صفحات سورية

تفجير دمشق مؤشّر إلى زيادة التوتّر السنّي – الشيعي في الشرق الأوسط

رندة حيدر
شكّل الاحتفال برأس السنة اليهودية في اسرائيل مناسبة لمراجعة نقدية أجراها أكثر من معلق صحافي لأحداث العام المنصرف، فرأى الكاتب والمؤرخ طوم سيغيف في صحيفة “هآرتس” أن ايهود أولمرت طبع العام الفائت بطابعه، وأن معظم الإسرائيليين زهدوا بالسياسة وباتوا يزدرونها ويشمئزون منها، والأهم من هذا أن غالبيتهم باتت لا تؤمن بالسلام.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد نشرت استطلاعاً للرأي أظهر أن نحو 75 في المئة من اليهود في اسرائيل يعتقدون بأن بلدهم سيجد نفسه خلال السنين الخمس المقبلة في حرب ضد دولة عربية أو أكثر. كما كشف الإستطلاع رفض نحو 75 في المئة من الجمهور اليهودي التنازل عن هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام مع سوريا. أما بالنسبة الى الفلسطينيين، يؤيد 57 في المئة مواصلة المفاوضات معهم، في حين بلغت نسبة المعارضين لها 34 في المئة. واللافت وجود غالبية كبيرة تقدر بـ70 في المئة مع فكرة حل دولتين لشعبين، ولكن هذا لا يعني تقديم تنازلات في موضوع القدس. فنحو 55 في المئة يعارضون انتقال الأحياء العربية في القدس الى السيطرة الفلسطينية، ويرفض 60 في المئة الادارة المشتركة الاسرائيلية – الفلسطينية للأماكن المقدسة، كما يعارض 83 في المئة انتقال المدينة المقدسة الى الفلسطينيين.
على صعيد، آخر نشر موقع القدس للشؤون العامة مقالاً كتبه بنحاس عنباري رأى فيه أن تفجير دمشق مؤشر الى تصاعد التوتر بين الشيعة والسنة في الشرق الأوسط، ومما جاء في المقال: “الحادث الإرهابي الذي وقع في دمشق هو الأول من نوعه منذ عشرة أعوام، ويذكر بأعمال الأخوان المسلمين خلال حكم حافظ الأسد. لا يحمل الهجوم بصمات “القاعدة”، من هنا يمكن تفسيره بزيادة التوتر بين الشيعة والسنة في الشرق الأوسط من جهة، وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة اخرى. وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط، منذ وقت قريب شن المرشد الأكبر للاخوان المسلمين الشيخ يوسف قرضاي حملة على الشيعة وعلى ايران متهماً اياهما بالتخطيط للسيطرة على العالم السني. وبالفعل، نشاهد في أماكن عدة في الشرق الأوسط مظاهر لزيادة التوتر على المحور السني – الشيعي. ففي لبنان على سبيل المثال تهاجم الجماعات السلفية السنية المتشددة العلويين الذين يعتبرونهم شيعة، مما يشكل تحدياً مباشراً للحكم العلوي في سوريا. ولقد نُقل عن الرئيس السوري بشار الأسد أنه قال للرئيس الفرنسي في اثناء الزيارة التي قام بها لدمشق إن ما يجري في طرابلس مشابه لما جرى في الحرب بين جورجيا وروسيا.
كما نشاهد في غزة مظاهر لهذا التوتر أخذ شكل المواجهات بين “حماس” وجيش الأمة التابع لـ”القاعدة”. صحيح ان “حماس” تنظيم سني لكنها في نظر السعودية تعتبر مناصرة للشيعة (…)”.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى