ساركوزي والمعادلة السورية
مارك ضو
يقوم نيكولا ساركوزي يومي 3 و4 أيلول/ سبتمبر بزيارة إلى دمشق هي الأولى لرئيس فرنسي لسوريا منذ زيارة الرئيس السابق جاك شيراك سنة 2002. و أكد ساركوزي عزمه على “مواصلة الحوار المثمر” مع النظام السوري.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب التقارب التدريجي بين فرنسا وسوريا والذي ترجمه حضور الرئيس السوري بشار الأسد القمة المتوسطية في باريس في شهر تموز/يوليو الماضي.
التقارب مع دمشق رهين بالسياسة السورية في لبنان
أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أثناء زيارته إلى دمشق في الخامس والعشرين من آب/ أغسطس للتحضير لزيارة نيكولا ساركوزي أن “مستقبل العلاقات بين البلدين مرتبط بنوعية العلاقات السورية اللبنانية”. ولمست فرنسا “النية الطيبة” للجانب السوري في الملف اللبناني، بالخصوص عند انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الخامس والعشرين من آيار/مايو الماضي، وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الجارين.
كما رحبت فرنسا بطلب سوريا منها الإشراف على المفاوضات المباشرة المرتقبة بينها وبين إسرائيل. ويرى الباحث السوري في السياسة الدولية بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا في باريس بسام طحان أن ” زيارة نيكولا ساركوزي إلى العاصمة السوري تبرهن أن سياسته الخارجية أقرب إلى النهج الديغولي من سياسة سلفه جاك شيراك وتمثل امتدادا للسياسة “العربية” لفرنسا، كما يرى أن ساركوزي أن شيراك أخطأ عندما قرر تجاهل سوريا بعد اغتيال صديقه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وذلك نظرا لثقل دمشق على الساحة الشرق أوسطية.”
“سوريا ليس لديها ما تقدمه لفرنسا”
إلا أن بعض الغيوم عادت لتعكر صفو العلاقات السورية الفرنسية بعد أن أعلن الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا دعمه لتدخل روسيا العسكري في جورجيا، مقارنا الوضع في القوقاز بالوضع بين بلاده ولبنان.
ويرى الخبير في السياسة الدولية فريدريك أنسيل أن المساندة السورية لروسيا ” عقدت موقف نيكولا ساركوزي بين حلفاءه الغربيين الغير مقتنعين أصلا بجدوى سياسته تجاه سوريا: فرنسا قدمت لبشار الأسد الشرعية الدولية التي كانت تنقصه، ولكن سوريا ليست لها ما تقدمه لفرنسا، باستثناء بعض البوادر على الصعيد اللبناني.”
قلق في بيروت
على الصعيد اللبناني، تخشى الموالاة أن يتم هذا التقارب بين دمشق وباريس على حساب مصالحها، وذلك بالرغم من كلمات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير المطمأنة في بيروت. ويقول المحلل السياسي جوزيف باهوت : “التقارب السوري الفرنسي لا يهدد مصالح لبنان، بل إن بيروت استفادت منه منذ اتفاق الدوحة الذي سهل انتخاب الرئيس ميشال سليمان، كما أن تغيير سوريا لطريقة تعاملها مع لبنان كان جليا خلال زيارة الرئيس اللبناني إلى دمشق”.
فرانس 24