مصر: الخط الأحمر أمام الزحف الإيراني
عبد الرزاق عيد
لم يستطع العرب المسلمون أن يطبعوا مصر بطابعهم البيئي الصحراوي رغم دهاء قائد جيش الفتح عمرو بن العاص، لأن مصر- ببساطة- هي الهبة الأبدية لنيلها العظيم، فأخذت الإسلام والعروبة لتمصرها بعبقرية مكانها، ومنذ تلك اللحظة لم يعد للعروبة معنى إن لم تكن مصر هي حاضرتها وقوتها وصدر عطائها.
لم يستطع عبد الناصر بكل ما أتاحه له الظرف التاريخي من حضور (كارزمي) ليس مستوى مصر فحسب، بل وعلى المستوى العربي والعالم ثالثي، أن يطبع مصر بطابع مشروعه السياسي والايديولوجي الشعبوي فظلت مصر سيدة الثقافة الرفيعة، أي لم يتمكن عبد الناصر أن يبعثرها ويعيد بناءها وفق كراسه عن “فلسفة الثورة” الذي كان يباهي به على الشيوعيين، أن تفضيلهم كتاب “رأسمال ماركس” على كتابه، ليس إلا بسبب ضخامة حجم رأس المال، في حين أن كراسه استطاع أن يغوص إلى أعماق فلسفة ثورته التي توجها بهزيمة حزيران 1967، أي لم يتمكن عبد الناصر بأهزوجاته الشعارية ونفحاته الشعبوية الخطابية أن يفكك كيان مصر الدولة الليبرالية المدنية الذي تمتد جذوره إلى قرنين ،إذ لمصر برلمان سابق على البرلمان في اليابان، وفيها مؤسسة قضائية قادرة حتى اليوم أن تلجم تغّول السلطة أو فلتانها وانقلابها على شروط بنية ونظام الدولة…
لم يتمكن عبد الناصر رغم شدة حضوره الطاغي أن ينزل بمصر إلى مستوى تحويلها إلى ساحات للدهماء أو ثكنات للعسكر أو أقبية للمخابرات، كما سينجح تلاميذ مدرسته السياسية البوليسية الشعبوية لاحقا.
الأمر نفسه ينطبق على خليفته السادات الذي كان مهجوسا بالنموذج الأمريكي الاسرائيلي، فذهب إلى كامب ديفيد، لكن بقيت مصر مكانها : كيانا راسخا في التاريخ والجغرافيا الثقافية العربية والإسلامية المدنية ذات الميراث النهضوي التنويري المطلوب رأسه اليوم ايرانيا باسم احتكار الهوية الاسلامية وقيادتها، بل والعروبية الذي تسعى ايران -بالدعم التبعي الإلحاقي الأسدي السوري- للحلول محل العرب في تبني قضاياهم … ومع كل هذه المزايدات والإستعراضات والتمثلات والتخيلات الهذيانية ، فإن مصر لم تتحول إلى محمية أمريكية- إسرائيلية…كما يشتهي لها الأصوليون (العروبو –اسلامو-ايرانيون) أن تكون عليه تبعية واستلحاقا للغرب ، تطلعا للبرهنة على صدقية أفكارهم التي تنظر إلى العلاقة مع العالم الدولي والعالمي والكوني الإنساني، بوصفها علاقة تبعية عاجزة إلا وأن تكون علاقة سفاح واستباحة للذات والخصوصية الوطنية …لكن مصر كذبتهم، وكذبت أوهامهم ورغباتهم وادعاءاتهم الأصالوية …وظلت مصر مدنية وحضارة منفتحة على العالم بذات درجة التصاقها بـ(أناها) الثقافية والحضارية التي تسعى ايران اليوم إلى تشويهها عبر خمشها بمخالبها الطائفية : ميليشياتها الخمينية (حزب الله في لبنان) ، وعصاباتها الأمنية الطائفية المخابراتية (الأسدية) المستولية على سوريا شوكة وغلبة وقهرا واستيلاء واستيطانا …وذلك لتفخيخ مصر وتلغيمها جاسوسيا وميليشيا وطائفيا باسم دعم غزة والفلسطينيين الذين دفعوا ضرائب لمدعي الصداقة والوصاية والحماية العروبية، والآن الاسلامو- ايرانية، أكثر مما دفعوه للعدو الإسرائيلي منذ النكبة حتى اليوم …!
