اختراق للأمن السوري
رأي الوطن السعودية
عندما يضرب الإرهاب في سوريا، فإن شيئاً ما يحدث في المنطقة، بل في العالم. فالنظام الأمني الحديدي الذي يتسم به النظام السوري يعني أنه اخترق بشكل كبير، نظراً لحجم العملية الإرهابية التي نفذت أول من أمس وفي قلب العاصمة دمشق وفي مفصل يفصل بين مطارها ومقام السيدة زينب، وكلا الصرحين يعني ما يعني. قبل ذلك، اغتيل عماد مغنية في منطقة أمنية أيضاً، مطوقة بأمن احترازي ووقائي. وكان الاغتيال الذي نفذ في 12 فبراير الماضي ضربة موجعة للأمن السوري الذي عاش مرتاحاً طيلة فترة امتدت منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم، مع بعض النتوءات التي نفذتها بعض الجهات المرتبطة بالقاعدة، أو بجهات معارضة داخل سوريا وخارجها، ولكن كل هذه العمليات لم تؤد إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا، وبقي الأمن السوري ممسَكاً من قبل النظام.
في عملية السبت الماضي، وبعد عملية اغتيال مغنية بات الأمن السوري مخترقاً أو أقله مزعزعاً إلى درجة ما، وهذا يعني ليس خطراً على النظام وحده وإنما على الشعب السوري بكل تلاوينه السياسية والاجتماعية، من موالين للنظام ومعارضين في الداخل والخارج.
ثمة أسئلة طرحت في أعقاب التفجير الإرهابي في دمشق، عن المنفذ والمستفيد منه. وفي هذا الإطار كانت القيادة السورية متعقلة وغير مستعجلة في إلقاء المسؤولية على جهة معينة، إلا أن المراقبين والمتابعين لسيرورة الخط البياني في السياسة السورية لابد أن يوجهوا الاتهام إلى إسرائيل باعتبارها المستفيد الأول من أي تطور أمني سلبي في سوريا، خاصة أن التطورات السياسية الأخيرة في دمشق أغضبت إسرائيل، بعد الانفتاح على أوروبا وانفتاح أوروبا على سوريا والتسهيلات التي قدمتها سوريا في لبنان بعد اتفاق الدوحة والزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى دمشق وعقده قمة مع الرئيس بشار الأسد.
لكن إذا نظرنا إلى ما حدث في المنطقة خلال الفترة الماضية فإن المسألة تتشعب أكثر لو أدخلنا احتمال ضلوع تنظيم القاعدة في العملية، وكذلك علينا ألا ننسى التيار السلفي في لبنان الذي دخل كلاعب جديد… وربما هناك جهات أخرى تعمل بسرية مطلقة.
كل ذلك يعني أن معرفة الفاعل لا يمكن أن تأتي بصورة ارتجالية، بل لا بد من التأني والعمل بهدوء، فالمنطقة لم تعد تحتمل مزيدا من الكوارث والأزمات.
الوطن السعودية