برهان غليونصفحات سورية

برهان غليون لقدس برس: أجواء المصالحة العربية ليست نتيجة لحرب غزة بل لتوجهات اوباما في الحوار مع ايران وسوريا

null
علاقة طهران بواشنطن ‘مفتاح’ التقارب بين العرب
باريس ـ أكد خبير في علم الاجتماع السياسي على أن حالة الانفتاح والمصالحات العربية التي انطلقت مؤخرا بين ما كان يعرف بدول الاعتدال والممانعة في العالم العربي هي جزء من ملامح تهدئة عامة منطلقها إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، التي حولت التغيير نسبيا من اتجاهات سياسات الرئيس السابق جورج بوش.
وأوضح أستاذ علم الاجتماعي السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في باريس الدكتور برهان غليون أن بركان الأزمة الإقليمية والدولية في الفترة الأخيرة هو الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران، وأن التغيير الذي طرأ على هذه الحرب انعكس بشكل مباشر على العلاقات العربية ـ العربية.
وقال غليون “أعتقد أن ملامح تهدئة عامة منطلقها هو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي حاولت أن تغير نسبيا من اتجاهات سياسة الرئيس السابق جورج بوش، وتتحدث عن انفتاح وحوار مع إيران وسوريا، ذلك أن بركان الأزمة في الفترة الأخيرة كان الحرب الأميركية-الإيرانية الباردة، وظهور المقاربة الجديدة التي جاء بها أوباما خففت قليلا من التوترات في المنطقة بشكل عام”.
وأشار غليون إلى أن المناخ الجديد الذي أوجدته إدارة أوباما، وليس نتائج حرب غزة، هو الذي مهد لتحولات جوهرية في المنطقة، وتوقع أن تستمر حالة التهدئة العربية.
وعلّل على الحالة العربية الراهنة قائلا “أعتقد أن التقارب العربي-العربي ليس نتائج حرب غزة وإنما هو مرتبط بظهور مقاربات جديدة للأوضاع الدولية مع إدارة أوباما، وهو أمر شجع السعوديين لإعادة النظر في سياساتهم القديمة استجابة لهذا المناخ الدولي”.
وأضاف “أعتقد أن آفاق هذه التهدئة كلها مرهونة بما إذا كان النزاع الرئيسي مع إيران سيجد بداية للحل، فإذا حصل تقدم في هذا الوضع سيحصل تقدم في الوضع العربي وسيحصل تقدم في المفاوضات العربية-الإسرائيلية”.
لكن غليون لفت الانتباه إلى أن حرب غزة حققت مكاسب كثيرة للفلسطينيين مثلها مثل المقاومة العراقية، وقال “كما كشفت حرب العراق اخفاق استخدام القوة في تنفيذ الأجندة الأميركية، كشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اخفاق القوة في تحقيق الأجندة الإسرائيلية”.
“صحيح أن العدوان خلف دمارا عسكريا لا حدود له ولكن بنتائج سياسية سلبية، وحرب غزة عموما هي جزء من الوضع الدولي، فإسرائيل جزء أساسي من الاستراتيجية الغربية، وقد حققت مكاسب كثيرة لا شك في ذلك”.
ورفض غليون اعتبار حرب غزة منعطفا تاريخيا في سياق العلاقة بين النظام العربي والغربي عامة وتيار الإسلام السياسي، وأكد أن مطلب الاعتراف الدولي بالإسلام السياسي لا يتوقف على قدرة حركات الإسلام السياسي في المقاومة وإنما أيضا في المبادرة السياسية.
وأوضح “ليس هنالك مجال للتعميم عند الحديث عن العلاقة بتيارات الإسلام السياسي، فهنالك أطراف من الحركات الإسلامية قاومت وطورت خطابها السياسي فهذه ستدخل المشهد السياسي بشكل طبيعي ليس لأنها إسلامية، ولكن لأنها استطاعت أن تصمد عسكريا وسياسيا، بمعنى أن تكون لديها روح المبادرة والمناورة والتسوية وقت اللزوم، ولذلك ليس هنالك مانع غير عقلاني أمام دخول أي حركة سياسية للمشهد السياسي الدولي”.
وعما إذا كانت هذه التهدئة في المجال العسكري قد صاحبها تصعيد قانوني متمثل في محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير، وبداية محاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، قال غليون “بالنسبة للسودان الوضع معقد بشكل كبير، وربما التشدد بالنسبة للسودان هو رسالة من الغرب بأن التنازل في الشرق الأوسط ليس تنازلا كاملا، ولذلك أنا لست متفائلا بالنسبة للسودان، ولا أعتقد أن هنالك أي أمل بالتراجع عن استصدار قرار باعتقال الرئيس عمر البشير.
“أما محكمة الحريري فهي محكمة طويلة الأمد، وقد تأخذ خمسة أعوام، ولذلك لا أعتقد أنها ستؤثر على المقاربات الجديدة في الشرق الأوسط، لكنها ستبقى ورقة باليد يمكن أن تلعب في أي وقت”.
وأعرب غليون عن أمله في أن تثمر الجهود العربية المبذولة حاليا لإعادة الحياة لمحور دمشق-الرياض-القاهرة، لكنه نفى أن يكون ذلك مدخلا للطلاق بين طهران ودمشق.
واوضح قائلا “هنالك أجواء تهدئة عربية وهي مطلوبة دوليا، والتفاهم السوري-المصري-السعودي الذي تسعى الدول العربية إلى طبخه حاليا لا يعني حل كل الخلافات بين هذه الأطراف، فستبقى هنالك مقاربات مختلفة، لكنه تفاهم مرشح لمزيد من الترسخ إذا كانت لدى الأميركيين رغبة جادة في التهدئة وفي إعادة فتح مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية جادة.
“ولا أعتقد أن فتح علاقات حسنة سورية-سعودية-مصرية، سينعكس سلبا على علاقات دمشق-طهران، فسوريا تستطيع الاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع طهران وأن تكون طرفا فاعلا في محيطها العربي”.
/ قدس برس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى