ما يحدث في لبنان

معركة المال السعودي… والإيراني!

علي الأمين
لم تكن الساحة الشيعية اللبنانية السياسية والاجتماعية اسيرة احادية القرار كما تبدو اليوم، ولعل الاستقطاب المذهبي والمال الايراني اولا هو ما كرس هذه الاحادية، وهمش كل ماهو خارج الولاية السياسية التي جعلت من المؤسسة الشيعية الرسمية والسياسية والدينية تابعة فتوسعت دائرة المهمشين الشيعة ولم تعد حكرا على افراد وجماعات رفضوا ولاية ايران والاحادية، بل ايضا طالت من هم في خانة الحلفاﺀ لايران مثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى والرئيس نبيه بري والمرجع السيد محمد حسين فضل الله، حيث بات هؤلاﺀ كما يبدو قوى تلتزم طوعا او (…) مسيرة سياسية تقودها ايران في لبنان والعالم العربي.
هذا المشهد الذي استقر عليه حال الشيعة في البلد، مهد لدخول سعودي على الساحة الشيعية غير مسبوق، تمثل بتقديم دعم مالي كبير لرئيس تيار لبنان الكفاﺀات احمد كامل الاسعد، وبحسب مصادر في هذا التيار، تؤكد انه تلقى مساعدات مالية تدعم المشروع السياسي الذي يحمله، من اجل مواجهة المشروع الايراني داخل الطائفة الشيعية وفي لبنان، فيما تشير مصادر اخرى في التيار نفسه الى ان بعض المتمولين الشيعة في الخليج العربي والعراق من المتضررين من نفوذ ايران هم من تكفلوا بدعم تيار الاسعد.
الجهد الذي يقوم به الاسعد اليوم يرتكز على استقطاب ٧٠٠٠ شاب وشابة كمرحلة اولى، هدفه تثبيت بنية تنظيمية في مختلف المناطق ذات الغالبية الشيعية، والقيام بمشاريع انمائية، وقد تم حتى الآن تنظيم آلاف الشباب الذين تتراوح رواتبهم الشهرية بين الـ ٦٠٠ دولار اميركي والـ ١٥٠٠ دولار الى جانب التأمين الصحي الشامل لهم ولافراد عائلاتهم الى جانب مئات سيارات الـ “نيسان” السوداﺀ () ٢٠٠٨ التي باتت ترمز الى انصار الاسعد كما السيارات الاميركية ذات الدفع الرباعي ترمز لحزب الله.
وبات العديد من الشباب المتضرر من حزب الله او حركة امل يسعى الى الانضواﺀ في هذا التيار، ويعد الاسعد انصاره بان هذه الانطلاقة ليست من اجل الانتخابات النيابية فحسب بل انه ملتزم معنويا وماديا بهم بشكل دائم. وقد عمد الى استئجار عشرات المكاتب الحزبية في بلدات وقرى جنوبية مختلفة، فيما لم يشك مناصروه حتى الآن من اي محاولة لمنعهم من التحرك تستحق الذكر، علما ان بعض المراقبين يؤكد ان حزب الله يتحين الفرصة المناسبة لتوجيه رسالة للاسعد وانصاره.
الدخول السعودي على الساحة الشيعية ترافق بحسب المصادر مع عدة مؤشرات قد تكون سببا في هذا الدخول ابرزها: – ١ تدهور العلاقة بين الادارة السعودية والرئيس نبيه بري حيث يتهمه بعض المسؤولين السعوديين بعدم المصداقية.
– ٢ تدهور العلاقة السعودية مع حزب الله وانقطاعها وحصر التواصل مع الحزب عبر ايران، بسبب احداث ٧ ايار واتفاق الدوحة، واستياﺀ السعودية من عدم استنكار السيد فضل الله والشيخ قبلان لما جرى في ايار.
– ٣ دخول ايران على الساحة السنية بشكل قوي ودعمها قوى وشخصيات معارضة للسعودية ولتيار المستقبل.
في كل الاحوال تساهم حركة الاسعد في بداية كسر الطوق الايراني الذي يطوق المشهد السياسي الشيعي، خصوصا بعدما ثبت ان المال هو المادة السحرية والشرط الاول في قائمة شروط دخول الحياة السياسية.
هذه المؤشرات لن تجعل من الساحة الشيعية هدفا رئيسا للسياسة السعودية ويمكن قراﺀة حركة دعم الاسعد في اطار رد على ماتسميه الهجوم الايراني على بيروت في ٧ ايار، علما ان قابلية ايجاد تسويات بين الطرفين تصبح مرجحة كلما كانت الاوراق متوازنة بين الطرفين، وتتضمن تبادلا في التخلي عن الاوراق وبيعها في السوق المحلي والبازارالاقليمي.

(البلد) ، الاثنين 13 تشرين الأول 2008

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعم لا نقول إن السعودي مدت يد العون لاكمال ألإسعد ولكن لم ولان تمده باسلحة بينم أيران وأتبعها من حزب الله وأمل يقومو بالأمدد العسكري لابعد صغز العقل ولا مبعدن أن دين مثل حمدن وغلى الحاج وذهر الخطيب لا يسلح بعد الشباب من الطائفة السنية لأضعفها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى