صفحات سورية

من وراء تفجيرات سوريا؟!

طه خليفة
ما ترسخ لدينا أن جهاز الأمن في سوريا قوي ويعرف دبة النملة في البلد كما نقول في مصر.
فماذا حدث خلال الأشهر الستة الأخيرة حتي تقع ثلاثة اختراقات خطيرة للأمن السوري أسفرت عن وقوع ثلاث عمليات كبيرة اثنتان منها ما زال الفاعل فيهما مجهولاً حتي اليوم، والثالث ما زال طازجاً وقد يدخل فاعله هو الآخر نفق المجهول؟!.
صباح الأحد استيقظ السوريون علي وقع تفجير عنيف علي طريق حيوي وحساس ومهم وهو طريق المطار وبالقرب من مركز أمني، وقد وصفت العملية – التي راح ضحيتها 17 شخصاً وإصابة 14 آخرين – بأنها الأكثر دموية في سوريا منذ عام 1981 حيث كانت المواجهات مشتعلة آنذاك بين النظام وبين جماعة الإخوان المسلمين التي لجأت إلي التفجيرات في إطار صراعها مع النظام.
عملية بهذا الشكل لا يمكن أن تتم وتحقق المراد منها إلا إذا كان مخططاً لها جيداً ومنفذة بدقة، ويراد من ورائها إبلاغ السلطات السورية رسائل عاجلة. والواضح أنه قد لا يكون عمل أفراد عاديين غاضبين من النظام أو لهم مشاكل معه، إنما قد يكون عمل جهات أو جماعات داخلية لها امتدادات خارجية.
وقد يكون وراءه دول والاتهام في هذه الحالة يذهب إلي إسرائيل فوراً سواء كانت ضالعة حقاً أم ضالعة وفقاً لنظرية المؤامرة العربية الشهيرة. لم أشأ أن أقول إن الجماعات الداخلية ذات طابع إسلامي كتنظيم القاعدة مثلاً وذلك حتي لا تتحول تلك الجماعات إلي شماعة تلقي عليها مسؤولية مثل هذه العمليات الإرهابية لتريح الأنظمة وأجهزة الأمن بالها ولا تبذل جهودها في البحث للتوصل إلي الجاني الحقيقي.
ومع ذلك فقد تكون خلية إرهابية نائمة تلقت توجيهات خارجية من تنظيم تتبع له لتوجيه تلك الضربة الدموية العنيفة. الأمر موكول للأجهزة السورية للتحقيق والوصول إلي النتائج التي أصبحت ضرورية لكي تستعيد تلك الأجهزة الثقة بالنفس وترفع الحرج عن نفسها بعد هذا العمل المدان الذي ذهب ضحيته مواطنون أبرياء وروع الآمنين.
ونعلم أنه حتي اليوم لم تقدم الأجهزة السورية إجاباتها القاطعة علي الحادثين السابقين الخطيرين جداً، الأول كان اغتيال القائد العسكري الكبير لحزب اللَّه عماد مغنية والثاني اغتيال العميد محمد سليمان القائد العسكري المهم والمحاور السري مع وكالة الطاقة الذرية بشأن الملف النووي السوري.
قتل مغنية في تفجير سيارة بدمشق في منطقة حساسة أمنية كما قتل سليمان برصاصة من البحر علي ساحل اللاذقية. وهما عمليتان اختراقيتان ليس سهلاً علي فرد أو عدة أفراد تنفيذهما مثل تفجير أمس الأول.. فهل تلك العمليات المتسلسلة تقف وراءها جهة واحدة؟!.. ربما.. لكنها تؤشر إلي خطورة تكرار مثل هذه الاختراقات علي حالة الأمن والاستقرار في سوريا وعلي الرسائل المقصود إبلاغها من ورائها.
نخشي أن تصبح سوريا ساحة للتفجيرات وعمليات القتل والتصفيات المجهولة مثل الساحة اللبنانية لأن هذا الأمر أياً كانت الجهة التي تقف خلفه لن يقود إلا إلي الاضطرابات واللااستقرار والمزيد من التضييق علي الحريات العامة وإرجاء أي حديث عن الإصلاح السياسي والديمقراطي.. والخاسر دوماً هو الشعب.
الراية القطرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى