انفجار دمشق… نظام عجيب ومعارضة أعجب؟؟!!
أحمد موفق زيدان
الانفجار الذي وقع في دمشق ولا أود ترديد رواية النظام السوري في تحديد المكان من أنه يستهدف مدنيين، كون النظام هناك لا يمكن الوثوق بروايته، وبالتالي فنظام عجيب بكل المقاييس فإن كان واثقا من روايته في أن المستهدف هم المدنيون فلماذا لم يسمح لوسائل الإعلام من الاقتراب من المكان ونقل الوقائع على الأرض ليتعاطف المشاهدون مع المدنيين الذين يتحدث عنهم النظام كهدف للعملية، وما هو سر السماج فقط للتلفزيون الرسمي ببث بعض المقاطع والمشاهد التي رضي عنها وقبل بنشرها،إلا إذا كان ثمة ما يريد إخفاءه، الأعجب من ذلك مسارعة بعض فصائل المعارضة إلى التأسف والتعاطف مع المدنيين المزعومين كقتلى في العملية وعبارات الشجب والاستنكار حتى لمسنا تماهيا تماما في العبارات والمصطلحات بين النظام والمعارضة….
أنا هنا لست في صدد الدفاع أو الشجب والاستنكار لما جرى، أو تأييد ما حصل، وإنما أحاول أن أتفهم ما جرى، فالمعارضة التي صدّعت رؤوسنا بالقول إن هذا النظام غير موثوق به، ولا يمكن تصديقه فيما يدعيه، كيف وفجأة صدقته من أول لحظة، وكيف بنت على كلامه وتصريحاته، ولماذا ستكذبه لاحقا، ما دام التصديق والتكذيب لا يمكن تجزئته، وأنا هنا فقط أود طرح بعض التساؤلات البريئة:
1. هل كان النظام السوري صادقا فيما ادعاه سابقا في الوعد بالكشف عن منفذي عمليات اغتيال مغنية والعميد محمد سليمان وغيرها من العمليات التي وقعت في سوريا، أم أن الاسطوانة المشروخة التي نسمعها ويكررها أرباب النظام على الفضائيات بطريقة سمجة مكررة حتى تشفق عليهم من طريقة تكرار العبارات والمصطلحات التي يستخدمونها، مثل التحقيق جار، ولا نريد الكشف عن شيء ربما يساعدة المنفذين في إخفاء جريمتهم ونحو ذلك من العبارات الجوفاء، إن الوقائع على الأرض تكذب ادعاءات النظام….
2. هل أخبرنا النظام السوري من الذي نفذ مجزرة حماة عام 1982 والتي راح ضحيتها وفقا لأكثر التقديرات محافظة عشرة آلاف مدني، هل كانت الصهيونية العالمية تقف وراء تلك المجزرة، وهل عرفنا تفاصيل ومنفذي مجزرة تدمر التي راح ضحيتها ألف من أفضل من أنجبتهم سوريا، لقد مر أكثر من ثلاثة عقود ونحن بانتظار التحقيق الذي نعلم جيدا أنه لن يأتي..
3. لماذا هذا التعاطف غير المسبوق من قبل دول العالم كله وحتى من أميركا التي تتشدق بمعاداتها لهذا النظام الاستبدادي الشمولي، هل كان لهذا التعاطف أن يحصل لو كانت الصهيونية وراء العملية كما يروج لذلك بعض عملاء النظام، أم أن ثمة جهة ما تخشاها هذه الدوائر في أن تكون قد دخلت على خط المعارضة للنظام وتشكل تهديدا حقيقيا للنظام…
4. هل تعاطفت هذه الدول وهذه المؤسسات مع شخصية مصابة بالسرطان مثل رياض سيف وأبطال إعلان دمشق المعتقلين في سجون النظام السوري، وهل تعاطفوا قبلها مع ضحايا حماة وتدمر وجسر الشغور وحلب، وهل تعاطفوا مع عشرات الآلاف من المشردين السورييين، والمعتقلين، أم أن هؤلاء ليسوا بشر بنظرهم؟؟؟
5. المعارضة التي تعاطفت مع قتلى انفجار دمشق، هل ذكرت بعشرات الآلاف من ضحايا النظام السوري في المقابر أو في السجون أو في المنافي؟، هل تحدثت أن كل ذلك إنما هو نتيجة للديكتاتورية والشمولية؟؟، التي هي الوجه الآخر للعنف، فحين يرفض عملاء النظام أن يتحاوروا على الفضائيات مع معارض سوري سلمي شريف ماذا يعني هذا، باختصار يعني سد كل سبل التغيير السلمي وحينها فلا بد أن يخرج العنف من قمقمه لأن النظام لن يفهم إلا هذه اللغة بعد أن سد كل منافذ التغيير السلمي…
مرة أخرى ليست هي دعوة لاستخدام القوة بقدر ما هي محاولة لتفهم ما جرى وما سيجري، وعلى النظام والعالم أن يدرك أن سوريا في ظل النظام الأسدي ستكون خطيرة على سوريا نفسها وعلى المنطقة والحل هو بإطلاق الحريات وعلى رأس ذلك إطلاق سراح ضمير الشعب السوري المعتقل وهم معتقلو إعلان دمشق فرج الله كربتهم…