الإخوان المسلمون السوريون: نقاشات محتدمة
اعداد قاسم قصير
لا يزال الموقف الذي اتخذته قيادة “الاخوان المسلمين” السوريين بوقف النشاطات المعارضة للنظام خلال حرب غزة يتفاعل سواء داخل سوريا او على صعيد قوى المعارضة وخصوصا “جبهة الخلاص الوطني” التي تضم الى جانب “الاخوان” نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام وشخصيات اخرى.
وقد حصلت “النهار” على تقرير خاص من داخل الجبهة يكشف عن حصول نقاشات حادة بين الاخوان من جهة وخدام ومؤيديه من جهة اخرى حول النظام السوري مما قد يؤدي الى انفراط عقد الجبهة بالتزامن مع المصالحة السورية – السعودية والتي شهدت مؤشرات ايجابية قوية أخيراً.
ويشير التقرير الى ان انصار خدام شنوا حملة اعلامية قاسية ضد “الاخوان المسلمين” وحركة “حماس”. مما دفع بـ”الاخوان ” الى تقديم مذكرة توضيحية للأمانة العامة لـ”جبهة الخلاص” لشرح وجهة نظرهم “مؤكدين حرصهم على استمرار الجبهة في اطار التمسك بالثوابت العامة للأمة والإقرار باهمية القضية الفلسطينية ومركزيتها ودعم جهود المقاومين الفلسطينين والخيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني”.
ونظرا الى استمرار الحملة ضد “الاخوان” من قبل بعض القوى السورية المعارضة، فقد عمدوا الى القيام بحملة اعلامية موسعة وخصوصا لدى الأوساط الإسلامية والعربية للدفاع عن مواقفهم والتأكيد على التمسك بقرارهم بوقف النشاطات المعارضة.
وتقول مصادر قيادية في “الاخوان المسلمين”، “مع ادراكنا للتباينات بين اعضاء الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني في الموقف من القضية الفلسطينية ومن مشروع المقاومة على الارض الفلسطينية والأرض العربية، وان هناك اطرافاً تحمل موقفا مسبقا تريد فرض اجندتها على الجبهة، فقد كنا نتوقع من التيار القومي في الجبهة ان يتخذ موقفا منسجما مع تاريخه وجماهيره في الشارعين العربي والوطني لكن يبدو ان الأمور سارت في اتجاه أخر”. وتضيف المصادر “ان حديثنا عن مرحلة ما بعد غزة هو حديث جد وليس هزلاً، وان منطقتنا ستدخل مرحلة استراتيجية جديدة وعلينا ان نحسن تقديرها، وان نحسن التعامل معها. ولا نزال نجري المشاورات لاتخاذ المواقف التي تخدم اولويات القضايا اسلاميا وعربيا ووطنيا.وستكون العلاقة مع جبهة الخلاص الوطني موضع دراسة ونظر وتقويم في مؤسساتنا القيادية من اجل اتخاذ القرار المناسب”.
و تعتبر مصادر “الاخوان المسلمين” “ان القرار الذي اتخذ بوقف الأنشطة المعارضة لم يكن موجها للنظام في سوريا بل كان موجها الى دوائر اخرى دولية واسلامية وعربية وسورية رسمية وشعبية وقد حقق هذا الموقف كثيرا من اهدافه وتفاعلت معه كثير من هذه الدوائر ولا تزال آثاره الإيجابية تتفاعل في مختلف الأوساط الرسمية والشعبية . وليس سرا نذيعه ان قيادات الحركة الاسلامية ومعظم الهيئات والشخصيات العربية والإسلامية الصديقة ابدت تقديرها للقرار وان ردود الفعل الإيجابية لا تزال تتوالى من اهل الرأي والفكر. وان الحرب على غزة كانت في جزء منها حرباً على الخيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني المتمثل بحركة المقاومة الإسلامية حماس اي انها حرب على جوهر مشروعنا الذي نسعى اليه في تحالفنا مع سوريا. ونحن ندرك ان التحالفات السياسية لا تعني التطابق التام بين المتحالفين او التوافق على كل جزئيات الموقف وتفصيلاته”.
وفي ضوء هذه المعطيات يبدو ان مصير “جبهة الخلاص الوطني” اصبح في دائرة النقاش وان مرحلة ما بعد غزة والمصالحة السورية-السعودية ستحمل المزيد من الإنعكاسات السياسية سواء في سوريا او على صعيد الوضع في لبنان والمنطقة العربية والإسلامية.
صحافي متابع لشؤون الحركات الإسلامية