بشار الاسد داعية للسلام
علي الاحمد
تفاجأت مثل الكثيرين بهذا الهجوم الزحف نحو دمشق الاسيره من قبل الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء التركي وامير قطر ، وحضورهم تلك القمه الاستعراضيه مع الرئيس المفروض على سوريه فرضا بقوة السلاح بشار الاسد ، وزادت المفاجأه بخبر اخر يقول انه –اي بشار – يدعو الى الوساطه بين قبائل دارفور والحكومه السودانيه . ومثار المفاجأه هو تلك السرعه في كسر القيود التى كانت تحكم حول عنق القياده السوريه المستبده ، وذلك الاندفاع نحوها من تلك الاطراف ، وربما يكون اكثر تلك الطراف وضوحا هو الطرف الفرنسي الذي يعول على جر سوريه الى الصلح مع اليهود علنا بعد ان عملت حكومتها الحاليه على حماية اليهود لعقود من الزمن وحمت حدودهم من اي متسلل او معاد لهم ، اما موقف تركيا فهو مفهوم ايضا لانها تحاول استعادة امجاد الدولة العثمانيه من خلال توسيع علاقاتها مع المحيط العربي ، ومحاولاتها الالتحاق بالركب الاوربي ، انما قطر فهي الوحيدة التى تشذ عن محيطها وتلعب دورا غيرمفهوم في علاقاتها الدوليه وخاصة مع النظام الحالي في سوريه ، ولكن اكثر ما يثير في الامر ان يكون بشار القاتل السفاح ابن ابيه ، ان يكون داعية سلام وتصالح ومحبة وتواد ويعرض للتوسط بين اهل دارفور وحكومة السودان ، وقد نسي او تناسى من قتلهم قبل اسابيع في سجون سوريه ، وقبلهم الاف من المفقودين والمشردين والبائسين والفقراء الذين خلفهم حكمه وحكم ابيه عليه من الله ما يستحق .
ان تتكلم دولة قطر عن الصلح والتصالح ، امر طبيعي لانها قامت بعدة وساطات بين الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم ، وان تحاول تركيا لعب دور ما في المنطقه امر مفهوم ايضا ، وان تسعى فرنسا الى ادماج سوريه في معسكر المتصالحين مع العدو مفهوم ايضا ، اما ان يتحول القاتل الى داعية صلح وسلام ، والدكتاتورالظالم على شعبه الى حمامة وديعه بيضاء ، وان يتحول السارق بلحظة الى واعظ وان يتحول السارق الى رجل يدعى الشرف والنزاهه ، كل هذا غريب وفظيع في توقيته ودلالاته .
تصورا ان بشار الاسد الذي يهين شعبه كل يوم وكل دقيقه يتحول الى رجل يبحث عن الامن والسلام للاخرين ، وان يتحول البعثيون الذين سرقوا سوريه ونهبوها ، ان يتحولوا الى شرفاء امناء في لحظة , ولكن كل الدهشه والغرابه تنتهي اذا علمنا ان الثمن مقابل ذلك هو عيون اليهود وامنهم واستقرارهم، لذلك فمن اليوم كل شيء متوقع لان الصامد المناضل الوحيد قد كشف عن حقيقته وصار يتعامل من فوق الطاوله بعد ان ظل لعقود يعمل بالخفاء والسر ويوهم البسطاء انه ابو المقاومة وحاميها والصامد الاخير ، اما الان وقد كشف عن حقيقته فعلينا ان نتوقع كل شيء الا شيء واحد وهو ان يتحول حكم سوريه من واقعه الحالي ليعود الى اصحابه الحقيقيين من ابناء الشعب السوري المخلصين ، اما الان وقد دفع بشار ثمن بقائه على الكرسي فعلينا ان نتوقع المزيد والمزيد من المفاجات مثل حصوله على جائزة نوبل في احترام حقوق الانسان او اختياره سفيرا عالميا للسلام ، لم لا وقد تحول من حام خفي لليهود الى شريك علني في صناعة مستقبل المنطقه وازدهار مستقبل ابنائها . السنا في زمن العجائب ؟
خاص – صفحات سورية –