جاء مبارك ليمثل حالة مصالحة بين خطي من سبقه (عبد الناصر- السادات) وظلت مصر هي مصر رسوخا وكيانا وامتدادا سرمديا لعمر نيلها يتبادلان هبة الحياة، وعلى هذا فحضور مصر كان وظل وسيبقى أكبر من حضور حكامها وأنظمتها وأيديولوجياتها وأكبر من كل المتسلقين على أسوارها للغدر بها والتآمر على أمنها المصكوك بضمانة العناية الإلهية (ادخلوا مصر آمنين …) ضد الشعوذة والسحر والدجل العرفاني الطائفي الايراني، عبر اللعب بالمقدسات الوطنية الفلسطينية والقومية العربية النهضوية التي تخطت (الملتية والولايتية والامارتية الثيوقراطية) عبر دور مصر التنويري خلال قرنين…
هذه المميزات لكيان مصر القائم والراسخ برسوخ الكون ظل يطبع كل المتحولات في تاريخها إلى طابعها إذ تمتصه فتهضمه فيغدو من كيانها ، أي تمصره وتنفحه ثمالة بهاء المكان…
بينما تلاميذ وأنصار المدرسة الناصرية خارج مصر المنقلبين عليها والمنشقين على قيادتها، استطاعوا أن يتلاعبوا بكيانات أوطانهم وشعوبهم وكأنها مسرح عرائس لنزواتهم وخبلهم التسلطي الذي يفضي إلى نزوع دائم لإقامة علاقة تسلطية مرضية مع المحيط، وهي العلاقة القائمة على التعاظم على الشعب والتصاغر أمام الأعداء الأقوياء… وهؤلاء الذين قصدهم أبو حيان التوحيدي بقوله: “ما تعاظم امرء على من دونه إلا بقدر ما تصاغر أمام من فوقه” ، أي ما تعاظم المرء على الأضعف منه إلا وتصاغر أمام الأقوى، وأول هؤلاء التلاميذ هو الذي خاطبه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يوما “وجدت فيك شبابي يا معمر” …هذا التلميذ مسح حضور بلاده ككيان وطني أمام حضوره الشخصي الكاريكاتوري… حيث من البداهة التساؤل : ماذا تبقى من ليبيا في ظل (قذافها) ملك الملوك وأمير مؤمنين المسلمين الذي تبدو صورة (كافور) التي رسمها المتبني أشد اتزانا وتوازنا ورشادا من هذا الرجل الذي يخجل المرء أن يشترك معه في الانتماء إلى العروبة…!
ما يهمنا في هذا السياق التلميذ الثاني المؤسس للإمارة الأسدية التي قامت فلسفتها الأساسية على إثبات الحضور العدواني والشرس بل والدموي من خلال إلغاء مصر عبر اللغو الشعاري والصخب الكلامي بالمسائل الوطنية والقومية الكبرى وهم مستمرون في إذكاء وجودهم على النفخ بنار المزاودة والابتزاز، سيما بعد أن أذكتها النار المجوسية الولايتية التي توحدها قضية الثأر من الماضي مع تابعهم الطائفي الأسدي…
لقد تمكن الأسد الأب الطاغية -فعلا لا مجازا- من هدم سوريا: مثال هدم مدينة حماة على أهلها- وهذا هدم مادي حسي وليس مجازيا، وإعادة بنائها في صيغة (سوريا الأسد) وفق التزام الشاطر حسن نصر حسن الله بتسمية عصابة النظام في سوريا ، وهو فعلا كصنوه القذافي وصدام حسين يستشعرون بأنفسهم (بارانويا) تجعلهم يشعرون أنهم أكبر من أوطانهم، وهو الداء النفسي الذي يلحق بأبناء العالم السفلي الذين صعدوا إلى الأعلى بالغدر والمؤامرة والجريمة وخيانة أقرب الناس حتى تغدو هذه البارانويا المدخل البسيكولوجي الطبيعي لخيانة الأوطان ليس عبر التنازل عن أجزاء منها –لواء اسكندرون السوري والصمت نصف قرن على احتلال الجولان- بل والتفريط عبر التصاغر والتذلل وتدمير كل المنشآت للحفاظ على المكان وتجديد عقد استئجار الرئاسة لبضعة سنوات قادمة كما حدث في لوكربي ، وكما يحدث اليوم لتجديد عقد ايجار الجولان وتجديد عقد الرئاسة بالمقابل والاعفاء عن الجرائم الدموية –كجريمة اغتيال الحريري وصحبه- وهؤلاء سرعان ما ينسون أنهم مستأجرون كنسيان الوريث أن عقد أبيه (الأسد الاب) في لبنان قد انتهى حتى أجبر على الخروج بالقوة جدعا للأنف، ليحاول من جديد -عبر التهديد والوعيد لشعبه ولشعوب المنطقة- تجديد هذا العقد الذي غدا متلازما مع عقد بقائه على عرش مملكة الخوف السورية … هؤلاء الصغار يستشعرون أن هذه الأوطان لا تستحقهم على حد تعبير شخصية (الملك هو الملك) للراحل سعد الله ونوس الذي قاده هذا النموذج لكي يختتم مسيرة حياته الثقافية والإبداعية، بشعار راح يردده عبر مسرحيته (يوم من زماننا): الموت ولا التعريص مع دولة هذه الايام… التي شيدت بصورة دول (سوريا الأسد) و(ليبيا القذافي) و(عراق صدام حسين)…
لقد غدا من المستحيل أن تتحدث عن الشأن السياسي في ممالك والخوف والمسخرة في آن واحد إلا بلغه المجاز الذي يعكس هذا التداخل الكابوسي بين حالة الرعب والقشعريرة من جهة والمسوخية والقماءة من جهة أخرى، ولهذا لابد من انتاج نص هو مزيج من المأساة والمسخرة عندما يكون الأمر متعلقا بالوضع السوري، أي أن نص انتاج سوريا (أسديا) لا يمكن أن يكون إلا نصا ميلودراميا بامتياز ، حيث الضحك من شدة الألم..!
مصر هذه لا يمكن عبر (الزعرنة والبلطجة) لعصابة من الصبيان المافيويين والمأفونين في دمشق المحتلة، أو مهابيل ملالي التهوس الطائفي الإيراني في طهران عاصمة العصور الوسطى، أن يخترقوا مصر بمخلب حزب الله كان أو حزب الشيطان باسم المقدس الديني أو القومي أو الوطني…! فأمن مصر مقدس يعلو على كل الألاعيب باسم المقدس الإسلامي أو الفلسطيني ليصب في البحرة الآسنة لسدنة هياكل وهم ولي الفقيه الايراني وملاليه المجاذيب ، واستجابة لعقده الثأرية والانتقامية من التاريخ ، وذلك عبر تنشيط وتفعيل مشاريعه في السيطرة والهيمنة على محيطه العربي الخليجي، ومن ثم التطاول والتشوف بسفه وحمق للنيل من موقع مصر الدولة والمجتمع والتاريخ والثقافة في الضمير العربي الذي يعجز العقل الخميني في تعيناته في وعي الشاطر حسن أو أوهام الوريث الأسدي أن يستشعر ماذا تعني مصر للضمير والوجدان العربي، لقد ظلت مصر وستظل تتحرك في محيطها العربي القومي كأنها في بيت أبيها بل وبنيها ، وهي التي تقرر وتحدد من هم أبناؤها، ومن هم اللقطاء والخلاسيون، ومن موقعها هذا تطل على موقعها الإقليمي الدولي والعالمي بوصفها دولة وسيادة ومركزا قياديا استقطابيا زعاميا عربيا ، وليس سلطة عصبية مذهبية فارسية تلتحق بها عصابة طائفية أسدية تلتحف بالعروبة كذبا …!
