استقرار لبنان ، حجر الاساس في أيِ سلام دولي
د. اديب طالب
في 2 / 8 /2008 ، صحيفة ( الثورة ) السورية ، علَقت على زيارة ساركوزي لسوريا وعلى القمة الرباعية ؛ ظانَة ان رصيد نظامها قد ارتفع فجأة في البورصة السياسية مئة نقطة دفعة واحدة …. علقت ( الثورة ) : << باتت الطريق الى دمشق تزدحم بالوفود العربية والاجنبية لان الجميع ادركوا ان دمشق هي البوابة الحقيقية للمنطقة … باريس بوابة سوريا الى الغرب …. كما تمثل دمشق بوابة الغرب الى الشرق >> ، هذا التعليق العنتري المتعاظم المغرور- لاحظ ان الجميع ادركوا ان دمشق هي البوابة الحقيقية للمنطقة ايُ غرور هذا ؟ – قد يوصل النظام السوري برمَته الى شفا جرف هاو ، وجريدة ( الثورة ) تعتقد ككل الضعفاء ؛ ان الصراخ الحاد وانتفاخ الذات المريضة مفيد في وجه الكبار عندما يضعون النقاط على الحروف على طاولة القمة الرباعية المجتزىء زمنها ، وعندما تشير ثلاثة ايد معا قبالة الاسد ان كفى فالسلم و الامن الدوليين في خطر 0
في فضاء هذا الضجيج الاعلامي السوري دعا و حضر الاسد القمة الرباعية وهو يعرف انه ليس رئيسا فعليا للقمة العربية بل رئيس نظام نظام ديكتاتوري ؛ ينتظر من يدفع اكثر !! 0 مؤكد ان دعوته لهذه القمة وعقدها في دمشق نشاط سوري في سوق البورصة السياسي المحلي والاقليمي والدولي ؛ علَ هذا النشاط يرفعه مئة درجة كما حلمت صحيفة ( الثورة ) 0
ان ابتعاد الاسد عن الدول العربية الرئيسة ؛ وضعه في صفِ المانع للاستقرار والسلم الدوليين وذلك بحكم تشدده مقابل اعتدال واتزان تلك الدول 0
وفي العرف الدولي فان الاسد مايزال سببا رئيسا في تهديد السلم والامن مهما غازل جاره العبري ومهما طال عناق ساركوزي له ومهما الحَ على رعاية امريكا لسلامه القادم مع اسرائيل .!! بيت القصيد المقلق للسلام والامن هو انه ينظز الى لبنان كمستعمرة قيد الاسترداد0
ان هذا التهديد ليس اختراعا هدفه التجني وانما هو في صلب تقييم مجلس الامن الاخير للحالة في لبنان من خلال قراره رقم 1832 والذي مدد بموجبه للقوة الدولية حتى 31 آب 2009 0
ان الامن اللبناني حجر الاساس في أي سلام واستقرار دائمين في المنطقة 0 والاسد يتلاعب بهذا الحجر بين اصابعه ليقول : نحن هنا نحن بوابة الشرق الى الغرب , يتلاعب نعم يتلاعب ؛ فمرة طوافة عسكرية لبنانية يثقبها الرصاص ويقتل قائدها ، ومرة مكرو باص يتفجرواغلب ركابه عسكريون لبنانيون ، ومرة قنابل يدوية تقطع الهدوء الحذر بين جبل محسن والتبانة ، ومرة حوادث قتل تسلسلي ذهبت بامام مسجد سني الى الجنة ، والخطر من كل هذا انه يحمل محراكا للشر السياسي ؛ يضع لبنان دائما في عين اعصار دموي لاثارة الغرائز الطائفية ودفعها الى التذابح ؛ حتى يأتي المخلص ولا مخلص الا هو أي الاسد !!!
كلامان ليسا متفقين بعد اختتام القمة الرباعية ، يقول الاسد : الوضع اللبناني هش ، يقول امير قطر : الوضع اللبناني متماسك ، عدم الاتفاق في الحديث عن لبنان يدل ان وراء الاكمة ما وراءها ، وان كلاما قاله الاقطاب الثلاثة ؛ لم يرتح له الاسد فلوح بهشاشة الوضع اللبناني وذكَر الجميع ب نحن في كل مكان في لبنان وبالذات في طرابلس ، وقد يكون عدم ارتياح الاسد اثر القمة الرباعية ردَ فعل على تحذير او تنبيه لم يعجبه 0
انَ شروط روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الامريكية على النظام السوري واضحة جدا ، وتلتقي بسلاسة مع قرار مجلس الامن الاخير 1832 ، وان نظرة متأنية لتلك الشروط وذلك القرار تؤكد التهمة المثبتة بأن النظام السوري يهدد الامن والسلم 0
ان القمة الرباعية رغم اختزالها ليست قمة صوره كما قال الاستاذ طارق حميد في مقاله في الشرق الاوسط 3/ 9 / 2008 ، رغم اعترافنا الكامل بأستاذية طارق حميد ومتعتنا المستمرة بمقالات السهل الممتنع التي يتميز بها 0 وعندما يحضر ساركوزي وأردوغان وامير قطر الى دمشق ليقنعوا الاسد بان يتحول من سبب رئيس لتهديد السلم والامن الى عامل استقرارررر وامان ليس شيئا صوريا او شكليا وبالتالي ليست هذه القمة صورة يبتسم فيها الرؤساء الاربعة للاعلام فقط 0
ان الاسد قد خضع في القمة الرباعية لاحدى الامتحانات الاقليمية والدولية الهامة ، وهي فرصة من الفرص القليلة الباقية امامه ، فاما ان يكون ايجابيا ويمتنع عن التدخل في شؤون لبنان وان يوقف دعمه للارهابيين ويعيد النظر في علاقته مع الايرانيين وعلَه يعقلهم ويقبض قبالة كل ذلك دعما دوليا وامريكيا دعما سياسيا لبقاء سلطته على السوريين ودعما اقتصاديا يمنع انهيار الكيان الاقتصادي لنظامه واما ان فرصة بين عدد من الفرص الاخيرة يكون قد خسرها 0
النظام السوري رغم وحشيته واستبداده الا انه لاعب ماهر وتاجر بارع وعند حافة الهاوية قد يقول الكلمة الآمنة ، وان لم يقلها فعليه ان يرى نذر الحرب تلوح في كل الآفاق كاعصار لا يبقي ولايذر ومحتمل جدا ان يأخذ الاعصار في طريقه نظاما او نظامين يهددان الامن والسلم الدوليين 0
خاص – صفحات سورية –