الاخوان السوريون يتعاطفون مع البشير ؟؟
علي الأحمد
اعلن بيان لجماعة الاخوان السوريين تعاطفهم من الرئيس السوداني عمر البشير في محنته الحاليه بسبب طلبه للمحاكمه الدوليه بسبب الاحداث التى وقعت في اقليم دار فور في السنوات الماضيه . وهنا لا بد من التوضيح ان موقف الاخوان السوريين لا يمكن ان يكون قد اتخذ بكامل الحريه وبعيدا عن اي ضغط بسبب وجود عدد من الاخون السوريين الذين اختاروا ان يكون منفاهم القسري عن بلادهم الى السودان ، لذلك فان الجماعه لا يمكن ان تتخذ اي موقف يؤثر عليهم . والاصل كان ان يقف الاخوان السوريون مع اي جهة انتهكت حقوقها وتعرضت للقتل والتشريد لانهم اصلا ضحايا لنظام قمعي قتل وهجر وشرد عشرات الاف من السوريين والاخوان بالذات ، ولكن ظروف النفي القسري تفرض على الاخوان اتخاذ تلك المواقف ، وقد كنت قلت اكثر من مره ان الاخوان السوريون لانهم لا يعيشون على ارضهم وليس لهم “وطن ” يقيمون فيه ويطبقون اهدافهم ومبادءهم ويعارضون بلا خوف ويوافقون بلا ضغط ، هذا الوضع جعل قراررهم مرهونا لهذه الجهه او تلك وجعل حتى طريقة تفكير افرادهم او كوادرهم محكومة بمكان عيشهم وعدم تعريض اقامتهم للطرد او الغاء العقد او الغاء حق الاقامه هنا او هناك .
لو كان قرار الاخوان حرا وطبيعيا ولا يضع اي حساب غير الحق والعدل ، لكانت نصرتهم للمظلوم في اي مكان اول واجب عليهم ، اولا لان الاسلام يامر بذلك وثانيا لانهم ضحيا للبطش والظلم والطغيان من البعثيين ، لذلك من غير المفهوم ان يتعاطفون مع دكتاتور وهم ضحايا لدكتاتور مثله ، ولكنهم في وضع لا يمكنهم من اتخاذ القرار الصحيح بسبب النفي الذي يعيشون فيه
نفس الامر ينطيق على كوادر وافراد الاخوان في المنافي فهم مقيدون بقيد الاقامه وعدم القيام باي فعل يعرض حياتهم لخطر التسفير او الطرد ، لان اي شخص يقدم على فعل ما في وطنه ويعتقد انه صحيح فهو لا يخاف من شيء ، السجن ليس عيب، مثلا اذا كانت عاقبة الموقف الصحيح هو السجن ، ولكن عندما لا تكون في وطنك فان عاقبة اي فعل ربما تكون الترحيل ، وقد حصل ان احد ابناء الاخوان الذي تم ترحيله من العراق الى الاردن ورفضت الاردن استقباله ، ظل لعدة شهور يعيش بين الحدزد العراقيه والاردنيه ، كما فعل غوار في فيلم الحدود تماما ، لذلك فان قوانين وشروط ان يكون المعارض لا يملك وطن يعيش فيه تفرض عليه ان يتصرف كما يملي عليه الواقع وليس بما يجب عليه وبما تملي عليه مبادءه واهدافه .
ان ما حصل في دار فور من احداث وسفك للدماء واعتداءات وتهجير اصبح امرا معروفا ومتواترا ولا يمكن ان تتواطئ كل المنظمات الدوليه التى عملت هناك ضد البشير ، فقد وقعت احداث كبيره بين فئه من الشعب وبين الحكومه ، وقد استخدمت الحكومه الجيش والميليشيات التابعه لها لسحق او قمع ذلك التمرد ، وهذا لا يختلف عن احداث حماه وحلب وجسر الشغور ، ربما تختلف الدوافع من سوريه الى دارفور ولكن النتيجه واحده وهي تصدي الجيش والامن للناس وقتلهم بالاف وتشريدهم من ديارهم واعتقالهم ، فاذا كان الاخوان يرفضون اسلوب النظام وقمعه وسحقه للناس في سوريه ويقبلونه في دار فور فان هذا هون عين التزوير والدجل ، لانه لا يمكن لجماعة لها ذلك التاريخ ان تقبل القتل للاخرين والتشريد ولا تقبله لنفسها ، كان يمكن ان تقول ان ما حصل من اخطاء وسوء تفاهم يجب ان يتم حله بالتفاهم والموده وليس بالطيران والميليشيات التى تنتهك حرمات الناس ، اما ان يؤيد الاخوان البشير ضد شعبه فانهم تماما يبررون ما فعله حافظ الاسد ضد شعبه من حيث يدرون او لا يدرون .
حسب رايي انه لا يجوز بعد اليوم ان يسكت احد عن اي حاكم يستخدم القوة ضد ابناء يلده ، ولعل امر اعتقال البشير يكون عبرة لغيره من السفاحين ، اما الدعوه بان اسرائيل لا ينطبق عليها ذلك فهو خطأ اخر لانه لا يمكن ان يبرر قتل اليهود للفلسطينيين وهم اعداء لهم ، لا يمكن لذلك ان يبرر قتل الحكومه السودانيه او السوريه او المصريه لشعبها ، والقول بانه اذا لم يحاسبوا اسرائيل على قتل الفلسطينيين فاننا سوف نقتل بعصنا البعض ، هذا خطأ اكبر ايضا .
كان الاولى للاخوان الا يتناقضوا مع انفسهم ، والا يتضامنوا مع دكتاتور قاتل وهم اصلا يعانون من دكتاتور مثله ، كان بامكانهم ان يصوغوا بيانهم بحيث يفهم منه انه لا يجوز لا ي نظام ان يقتل من يخالفه لان ذلك انما هو شريعة الغاب وحكم القوي المتجبر على الضعيف ، كان عيلهم ان يطبقوا مرة واحده الاسلام العظيم الذي يقول 🙁 وان طائفتين من المومنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا لتى تبغي حتى تفيئ الى امر الله ) صدق الله العظيم .
علي الاحمد
خاص – صفحات سورية –