إن مصر هي الدولة العربية الوحيدة في دول الطوق التي لم تسبح بدم فلسطين لأنها أم الولد بحق، وهي لم تستخدمها يوما كورقة في خدمة نظام حكمها، ناهيك بدم شعبها، كما فعل المريدون (أسد-قذافي- صدام)، والذي يفوقهم جميعا في (العروبة الدموية) هو الأسد الأب الطاغية اللاعب الأكبر في الأوراق بعيدا عن نظامه، حفاظا على أبدية تسلطه على سوريا وفرض عقد ايجاره سلطته هذا كأمر واقع على المجتمع الدولي وإلا لا خيار سوى مصيرالنموذج الصدامي القائل بأنه لن يغادر العراق إلا رمادا…
إن مصر مستهدفة ايرانيا بوصفها الكيان المدني الأرسخ والأكبر والأقوى عربيا، حيث يعود دخول مصر في التاريخ إلى أكثر من قرنين من الزمن مع حملة نابليون 1798، وفي سياق موجة العولمة الاستعمارية الأولى للرأسمالية التي كان لها دور إدماج المجتمعات ما قبل الرأسمالية في التاريخ الحديث، ومصر عبر هذا التاريخ هذا كانت ولا تزال تعيش جدل التاريخ، في حين أن ايران غادرت ردهات التاريخ منذ ثلاثين سنة مع قيادة الخميني لها إلى أحواض كوثر الأنوار اللدنية للاهوت(القرو الوسطي)، ليخرجها من التاريخ الذي أصبح عالمي الطابع البشري بالدرجة ذاتها التي يحتضن ثراء هائلا من الخصوصيات، ليعود بإيران من ثراء تاريخها الثقافي وتعدده وتنوعه إلى مستوى التخشب الفقهي المذهبي على أنقاض خاتمة قوة الحياة والثقافة وغنى الروح (الخيامي) التي مثلها عمر الخيام فيلسوف تأجج عالم الحس الشهواني بالحياة وعيشها حتى الثمالة ، عبر التأسيس على (اللوغوس) الذي ينطلق من بداهات الحس والجسد المشتعل بالحياة ، للانتقال باتجا (الميثوس) العرفاني في الفضاء الثقافي الفارسي الإسلامي الذي سيمثله مواطنه الآخر داعية مغادرة عالم الحس والشهادة باتجاه الغيب أبو حامد الغزالي، ليأتي اللاهوت الخميني ليشكل امتدادا لخط (الميثوس) بالمنطقة، ليس الشرق أوسطية بل والإسلامية ، حيث لم يشهد العالم الإسلامي صراعات طائفية دموية في العصر الحديث بقدر ما شهد بعد ثورة(هوجة)الخميني، ومن ثم العودة بمجموع المنطقة إلى اصطفافات كانت قد تخطتها وطنيا وقوميا، ليعيدنا هذا اللاهوت الفقهي المخثر الشرايين الدماغية إلى تاريخ حروب الطوائف والملل والنحل، ليساهم هذا اللاهوت العرفاني (الميثوسي)، بتعميق ارتكاس المشروع الوطني والقومي الذي كان يجد موضعه في لوحة نضال تحرري عالمي تشارك فيه قوى دول (أوربا الشرقية، والحركات الاشتراكية واليسارية في اوربا والغرب، بالإضافة إلى قوى التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وحيث لمصر دورها القيادي في هذه المسيرة…
لقد نجحت ايران في اختراق العالم العربي بمحورها الطائفي المعفر بالبؤس ورائحة عفن أضرحة الماضي هذا عبر الخرق سوريا ، سوريا التي مثلت دورا مدنيا وحضاريا وثقافيا متميزا حتى في تاريخ قيادة النهضة العربية التي احتضنتها مصر، وذلك من خلال دور النخبة التنويرية السورية –واللبنانية طبعا وأساسا- في مواجهة الدولة الكليانية الثيوقراطية العثمانية، التي كان أن هددها محمد علي في عقر دارها، حتى أنقذها الغرب لصالحه الاستعماري، في مواجهة المشروع التحديثي المصري الذي أسس له محمد علي وتواصل نموذجه المدني الليبرالي عبر مرحلة من الخصب الثقافي والفكري والسياسي استثنائية في التاريخ العربي الحديث من خلال محوري التنوير الليبرالي الكوني (لأحمد لطفي السيد وسلسلته في نموذج رعيل نسق طه حسين ….الخ ) والمحور الاصلاحي الليبرالي الاسلامي (محمد عبده وسلسلته في نماذج نسق علي عبد الرازق وقاسم أمين …الخ) حتى أسقطه العسكر سنة 1952.
نقول: سوريا الشام التي ساهمت بفعالية فائقة بصياغة وعي الحداثة الليبرالي التنويري العلماني الذي طبع عصر النهضة المصري، والذي كان عصر النهضة العربي الوحيد، سوريا اخترقت ايرانيا بعد أن أصبحت (سوريا الأسد) ، أي بعد أن تم تصغير سوريا بما يتلاءم مع الأوراك الأسدية للاسترخاء إلى الأبد، لتقدم له ايران الشيعية تغطية شرعية مذهبية، لعصبيته الطائفية الميثولوجية التي كان ينتظر من الأسد أن يتخطاها علمانيا وحداثيا على طريق مجتمع الدمج المواطنوي ، أي أن ينهج الخط الأتاتوركي في دفع حركة الحداثة والعلمنة والمواطنة، لكن ببنيته التكوينية الثقافية العسكرية الفلاحية الشعبوية المتمسحة بالثقافة الغريزية للفئات الدهماوية باتجاه (التوثين) الذاتي ليغدو صنما، فقد كان أقرب للشعبوية الخمينية المؤسسة على العصبية المذهبية منه للأتاتوركية المؤسسة على وعي مدني حداثي علماني… هذا الاختراق الإيراني تم تصديره إلى لبنان عبر اختراق الطائفة الشيعية اللبنانية لإطفاء أنوار هذه البقعة المدنية العصرية الخضراء واختطافها عبر حزب الله، الذي بدأت حربه في إخضاع طائفته لسلطته الفقهية والسياسية والعسكرية، وإفقارها وإفراغها من ثرائها المميز في الإنتاج الثقافي والفكري والتنويري والتحديثي من خلال تصفية نخب اليسار الشيوعي والعلماني والمدني (أمل)، وإخراج الطائفة الشيعية الكريمة من نسق الثقافة الكونية التي هي منتوج التاريخ العالمي، لإدراجها في التاريخ الثيوقراطي الايراني والديكتاتوري المافيوي (الأسدي) في مواجهة دولة مصر وريثة النهضة والتنوير العربي المقاوم والممانع ثقافيا ومدنيا وحضاريا حتى الآن والذي هو وحده المدعو لوقف الزحف الإيراني على العالم العربي، لأنه وحده يمتلك مقومات هذه المواجهة الإستراتيجية مع الظلامية والاستبداد و الطغيان الثيوقراطي والطائفي، وسنتحدث عن ذلك في حديث لاحق ….
• كاتب سوري- باريس
شفاف الشرق الأوسط