الخلايا النائمة بين لبنان وسوريا نحو سياسة السلفية الجهادية
عصام خوري
تزايدت السلفية الجهادية بين لبنان و سوريا والعراق على أثر النزاع الواضح بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، مما أدى لتعدد المدارس الدينية التي تنوعت في أدواتها لخلق جيل مقاوم لعدوها الواضح الولايات المتحدة، وكون هذه المدارس غير عميقة الأثر في البنيان الم
الشيخ مصطفى ست مريم نصار الملقب “ابو مصعب السوري” الذي اعتقل في تشرين الثاني من العام 2005 في كويتا “باكستان” وتم تسليمه الى اجهزة الاستخبارات. صرح لجريدة الكفاح العربي: “أن كلفة تدريب اي أخ يريد ان يأتي الى افغانستان من اجل الجهاد مرتفعة جداً, وهي تقارب الألفي دولار اميركي, وحماية المتدربين بعد عودتهم الى بلاد الشام عملية صعبة وبالغة التعقيد لأن كل من يأتي الى افغانستان يصبح مشبوهاً, ولذلك تم اتخاذ قرار على مستوى القيادة يقضي بأن يذهب الاخوة الى مخيم عين الحلوة لأن الكلفة هناك اقل و لن تكون هناك شبهات. ونظرية ابو مصعب السوري تقول ان الجهاد قادم لا محالة الى سوريا ولبنان, كجزء من «المقاومة الاسلامية العالمية», ولا بد من ضرب فرنسا بسبب تدخلها في لبنان, وضرب اميركا وبريطانيا بسبب سعيهما لنزع سلاح المقاومة في لبنان وبسبب اعتبارهما «حماس» و«الجهاد» منظمات ارهابية.
إن الجماعات السلفية المسلحة بدأت برعاية فكرية إسلامية صارمة، لكنها اليوم بين سوريا ولبنان، بعد ان غابت عنها أهم قياداتها الفكرية النظرية، في مكانة الجماعات المشرذمة المتناثرة في المناطق التي يغيب عنها النفوذ الامني، ومع صعوبة الحصول على تمويلات لها، فإن كثير من أهدافها بات في مكانة التبدل، توافقا مع الجهة الممولة لها.
فهي على رغم معرفة غالبية الاجهزة الأمنية السورية واللبنانية بها، لكنها تتمكن بسهولة من خلق ثغرات أمنية داخل هاتين الدولتين، نتيجة تحول نشاطها من نشاط جهادي إلى نشاط ارتزاق سياسي جهادي، فالأميركان والأوروبيون واليونفيل والحكومات العربية كافرة وفق مبدؤهم، إنما أولوية توجيه الجهاد نحو من؟!!!…
تتحدد هذه الأولوية فقط من خلال التمويل المالي.
أما الجماعات السلفية التي لا تزال تحتفظ بمؤسسيها الفكريين أو أحد تلامذتهم، فإنها تحافظ نوعا ما على خصوصيتها كحركة فكرية، إلا أن نشاطها الفكري قد يسهل من توفير أرضية خصبة لتنامي الحركة الجهادية بين الشباب الناشئ، مما يزيد من التعصب، الذي في كثير من الاحيان يتحول من الجانب النظري نحو الجانب العملي، فتنشأ جماعة هنا وهناك، وفي هذه الحالة “لا يهم اسم الجماعة” لآن هذا الاسم قد يتبدل مع تبدل اعضاء هذه الجماعة ونفوذ احدهم عليها، وفي كثير من الاحيان قد تحل هذه الجماعة نفسها ليدخل اعضائها ضمن تنظيمات أخرى ناشطة سابقا في المنطقة ولديها تمويلاتها الدائمة. من هنا يأتي التخوف من المدارس الدينية المنتشرة في سوريا رغم زعم الأمن السوري أنها يحتويها جميعها مثل “مدارس كفتارو، حركة القبيسيات، المدرسة الخزنوية،….”.
فقد ظن الامن السوري سابقا أنه يحتوي حركة غرباء الشام وشيخها “أبو القعقاع” إلا أن كثير من عناصر هذه الجماعة اليوم في مكانة السلفيين الجهاديين الجاهزيين للتطوع في أي خلية سلفية مسلحة لديها تمويلها ومشاريعها الواضحة الهدف.
منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية
المصدر : ( كلنا شركاء ) : 9/11/2008