ما يحدث في لبنان

أسئلة برسم المعارضة

null

غسان شربل

لنفترض أن زعيما بارزا في المعارضة اللبنانية وافق على استقبال صحافي محايد. ولنفترض ان الصحافي يسعى الى مساعدة قراء الصحيفة على معرفة خلفيات وحصيلة هذا الاسبوع القاتل الذي عاشه اللبنانيون. وهو بالمناسبة اسبوع أعاد الى الاذهان ذكريات الحروب السابقة وبعض ممارساتها الأشد هولاً. يمكن ان نتصور اسئلة من القماشة التالية:

اذا كان يمكن اعتبار القرارين اللذين اتخذتهما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة خطأ يتضمن سوء تقدير لحساسية الموضوع وخطورة التوقيت ألا يمكن اعتبار إقدام المعارضة على إطلاق الرصاصة الاولى في شوارع بيروت خطأ يعكس سوء تقدير لحساسية التركيبة اللبنانية، وهو ما يجعل من الخطأ خطيئة قاتلة؟.

هل اتخذ قرار الإطباق على بيروت الغربية بالإجماع وماذا كان موقف الرئيس نبيه بري وموقف العماد ميشال عون؟.

هل كان قرار الإطباق هو الخيار الوحيد المتاح للمعارضة، ولماذا لم ترد مثلا بتظاهرة مليونية وضغوط لا مكان فيها للسلاح خصوصا أن الحكومة غير قادرة اصلاً على وضع معظم قراراتها موضع التنفيذ، فكيف حين يتعلق الأمر بموضوع حساس اعتبرت المقاومة انه يمس شيئا يتعلق بسلاحها وسلامة المسؤولين فيها؟.

هل اعتبرت المعارضة ان في استطاعتها محاصرة سعد الحريري في منزله في قريطم من دون ان تشعر الطائفة السنية بأنها محاصرة معه؟ وهل اعتبرت انها قادرة على محاصرة وليد جنبلاط في كليمنصو من دون ان تشعر الطائفة الدرزية بأنها محاصرة معه؟ وهل تعتقد ان بإمكانها محاصرة سمير جعجع في معراب من دون ان تعتبر الطائفة المارونية انها محاصرة معه على رغم تقديرنا لـ «الصديق وقت الضيق» العماد عون؟.

هل اعتبرت المعارضة ان باستطاعتها كسر ارادة رموز الموالاة من دون كسر ارادة طوائف ومناطق؟ وهل كان إرجاء موعد الاطباق على معراب خوفا من اشتعال الحساسيات أم خوفا من تراجع شعبية عون اذ ان ابناء المنطقة سيعتبرون انه يشكل غطاء لعملية الاطباق هذه وهو ما لا طاقة له على احتماله؟.

هل تعتبر المعارضة ان شعبية الحريري في ختام اسبوع الاضطرابات القاتل تراجعت عما كانت عليه قبل الطلقة الاولى، ام ان العملية حققت عكس ما رمت اليه؟ يمكن طرح السؤال نفسه بالنسبة الى جنبلاط.

كيف تفسر المعارضة حالة الحرج التي ظهرت في تصريحات سليم الحص وعمر كرامي وطلال ارسلان وشخصيات اخرى معروفة بتأييدها للمقاومة؟.

هل كان قرار توسيع عملية الاطباق الى الجبل حصيفا ام انه شكّل عمليا هدية لجنبلاط ولمعسكر 14 آذار كونه اظهر ان عملية كسر التوازن والارادات ستغرق البلاد في حرب شاملة وان للطوائف والمناطق قدرة استثنائية على المقاومة وبغض النظر عن افتقارها الى الترسانة الضرورية لخوض نزاع طويل؟.

كيف تقوّم المعارضة انعكاسات هذا الاسبوع على رصيد المقاومة خارج الطائفة الشيعية وهل كان من الضروري وضع رصيد المقاومة في مواجهة مع رصيد رفيق الحريري لبنانيا وعربيا؟.

هل يمكن القول ان المعارضة مستعدة للوصول في مجازفتها الحالية الى حد إطاحة الرئيس فؤاد السنيورة بالقوة والتسبب في تفكك الجيش اللبناني وانسحاب القوات الدولية من جنوب لبنان؟ وهل هي قادرة على مواجهة خطر اعلان لبنان دولة فاشلة او فرض العزلة العربية والدولية عليه؟.

هل كان توقيت الطلقة الاولى وليد حسابات محلية ام انه مرتبط ايضا بالضعف الذي ينتاب ادارة اميركية تتأهب للرحيل، وهل تعتبر عملية الاطباق على بيروت دليلا على تصاعد مناخات المواجهة بين معسكر الممانعة ومعسكر الاعتدال في المنطقة؟.

هل يمكن القول ان ما جرى لم يكن سوى بروفة لسيناريو الضربة القاضية الذي يمكن اللجوء اليه في جولة مقبلة وتوقيت اكثر ملاءمة؟ وهل يحتمل لبنان اسلوب الضربة القاضية، وماذا عن التجارب السابقة في هذا السياق؟.

انها مجرد اسئلة يحلم الصحافي بطرحها خدمة للقراء. اقدر من يجيب عليها هو السيد حسن نصرالله. هل نستطيع الزعم بأنه اجاب حين تحدث في اطلالته الاخيرة عن مرحلة جديدة؟ يمكن للرئيس نبيه بري ان يجيب بثراء لغته وقدرته على ابتكار المعادلات وتأجيل الجلسات. يمكن للعماد عون ان يجازف بالإجابة فهو صاحب تاريخ في المجازفات.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى