إلغاء نتائج الانتخابات
شيرين عبادي*
سافرت عشية الانتخابات الرئاسية الى مدريد للمشاركة في ندوة حدد موعدها قبل 6 أشهر. ويوم الاحد (14 حزيران/يونيو) كنت على وشك ركوب الطائرة عائدة الى طهران. ولكن أصدقائي أقنعوني بالذهاب الى جنيف، حيث مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، وإسماع صوت الشعب الايراني من الخارج. فالكلام من الداخل، حيث للرقابة الكلمة الفصل، مستحيل. وأنا عائدة الى بيتي وبلدي حيث زوجي وأولادي وأصدقائي، في غضون 10 أيام. وقد أوقف وأعتقل. فأنا، على قول مثل فارسي، «دمي ليس ملوناً أكثر من دم سائر الناس».
والسلطات أوقفت المحامي عبدالفتاح سلطاني، مساعدي الأول وعضو مؤسس من أعضاء مركز المدافعين عن حقوق الانسان. وأوقفوا، في الوقت نفسه، رضا طاجيك، الصحافي المسؤول عن موقعنا على الشبكة، في منزله، وسبعة آخرين يتعاونون مع جمعيتنا. ولا يعلم أهالي الاشخاص التسعة أين هم. وقد يكون طاجيك وسلطاني اقتيدا الى جناح الأمن في سجن إيوين، شمال طهران. وباقي الناشطين لا يزالون يعملون، ويحاولون جمع المعلومات ونشرها على موقعنا الالكتروني، المراقب. والحق أن هذه حالنا منذ كانون الأول (ديسمبر)، وغلق مركزنا. ويعود التردي الذي يصيب حقوق الانسان الى 2005. ويفاقم الظرف الحاضر الحال.
وما أعلمه من مراسلينا ونشطائنا أن ثمة تجمعات كبيرة جداً في أصفهان وشيراز وتبريز ومشهد، الى طهران. ويبلغ عدد الموقوفين المعتقلين المئات، نحو 500 في ايران كلها. واذا مضت السلطة على الفظاظة والغباء اللذين تتصرف بموجبهما، أخشى وقوع صدامات حادة، وربما انفجار بدايات حرب أهلية. والى اليوم، يميل الناس الى المهادنة والمسالمة. ولن يعود الهدوء اذا لم تلغ نتائج الانتخابات، ويدع الى دورة جديدة في حضور مراقبين دوليين، وفي عهدة هيئات دولية.
وفي لقائي مفوضة الأمم المتحدة العليا الى حقوق الانسان، شرحت لها أن الشعب الايراني انما يرفع الصوت في التظاهرات السلمية بالتعبير عن آماله ومطاليبه. ويجب منع الحكومة، بأي ثمن، من المضي على استعمال العنف. ففي تظاهرة سلمية أولى قتل 7 أشخاص. وأدى هجوم الباسيج على جامعة طهران، الأحد في 14 حزيران، الثالثة صباحاً، الى مقتل خمسة، بينهم فتاتان، والى جرح عدد كبير من الطلاب. ولم تسلّم الجثامين الى أهل القتلى.
وآمل في أن تستعمل السيدة نايفي بيلاي (المفوضة الأممية) كل سلطتها في سبيل كف يد السلطة عن الاستمرار على هذا. وعلى مجلس حقوق الانسان أن يتدخل. فإذا قتل أبرياء يتظاهرون من غير سلاح في شوارع طهران ليس من اختصاص المجلس، ولا يدخل في باب انتهاك حقوق الانسان، فأنا أرغب في ان يشرح لي احدهم ما هو دور «مجلس حقوق الانسان» هذا؟
* محامية ايرانية حـــازت جائــــــزة نـــــوبل للسلام في 2003، عن «لوموند» الفرنسية، 20/6/2009