صفحات سورية

مبارك يتميز غضباً من الأسد

null

تسفي بارئيل

قلق الرئيس المصري حسني مبارك من ظهور ايران في غزة لا يتناول بالضرورة فقط القدرة العسكرية المتطورة لحماس. مبارك محبط اساسا من الخوف من انتقال السيطرة علي الدول العربية ، التي أمنتها تقليديا مصر والسعودية، الي أيدي ايران.

ويتميز مبارك غضبا من ان سورية، التي سارت علاقاتها الوثيقة مع ايران حتي وقت أخير مضي دون انتقاد مصري، تواصل احباط محاولات الجامعة العربية، ومصر والسعودية، لحل الازمة السياسية في لبنان.

الازمة في لبنان ليست الازمة الوحيدة التي تعتمد علي الدعم الايراني؛ فالعراق هو الاخر خاضع للنفوذ الايراني، وكذا السودان يقيم شبكة علاقات وثيقة مع دولة احمدي نجاد. وتخشي مصر من ان تكون ايران تبني لنفسها دائرة نفوذ سياسي وانها تبني نفسها كمنافسة للدائرة العربية ـ ولا سيما لتلك المسماة المحور المعتدل.

غير أن السياسة المناهضة لايران لتلك الدائرة العربية المعتدلة ليست ثابتة هي نفسها. ففي كانون الثاني (يناير) استضاف مبارك رئيس البرلمان الايراني، وبين الحين والاخر يصدر اعلان مصري عن النية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع ايران. اما السعودية من جهتها فتقيم شبكة علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع ايران. والاردن يعرض خطا حازما ضد ايران، ولكن، مقابل السعودية طور مؤخرا ايضا علاقاته مع سورية.

المساعدات الايرانية لحماس وتعلق قيادة حماس والجهاد الاسلامي بـ الضيافة السورية في دمشق، تعرض امام مصر معضلة صعبة اخري: استمرار العقوبات الاسرائيلية علي غزة يجعل مصر الملجأ العملي الوحيد لسكان غزة. ومع أن مبارك يواصل القاء المسؤولية عن الوضع في غزة علي اسرائيل ولكنه يفهم بأنه لا يمكنه ان يتجاهل ما يجري فيها، علي خلفية احداث اقتحام الجدار في كانون الثاني (يناير).

وكما يري مبارك فان المخرج المعقول الذي سيحرره من قيود القلق علي غزة هو اقامة حكومة وحدة فلسطينية وعليه فان مصر تكلف نفسها عبء محاولات الحوار بين الفصائل بل وباركت مبادرة المصالحة اليمنية. ويأمل مبارك بان المصالحة بين حماس وفتح ستعيد حماس الي الدائرة العربية وتفصلها عن تأثير جهات أجنبية ـ أي عن ايران. التأثير السوري والدعم الايراني حيويان وضروريان لتقدم عملية مصالحة كهذه ولكنهما تتطلعان الي تحقيق صفقة رزمة تتضمن ايضا حلا لأزمة لبنان بالروح التي تقترحها دمشق.

وهذه حاليا هي دائرة مغلقة، كل ما يمكن لمصر أن تفعله بها ان تقاطع جزئيا القمة العربية التي تعقد في دمشق في نهاية الاسبوع والقاء التهم علي دمشق وحماس في أنهما مقيدتان بسياسة تمليها طهران وهكذا في محاولة لقضم الشرعية الوطنية لحماس والشرعية العربية لسورية.

ہ مراسل صحيفة – هآرتس للشؤون العربية

القدس العربي اللندنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى