مات الذي كان من المفروض أن يكرم في يوم المعتقل السياسي: “بدلا عن تعزية”
ربحان رمضان
ماذا يمكن أن يقال عن نظام يحجز آلاف الناس في غياهب سجون ومعتقلات تتلاشى فيها الحياة ببطء وببرودة كبرودة عقول أولئك المجرمين القابعين على كراسيهم المتلذذين بعذاب وقهر معتقليهم؟؟
فارس مراد، واحد من ضحايا الاستبداد والقهر، عوقب هو وجار لي، بيته قريب من بيتي..
عماد شيحا الذي لم أستطع أن أذهب إليه مع مجموعة من المعنيين بحقوق الإنسان أبارك له حريته العائدة إليه بعد ثلاثة عقود قضاها في سجون المزة وتدمر وصيدنايا.. بالرغم أنه يسكن بالقرب من بيتي في أبنية برنية، خلف جامع صلاح الدين في حي ركن الدين بدمشق..
عودة الحرية لهما كانت مترافقة مع انتفاضة الشعب الكردي في مدن القامشلي وديريك، وكوبانية، وعفرين، وزور آفا، وحي الأكراد بدمشق استنكارا لإغتيال الشهيد الشيخ محمد معشوق الخزنوي.
هوى الفارس، توفي بعد أن قضى نصف عمره في غياهب السجون والمعتقلات في أنحاء متفرقة مما نسميه وطن.
رأيته بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين خرجوا يعبرون عن رفضهم للحرب على جنوب لبنان عام 2006 في مظاهرة جرت في مخيم اليرموك بدمشق..
أيضا لم يسعفني الحظ حتى أن أسلم عليه، فالازدحام كان كفيلا بتفريق الناس.. وعدم وصول أحدهما للآخر..
أحزنني موته وقد أمضى مع عماد شيحا أطول فترة سجن يقضيها معتقلون سياسيون في العالم..
ولكن عزائي هو أن يدفن المناضل في وطنه رغما ً عن الجلاد..
رحمه الله..
قرأت في الخبر أن الطيف الديمقراطي السوري يشيع جثمانه الثلاثاء إلى مقبرة الباب الصغير..
هنيئا ً للفارس يموت ويدفن في وطنه..
أمنية نتمناها نحن المنفيون في بلاد الشتات..
– كاتب وناشط سياسي، معتقل رأي سابق