعملية السلام«، كما أن ساركوزي »متحمس جداً لأن يكون لفرنسا وأوروبا دور فاعل في عملية السلام، ونحن رحبنا ونرحب مرة أخرى بهذا الدور، وسيكون بكل تأكيد لفرنسا دور أساسي في مرحلة المفاوضات المباشرة«.
وأشار الأسد إلى أن تركيا »هي الدولة الوحيدة التي نجحت في إطلاق المفاوضات غير المباشرة في ظروف كان يبدو فيها السلام بعيداً جداً حتى عن مجرد التفكير به«. واعتبر أن من أسباب نجاح الأتراك في هذا الدور »مصداقية أردوغان«، موضحاً »من دون مصداقية وثقة لا يمكن أن تكون هناك لا وساطة ولا رعاية لعملية السلام«.
ونوه الأسد بالمسار الفلسطيني باعتباره »حيوياً جداً لعملية السلام، ونتمنى أن يكون هناك دعم دولي، لكي يتقدم هذا المسار«. وقال »لا نتحدث فقط عن توقيع عملية سلام، وإنما نتحدث عن سلام يتحقق على الواقع، ويكون بين الشعوب وليس فقط بين المسؤولين أو بين المفاوضين والحكومات«.
لبنان
وقال الأسد »لبنان كان جزءاً أساسياً من الحديث، ونحن مرتاحون للخطوات الايجابية التي تمت في لبنان خاصة بعد مؤتمر الدوحة، فدولة قطر تمكنت بجهود حثيثة من أن تبعد شبح الحرب عن لبنان في هذا المؤتمر، وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح«، و»هناك خطوات مازالت منتظرة من اللبنانيين، وفي مقدمتها الحوار الذي سيحل أو يفترض أن يحل المشاكل الأساسية العالقة. أيضاً الخطوات الايجابية التي تمت كان جزء أساسي منها يتعلق بزيارة الرئيس ميشال سليمان إلى سوريا حيث تم الاتفاق على بدء العلاقات الثنائية، والآن الخطوات القانونية في هذا الإطار تسير قدماً وسيكون في يوم من الأيام بعد أن تنتهي هذه الخطوات سفراء بين البلدين«.
ولفت الأسد إلى أنه في هذا الإطار »هناك إجماع على دعم سليمان لكي يرعى كل هذه العملية التي بدأت مع انتخابه ومازالت مستمرة، وصولا إلى الانتخابات انتهاء بكل القرارات التي يقرها المتحاورون في لبنان عندما تنتهي عملية الحوار«.
وكرر الأسد موقفه السعي »للتوصل إلى حل سلمي« للموضوع النووي الإيراني، وخطورة محاولة حل الخلاف حول هذا الملف خارج الحوار. وقال »لا أحد في العالم يستطيع أن يتحمل نتائج حل غير سلمي، لأنه سيكون كارثة«.
وحول ما إذا كان هناك تحرك من خلال احد أطراف هذه القمة الرباعية لاستعادة الدور الأميركي في عملية السلام، قال الأسد »نحن دائما نتحدث عن ضرورة وجود الولايات المتحدة كالقوة الأكبر في العالم لرعاية عملية السلام ولإيجاد ضمانات، ولعلاقتها من جانب آخر مع إسرائيل.. وطبعاً من دون حوار لا يمكن أن تكون هناك رعاية، لان الرعاية بحاجة إلى آلية ولثقة مع الأطراف المعنية. في أي صلات لا بد من هذا الحوار، وهذا الحوار لم يبدأ حتى هذه اللحظة، لذلك نحن نتحدث عن السلام والمفاوضات المباشرة لعملية السلام في المرحلة المقبلة، أي بعد الانتخابات الأميركية«.
وأضاف الأسد »أما بالنسبة للدول الموجودة الآن، فسيكون لها دور مع الولايات المتحدة، ففرنسا وقطر وتركيا لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، والدول الثلاث مهتمة بعملية السلام، وبشكل بديهي اعتقد انه في أي حوار واتصال ومرحلة مقبلة سيتصلون مباشرة بأميركا لتشجيعها بهذا الاتجاه. لم نتحدث حول هذه النقطة ولكن هذا شيء بديهي باعتقادي«.
ساركوزي
وقال ساركوزي، رداً على سؤال حول إمكانية تحقيق السلام في ضوء الأزمات السياسية المتتالية في إسرائيل، إن »فرنسا تعتمد قبل كل شيء على الاستقرار والسلام، ونحن سعداء بالنجاح الذي أزال الاستعصاء السياسي الذي كان حاصلاً في لبنان«.
واعتبر ساركوزي »أن ما قام به الأسد كان أحد الأسباب الذي أعاد العلاقات وبناء الثقة بين لبنان وسوريا، ورئيس الوزراء التركي يؤدي دوراً مهماً في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.. هي مفاوضات غير مباشرة، وهي أفضل من أن لا تكون هناك مفاوضات أبداً. كما قال الأسد عندما نبدأ بالمفاوضات المباشرة سيكون لتركيا دور تقوم به وآخر للولايات المتحدة وفرنسا وأوروبا، ونحن على استعداد للقيام بكل هذه الأدوار«.
واعتبر أن »الأتراك قاموا بعمل لافت ينبغي ان يفضي الى مفاوضات مباشرة، وأوروبا برمتها ممتنة لتركيا على هذا العمل الذي تقوم به«. وتابع »قلت للرئيس الأسد انه اذا وافق الاسرائيليون على المبادئ وبدأت المفاوضات المباشرة، فإن فرنسا بالطبع مستعدة لمساعدة هذه المفاوضات المباشرة بالسبل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، لأنه سيتوجب في مرحلة ما اتخاذ قرارات عملية لإحلال الثقة بين الطرفين«.
واعتبر ساركوزي أن »السياسة الحذرة هي التي يمكن أن تخمد نار الفتن في الشرق الأوسط. يجب أن نتقدم، ولن نتقدم بمفردنا. وفي ما يتصل بالولايات المتحدة نحن أصدقاء للأميركيين ونثق بهم وهم يثقون بفرنسا«.
وأضاف ساركوزي »نحن بحاجة إلى سوريا في لبنان ومع إيران، والولايات المتحدة تعرف الدور الكبير الذي تقوم به سوريا في هذا الإطار ونحن نتحدث بهذا الموضوع… وفرنسا تؤدي دوراً لكي تفتتح عصر السياسة المنفتحة مع سوريا«. وتابع »إن الأميركيين يعرفون أننا هنا، وما هي الشروط التي تجمعنا وبماذا نتكلم.. وعن ماذا سنتكلم، وأريد أن أقول لزملائي الحاضرين بأن هذا اللقاء الرباعي لا يمنع الآخرين من أن ينضموا إلينا«، موضحاً أن الأسد قال خلال القمة إنه »ليس بمعزل عن مصر«. وقال »إننا لا ننحّي السعودية، ونسعد بانضمام أي صوت إلينا«.
واعتبر انه »ليست ضرباً من الجنون معالجة كل نزاعات المنطقة دفعة واحدة، بل اعتقد على العكس انه امر حكيم لان جميع نزاعات المنطقة مترابطة. من الخطأ ترك احدها جانباً«، موضحا ان »هناك كمية من المصالح المشتركة الى حد يلزم بالتقدم على جميع الجبهات في آن بشكل طموح«. وتساءل »ما هي المجازفة التي نقوم بها؟ ليست هناك مجازفة إطلاقاً، لأن المجازفة من خلال اختيار السلام تكون على الدوام اقل كلفة من المجازفة باختيار الحرب«.
وحول الملف النووي الإيراني، قال ساركوزي »إيران تجازف كثيراً عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية ـ ونحن واثقون من ذلك ـ إذ يوما ما ومهما كانت الحكومة الإسرائيلية قد توجه إسرائيل ضربة إلى إيران«. وأضاف »الأمر لا يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأمر مشروعاً أو ذكياً أم لا. ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثة«.
وتابع »لتجنب هذه الكارثة، إن الموقف الدولي يقضي بالقول: على إيران وقف تخصيب (اليورانيوم). أنا شخصياً مضيت ابعد من ذلك بقولي إن فرنسا على استعداد لمساعدة إيران في الحصول على الطاقة النووية المدنية، كدليل على حسن نيتنا«.
وشدد ساركوزي على انه »لا يمكن لإيران في مطلق الأحوال رفض عمليات المراقبة التامة والنزيهة« التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحاً »لا يمكن لإيران القول أواصل التخصيب وفضلاً عن ذلك لا اقبل سوى بعمليات مراقبة جزئية«. وتابع »إذا واصلت إيران التخصيب، فهذه مشكلة، لكن على الأقل فلتقم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات المراقبة بشكل كامل. وعندها سيتم التثبت من حسن النوايا«. وأوضح »يبدو لي أن في وسع سوريا أن تؤدي دوراً مهماً لإقناع إيران«.
وقال ساركوزي »نحن نعمل من أجل السلام في هذه المنطقة، وأنا سعيد بأنني ساهمت في هذه القمة مع رجال لهم رؤى قد تكون مختلفة، ولكنهم يعملون لبناء الثقة والسلام«.
وحول لبنان، قال ساركوزي »فرنسا تؤكد على استقلال وسلام وسيادة لبنان، وبدأنا مسيرة مع الأسد في هذا الموضوع مرحلة فمرحلة، وهذه المسيرة احترمت من الأطرف كافة التي أدت دورها، ونحن نتمنى أن يستمر هذا. وعلينا أن نتكلم ونتفاهم فيما بيننا ونعطي لأنفسنا أهدافاً مستقبلية نلتقي بها لنبني الثقة«. وأضاف »هناك وجهات نظر مختلفة ونحاول تجاوزها وما فعلناه كان لمصلحة اللبنانيين كافة، وسنعمل جنباً إلى جنب مع سوريا لبناء هذه الثقة«.
الشيخ حمد
وقال الشيخ حمد، رداً على سؤال حول التحرك باتجاه إيران ورأي دول الخليج في العلاقة معها، »نرفض ونعمل على تجنيب منطقتنا أي صراع مع إيران يحاولون زج دول مجلس التعاون الخليجي فيه«، مضيفاً »بحكم رئاستنا للمجلس تتركز محاولاتنا في الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار والتعاون الاقتصادي في منطقتنا«.
وأشار أمير قطر إلى أنه لا توجد دولة خليجية لديها مشكلة مع إيران، عدا الإمارات حول الجزر الثلاث، موضحاً أنه يؤيد عرض هذه القضية أمام محكمة العدل الدولية، وأن أقوى علاقات اقتصادية هي بين الإمارات وإيران.
أردوغان
وقال أردوغان، رداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية، إن »كانت لسوريا والأسد مواقف بناءة، ونحن سعداء جداً بالنتائج التي حصلنا عليها، واستمرار هذه المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة، ونحن على ثقة تامة بأننا سنحصل على ثمار هذه الجولات وسنستمر بها«. وأشار اردوغان، الذي اجتمع مع الأسد بعد القمة، إلى »أربع مراحل تمت، والتطورات التي حدثت على الساحة الإسرائيلية أدت إلى تأخـــير المرحـــلة الخامسة«، مشيراً إلى أن العـملية ستستمر في هذه المرحلة«.
وأعلن اردوغان أن جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل ستعقد يومي ١٨ و١٩ ايلول الحالي في تركيا، بعد ان تم تأجيل هذه الجولة التي كانت مقررة في السابع من ايلول في اسطنبول بسبب الوضع الداخلي في إسرائيل.
السفير
الصبر مفتاح… فكّ العزلة
دمشق ــ الأخبار
«قبل أشهر، لم يكن هناك من مواطن سوري واحد يتوقع أن يأتي إلى دمشق رئيس فرنسا»، قال أستاذ التاريخ فاضل، وهو يهمّ بركوب سيارة الأجرة متوجّهاً إلى منزله قبيل الإفطار.
في البداية، بدا فاضل غير مصدّق لتصريحات نيكولا ساركوزي الإيجابية عن التعاون السوري. هزّ رأسه متمتماً «كانت هناك دائماً حال من عدم الثقة بالغرب، لكن يبدو أن أموراً كثيرة تغيرت، وأن هناك شيئاً كبيراً يحدث في الكواليس وإلا ما جاءنا ساركوزي بكل هذه الحماسة».
إلا أن المصرفية هدى (36 عاماً)، عبّرت عن تفاؤلها بعودة العلاقات الطبيعية مع فرنسا، ورأت فيها «انتصاراً للدبلوماسية السورية»، التي اعتمدت دائماً على «الصبر مفتاحاً لفكّ العزلة». هدى كانت ولا تزال ترى أنّ «علاقتنا كسوريين مع فرنسا ليست كعلاقتنا مع الدول الأخرى وبالأخص أميركا»، معربة عن ارتياحها البالغ للانفتاح الفرنسي.
وتبرّر المواطنة تفاؤلها المستجدّ بالقول «ليس صحيحاً أنه كانت هناك حالة عدم ثقة بباريس، فالتوتر القديم طال فقط السنوات الثلاث الأخيرة من حكم جاك شيراك الذي شخصن العلاقات» بين البلدين بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وتذكّر هدى بأنّ السوريين لطالما كانوا أقرب إلى تقبّل الثقافة ونمط الحياة الفرنسية، وذلك بسبب «التداخل التاريخي وفترة الانتداب».
هنا تظهر علامات اطمئنان في كلام هدى، بما أنها كانت لا تشكّ «بعودة فرنسا يوماً ما، لأن بيننا الكثير من المصالح المشتركة».
بدوره، فإنّ عدنان، مدير قسم المبيعات في شركة خاصة، يشير إلى أنّ «المواطن السوري عموماً بات مرتاحاً لعودة العلاقات لما يعنيه ذلك من انتهاء مرحلة الضغوط الشديدة والتوجس من توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا»، بالرغم من أنّه يتوقّع أنّ سياسة الحروب الأميركية لن تنتهي «حتى لو تغيرت إدارة (الرئيس جورج) بوش».
وفي هذا الإطار، يلفت صحافي سوري إلى أن الصراع حول سوريا عاد، لكن بصيغة جديدة، وأنّ المرحلة المقبلة «ستشهد تهافتاً علينا من قبل الدول الأوروبية»، لكنه واثق من أنّ الدبلوماسية السورية ستحوّل هذا «التهافت»، لتكريس مكانتها ودورها الإقليميين.
عند ساحة الأمويين، زحمة سير هائلة. ولدى الاستفسار، يتّضح أنّ الأمر يعود إلى قطع الطرقات لكي يمرّ موكب الرئيس الفرنسي إلى المطار. ولدى استمزاج آراء السائقين، فإنّ غالبيتهم يؤكدون أنّ الزحمة «مرحومة» لأنه في المقابل، كسبنا كثيراً من الزيارة، فقد «ثبت بالدليل القاطع أننا كنا على حق»، وأن ساركوزي ليس أفضل من شيراك، فالكلّ تحركه المصالح.
لكنّ أحدهم تمنّى «لو كانت السعودية أو مصر حتّى بدل فرنسا، هي التي تعود علاقتنا طبيعية معها، لأن وحدة العرب تجعلهم أقوى».
وهل تتعارض العلاقة الجيدة مع فرنسا مع العلاقات العربية ــــ العربية؟ لم يملك السائق جواباً واضحاً، إلا أنه متأكّد من أهمية بقاء دمشق والرياض والقاهرة «في صف واحد»، لأن «افتراقهم سبّب الكثير من القلق، ومهما أظهرت لنا أوروبا من انفتاح، فهي مثل أميركا، لا يمكن لها أن تحبّ العرب».

عدد الجمعة ٥ أيلول ٢٠٠٨

واشنطن منزعجة: لن نكون ظلّاً للفرنسيّين!
علي حيدر
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن الولايات المتحدة باتت مقتنعة بأن من الأفضل لها المشاركة في المحادثات الإسرائيلية ـــــ السورية التي تجري برعاية تركية، لكن «اندفاع فرنسا نحو سوريا وانعقاد القمة في دمشق التي شارك فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للتباحث بشأن المفاوضات، ألغت القرار في الوقت الحاضر».
ونقلت الصحيفة عن مصدر أوروبي قوله إنه «كان يفترض أن يشارك نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد ولش، بصفة مراقب، في الجولة المقبلة من الحوار السوري ـــــ الإسرائيلي في تركيا وأن تكون مشاركته بداية لمفاوضات مباشرة بين الطرفين، لكن واشنطن قررت أنها ليست مستعدة لأن تكون ظلاً للفرنسيين، ولذلك أُلغيت مشاركة ولش».
