أساليب بدائية بسيطة.. لمعالجة الإخفاقات العالية التقنية
سان فرانسيسكو: بول بوتن*
خلف آلة للتسجيل النقدي في محل «سموك شوب رقم 2» الذي يبيع السجائر ومعدات التدخين وسط مدينة سان فرانسيسكو، كان سام آزار يقوم بمحاولة مسح بطاقة ائتمان تخص أحد الزبائن على آلة النقد هذه بعد شراء الأخير علبة من الدخان التركي. لكن الآلة فشلت في مسح البطاقة وقراءة المعلومات على شريطها المغناطيسي. وحاول آزار ذلك مرارا لكنه فشل.
وبدأ طابور الزبائن بالتجمع في خط طويل، فتناول آزار من تحت الطاولة كيسا بلاستيكيا أسود اللون ولفه حول البطاقة وقام بمسحه ثانية، فنجحت المحاولة وعاد العمل إلى طبيعته.
وعلق آزار بقوله «لم أعرف كيف نجحت المحاولة، لكنها نجحت». وكان آزار قد تعلم هذه الحيلة منذ سنوات من بائع آخر. لكن «فيريفون» الشركة التي تقوم بإنتاج قارئة البطاقات هذه في المحل، رفضت أن تؤكد أو تنفي وقوع عملية الكيس البلاستيكي، لكنها واحدة من المحاولات العديدة ذات التقنية البدائية التي يجري بواسطتها معالجة الإخفاقات العالية التقنية التي تمكن أشخاص من الذين لا يحملون درجات علمية في الهندسة من اكتشافها نتيجة إحباطاتهم المتكررة، وبالتالي محاولة المشاركة في العثور على الحلول.
وحاليا، فمن المحتمل أن ينتج واقع الاقتصاد العالمي المهتز المزيد من هذه الحيل. ففي الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وكان الاقتصاد ضعيفا في اليابان، لم يكن بالإمكان الحصول على المعدات التي تستخدم يوميا مثل المكانس الكهربائية التي تستخدم في المنازل، لذلك عمد الناس إلى البحث عن أساليب أخرى للقيام بما يتوجب عليهم القيام به على حد قول ليزا كاتاياما مؤلفة كتاب «يوراوازا» Urawaza الذي سمي على اسم المصطلح الخاص بالإرشادات اليومية التي تتعلق بأسلوب الحياة.
والـ«يوراوازا» الشعبية تشمل التقاط الزجاج المكسور المنتشر على أرضية المطبخ عن طريق كسرة خبز، أو وضع النباتات المنزلية الداخلية على حفاظات الأطفال المبللة بالماء لإبقائها يانعة منتعشة خلال رحلات العطل والاستجمام. واليوم يعثر الأميركيون على أساليبهم الخاصة لإصلاح الأشياء عن طريق مواد بسيطة مثل الورق والأشرطة اللاصقة. وبعض هذه المواد مثل الكيس البلاستيكي الخاص بآزار هذا بات موضعا للجدل حول كيفية عمله، وما إذا كان يعمل فعلا. لكن الكثير من الحلول اليومية المنزلية يمكن شرحها عن طريق القليل من العلم.
* نفاد شحنة البطارية
* إذا كانت بطارية الهاتف الجوال تفقد شحنتها بسرعة، وهي كامنة ساكنة في جيبك، فإن جزءا من المشكلة يعود إلى أن جيبك دافئ جدا. ومن المؤكد أن شحنة بطاريات الهواتف الجوالة تدوم أطول إذا ظلت باردة، كما يقول أيسيدور بوخنان محرر موقع «باتري يونيفيرستي» على الشبكة. فحرارة الجسم البشري التي تنتقل عبر قماش الجيب إلى الهاتف هي كافية للإسراع في العملية الكيميائية داخل بطارية الجهاز، وهذا ما يجعل شحنتها تموت بسرعة. وللحفاظ على الهاتف باردا احمله في محفظة مركبة على سير السروال. ويمكن استخدام هذا الأسلوب للحفاظ على شحنة البطارية إذا ما وجدت نفسك بعيدا عن منزلك من دون الشاحن. فقط أطفئ جهازك وضعه في مجمدة (فريزر) الثلاجة في الفندق الذي تحل به خلال الليل لإبطاء الميل الطبيعي لنفاد الشحنة.
* مفتاح السيارة من بعد
* لنفترض أن مفتاح فتح الأبواب في سيارتك لا يملك المجال الكافي لبلوغ سيارتك المتوقفة بعيدا. احمل الجزء المعدني من حلقة المفاتيح ملامسا لذقنك ثم اضغط على زر الفتح. والحيلة هنا أن الأسلوب هذا يحول رأسك إلى هوائي كبير، على حد قول تيم بوزار مهندس الراديو العامل في وادي السيليكون.
ويضيف بوزار موضحا أنه «بفعلتك هذه دمجت رأسك بكل السوائل الموجودة فيه مع هوائي المفتاح. والسوائل كما هو معروف موصلة لا بأس بها، وإن كانت ليس من أفضلها. لكن الأسلوب هذا يعمل ويزيد من المدى اللاسلكي للمفتاح بنحو عدة أطوال من طول السيارة».
* خرطوشة حبر الطابعة
* إذا ما نفد الحبر من خرطوشة الطابعة وأنت مشرف على طبع رسالة مهمة، انزع الخرطوشة وسلط عليها هواء مجفف الشعر لدقيقتين أو ثلاث. ثم أعد الخرطوشة إلى مكانها في الطابعة وحاول ثانية وهي ما زالت دافئة. فـ«الحرارة من مجفف الشعر تسخن الحبر السميك وتساعد على تدفقه عبر الفتحات الدقيقة في الخرطوشة»، استنادا إلى اليكس كوكس مهندس البرمجيات في مدينة سياتل في أميركا. فـ«عندما تموت الخرطوشة تقريبا تكون هذه الفتحات شبه مغلقة غالبا بواسطة الحبر الجاف. لذلك فإن مساعدة هذا الحبر على السيلان ستجعله يسيل عبر الفتحات الدقيقة هذه» كما يقول. وبمقدور مجفف الشعر أن يجعلك تحصل على عدة صفحات إضافية من الخرطوشة بعد الإعلان عن موتها.
* سقوط الهاتف في الماء
* قد يحدث ذلك لأي شخص عندما يسقط الهاتف الجوال في الماء. عندها اسحب البطارية من مكانها فورا لمنع أن يؤدي التماس الكهربائي إلى حرق الأجزاء الداخلية الهشة في الجهاز. ثم قم بمسح الجهاز بمنشفة برقة وضعه بعد ذلك في وعاء مليء بالأرز الناشف غير المطهي. وهذا يعمل بالمبدأ ذاته الذي يتطلب وضع عدة حبات ناشفة من الأرز في وعاء الملح للحفاظ عليه من الرطوبة. فالرز يميل إلى الماء كيميائيا، أي أن جزيئات الأرز تجذب تقريبا الماء إليها «مغناطيسيا»، بدلا من بقائه داخل أجزاء الهاتف. والأرز هو نسخة منخفضة التقنية من الأكياس الصغيرة المكتوب عليها «ليست للأكل» التي توضع عادة في العلبة الخاصة بالهاتف لدى شحنه إلى بيتك أو مكتبك، التي تمتص الرطوبة وتزيلها.
* زيادة مدى شبكة «واي ــ فاي»
* إذا كانت وصلة الاتصال الخاصة بشبكة «واي-فاي» لا تصل إلى الطرف الآخر من المنزل، لا تتسرع في شراء المزيد من المعدات اللاسلكية لزيادة مدى هذه الشبكة، بل قم بدلا من ذلك بتركيب عاكس ساكن للأمواج الراديوية بقياس ست بوصات من المعدات المطبخية، كصفائح الألمنيوم الرقيقة التي تستخدم في الطهو.
وبعد ذلك تتبع الإرشادات الموجودة على الموقع freeantennas.com/projects/template. قم بوضع العاكس الذي هيأته الذي هو عبارة عن قطعة صغيرة مقعرة من المعدن التي تعكس الموجات اللاسلكية تماما مثل أطباق هوائيات التلفزيونات العاملة بالأقمار الصناعية خلف وصلة الاتصال الخاصة بـ«واي-فاي». ومن شأن ذلك تركيز طاقة هذه الوصلة في اتجاه واحد، أي إلى الطرف الآخر من المنزل، بدلا من السماح لها بالتشتت وتوزيع قوتها على دائرة كاملة. وهنا ليست هناك حاجة مطلقة إلى البطاريات وإلى الخبرة التقنية، ومع ذلك بإمكان هذه الوسيلة مضاعفة مدى هذه الشبكة.
* الأقراص الملوثة
* إن كنت بحاجة إلى تنظيف أقراص «سي دي» أو أقراص «دي في دي»، لكنك لا تملك محاليل التنظيف والغسيل، حاول أن تنقع قطعة من القماش بقليل من محلول غسيل الفم، أو الكحول. والأخير مذيب قادر على إذابة بصمات الأصابع واللطخات التي توجد عادة على سطح القرص. فقنينة غسول للفم لا يتعدى سعرها خمسة دولارات قادرة على القيام بوظيفة قنينة محلول تنظيف الأقراص التي يبلغ سعرها 75 دولارا.
* الأقراص الصلبة المعطلة
* لدى توقف القرص الصلب في كومبيوتر «بي سي» عن العمل، ولا يمكن قراءته فلا تستعجل في التخلص منه وطرحه خارجا، بل احفظه في مجمد (فريزر) الثلاجة طوال ليلة كاملة. ويبدو أن الأسلوب هذا ناجح ومجرب كمحاولة أخيرة، كما كتب يقول فريد لانغا في موقعه الالكتروني «ويندوز سكريتس». فالعديد من إخفاقات القرص الصلب مردها الأجزاء التالفة التي لا تستطيع التراصف بشكل صحيح، مما يجعلها عصية على قراءة المعلومات عليها. لكن تخفيض حرارة القرص تجعل الأجزاء الداخلية من المعدن والبلاستيك تتقلص قليلا رابطة هذه الأجزاء مع بعضها. وإخراج القرص من المجمد وإعادته إلى درجة حرارة الغرفة قد تجعل هذه الأجزاء تتمدد ثانية. وهذا ما قد يساعد في تحرير العوائق كما يوضح لانغا، أو على الأقل إتاحة الفرصة للأجزاء الكهربائية المعطلة البقاء ضمن إمكانية استعادة بعض المعلومات الأساسية.
* خدمة «نيويورك تايمز»
الشرق الأوسط