صفحات سورية

ماذا يتوقع الشباب السوري من القمة؟

null


دمشق الراية:

ماذا ينتظر شباب سوريا من القمة العربية المقرر انعقادها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة السورية دمشق؟ ما هي توقعاتهم وآمالهم وتطلعاتهم ومطالبهم؟ كيف ينظرون إلي احتمال غياب زعماء عرب كبار عنها في ظل الانقسام القائم بمواقف الدول العربية حيال الأزمة الرئاسية في لبنان وبعض الملفات العربية الأخري؟… الراية طرحت هذه التساؤلات علي عدد من الشبان السوريين، وعادت بالتحقيق التالي:

لا تقدم أو تؤخر

أُبيّ حسن كاتب صحفي قال: لا أعتقد علي الإطلاق أن شيئاً ذي جدوي سيسفر عن هذه القمة التي لا تختلف عن غيرها من قمم سابقة، ذلك أن القمم العربية في العشرين سنة الأخيرة كانت عبارة عن بروتوكولات لا تقدم ولا تؤخر ولم تخرج بقرار هام واحد في تاريخها.

وأضاف: ربما يكون لها في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به الدول العربية والمنطقة ككل ميزة وحيدة وهي أنها قيمة معنوية واعتبارية لسوريا كونها الدولة المضيفة وكونها تتعرض لضغوط خارجية كبيرة.

وحول احتمال غياب زعماء عرب عن القمة أكد حسن أن هذه القمة لن تكون مختلفة عن سابقاتها، ولن تقدم أو تؤخر سواء حضرها القادة العرب أو غابوا عنها. وأضاف أن القمم العربية منذ فترة طويلة عبارة عن مناسبة لتقديم المزيد من التنازلات. مشيراً إلي أن القمة العربية الوحيدة التي لم تُسجّل فيها تنازلات هي قمة الخرطوم التي عقدت عام 1969، التي أطلقت فيها لاءات الخرطوم الثلاث الشهيرة، لكن هذه اللاءات أصبحت مع الأسف لاءات شارون وأصبح العرب يستجدون السلام من إسرائيل في حين أنها لا تقيم لهم وزناً يذكر.

وحول آماله كسوري قال: أنا أولاً وأخيراً لا يعنيني ما يجري في السعودية ولا في غيرها من الدول العربية.. بصراحة أتمني أن تكون هذه القمة فرصة لإعادة الأولوية للعمل الوطني بعيداً عن ما يقال عن العروبة والقومية وما إلي ذلك من شعارات. وأضاف: حبذا لو تكون هذه القمة آخر قمة عربية تعقد، وأن تكون مناسبة لسوريا كي تلتفت إلي نفسها وترفع شعار سوريا أولاً، وتتخلي عن العروبة التي كانت أكذوبة لم يستطع العرب حملها، لأن التجارب لم تكن مشجعة وأثبتت أن أحداً لن يفيد سوريا سوي أبنائها. وعلي الحكومة السورية أن تهتم أولاً وقبل كل شيء بتحسين أوضاع مواطنيها.

وحول الخلاف القائم في مواقف الدول العربية وربط بعضها المشاركة بالقمة بانتخاب رئيس في لبنان قال حسن: إن ما يجري في لبنان يؤكد أنه لا سبيل للالتقاء بين المواقف، فتضارب المصالح القائم يكفي لإجهاض أي التقاء أو ما يسمي تضامناً عربياً، مشيراً إلي أن المشكلة هي أن ما يجري في لبنان ينعكس بصورة مباشرة علي النظام السوري وعلي المجتمع السوري أيضاً. ورأي أن سوريا والسعودية تدركان ذلك جيداً، ولذلك من الصعب أن يلتقيا، إلا من حيث الشكل، لكن الخلافات ستبقي مع الأسف.

انقسام واضح

يامن إبراهيم موظف في إحدي الوسائل الإعلامية الخاصة قال: ربما لن تكون نتائج قمة دمشق أفضل مما كانت في قمم سابقة، لأن لكل دولة أجندتها التي تختلف عن الأخري، فالتاريخ لم يسجل التاريخ أن العرب كانوا يوماً متفقين بالكامل علي أجندة واحدة.

وأضاف: للأسف الشديد هناك انقسام واضح الآن بين الدول العربية حيال الأزمة الرئاسية في لبنان.. والبعض يحمل سوريا مسؤولية هذه الأزمة لكن أنا لا أري أن الحل هو بيد سوريا، لأن لبنان كان ولا يزال بلد الانقسامات، وبالتالي فما يجري الآن ليس جديداً.. مشيراً إلي أن الانقسام الحالي بين اللبنانيين حول انتخاب الرئيس ليس جديداً ولا يحدث للمرة الأولي.

وتابع إبراهيم: علي العكس تماماً التجارب الماضية أثبتت أن القاعدة هي حدوث انقسام حول الاستحقاق الرئاسي في لبنان، والاستثناء هو العكس.. وذلك حتي قبل أن تدخل سوريا إلي لبنان.. هم كانوا دائماً مختلفين حول هذا الملف الحساس.