وأضافت «هآرتس» أن فرنسا «أوضحت أن الرئيس السوري بشار الأسد هو من دعاها إلى المشاركة في الرعاية الدولية التي تطلبها سوريا من أجل البدء بمحادثات مباشرة ولا يمكن الولايات المتحدة أن تعارض هذه الدعوة إذا كانت مترددة في المشاركة». وأقرت «هآرتس» بأن «القمة الرباعية في دمشق تمثّل إنجازاً عظيماً للرئيس السوري، لأن المسألة لا تقف عند زعيمي فرنسا وقطر، اللذين يمثلان الآن مجموعتين دوليتين أكبر من دولتهما، لأن فرنسا هي الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي الآن، وقطر هي الرئيسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي».
وأضافت «هآرتس» أنه «أصبح بإمكان الأسد الآن إظهار مكانة سوريا في العالم العربي، وتحديداً بعد مقاطعة الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله للقمة العربية الأخيرة في دمشق. وأنه يمكن الرئيس السوري الآن أن يعمد، في ظل غياب واشنطن عن المحادثات غير المباشرة، وبهدف تعزيز مكانة باريس، أن يكتفي بالرعاية الفرنسية والقطرية والتركية لحوار مباشر مع إسرائيل، إلى حين إجراء الانتخابات في الولايات المتحدة وعندها سينضم المندوب الأميركي». ولفتت الصحيفة إلى أنه «لا يمكن إسرائيل أن ترفض لقاءً مباشراً إذا قررت واشنطن عدم المشاركة».
وأضافت «هآرتس» أن «الإنجازات السياسية التي حققها الرئيس السوري، من خلال مشاركة ساركوزي في قمة دمشق، هو أنه جعل القرار 1559 الذي بادرت إليه فرنسا والولايات المتحدة موضع سخرية. أضف إلى أنه لن يكون للقرار 1701، الذي يستند إلى القرار 1559، من يضغط من أجل تطبيقه».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر وصفته بالمقرب من دائرة صناعة القرار في روسيا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، سيزور موسكو في غضون الأيام العشرة المقبلة للقاء الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف «من أجل إقناعه باستخدام نفوذه على الرئيس السوري كي يوافق على إجراء محادثات مباشرة» مع تل أبيب. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعتقد أن الروس «الذين نجحوا في إحضار السوريين إلى أنابوليس»، هم وحدهم قادرون على إقناعهم بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة.
وقالت «معاريف» إن الرغبة الإسرائيلية بإجراء مفاوضات مباشرة مع السوريّين تعود إلى اعتقاد تل أبيب بأن المحادثات الجارية حالياً «لا تؤدّي إلى أيّ مكان»، وخصوصاً «أنّ الجانب السوريّ في المفاوضات مؤلّف من رجال ذوي مستوى سياسيّ متدنٍّ غير قادرين على اتّخاذ قرارات».
ورأت الصحيفة أنه بمعزل عن نجاح الروس أو عدمه في تحقيق الطلب الإسرائيلي، فإن الطلب نفسه يمثّل انعطافة سياسية تاريخية بالنسبة إلى إسرائيل «الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة، التي حالت على مدى سنوات طويلة دون أي مشاركة حقيقية للروس في المسيرة السياسية في الشرق الأوسط».
ووفقاً للصحيفة، فإن توجه إسرائيل إلى روسيا في الشأن السوري سيسمح لموسكو بالدخول بقوة إلى اللعبة السياسية في المنطقة، لذلك «ثمة إمكان حقيقي في أن يحاول الأميركيون إحباط زيارة أولمرت إلى موسكو».
سياسة النفس الطويل
دمشق ـ سعاد مكرم
اختارت سوريا شعار «قمة من أجل الاستقرار»، عنواناً للقاء الرباعي السوري ـــــ الفرنسي ـــــ القطري ـــــ التركي. عنوان عريض أرادت من خلاله الإيحاء بأنّ البحث لم يكن محصوراً بالعملية السلمية والمفاوضات غير المباشرة الدائرة بين سوريا وإسرائيل عبر الوسيط التركي. وبذلك، وسّعت دمشق إطار جدول أعمال الاجتماع «التاريخي» ليطال ملفات المنطقة الحامية، من لبنان والعراق والسلام، وصولاً إلى الملف النووي الإيراني وتداعيات النزاع في القوقاز وأزمة دارفور المفتوحة.
المسؤولون الأربعة بحثوا جميع هذه الملفات مع التركيز طبعاً على المفاوضات غير المباشرة، التي أرادت القيادة السورية من خلالها «إثبات جديتها»، أمام ثلاثة رؤساء بصفاتهم الإقليمية التي يمثلونها.
والحديث السوري الصريح في القمة، رمى كرة «السلام» في الملعب الإسرائيلي أولاً، ومن ثم في ملعب المجتمع الدولي، بحيث انتُزعت أيّ مبررات مسبقة للتسويف أو للتعطيل من قبل الدولة العبرية. الغاية عند الرئيس بشار الأسد كانت واضحة: على إسرائيل تفسير أسباب تأجيل الجولة الخامسة للمفاوضات، التي كانت مقرّرة في السابع من الشهر الجاري وتأجلت إلى 18 و19 أيلول.
ويرى مراقبون أنّ هذه الجولة الخامسة ـــــ إن لم تؤجل ـــــ ستكون حاسمة إذ إنها ستحمل الردّ الإسرائيلي على المطلب السوري بخصوص الانسحاب من الأراضي المحتلة الى خط الرابع من حزيران. فهذا البند لم يضعه الوفد السوري للتفاوض، بل شرطاً لبدء المفاوضات المباشرة. لكن إذا تأجل بتّه، فستُلقى المسؤولية على تل أبيب، حيث ترى دمشق أنها أثبتت للرئيس نيكولا ساركوزي أنها تلتزم بما تتعهّد به، والملف اللبناني نموذج.
بدوره، لم يكتف ساركوزي بالاعتراف بالتزام الأسد بوعوده، بل أشاد به أيضاً معلناً عدم ندمه على انفتاحه على قيادة الأسد الابن. وهكذا، بات السوريون مطمئنين إلى ما استعادوه من ثقة فرنسية.
