هل المعارضةالسورية غير وطنية ؟؟ والمعارضة البعثية العراقية وطنية ؟؟
أحمد مصطفى
نقلت وكالة لندن – يونايتد برس انترناشونال- شهر شباط الماضي أن
( مجموعة من المعارضين العراقيين لحكومة نوري المالكي تستعدّ لعقد مؤتمر في العاصمة السورية دمشق في آذار/ المقبل للاتفاق على برنامج لتنشيط عمل المقاومة المسلحة ضد النظام في بغداد./
وقال سياسيون ونشطاء عراقيون إنهم تلقوا دعوات لحضور المؤتمر المسمّى “اللقاء الوطني العراقي” والذي يبدأ يوم السابع من آذار/ المقبل في دمشق، للاتفاق على إطار تنظيمي وتفعيل المقاومة المسلحة ضد النظام في بغداد. وأضافوا أنهم تسلموا دعوات رسمية من قبل المعارض العراقي خير الدين حسيب وهيئة تحضيرية، للمشاركة في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام./
وستضمّ اللجنة التحضيرية بالاضافة الى حسيب، كل من جعفر ضياء جعفر المسؤول السابق في البرنامج النووي العراقي في عهد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وعبد الأمير الأنباري سفير العراق السابق في فرنسا والامم المتحدة، وعدد آخر من المسؤولين في النظام السابق وبعض النشطاء المعارضين.
وأشار عدد من الذين وجّهت إليهم الدعوة الى أنهم لن يحضروا المؤتمر الذي وصفوه بأنه “واجهة للبعثيين وأزلام النظام السابق”، كما شككوا في أهدافه.
وقال أحد المدعوّين “ليونايتد بريس انترناشونال” من إحدى العواصم العربية: “إن معارضتنا للاحتلال الأميركي وللحكم الذي نصّبه في بغداد لا يعني بأي حال من الاحوال أننا نقبل بعودة البعثيين الى ممارسة ألاعيبهم ومنحهم الشرعية التي لا يستحقونها”.
وشكك مدعو آخر بهدف المؤتمر وربطه بـ”محاولات سورية للاستمرار باستخدام الورقة العراقية في مساوماتها الاقليمية والدولية”
—————
فإذا كان هذا الخبر صحيح لماذا كانت دمشق ومازالت تنفي تدخلها بالعراق …ولماذا لم تدافع عن نظام البعث عام /2003/ أثناء الحرب على العراق هل نسي القوم في دمشق أن قوات الأمن كانت تحمي السفارة الأميريكية والسفارات الغربية ممن كانت ( دولها في قوات التحالف ) من المتظاهرين الذين كانوا يودون إقتلاعها من العاصمة السورية استنكارا لحرب ال :/2003/ وخطورتها على الشعب وما تتسببه من ويلات وليس على الأسرة الحاكمة طبعا
هاهي دمشق وبعد أن كانت عاصمة للثقافة العربية للعام /2008/ ستصبح هذا العام عاصمة للحريات والديمقراطية والمعارضة العربية جمعاء … إلا أنه وقبل حملات التضليل والتشويه لمسيرة الديمقراطية التي يمر بها العراق وهذا شيئ طبيعي فالإرث البعثي الذي تركه صدام حسين لن ينتهي بيوم وليلة , والشعب العراقي ما زال امامه الكثير لتحقيق الديمقراطية المنشودة وعشر سنوات أفضل من حكم البعث ( إلى الأبد )
وكان الأجدر على دمشق أن تحتضن معارضتها الوطنية ويكون المؤتمر لها !! فهي الأَولى والأحق والأهم في هذه المرحلة الحاسمة ..
أثناء حكم الأسد الأب من عام /1971- 2000/ فقدت المعارضة الوطنية السورية وباقي جماهير الشعب كل أحلامها بالتغيير .. لقد قدمت الكثير من التضحيات لكن لم تخدمها الظروف , ومع إطلالة الأسد الابن عام /2000/ وبعد الإختراق الصغير للدستور السوري وخطاب / القَسم / وإطلاق جملة من الوعود البراقه .. تنفست المعارضة السورية الصعداء وتردد في الشارع السوري أن إستلام الدكتور الشاب ( بشارالأسد ) للحكم أفضل من نشوب نزاعات على السلطة وربما حرب أهلية.. وقيل يومها وحتى في بعض أوساط المعارضة : إن الدكتور بشار قادم من بريطانية وهو رجل علم ومنفتح ومن المؤكد أن على إطلاع بالديمقراطية وحقوق الإنسان ما يكفي ليكون غير ( أبيه ) العسكري فلنعطهِ فرصة حرصاً على الوحدة الوطنية والسلم الأهليين وما زال أمامه الكثير من العقبات وعلى رأسها ( الحرس القديم والإصلاح الشامل للبلاد )
في العام /2001/ أُفرج عن بعض المعتقلين السياسيين .. وزُج بالبعض الآخر في المعتقلات , وأُغلقت منتديات الحوار الديمقراطي في كافة المحافظات , وكان هذا مؤشر للخطوط العريضة للنظام الجديد بقيادة الدكتور بشار .. وحتى المعارضة الكردية لم تحصل على شيئ من وعود الأسد بل على العكس استمرت حملة الاعتقالات بين صفوفها إضافة الى عشرات الذين قضوا في مواجهات متعددة مع الأجهزة الأمنية.. وزيادة تهميش مناطقها من الناحية الاقتصادية والتنموية ..
لم تتحسن أحوال البلاد وبقي الحال على ما هو عليه ( اللهُم ) تغيير الواجهات في المؤسسات الأمنية والعسكرية وباقي مؤسسات الدولة واستمر الفساد في عموم أجهزة الدولة حتى تكاد سوريا أن تدخل موسوعة / غينيس / في الفساد .
ومع دخول عصر الانترنيت ساءت الأحوال أكثر وأصبح لدينا معتقلين من نوع ىخر وهم كُتاب الانترنيت والمعَلقين والمتصفحين للمواقع العارضة للنظام والتي حجبها عن الشبكة ..
في المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث في /5/6/2005/ خرج المؤتمر بتوصيات كثيرة ولم يتم تنفيذهاحتى الآن وهي :1- إصدار قانون للأحزاب المعارضة .
2-إصدار قانون للصحافة .
3-مراجعة انون الطوارئ وإلغاء القوانين الإستثنائية .
4- تشكيل مجلس شورى .
5- قوانين صارمة لمحاربة الفساد ومكافحته …
وبعد هذا المؤتمر حصلت المعارضة السورية على معتقلات و زنازين جديدة وأسماء إضافية للمعتقلين ولم تحصل على قانون للأحزاب كما تَمنت .. حتى أن جمعيات حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية لم يُرخص لها ولم يسمح لنشطائها المتطوعين طبعا بالحراك بل لُوحق الكثير من مؤسسيها وأعضائها .. وتم منع الكثير من السفر للمشاركة في مؤمرات حقوقية وانسانية كانوا قد دعوا اليها ..
في عودة خاطفة للوراء كان ( التجمع الوطني الديمقراطي ) والذي ضم غالبية الأحزاب والحركات السورية المعارضة وأهمهامنذ تشكيله عام /1990/ لم يقدر على مواجهة نظام البعث ولم يتمخض عنه سوى عقد المؤتمرات بشكل سري وفي منازل القيادات دون الاقتراب من مواجهة النظام على مستوى إعتصام سلمي أو مظاهرة أو إضراب محدود ..
وبعد تشكيل / إئتلاف قوى إعلان دمشق / عام /2005/ وفي آخر مؤتمر عُقد في منزل النائب والمعتقل حاليا الأستاذ رياض سيف في /1/12/2007/ والذي ضم حوالي /165/ معارضا وناشطا من مختلف الأحزاب والحركات والشخصيات الوطنية المستقلة بمشاركة بعض القوى ( الكوردية ) والذي انتهى باعتقال رئاسة وأعضاء المجلس الوطني وُحكم عليهم من قبل محكمة الجنايات الأولى بدمشق في /29/10/2008/ بالسجن لمدة عامين ونصف بتهم كانت تستخدمها السلطنة العثمانية وهي ( إضعاف الشعور القومي .. ووهن عزيمة الأمة ) الخ…
إضافة لما شهدته الأعوام -2007-2008-2009- من حملة الاعتقالات المستمرة بالتهم المعروفة في الساحة السورية عموما و/الكوردية / خصوصا والتي عقدت مؤتمرها الأخير في القاهرة مطلع شهر شباط الماضي وبالرغم من منع قيادات الأحزاب من السفر خارج سوريا الا ان الاجتماع انعقد ونجح في اكتمال ممثلي ستة احزاب حيث شارك في الاجتماع الحزب الديمقراطي الكردي في سورية “البارتي”- حزب آزادي الكردي في سورية- حزب اليساري الكردي في سورية- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية “يكيتي”- تيار المستقبل الكردي في سورية- حزب يكيتي الكردي في سورية.
إذا يعترف النظام السوري بالمعارضات التي تخدم مصالحه ويرحب بمؤتمراتها على أرضه .. ولكنه لا يعترف بمعارضته فهي كالعقيدة الراسخة في ذهنه ( عميلة لإسرائيل ..تستقوي بالخارج .. تريد الاستيلاء على الحكم ) ولا مجال للحوار معها أبداً …
في حين لم نسمع بأحد من المعارضة السورية أنه كان أو تعامل مع إسرائيل ومن الطبيعي في ظل قانون الطوارئ والأحكام العرفية التي تحكم البلاد أن يتحدث أي مواطن سوري عن تردي حالة حقوق الانسان في أية مناسبة للمجتمع الدولي أو شخصيات / أجنبية / كما يسميها النظام .. ولم نسمع عن أحد في المعارضة أنه اختلس ملايين الليرات من القطاع العام على حساب الشعب الذي أصبح ُجلَ همه تأمين حاجاته الأساسية من خبز وماء وكهرباء الخ ..
فهل نسمع من دمشق التي تطالب بالحرية والديمقراطية لشعوب المنطقة دعوة لمؤتمر لمعارضتها الوطنية في /غوطتها / الغناء قبل فوات الأوان يا ترى …
خاص – صفحات سورية –