نفاق تجار الإسلام السياسي، القرضاوي، ولاياتي، حارث الضاري … مثالا
نبيل الحسن
القدس عروس عروبتكم … فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها … ووقفتم تسترقون السمع إلى أصوات بكارتها ……. إلى آخر قصيدة مظفر النواب .
عندما اشتعلت الحرائق بين أطراف تجار الطوائف في منطقتنا المبتلاة عدا عن أمراض الشحن المذهبي، بالعديد من مشاكل التخلف والجهل والأوبئة وفساد الحكومات، فرحنا وقتها لخلافاتهم وشجارهم فما الذي يكشف كبر السرقات غير اختلاف اللصوص، فكيف الحال بالتجار الطائفيون ؟ كل منهم يدعي امتلاك الإسلام وحده دون غيره فهو من الفرقة الناجية، وتبدأ الشتائم والردح والفضح وتتطاير عبر و على أوراق الصحف ووسائل الإعلام، بذاءات وانتقاصات، بعضهم على البعض لاتتداولها حتى الفنانات والراقصات، ثم يتحول ( النقد البناء) نحو مرحلة التخوين والعمالة والماسونية والارتهان للصهيونية والاستعمار، وليراجع من لايصدق مباراة القرضاوي ونائبه الإيراني تسخيري في أحقية السنة أو الشيعة بالإسلام !!، ولكن الهدنة أو استراحة الشوطين من المباراة يبدو أنها قادمة، فقد صفر الحكم الشقيق القطري وذلك بالإعلان عن عقد مؤتمر، مستعجل، في دوحة العرب ، لتحرير القدس ؟؟ عفوا عن القدس، وإذا بالسيد القرضاوي يظهر ثانية، كرئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الراعية للمهرجان !! عفوا ثانية، للمؤتمر، كما أن ضيف الشرف هو السيد على اكبر ولاياتي موفد المرشد الأعلى السيد على الخامنئي، وبدأ العناق والقبل بين السنة والشيعة، بين ولاياتي والقرضاوي، ( ويادار مادخلك شر ) ، وكما يورد الخبر المنقول عن وكالات الأنباء (السلام والعناق تم ليلة الأحد 12/10/2008 بفندق شيراتون الدوحة، وبدت على وجهيهما علامات الارتياح والبهجة، حيث جلسا متجاورين على مائدة واحدة ، برفقة خالد مشعل وحارث الضاري اللذين كان حضورهما مفاجئا خلال حفل الاستقبال حيث لم يعلن عنه من قبل .
ولا حاجة هنا لإفهام القارئ العزيز أو شرح مايرمز إليه حضور مشعل والضاري في جلسة كهذه وما سيجره المؤتمر، بتواجدهما، من تسريع لمسألة التحرير المزدوج لفلسطين والعراق مادام جناحي الأمة السنة والشيعة تصالحا وتعانقا ونبذا الفرقة ودسائس الأعداء .
وبشر السيد القرضاوي، اكرر، بشر بانه سيأتي اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين والقدس، كما تحررت قبل ذلك من الصليبيين وقال ؛ إن هذا اليوم لآت وان غدا لناظره لقريب وان موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب ؟ . انتهت بشارة القرضاوي !! .
وجيب ليل واخذ عتابة (وهذه إضافة من عندنا )
ولنبحث في حيثيات الخبر الذي لم ينتهي عن الاستفادة التي ستتحول إلى الثعلب القطري راعي الدعوة و الهوية والمهرجان ولنقرأ وليركز القارئ العزيز انتباهه، يضيف الخبر ( ويناقش المؤتمر وعلى مدى يومين عددا من الموضوعات أبرزها إعادة إحياء وتفعيل مشروع برج القدس ضمن المبادرة القطرية لتخصيص وقف للقدس يكون ريعه لصالح مشاريع خدمية وصحية وتعليمية، وتهيئة المناخ عبر الأمسية الخيرية لتبني مشروعات جديدة للقدس ) .
هي فعلا تهيئة مناخ إذن،( دخول وعلاقات مع إسرائيل عن طريق القدس)، ماذا غير علاقات مباشرة لمزيد من العرب والمسلمين مع الهيئات الإدارية والتجارية الإسرائيلية التي لها مكاتب وممثلون في الدوحة، كل ذلك بدلالة الوسيط القطري،والحجة اعمار القدس، علما أن ضمن حضور المؤتمر عدد من حملة الجنسية الإسرائيلية لم يعترض عليهم لا القرضاوي ولا ولايأتي ولا حتى المجاهد الضاري، ربما لأن العذر أنهم من غير اليهود ؟! .
والآن ماالذي استفادة الثلاثي المرح الذي جلس على نفس الطاولة ؟
1- القرضاوي المصري المطعون، والمشتبه به مرتين الأولى في ارتماء ابنه في أحضان حزب الله وتشيعه المفترض والثانية تابعيته المصرية المنزهة عن التشدد السني أو الشيعي فمصر التاريخ بلد حضارة وزراعة وتمدن قبل ظهور الإسلام وبعده، ولا يتصرف المصري كالبدوي السعودي أو راعي الغنم والإبل اليمني، لأنه يملك البدائل وسياسة مرنة مع الحاكم، لذلك شاهدنا ثورة القرضاوي السنية واهتياجه المفاجئ ليثبت إخلاصه ودوام الحاجة إليه .
2- ولاياتي الإيراني وعلى طريقة التصرف مع الملف النووي ورقابة العالم، وسياسة(خد وعين ) المستمرة تتطلب بعض التهدئة، ليواصل مشواره في لعبة مد النفوذ الإمبراطوري الإيراني باسم التشيع .
3- حارث الضاري ولا ندري من احضره كديكور، لايغني ولا يسمن ، ونفخ إعلامي في قضية خاسرة ، فهو لايحسن التصرف إلا بطريقة سيده صدام حسين، حيث (الكل أو لاشيء ) ،
أخيرا وليس آخرا، عبقرية قيادة قطر الرهيبة ، الجامعة لكل هؤلاء المسلمين المجاهدين المجالدين الصابرين، في فندق شيراتون الدوحة، ليتحادثوا ويأكلوا ويشربوا ويشاهدوا من نوافذ الفندق أضواء القواعد الأمريكية، والطائرات الجبارة والصواريخ الأمريكية، التي ستنطلق يوما على الأرجح في مهمة أخرى نحو إيران، كما انطلقت سابقا ومن نفس المكان نحو قلب بغداد والعراق، هل سيتذكر الضاري ذلك أم أن خبز وملح قطر له (حوبة) أكثر بمراحل من خيرات بلده الذي لايذكر احد فيه هو أو قناته الفضائية ، إلا ويستتبع ذلك بذكر عمالته وخيانته ، وكأنه أي الضاري قاضي الزمان ، كما لن يحاسب ولاياتي الأشقاء القطريين على التواجد العسكري الأمريكي، كما يحاسب اصغر مسؤول إيراني المالكي شخصيا وشيعة العراق على نفس هذه المصيبة ، أو اخف منها بكثير .
ختامها هذه العبارة ومن نفس التقرير (كما سيناقش المؤتمر كيفية تحويل القدس المحتلة من قضية ظرفية إلى قضية دائمة وهم دائم في كل بلد مسلم وداخل كل بيت مسلم ) ، انتهى، ونقول، وهل يوجد أكثر من هذا دجل وتجارة ونفاق ؟ هؤلاء السماسرة بعد أن نصبوا حالهم، أمناء للقدس، يريدون تحويلها إلى سلعة وبضاعة يمتلكونها، دائموا المطالبة بثمنها داخل بيت كل مسلم، لتذهب إلى الجحيم مطالبات أخرى،للشعوب والأفراد، كالبحث عن مستقبل اسري امن، أو مكافحة بطالة، أو اقتصاد اسري أو فردي مزدهر، وعند الإلحاح في طلب هذه الكماليات فسيضطر الحكم القطري لإنهاء الهدنة واستراحة الشوطين بين (علماء ) السنة والشيعة ليبدءوا الشوط الثاني من السباب والشتم والتخوين والشجار وبحماس منقطع النظير .