صفحات سورية

قراءة «مبكرة» للغارة على سورية: «البطة العرجاء» قد تتحول الى «اسد جريح»

وسام أبو حرفوش
بيروت «شعرت» بارتدادات العملية الأميركية
شعر لبنان امس، بـ «ارتدادات» الغارة الاميركية على منطقة البو كمال السورية المتاخمة للحدود مع العراق، فصدرت مواقف رسمية وسياسية دانت «انتهاك سيادة اي دولة»، في وقت عكفت الدوائر المراقبة على تفكيك شيفرة الرسالة الاميركية بـ «النار» لسورية في ظل الحال الانتقالية في الولايات المتحدة واسرائيل، اضافة الى لبنان، فالدول الثلاث ذاهبة الى… صناديق الاقتراع.
مصادر واسعة الاطلاع في بيروت، قالت لـ «الراي» ان الغارة الاميركية بدت في توقيتها رسالة «تحذيرية» مزدوجة لسورية، اريد منها القول لدمشق ما يأتي:
– ان سورية لن تكون طليقة في ظل هذه المرحلة الانتقالية، وعليها الوفاء بتعهدات سبقت ان قطعتها للولايات المتحدة بضبط الحدود السورية مع العراق والاردن ولبنان.
– ان انفتاح اوروبا على سورية لن يجعل دمشق في مأمن اذا استمرت في محاولة الافلات من التزاماتها حيال المجتمع الدولي كجزء من الرهان على كسب الوقت.
ورأت المصادر عينها ان «الانذار» الاميركي اراد القول لدمشق ان «لا كارت بلانش» امامها رغم الايجابية الاوروبية في التعاطي معها وان «البطة العرجاء» قد تتحول الى «اسد جريح» اذا اقتضت ذلك مصالح الولايات المتحدة. ولفتت الانتباه الى ان هذا التطور العسكري يترافق مع استمرار اللهجة السياسية المتشددة حيال سورية من مصر والسعودية، مما يفترض التدقيق بما يجري على المستوى الاقليمي في اكثر من اتجاه.
هذه القراءة «المبكرة» للعملية الاميركية لم تحجب الادانة اللبنانية للغارة، التي صدرت على خلفيتها مجموعة ردود مستنكرة في بيروت من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والبرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية.
وقد اتصل سيلمان بنظيره السوري بشار الاسد مستنكرا «الاعتداء الأميركي»، ومعزياً بضحايا الاعتداء.
وأعرب الرئيس اللبناني عن «تضامنه مع سورية لتفرض كامل سيادتها على كامل أراضيها»، مطالباً «بمعالجة كل التوترات والتشنجات بما ينص عليه القانون الدولي». كما ابرق بري الى الاسد مستنكرا «العدوان الاميركي».
اما السنيورة، فاعتبر في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، «ان الغارة التي نفذتها طائرات مروحية أميركية واستهدفت فيها أراضي سورية في منطقة البوكمال تشكل خرقا للسيادة السورية وبالتالي هو اعتداء خطير، مدان وغير مقبول، مهما كانت الحجج التي سيقت لتبريره».
وإذ اعتبر «أن أي اعتداء عسكري على دولة عربية، أو على دولة صغيرة من دولة كبيرة، هو عمل مرفوض، ولا يمكن القبول به أو تبريره، كما أن هذا الاعتداء هو خرق لسيادة الدول وللقوانين والأعراف الدولية، يجب التوقف عن القيام به مهما كانت الحجج والذرائع».
وتوجه المكتب الإعلامي في رئاسة الوزراءاللبنانية بالتعزية «إلى أهالي الضحايا الشهداء الذين سقطوا نتيجة العمل العسكري المستنكر».
واجرى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ اتصالا بنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لوجود الوزير وليد المعلم خارج سورية، ونقل اليه «ادانة لبنان لهذا العمل العدائي».
الرأي الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى