الغارة الأميركية على سوريا تطرح تساؤلات كثيرة
رندى حيدر
دوافع الغارة الأميركية التي شنتها الولايات المتحدة على سوريا كانت بالامس موضوع مقال نشره تسفي مازال على موقع القدس للشؤون العامة، جاء فيه: “تطرح الغارة الاميركية على سوريا الكثير من الأسئلة حول الاهداف التي حققتها. ثمة امر واحد واضح، فعلى الرغم من عدم اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالغارة، اكد مصدر عسكري أميركي ان قوات خاصة دخلت المنطقة وهاجمت شبكة مهربين تنتمي الى “القاعدة” تنقل مقاتلين من سوريا الى العراق يتزعمها بدران تركي المزيدي وهو من الارهابيين المعروفين من الاميركيين منذ وقت طويل وقد قتل في الغارة، وهو من مساعدي ابو مصعب الزرقاوي الذي قتله الاميركيون قبل عامين.
تثير الغارة الاميركية الكثير من الاهتمام وخصوصا بالنسبة الى توقيتها. فما الذي دفع الاميركيين الى هذا الهجوم على الرغم من تراجع قوة “القاعدة” في العراق وتقلص عدد عملياتها والتحسن الملموس في الوضع الامني العراقي؟ من المعروف ان سوريا ساعدت في مرور الشبان العرب الى العراق للانضمام الى “المجاهدين” الذين بدأوا بشن حرب ارهابية ضد الجيش الاميركي فور احتلالها العراق عام 2003. ومن المعروف ايضا ان عددا من هؤلاء المقاتلين تدربوا على ايدي قوات الامن السورية. في المقابل، بدأت ايران هي ايضا بالتدخل في ما يجري في العراق، فدرّبت الميليشيات والاحزاب الشيعية وسلحتها وزودت تنظيمات سنية اصولية مثل “القاعدة” السلاح. لقد كان هدف ايران ولا يزال الحؤول دون قيام نظام ديموقراطي مستقر في العراق والحاق الهزيمة بالولايات المتحدة من طريق الارهاب.
على الرغم من هذا كله، امتنعت الولايات المتحدة عن ضرب سوريا وايران باستثناء حادثتين حدوديتين مع سوريا في 2003 و2005 لم تتركا اصداء كبيرة. الآن تحديدا، قامت القوات الخاصة الاميركية بعملية في سوريا على الرغم من انه كان واضحا ان عملية من هذا النوع ستثير ردود فعل سلبية في العالم العربي ولدى الاتحاد الاوروبي وفي الولايات المتحدة نفسها. هل يمكننا ان نفترض ان تنفيذ العملية الاميركية جاء بعد الحصول على معلومات مخابراتية موثق بها تتعلق بزعيم مهربين؟ ثمة شك كبير في ذلك. على ما يبدو، ما جرى دليل على خط اميركي جديد مفاده ان الحدود الدولية لن تشكل بعد اليوم حصانة ضد ضرب الارهابيين الذين يهاجمون الجيش الاميركي ويهربون الى دولة مجاورة. في الاسابيع الاخيرة نفذ الاميركيون عمليات مشابهة ضد طالبان وقصفوا مواقع لهم في باكستان. ويمكننا ان نرى في الغارة ايضا رسالة تحذير الى سوريا لردعها عن تنفيذ تهديداتها ودخول لبنان بعد زيادة عدد قواتها بالقرب من الحدود الشمالية لمدينة طرابلس. وربما ايضا الولايات المتحدة لم تشأ ان تبعث رسالة فقط الى سوريا وانما الى ايران لتقول لها انها ليست محصنة (…)”.