عندما يكفّر المسلمون بعضهم البعض ,,؟
مصطفى حقي
المسلمون السنة يكفرون الشيعة وبدورهم المسلمون الشيعة يكفرون المسلمين السنة .. إذا أين نجد مسلماً قد نجا من قائمة الكفر .. فالمجاهد السني يفجر نفسه بين الشيعة ومثواه الجنة ومزيد من الحور والغلمان وأنهر من خمر ,, وكذلك المجاهد الشيعي يفجر نفسه بين جمهور السنة ليعرج فوراً إلى الفردوس والحور الحسان الباكرات دوماً وغلمان مرد وخمر الجنة الريّان (صنع السويداء) أو البطة صنع حلب أو الميماس صنع حمص … و(البيتوتي) الخاص بالنخبة .. ولله في خلقه شؤون .. كانت هدنة الخلفاء الراشدين الذين قتلوا جميعاً ماعدا الأول ويقال انه مات مسموماً .. ولتسري سموم التفرقة في خلافة علي مابينه وبين معاوية ولينقسم المسلمون إلى فئتين رئيستين أتباع على وأتباع معاوية مع أن الخلافة قد حصرت بآل البيت ويتناتف آل البيت على السلطنة ويقلبها معاوية إلى سلطنة استبدادية أموية ثم يسطو عليهم أبناء عمهم العباسيين ويحولونها إلى سلطنة ديكتاتورية عباسية ويسفح أبو العباس السفاح دماء المسلمين بل يمدون البساط فوق جثثهم وهم ينازعون ويتناولون الثريد بشهية ويتعدون حتى على الأموات ويخرجون جثث الأمويين ويمثلون بها بل يتعدى إجرامهم حتى على الذين ساعدوهم في الاستيلاء على السلطة وفي مؤامرة دنيئة ينقضون على أبو مسلم الخراساني ويجزون رأسه ويستمر مسلسل إرهاب الرعية مع الحجاج ورؤوسه التي قد أينعت وحان قطافها وفعلاً تم قطافها … وكل طائفة تكفر الأخرى ولا يبقى مسلم لم يكفَّر من مسلم آخر وبالنتيجة الكل كفرة ووقود لجهنم الكبيرة التي وسعها السموات والأرض … والحال عليه في أمة تُكفِّر بعضها البعض ما هو مستقبلها في عالم يتقدّم وبسرعة مذهلة إنسانياً وتكنلوجياً إلا اللجوء إلى المساجد خمس مرّات في اليوم ورفع الأيدي والتوسل بخشوع أن ينصرهم على الأمة الظالمة أحفاد القردة والخنازير وأن يرسل الله جيوشه الملائكية لتنقض على اليهود وتدحر جيشهم الكافر وتعيد فلسطين إلى شعبها المنقسم إلى جبهات وأحزاب يخونون بعضهم البعض وقد شمل التخوين بالنتيجة الجميع … والعالم يتقدم في كل ثانية نحو الأفضل وشعوبنا المؤمنة تكفّر وتخوّن بعضها البعض وقد تسلّحت بتراثٍ من الأكاذيب تحاول امتطائها لعبور الواقع المر إلى مستقبل الحلم الموؤود وهي لاتملك حتى صنع إبرة أو حبة دواء دون استيراد الآلة والمواد الأولية من الغرب الكافر..
ولكن كل ما تقدم لن يشكل ما سيجود علينا المستقبل من تفرقة وتشتيت مؤكدين وفي حديث صحيح :عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال : ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة ” . رواه أحمد وأبو داود . أن الحديث لا ينافي رحمة الله لأمة النبي صلى الله عليه وسلم لأمور منها :
أ. أن اختلافها لا يؤدي بها إلى الخلود في النار ، بل استحقاق العذاب ، ولا يعني أنها مرحومة أنها لن تعذب ، بل لن تخلد .وهم مُدركون : برحمة الله تعالى ، وبشفاعة نبيها ، وشفاعة الصالحين .
أسباب تفرق الأمة ، وهي كثيرة ، من أبرزها : كيد الكائدين ومكر الماكرين من أهل الديانات المحرَّفة والشرائع الأرضية ، وكذا الأهواء والعصبيات الشعوبية والحزبية والقبلية ، وكذا الخلل في منهج التلقي ، وقد توسعت في هذا وبيَّنت أن أكثر الأهواء وقعت لهذا السبب ، وأنهم قد أخذوا العلم من غير أهله ، فقد تركوا الكبار الأكابر ، ورضوا بالصغار الأصاغر ، وأن هذه الرؤوس المنحرفة طعنت في العلماء وأسقطت هيبتهم – بل وقد كفَّرهم بعضهم – وذلك حتى يخلو الجو لهؤلاء الأصاغر فيُضلوا بعد أن ضَلُّوا .
ومن الأسباب : عدم الرجوع إلى أهل العلم في المسائل الكبيرة والمهمات ، مما فتح الباب للأهواء أن تدخل إلى قلوبهم ثم أصلوا لها ونظروا ، ووقعوا في مخالفات شرعية ، ولذا ادعى بعضهم ” المهدية ” بأدلة واهية ، ومنهم بالرؤى والمنامات دون الرجوع إلى أهل العلم وإيقافهم على الشبهة من أولها
ومن الأسباب كذلك : دعاوى التجديد في الدين سواء في أصول الفقه أو في أصول الحديث أو في التفسير ؛ وذلك لقطع الطريق بين الأمة وسلفها .
ومن الأسباب كذلك : التهاون والتساهل في حرب أهل البدع والتحذير منهم ، وأنه عندما طُلب من بعض رموز المسلمين أن يحذِّر من الأحباش في بلده ويحاربهم لم يرضَ هذا ، وقال : ” دعوهم فسيموتون من حيث بدأوا ” ، وما زال الأحباش في ازدياد وقوة حتى أخذوا مساجد جماعة تلك الرموز ، بل وقتلوا بعض أهل السنة
والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . من توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة ، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى (ولو تفرقوا في البلاد ، يكون منهم في الجزيرة العربية ، ويكون منهم في الشام ، ويكون منهم في أمريكا ، ويكون منهم في مصر ، ويكون منهم في دول أفريقيا ، ويكون منهم في آسيا ، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم )، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله ، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة ، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا … وإنما الفرقة الناجية : دعاة الكتاب والسنة ، وإن كانت منهم جماعة هنا وجماعة هناك ما دام الهدف والعقيدة واحدة ، فلا يضر كون هذه تسمى : أنصار السنة)(من بعض ماجمعه وأعده إحسان بن محمد بن عايش العتيبـي أبو طارق)( انتهى)
والنتيجة أن 72فرقة ستمحى وتنجو فرقة واحدة وموزعة في بلاد العالم .. أي سيأتي يوم ستبحث فيه عن المسلم الناجي بواسطة التلسكوب لتجده وسيكون حتماً من السنة وعلى بقية الفرق الإسلامية السلام ..انه مستقبل رائع لإسلام وبلا تكفير للآخر …!؟