بالاضافة إلى ذلك، فقد فنّد الأسد الاتهامات الموجهة لبلاده عن سعيها للحصول على «اتفاق سلام منفرد»، أو السقوط في «مفاوضات عبثية»، فالشوط الذي قطعته المفاوضات غير المباشرة «بات بعهدة الدول المعنية»، وبات الطريق أقصر مما نتوقع لبدء التفاوض المباشر، من دون أن ينسى التذكير بأنّ «الأمر متوقف على إسرائيل».
جميعها معطيات تدفع عدداً من المعلقين إلى الاشارة إلى أنّ السوريين «سيستمرون بما بدأوا به بالاعتماد على سياسة النفس الطويل»، وخاصة بعد زيارة ساركوزي وتنفّسهم الصعداء بعد ثلاث سنوات كان الرهان فيها على قدرتهم على «حبس الأنفاس».

عدد الجمعة ٥ أيلول ٢٠٠٨
«خطّان متوازيان لا يلتقيان أبداً»
دمشق ــ بسّام الطيارة
لم ينفِ مصدر مقرّب من الإليزيه «وجود محور دوحة ـ باريس». وأشار إلى أنه قديم العهد، مذكّراً بحضور أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، مناسبات كبرى ليشارك الفرنسيين احتفالاتهم، معيداً هذا «العمل المشترك» إلى عهد فرنسوا ميتران. لم يأتِ المصدر على دور سوريا في هذا المحور، إذ إن اللغة الخطابية للوفد الفرنسي هي تعداد ما هو مطلوب من دمشق، وبما أن صفحة الملف اللبناني قد طويت، فالمطلوب اليوم من سوريا أشياء أخرى: إيصال رسالة في الملف الإيراني وتقبل «التوقف التقني» الذي لحق بالمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب التي تجري تحت رعاية أنقرة، وهو ما يفسر وجود تركيا كضلع رابع للقمة. ولكن وجود تركيا يبرره أيضاً «تمدد المحور نحو القوقاز». كما تمدّد المحور أفريقياً إذ إن «منطقة دارفور كانت أيضاً على جدول أعمال القمة الرباعية». ومن المعروف أنه ملف يهم فرنسا مباشرةً بينما علاقات سوريا والسودان جيدة ومتوافقة القراءة، ويمكن قطر أن تؤدي دوراً بعدما كسبت خبرة في «المساهمة في إطفاء حرائق المنطقة»، كما يقول أحد المرافقين للوفد الفرنسي.
الملف الإيراني كان حاضراً بقوة في كل مسام القمة، في الدردشات داخل صفوف الإعلاميين وفي همسات الوفود الرسمية، وخصوصاً بعد كلام ساركوزي عن إمكان ضرب إسرائيل لإيران. وأشار مسؤول فرنسي إلى أن ما قاله ساركوزي يؤكّد «وجود حاجة ماسة إلى مساعدة سوريا في هذا الملف». ولكن لا يختلف مراقبان على أن التخاطب بين باريس ودمشق يجري على «خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً». فسوريا ترى أن على «الدول المعنية»، في إشارة إلى مجموعة الست والغرب الذي يطالب إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، أن تقتنع بأن برنامج إيران هو نووي سلمي، كما أنها ترى أن دورها «يقف عند حد محاولة إيجاد وسيلة لبناء حوار الإقناع هذا». في المقابل، فإن باريس مقتنعة بأن «إسرائيل سوف تضرب إيران لا محالة» وبالتالي، كما قال ساركوزي فإنّ «على الدول إقناع إيران بضرورة التخلي عن هذا المسار».
ولا ينفي مصدر فرنسي أن «إسرائيل يمكن أن تضرب إيران قبل الانتخابات الأميركية»، وقد يفسر هذا سفر وزير الخارجية برنار كوشنير خلال أسبوع إلى إسرائيل، بينما يرى البعض أن وزير الخارجية الفرنسي «يذهب لتوضيح ما جرى في قمتي دمشق» وتعويض إلغاء الرحلة السابقة. إلا أن الأجواء المرافقة للوفد الفرنسي باتت تتحدث عن «ضربة لإيران» من دون تحفظ. فقط سؤال «متى؟» هو الذي يشحذ همم الحشرية لدى الإعلاميين.

عدد الجمعة ٥ أيلول ٢٠٠٨
سوريا ترمي كرة نجاح التفاوض في الملعب الإسرائيلي
دمشق ــ الأخبار
جمعت القمة الرباعية، أمس، ملفات المنطقة والعالم على طاولة مستديرة في قصر الشعب في دمشق، إلا أن ملفي إيران والمفاوضات السورية ــــ الإسرائيلية كانا في مقدمة المناقشات. وبرز تحذيران أحدهما للرئيس السوري بشار الأسد من «هشاشة الوضع في شمال لبنان وخطر السلفية»، والثاني للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن إمكان أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران.
وكشف الأسد، خلال القمة الرباعية التي ضمت إلى ساركوزي، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، عن «ورقة مبادئ» كان من المفترض التوصل إليها في الجولة الخامسة للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي تأجلت بسبب استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين، يورام طوروبفيتش.
وأشار الأسد إلى أن الجولات السابقة وصلت إلى مرحلة «حاسمة»، وكان «يفترض التوصل إلى ورقة مبادئ» بين الطرفين. وقال إن «هناك ورقة من ستّ نقاط أودعتها سوريا لدى تركيا، بانتظار الرد الإسرائيلي عليها، ومن ثم الرد السوري، على أن يتمّ الانتقال بعدها إلى المفاوضات المباشرة، بعد انتخاب إدارة أميركية جديدة مقتنعة بعملية السلام».
وأضاف الأسد «سننتظر مرحلة الانتخابات الإسرائيلية لكي نطمئن إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل سيستمر في الاتجاه نفسه وسيقبل بالانسحاب الكامل» من الأراضي السورية لتحقيق السلام. وأعرب عن تمنياته في أن يكون هناك دعم دولي للمسار الفلسطيني، وأن يكون هذا المسار «داعماًَ للمسار السوري لا معرقلاً».
وفي تعليق على الورقة، قال ساركوزي «إذا وافق الإسرائيليون على المبادىء وبدأت المفاوضات المباشرة ففرنسا بالطبع مستعدة لمساعدة المفاوضات المباشرة بالطرق الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والعسكرية».
وكشف الأسد أيضاً عن أنه تحدث إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خلال القمة التي عقدت بينهما في دمشق الشهر الماضي، عن ضرورة دخول لبنان مفاوضات السلام في مرحلة المفاوضات المباشرة. وقال إن الرئيس اللبناني «متفق معه على هذا الأمر».
وحذر الرئيس السوري من أن «الوضع في لبنان لا يزال هشاً، ونحن قلقون مما يحصل في الشمال في طرابلس». وقال إنه «أوضح لسليمان أنه لا يمكن حل المشكلة من دون حل مشكلة السلفية والتطرف»، اللذين اتهم دولاً لم يسمّها بدعمهما. وأوضح أنه «طالب سليمان بتعزيز قوات الجيش في شمال لبنان من أجل السيطرة على الوضع هناك».
وعن الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، أشار الأسد إلى أن ثمة إجراءات قانونية يجري العمل عليها حالياً، وأنه سيعيّن خلال أشهر سفراء بين البلدين.
وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال الأسد إنه بحث الموضوع مع الرئيس الفرنسي، وأشار إلى أن البحث جارٍ عن حل سلمي لهذه القضية، وأنه سيتحدث مع الجانب الإيراني بناءً على ما جرت مناقشته خلال اللقاء مع ساركوزي.
وبالنسبة إلى الوضع في العراق، حذر الأسد من أن يكون موضوع كركوك «القنبلة التي ستفجر الوضع» بين العرب والأكراد، وبين السنة والشيعة بالنسبة إلى الفدرالية. ووصف الوضع العراقي بأنه «خطير». واقترح العمل من خلال الدول المجاورة للعراق، مثل السعودية والأردن والبحرين والأردن وغيرها، للمساعدة في دعم العملية السياسية فيه.
الأسد تطرّق أيضاً إلى النزاع الروسي ــــ الجورجي. وأكد دعم جهود الرئيس الفرنسي في هذا المجال، مشيراً إلى العلاقة الجيدة التي تربط ساركوزي بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف. وأمل التوصل إلى حل لهذه الأزمة «لأننا لا نريد حرباً باردة جديدة. ولأننا سنكون الساحة لهذه الحرب». وحذر من أن عودة الحرب الباردة «ستكون أسوأ» ما جرى في القرن العشرين.
من جهته، أعرب أمير قطر، في افتتاح القمة الرباعية، عن اعتقاده بإمكان إدخال تطوير في عملية السلام، من خلال توسيع الأطراف المشاركين في المفاوضات. ودعا اللبنانيين إلى التمسك باتفاق الدوحة. ورأى أن «علينا أن نبدأ في الجامعة العربية والمجتمع الدولي في التفكير في كيفية دعم عملية التنمية في لبنان».
أبرز ما جاء في كلام الرئيس الفرنسي خلال القمة الرباعية كان عن إيران. إذ رأى أن إيران «تجازف كثيراً عبر استمرارها في عملية الحصول على القدرة النووية العسكرية ـــ ونحن واثقون بذلك ـــ إذ يوماً ما ومهما كانت الحكومة الإسرائيلية، قد توجّه إسرائيل ضربة» إلى إيران». وأضاف «الأمر لا يتعلق بمعرفة ما إذا كان الأمر مشروعاً أو ذكياً أم لا. ماذا نفعل عندها؟ ستحل كارثة ويجب تجنب حلول هذه الكارثة».
وتابع ساركوزي «لتجنب هذه الكارثة، فإنّ الموقف الدولي يقضي بالقول: على إيران وقف تخصيب» اليورانيوم. وجدّد الإشارة إلى أن «في وسع سوريا أن تؤدّي دوراً مهماً لإقناع» إيران.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي أعقب القمّة، قال الأسد إن بلاده «تريد أن يتحقق السلام بين الشعوب وليس فقط بين المسؤولين والمفاوضين العرب والإسرائيليين وحكوماتهم»، فيما كان الرئيس الفرنسي حريصاً على إبعاد صفة المحور عن القمة الرباعية، فأشار إلى أن «اللقاء الرباعي لا يمنع من مشاركة أطراف أخرى مثل السعودية ومصر».
ورداً على سؤال عما إذا كان مجلس التعاون الخليجي يتبنى رأياً موحداً حيال إيران، قال أمير قطر إن «أياً من دول مجلس التعاون الخليجي ليس لديها مشكلة مع إيران باستثناء الإمارات، علماً بأن بين أبو ظبي وطهران أقوى علاقات اقتصادية».
إلى ذلك، أعلن أردوغان في دمشق أن جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل ستعقد يومي 18 و19 أيلول. وقال، لصحافيين، «حتى الآن، تتقدم هذه العملية في شكل إيجابي … نعمل لتجري هذه المفاوضات في شكل جيد».

عدد الجمعة ٥ أيلول ٢٠٠٨
الأسد: لا مصلحة لنا بالتخلّي عن المقاومة

مع اختتام زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق والقمة الرباعية التي جمعت قادة سوريا وفرنسا وقطر وتركيا، شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أنه «لا مصلحة لدمشق في التخلي عن المقاومة». ونفى، في مقابلة مع قناة «المنار»، وجود «أي طلب من الغرب لكي تقدّم سوريا تنازلات بشأن حركات المقاومة في لبنان وفلسطين». وقال: «أعتقد أن هذا الموضوع بالنسبة إلى كثير من الدول أصبح واضحاً».
وأضاف الرئيس السوري أن «موقفنا ثابت من المقاومة أينما كانت ضد أي احتلال في العراق ولبنان وفلسطين، ولا يبدو أنه سيتغير ما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسها». وتابع: «نحن لسنا دولة نقدم هدايا، نحن دولة نتحدث عن مصالح ونقول لأي دولة أن تطرح مصالحها أمامنا ونرى أين هي المصالح المشتركة».
وبالنسبة إلى المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، قال الأسد إن «هذه المفاوضات بحاجة لاحقاً إلى رعاية عندما تصبح مباشرة، وذلك لضمان تنفيذ الأطراف للاتفاقات الموقعة»، مستبعداً أي أفق لهذه المفاوضات من دون دور أميركي. وقال: «نحن ننتظر توجهات الإدارة الأميركية المقبلة»، مشيراً إلى أن «فرنسا تستطيع أن تساعد في رعاية المفاوضات، ولكن أي دور آخر لا يعوض عن الدور الأميركي».
وأشار الأسد إلى وجود جهات دولية وإقليمية لا ترغب في أن يسير مبدأ «الحوار من أجل الاستقرار»، الذي أرسته القمّة الرباعية أمس. وقال: «لا نستطيع أن نقول إننا أصبحنا الآن في حالة مثالية للحوار بين الدول، نحن الآن نحاول أن نؤسس للحوار». وأوضح أن «الحوار لا يعني أنني أتفق معك ولا يعني أننا من الخندق نفسه أو من الصف نفسه».
ورأى الأسد أنه لا تباين بين موقف سوريا والغرب من الملف النووي الإيراني. وأشار إلى أن «الرؤية الغربية هي رؤية محصورة بملف معين، والرؤية السورية تؤكد رؤية شاملة لموضوع الملف النووي الإيراني. أنا لا أقول إن هناك تبايناً، بل هناك تقاطع في جوانب، وعدم تقاطع في جوانب، هم لا يركزون على الموضوع الإسرائيلي، نحن يعنينا موضوع السلاح النووي الإسرائيلي».
وكان الرئيس السوري قد شدّد خلال القمة الرباعيّة، أمس، على ضرورة الحل السلمي للأزمة النووية الإيرانية، مشيراً إلى أنه سينقل الرسائل الفرنسيّة إلى طهران، فيما حذّر الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، من ضربة إسرائيلية لإيران، مشيراً إلى أن «طهران تجازف كثيراً».
الملف اللبناني كان حاضراً في القمة الرباعية، حيث حذّر الرئيس السوري من «هشاشة الوضع في الشمال»، مشيراً إلى «خطر السلفيين» ودعمهم من الدول، التي لم يحددها.
وكان للبنان نصيب أيضاً في الحديث عن مفاوضات السلام. وقال الأسد إنه أبلغ نظيره اللبناني ميشال سليمان بضرورة انضمام لبنان إلى المفاوضات حين تتحول إلى مباشرة. وأضاف أن «سليمان وافق واتفق» مع رؤية الأسد.
كما كشف الرئيس السوري عن وثيقة كان يجري العمل لعرضها على الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي تأجلت إلى 18 و19 أيلول الجاري، حسبما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
(الأخبار)
عدد الجمعة ٥ أيلول ٢٠٠٨
هيومان رايتس” تدعو ساركوزي لبحث حقوق الانسان في سورية
ناشدت منظمة هيومان رايتس وتش الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثارة ملف حقوق الانسان في سورية مع نظيره السوري بشار الاسد خلال زيارته الى سورية والتي تبدأ يوم الاربعاء.
وقالت المنظمة في بيان اصدرته في العاصمة الفرنسية باريس ان على ساركوزي الذي “يرفض سياسة عزل سورية ويفضل الحوار المفتوح معها فتح الحوار معها حول العديد من القضايا مثل حالة الطوارىء التي تعيش في ظلها منذ وصول حزب البعث الى الحكم عام 1963 واعتقال النشطاء السياسيين واحداث سجن صيدنايا الاخيرة وسياسة القمع تجاه اكراد سورية”.
ودعت المنظمة الرئيس ساركوزي الى مطالبة سورية باطلاق سراح سجناء الرأي لانهم “مارسوا حقهم الطبيعي في التعبير الرأي و التنظيم” حسب بيان المنظمة.
ولفتت المنظمة الانظار الى حالة 12 من النشطاء السياسيين المعارضين والذين يخضعون للمحاكمة في سورية حاليا بسبب مشاركتهم في اعمال مؤتمر “إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي”.
كما اثارت المنظمة وضع معارضين اثنين هما ميشيل كيلو ومحمود عيسى المسجونين بسبب توقيعهما على بيان “بيروت-دمشق” الذي وقعه عدد من المثقفين في سورية ولبنان عام 2006 ودعا الى اقامة علاقة سليمة بين البلدين وهو الامر نفسه الذي يدعو اليه الرئيس ساركوزي حسب بيان المنظمة.
كما دعت المنظمة ساركوزي الى مطالبة الاسد بفتح تحقيق مستقل في احداث سجن صيدنايا في ضواحي دمشق والتي قتل فيها 25 سجينا حسب اوساط منظمات حقوق الانسان بسبب استخدام قوات الامن الرصاص الحي ضدالسجناء الذي قاموا باحتجاجات لتحسين ظروف سجنهم.
يذكر ان الدول الغربية انتقدت حملة الاعتقالات الاخيرة للمعارضين في سورية واخرهم الناشطين الكرديين مشعل تمو وطلال محمد.

صمت رسمي عن مواقف الأسد والرد الثلثاء
انزعاج فرنسي – قطري تبلغته دمشق
البند الرئيسي على لائحة الاهتمام الداخلي امس كان رصد المواقف والتحركات غداة القمة الرباعية في دمشق والمواقف التي ادلى بها الرئيس السوري بشار الاسد عن لبنان.
وظهر ان ثمة مستويين للتعبير: رسمياً وسياسياً. على المستوى السياسي، استرعى الانتباه ابتعاد واضح لدى المراجع الرسمية عن الخوض مباشرة في ما ادلى به الرئيس الاسد وخصوصاً ما يتعلق منه برئيس الجمهورية ميشال سليمان. وتوقع مراقبون ان يتبلور موقف رسمي في وقت لاحق بعد تراجع التوتر الداخلي وربما كانت جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل فرصة للاطلالة على كل ما يشغل الرأي العام.
وآثر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عدم الرد على كلام الرئيس الاسد عن طرابلس مكتفياً بالقول: “نحن نعمل ما يتوجب علينا. وانا لا اريد الدخول في سجال مع احد”. واكد “ان الجيش اللبناني الآن متمركز بقوة في المنطقة، والحكومة مصممة على متابعة هذا الموضوع بحيث تكون ضابطة حقيقية للامن”.
فرنسا وقطر
وفي مقابل الصمت الرسمي اللبناني، افادت مصادر ديبلوماسية على صلة وثيقة بالقمة الرباعية ان فرنسا وقطر ابدتا انزعاجهما من مواقف الرئيس الاسد التي القت ظلالاً من الشك على الوضع اللبناني عموماً والشمالي خصوصاً. وقد ابلغ هذا الانزعاج الى الجانب السوري “بطريقة واضحة”، استناداً الى معلومات “النهار”.
ولم يكتم امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تحفظه عن مقاربة الرئيس السوري للاوضاع اللبنانية، فانبرى يقلل اهمية الاحداث في طرابلس باعتبار ان في لبنان الكثير من المشاكل. وقال: “ان الوضع مطمئن ما دام الجيش متماسكاً”. ودعا اللبنانيين الى “التمسك باتفاق الدوحة”، مطالباً بـ”المزيد من الدعم الدولي لعملية التنمية في لبنان”.
ولفت مراقبون الى ما قاله الرئيس الاسد من انه طلب من الرئيس سليمان “ان يرسل المزيد من القوات من الجيش اللبناني الى الشمال بشكل عاجل، فقال (سليمان): هناك لواء متبق في الجنوب واليونيفيل في حاجة الى هذه القوات، فأصررنا على ان ارسال مثل هذه القوات الآن ضروري لحسم هذه المشكلة”. واوضح هؤلاء المراقبون “ان الرئيس السوري اراد ان يشير الى انه ليس في لبنان جيش قادر على حسم الامور مما يثير تساؤلات عن وجود مخطط مبرمج يدعو لاحقاً الى تبرير تدخل سوري”.
الأكثرية
وتابعت الاكثرية، التي سارعت ليل اول من امس الى الرد على مواقف الرئيس السوري، امس حملتها عليه. وقال رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري: “(…) يريدون ان يتخذوا من الاوضاع في طرابلس ذريعة للدخول مجدداً على ملف لبنان والعودة الامنية والعسكرية من بوابة طرابلس”.
وأضاف: “اننا ننبه اللبنانيين الى هذا الامر كما ننبه جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي الى خطورة أي مخطط يستهدف إعادة رمي لبنان في احضان النظام السوري”.
ومساء أمس استقبل النائب الحريري في قريطم وزير الدفاع الياس المر وعرض معه التطورات.
وأفادت مصادر بارزة في الاكثرية ان جامعة الدول العربية هي على خط الاتصالات في شأن لبنان، خصوصاً ان اتفاق الدوحة نص على ان الأمين العام للجامعة عمرو موسى سيكون طرفاً مباشراً في الحوار الذي سيرعاه لاحقاً الرئيس سليمان في موضوع الاستراتيجية الدفاعية.
ووصف رئيس الهيئة التنفيذية لحزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع سلوك الرئيس السوري حيال لبنان بانه “مشابه لسلوكه مع أي مسؤول وكأنه يتوجه الى أي محافظ في المحافظات السورية”.
“حزب الله”
في المقابل، جاءت قراءة “حزب الله”، عبر قناة “المنار” التلفزيونية التابعة له، لمواقف الاسد مغايرة تماماً لقراءة الاكثرية. فقالت انه “بعدما نعت سوريا عزلتها الخارجية نهائياً، بدا القلق واضحاً على وجوه قيادات الرابع عشر من آذار (…) لم تجد وسيلة للتعبير عن توجسها من المستقبل سوى الهجوم على مواقف الرئيس السوري بشار الاسد، في حين ان المقاربة الحقيقية تتعلق بحصد نتائج السياسات التدميرية التي قاد بعضهم البلد اليها، ولا يزالون يحاولون تكرار التجربة انطلاقاً من طرابلس”.
“التيار”
وقال وزير الاتصالات جبران باسيل، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، رداً على سؤال عن كلام الرئيس السوري: “كنا نحب الا تصدر مثل هذه اللهجة عن الرئيس السوري ولو كان القصد منها لمصلحة لبنان وسوريا”.
واعتبرت قناة “أورانج تي في” التابعة لـ”التيار الوطني الحر” انه “كما كان كلام حافظ الاسد الشهير في 20 تموز 1976 تأريخاً لمرحلة لبنانية جديدة، هكذا قد يكون كلام بشار الاسد اليوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى