صفحات سورية

عصر الانبطاح السوري

null

ثائر الناشف

قد يتساءل المرء للوهلة الأولى هل هناك صمود ونهوض سوري حتى يليهما هذا القدر الفاجع من النكوص والانبطاح والانحطاط, الذي لا سابق له في تاريخ بلد لم تكتبه سوى أقلام الخفافيش المرتزقة وبنادق العلق المرتهنة وتقارير اللصوص المزورة ؟.

تقريباً , كانت هناك حياة شبه طبيعية , وفجأة انقلبت إلى جحيم أسود , أما كيف ولماذا انقلبت ؟ فكما تزعق الخفافيش والأبواق , انقلبت رداً على سياسة عقد التحالفات ورسم المخططات وحياكة المؤامرات والدسائس , ولقيام مجتمع العدالة الإنسانية , واستعادة الكرامة المفقودة في حقول الإقطاع , واسترداد الحقوق المغتصبة .

انظروا قليلاً … ثم اعكسوا هذه الديباجة المطعمة بعسل مغشوش والملحنة بزجل شعاراتي , اعكسوها من حيث الواقع بما هو عليه , ورصد موجوداته من حيث وجودها المحسوس والملموس , فماذا ستجدون ؟ وبأي لغة ستقرأون ؟.

ستجدون الويلات تلو الويلات التي يشيب لها رأس الرضيع في مهده , وستبتكرون لغة جديدة رغم فناء عصر الابتكار والإبداع , ستبتكرونها فقط لأجل أن تقرأوا من غير أن تفهموا , لأن ما هو أمامكم هراء لا يقرأ ونفاق لا يفهم .

ستقرأون , وأنتم تسمعون لهوهم , وهم لا يسمعون كفركم , ستسمعون بركات شيوخهم الفاجرة , ورنين كؤوسهم الفائرة خمراً حتى الثمالة , وزعيق مومساتهم العاريات حتى الصرة .

ستقرأون , وأنتم جياع , أمعاؤكم نحيلة خاوية , وأمعاؤهم غليظة هاوية , هاوية في نبش التاريخ حيث المزابل , وهاوية في جهنم حيث المصير .

ستقرأون بكل أمانة , أن التحالفات تستولد التحالفات , ومَن يتحالف شرقاً أو غرباً , وهو ضعيف سينبطح لا محالة , ومَن لا يتحالف سيفنى وقد يحنط تخليداً لصموده .

ستقرأون من لا يتآمر على إخوانه لا يصبح مرهوب الجانب , وستلاحظون أن الذين كنتم تشكون بنواياهم الخبيثة , صاروا يشكون بنواياكم المبيتة .

أخيراً وليس أخراً , لن تقرأوا هذه المرة , بل ستكفروا بزيف العدالة التي غمرتموها إثماً بعد أثم , وبالكرامة التي جعلتموها حبلاً متيناً لنشر غسيلكم (الشريف) , وبالحقوق التي صيرتموها ظلماً عند قضاة ارتهانكم , دام نهبهم .

ماذا سيبقى بعد ؟ يبقى أن تقولوا … وعاش عصر الانبطاح وليخسأ الخاسئون .

كاتب عربي – القاهرة

Thaaer-1@hotmail.com

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى