ناقوس يقرع بقوة… التحرش ضد النساء في الواجهة دائماً
لافا خالد
فتحت المدارس أبوابها وعادت ظاهرة التحرش -التي لم تغب- للظهور من جديد. المتحرشين هم طلاب المدارس الذين لا يتوانون عن التحرش حتى بمدرساتهم داخل قاعات الدرس وفي الشارع أيضاً! أساليبهم تتجدد، ويحاول كل شخص أن يتحرش بطريقته وكأن الموضوع هو تفنن وإبراز الموهبة، بعضهم يستخدمون التحرش اللفظي الأكثر شيوعاً عبر الكلمات والمغازلة، وآخرون يتجاوزن حدود التربية إلى أبعاد كثيرة تنم عن غياب الرقابة الأسرية وسوء التربية.
الأستاذة فاديا مدرّسة قالت “إنها تخشى أن تدخل بين المقاعد خوفاً من حركات طلابها ونظراتهم المقيتة، ونتيجة تصرفاتهم التي اشتكت منهم آنسات أخريات!! تعاقبهم إدارة المدرسة دائماً، لكن هذا لا يحسن أبداً من سلوكهم”، تضيف: حينما كنا طلابا كنا نخجل المرور من الشارع الذي فيه بيت أساتذتنا أو نخجل منهم حينما نصادفهم في الطريق، أما الآن فقد أضاع جيل هذا الزمان الكثير من حيائه واحترامه لمعلميه، وعوض أن يغير الطالب طريقه احتراما لمعلمه، يغير الأستاذ مساره حتى يتجنب معاكسات بعض طلبته.
الآنسة ميهان تقول: كوني أدرس طلابا في مدرسة مختلطة نتلقى شكاوي كثيرة من الطالبات حول تحرش زملائهن بهن إما بالألفاظ أو عبر الرسائل التي تجدها الفتاة في حقيبتها أو معاكستها في الشارع، وحتى كمدرسات نتعرض للمعاكسات، ونحاول تجنبها ولكن العملية مستمرة ولا تغيير في سلوكهم نحو الأحسن، الكثير من المدرسات لا يستخدمن مساحيق التجميل ومعظمهن ترتدي ملابس فضفاضة، وفوق كل ذلك التحرش لا يتوقف لا في المدرسة ولا في الشارع، ونضطر في أحيان كثيرة حين عودتنا من الدوام أن نغير طريق العودة ولكن المنفذ الآخر ليس آمنا ايضا وهو طريق السوق المكتظ بالرجال ونظراتهم المقيتة وكلمات الكثيرين التي تنم عن جهل كبير وسوء في السلوك، ما ألاحظه إن المتحرشين لا يستثنون أحدا فلا الجميلة تنفد منهم ولا المحجبة ولا أي واحدة أخرى.
تقول الطالبة حنان: تعرضت للتحرش في الشارع لمرات كثيرة، ذات مرة كان الدوام مسائيا كنت و صديقتي التي تركتني لتذهب لبيت جدها وبقيت لوحدي في الشارع، تعقبني رجل وحين مر من جانبي حاول وبكل وقاحة أن يتحرش بي، خوفا منه دخلت احد المحلات مع إنني لم أكن محتاجة لشراء أي شيء، والكثير من صديقاتي لهن تجارب أكثر ألماً مما عندي.
أما هناء تقول كلما كنا نعود من طريق المدرسة كنا نصادف رجلا يلقي القبلات لنا، فأخبرت أخي الذي راقبه وضربه ضربا مؤلما لأنه كان يستحق ذلك . وأخرى تروي قصة حسن ذاك الرجل القذر والشاذ جنسيا كما روت الكثيرات، والذي كان يتعقب الطالبات و يتحرش بهن وتصرفه مستمر منذ سنوات، حيث يخرج في الصباح الباكر ويخبئ نفسه في الأزقة و يكشف عورته للطالبات وتتالت أجيال وهي تعرف قصته ولا أحد يردعه. وأخرى تتكلم عن معاناتها في تحرش الشباب بها تقول: إنها تتعرض للمعاكسة منذ لحظات الصباح الأولى حينما تستقل الحافلة لتذهب للدوام، ومعظم المتحرشين شباب تافهون بعضهم طلاب مدراس وآخرون عاطلون عن العمل لا يتوانون عن فعل ذلك حتى على باب المدرسة وهو ما ألحظه حينما انتظر أختي لتخرج من المدرسة هي وصديقاتها بدورهم يأخذون نصيبهم من التلطيشات والكلمات السيئة.
وأخرى تروي إنها تعرضت للتحرش الجنسي في مكان عام حينما كانت برفقة عمتها هاجمها شخص وعانقها فجلست تبكي ولكن الرجل لم يأخذ نصيبه من المعاقبة لأنه هرب مسرعاً.!!!
والسؤال : متى تتوقف الظاهرة عندنا؟ ومن سيردع المتحرشين بأقسى العقوبات حتى يكونوا عبرة للجميع؟ حيث تشير بعض الإحصاءات والأرقام العربية إلى أن ظاهرة التحرش باتت مفزعة في العديد من الدول العربية وأنها لم تعد مجرد أمر شاذ تقوم به قلة منحرفة، وإنما سلوك متزايد من قبل العديد من الشباب العربي المراهق والكبير على السواء، ومتى تتحرك هذه الدول ليكون التحرش جرما يعاقب عليه القانون، بالإشارة إلى أن بعض الدول العربية مثل المغرب ومصر تحركت في هذا المجال وإن لم يأخذ القانون مجراه الفعلي في الشارع إلى حين اللحظة في تلك الدول، ولكن مناقشة هكذا مشروع من قبل أعلى الجهات الحكومية هي خطوة في الطريق الصحيح خاصة في الدول التي خطت هذه الخطوة المتميزة حيث كانت البنود التي ناقشت تجريم المتحرش تضمنت:
– إن كل من من يثبت تورطه في معاكسة فتاة ستتراوح عقوبته من شهرين إلى سنتين سجناً مع الغرامة المالية .
والدول التي تسعى لسن هذا القانون تسعى لإصدار معنى متفق و عام مع العديد من الدول العربية يعرف بدقة مفهوم “المعاكسة” المختلف عليه كثيرا بين الجنسين، وحين سؤالنا عن هذا المفهوم من قبل مجموعة من الشباب كثيرون منهم يتحفظون على إن الرجال فقط يتحرشون بالنساء، فثمة نساء تخرج عن أصول العادة بملابسها وشكلها المستفز الأمر الذي يعتبرونه حركة مثيرة من الفتاة يدفع الشباب لمغازلتها والتحرش بها، وشباب آخرون يرون التحرش مسؤولية مشتركة من قبل الطرفين، وآخرون يرون إن وسائل الإعلام والفضائيات الهابطة هي من تزيد من ثقل هذه الظاهرة التي بدأ تتفاقم في كل الأمكنة
كلمة أخيرة
التحرش ناقوس خطر كان ولازال يقرع منذ وقت طويل، وفعليا لم تلعب مختلف الجهات من مربين وجهات وهيئات قانونية لحماية المرأة من هذا الشكل المقيت من العنف الممارس ضدها سواء أكان بالقول واللفظ، أو حتى بالاعتداء الجنسي. ويبقى المطلب الحقيقي هو ضرورة سن قانون يجرم ممارسي التحرش بأشد العقوبات دون ان ثناء وتمييز.
موقع ثرى
على الفتيات أن ينظرن بعيون المتحرش و يبصقن بها.
على الفتيات التوقف عن الخوف من شخص المتحرش.
هو كالصرصار تماما ، مقرف و ضعيف.
فقط ابصقن بوجهه و لاتهربن!