وحول احتمال سحب مبادرة السلام العربية خلال القمة المقبلة قال إبراهيم إن إسرائيل لا تقيم وزناً لأي مبادرة سلمية إذا استندت علي إعادة الحقوق لأصحابها، لأنها ببساطة تريد استمرار سيطرتها علي الفلسطينيين واحتلال أراضيهم تحت غطاء أمريكي، إلي جانب استمرارها في احتلال الجولان.

وأضاف: أعتقد أن الوقت حان لسحب هذه المبادرة والبحث عن بدائل أخري للضغط علي إسرائيل ومن يدعمها من أجل إيصال رسالة واضحة لإسرائيل بأن العرب قادرون علي فعل شيء.. لأن استمرار العجز العربي لن يؤدي بالتأكيد سوي إلي المزيد من التعنت الإسرائيلي واستمرار الاستهتار بالعرب جميعاً وبدون استثناء.

تجارب غير مشجعة

مايا محفوض طالبة في كلية الآداب قسم التربية قالت إن التجارب السابقة لم تكن مشجعة فيما يتعلق بالقمم العربية عموماً، لكن في رأيي الشعوب العربية تتطلع لأن تكون هذه القمة فرصة لحل الخلافات العربية، والاتفاق علي موقف عربي مشترك من القضايا العربية الأساسية وفي مقدمتها قضية فلسطين، خاصة في ظل هذه المعاناة الكبيرة للفلسطينيين في غزة، والحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم.

وأعربت محفوض عن أملها بأن يتبني الزعماء العرب مواقف شعوبهم ويأخذوها بعين الاعتبار، وينطلقوا من المصلحة العربية العليا، لأن جميع الدول تهتم بمصالحها ومصالح شعوبها إلا دولنا العربية مع الأسف.

وأضافت: علي الرغم من الانقسامات الحالية والعجز والضعف العربي الواضح، علينا التفاؤل دائماً بمستقبل مشرق، ونأمل بأن تكون القمة المقبلة في دمشق مناسبة لتحقيق مستقبل أفضل للشعوب العربية.

الالتفات للشعب

علاء عوض طالب في طلية الآداب قسم الإعلام رأي أن القمة العربية في دمشق ستكون قمة ذات تأثير سلبي بسبب تخلف عدد من الزعماء العرب عن حضورها. مشيراً إلي أن الخلاف القائم حول الأزمة اللبنانية ومحاولة الضغط علي سوريا من خلال لبنان يؤثر بشكل واضح علي هذه القمة.

وأضاف عوض: بعض الزعماء يقولون إما إيجاد رئيس في لبنان أو عدم الحضور إلي القمة العربية في دمشق، وأنا برأيي حضور الزعماء أو غيابهم لن يكون له أي تأثير فعلي وملموس، لأن القمم العربية تأثيرها محدود أصلاً بسبب الانقسام العربي والضغوط من كل الجهات.

وحول تطلعاته كشاب عربي من هذه القمة قال عوض: أنا أتمني علي كل زعيم ورئيس أو ملك أو أمير أن يلتفت إلي شعبه قبل أن يفكر بحضور هذه القمة أو تلك، وليعبر عن رأي هذا الشعب وليس عن رأي أمريكا أو غيرها، وأن يتكلم بضميره إذا كان لا يزال موجوداً.

العالم يتوحد والعرب ينقسمون

حسان أبو عقل طالب في كلية الآداب قسم الإعلام رأي أن هذه القمة لن تختلف عن سابقاتها، بيان شجب وتنديد واستنكار للواقع دون أي أفكار للحل.. سينددون بما يجري في غزة ويدعون لانتخاب رئيس في لبنان .. ليس أكثر من ذلك.. وأضاف للأسف الانقسام العربي يزداد اتساعاً بدلاً من التضامن والتوحد.. العالم كله يتجه نحو التكتلات ونحن نزداد انقساماً، محور اعتدال عربي ومحور تطرف وممانعة ومحور شرّ.. الخ!.. وكلها تصنيفات أمريكية مع الأسف مما يؤكد أن أمريكا تشارك في تقسيمنا علي مبدأ فرق تسد.

وأضاف: علي كل حال هذه ليست المرة الأولي التي تعقد فيها قمة عربية، فقد سبق أن عقدت مرات عديدة.. لكن هذه القمة تتأثر كما يبدو بتوتر العلاقات السعودية السورية فالسعودية تستعمل القمة العربية ورقة ضغط مبدئية علي سوريا للحل في لبنان.. والحل في لبنان لن يكون إلا بتوافق شامل لا بضغط سعودي أو سوري ولا بغيره.

ورأي أبو عقل أن سوريا لا تعول كثيراً علي القمة العربية سواء عقدت في دمشق أو غيرها.. لأنها تدرك أن العرب ضعفاء نتيجة المصالح القائمة بينهم وبين الدول الكبري إلي جانب الضغوط التي تمارس عليهم وبالتالي فلا يمكن الاعتماد عليهم كثيراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى