خلف علي الخلفصفحات أخرى

الأنترنت في سوريا ومحنة النشر الالكتروني

null


خلف علي الخلف

من يعيش في « سوريا اليوم» ويتصل بشبكة الانترنت، يجد أنها( أي هذه الشبكة) ولدت ونمت كمشكلة تمتلك ‏الخصوصية سورية بامتياز، بدءا من طريقة دخول هذه الخدمة عبر بوابة الجمعية العلمية المعلوماتية، التي كان ‏يرأسها الرئيس السوري الحالي. فعند دخول الخدمة اقتصر الاشتراك فيها على أصحاب المهن العلمية ‏«‏ أطباء – ‏صيادلة – مهندسين… ‏»‏ وكان سعر ساعاتها الأغلى في العالم في ذلك الوقت. وقد رافق دخول هذه الخدمة إضافة ‏للهاجس الأمني شعارات خاصة بها أشهرها ‏«‏ المعلوماتية للجميع‏»‏ ورفعت له اليافطات واللوحات الإعلانية مثل ‏كل الشعارات التي أنتجتها ‏«‏ سوريا الحديثة‏»‏.

وقد كان السوريون الذين يحتاجون هذه الخدمة بشكل ملح في بداية انطلاقها في الدول الأخرى يشتركون بها عبر ‏شركات في لبنان والأردن، وظل قسم كبير منهم يستخدم اشتراكه عبر هذه الدول حتى بعد دخولها عن طريق ‏الجمعية ولاحقاً شركة الاتصالات لأنها رغم استخدام خط باتصال دولي ظلت ارخص من الخدمة الداخلية. فحين ‏دخلت شركة الاتصالات على خط تقديم الخدمة فرضت رسما قدره مئة دولار لتعطيك ايميل عبر موقعها! في ‏الوقت الذي كانت فيه تحجب كل مواقع البريد المجانية.‏

إلا أن انتباه بعض المتنفذين إلى الحصيلة المالية التي يمكن أن يجنوها من هذه الخدمة عجل بإطلاق شركات تبيع ‏بطاقة دفع مسبقة، وقدمتها عن طريق البنية التحتية لشركة الاتصالات نفسها!. تلك الشركة العامة التي عجزت ‏عن بناء بنية تحتية لشبكة اتصالات سريعة ومنخفضة التكاليف.‏

إلا أنه ورغم هذا الواقع المزري لخدمة الانترنت في سوريا فقد نشط السوريون في استخدام هذه الشبكة، ونمى ‏عدد الراغبين في الحصول على الخدمة في سوريا بشكل سريع، حتى صنفت سوريا بأنها اكثر البلدان نمواً في ‏عدد مستخدمي الشبكة في الخمس سنوات الماضية. حيث يقدر عدد مستخدمي الانترنت بأكثر من مليون شخص ‏حالياً.‏

الكتابة والنشر الالكتروني والحجب:‏

في ظل الحظر الأمني والمراقبة الشديدة التي تمارسها السلطات الأمنية على السوريين ومراسلاتهم واتصالاتهم ‏وجدوا في الانترنت منفذاً لهم سواء في ما يخص إرسال كتاباتهم أو الكتابة عبر المواقع الالكترونية والمجموعات ‏البريدية غير السورية. قبل أن تنشّطت حركة النشر الالكتروني من سوريا وتأسس عشرات المواقع الإخبارية ‏والثقافية والترفيهية وكذلك المنتديات، مستغلة فترة قصيرة من الانفراج الأمني الطفيف. وقد أخذت هذه المواقع ‏شهرة سريعة لدى المتعاملين السوريين مع الشبكة، وخصوصا تلك التي تعطي ميزة التفاعلية مع المادة المنشورة ‏سواء المنتديات أو المواقع التي تتيح التعليق لقرائها. إلا أن السلطات السورية تنبهت لهذا الأمر وبدأت حصار ‏الشبكة وحجبت أغلب المواقع الإخبارية العربية والكثير من مواقع الصحف العربية الممنوع دخولها ورقياً ‏‏(إيلاف- الحوار المتمدن – القدس العربي – النهار – الشرق الأوسط …) وأجبرت بعض المواقع السورية على ‏الإغلاق كما حدث مع موقع مرآة سوريا ومواقع أخرى لاحقاً. إضافة إلى حجبها لأغلب مواقع التدوين العالمية ‏والمواقع التي تعطي مواقع فرعية مجانية.‏

الاعتقالات الأمنية:‏

‏ منذ بداية استخدام الانترنت تسببت هذه الشبكة باعتقال العشرات من السوريين سواء لنشرهم مقالات على مواقع ‏متفرقة أو حتى كتابتهم تعليقات على مواد منشورة. ويمكن سرد قائمة طويلة من الأسماء التي اعتقلت لهذا ‏السبب، في ظل قانون الطوارئ الذي يتيح محاكمة أي شخص تُوجه إليه أي من التهم المتعلقة بأمن الدولة والسلم ‏العام، والتهم الخاصة بمناهضة السلطات العامة، وزعزعة ثقة الجماهير في أهداف الثورة، وجميعها تهم مصاغة ‏بشكل فضفاض وملتبس. وقد كانت أغلب التهم الموجهة للأشخاص الذين اعتقلوا تحت يافطة ‏«‏الحصول على ‏معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاُ على سلامة الدولة ‏»‏ و ‏«‏القيام بكتابات لم تجزها الحكومة ‏»‏.و‏«‏نشر ‏أخبار كاذبة في الخارج‏» و ‏«‏ النيل من هيبة الدولة‏» ‏و… وتصنف سوريا من بين الدول الأشد تضييقا على شبكة ‏الانترنت في العالم.‏

وفي ظل هذا التضييق أغلقت اغلب المواقع السورية، خصوصاً بعد قرار مجلس الوزراء المتعلق بتعليقات القراء ‏في المواقع المحلية. الذي أغلقت وحجبت بسببه مواقع عدة أبرزها ‏«‏ داماس بوست‏»‏ و ‏«‏ بونجور داماس ‏»‏ ولم ‏يتبق من المواقع السورية إلا مواقع قليلة منها من وضع سقفا للتعبير، وتلك التي تعبر عن وجهة نظر النظام ‏وترتبط به. وأبرزها موقعا ‏«‏ سيريانيوز‏»‏ و ‏«‏ شام برس ‏»‏ وبعد هذا صدر تعميم من مجلس الوزراء يطلب من ‏المسؤولين السوريين الرد على المواد المنشورة في هذه المواقع وعلى تعليقات القراء أيضاً. فأصبح موقع ‏سيريانيوز مكاناً أثيراً للمسؤولين السوريين! والذي قيل سابقاً إنه ممول من فراس طلاس نجل وزير الدفاع ‏السوري الأسبق وهو ما نفاه صاحب الموقع. فتجد في هذا الموقع ردوداً من المكاتب الصحافية للوزارات ‏والمحافظات والمصارف وردودا من السفارات السورية ومن هيئات تعليمية الخ. وقد أصبح وزير الاتصالات ‏السوري د. عمرو سالم من أبرز كاتبي التعليقات في هذا الموقع في ما يخص نشاط وزارته.‏

قرار مجلس الوزراء بخصوص تعليقات القراء:‏

عممت وزارة الاتصالات السورية على مواقع النشر الالكتروني في بداية شهر آب ( أغسطس ) قرارا صادرا ‏عن مجلس الوزراء يحظر التعليقات والمقالات التي تتضمن ‏«‏شتائم أو اتهامات دون دليل‏»‏ في المواقع الإخبارية ‏والأخبار المحلية. ويقضي القرار بالتثبت من ورود الاسم الصريح لكاتب ‏«‏المقال أو التعليق‏»‏ المنشور في ‏المواقع الالكترونية ، و‏«‏العنوان الإلكتروني الذي ورد منه وضرورة كتابة اسم ناشر المقال والتعليق بشكل ‏واضح ومفصل‏»‏، تحت طائلة اتخاذ إجراءات تصل إلى حجب الموقع بشكل نهائي. وحمل قرار المجلس ‏مسؤولية النشر على ‏«‏ صاحب الموقع ‏»‏، موجها باتخاذ ‏«‏اشد الإجراءات اللازمة بحق المخالفين‏»‏.‏

وأكد حينها وزير الاتصالات عمرو سالم بان القرار يطال فقط التعليقات التي تتضمن شتائم أو اتهامات محددة ‏دون وجود أدلة، وانه لا يطال التعليقات الاعتيادية ومقالات الرأي والنقد ‏

وكتب أحد القراء تعليقا على الخبر الذي نشره موقع سيريا نيوز حول القرار ‏«‏عندما ترفعون قانون الطوارئ يا ‏سيادة الوزير ونأمن على أنفسنا من “‏الاتهامات دون أدلة”‏ عندها فقط يمكنكم أن تطلبوا منا كشف أسمائنا ‏الحقيقية، أما في ظل وجود هذا القانون فاسمحوا لنا وحتى إشعار آخر أن لا نثق بالحكومة ولا بقوانينها‏»‏ ‏

بينما ذكر قارئ آخر الوزير بتعليق على الخبر نفسه ‏«‏الشتم والاتهام بدون دليل ممنوع. طيب المدح و التزلف ‏بدون دليل شو حكموا‏»‏ بينما كتب قارئ آخر موجها تعليقه إلى وزارة الاتصالات ‏«‏نمرة رجلي 42 وقياس ‏خصري 42 وطولي 176 سم هل تكفي هذه المعلومات أم تريدون نسخة من تحليل الـ ‏DNA‏ مرفقة بكل تعليق؟ ‏هو دولاب جديد يجب أن نخترعه مرة أخرى على ما يبدو انطلاقاً من ‏‏تجربتنا المميزة‏»‏. وأمام الجمل العائمة ‏والفضفاضة التي جاء بها القرار كتب أحد المعلقين‏‏«‏ ‏ممكن أن تعرفونا ما هي الكلمات أو الجمل غير المرغوب ‏فيها وما هي الكلمات والجمل المسموحة بالتعليقات لكي لا يقوم المواطنون بكتابتها ولكي لا تقوم الأجهزة ‏باعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. أرجو الرد‏»‏ ‏

فرد وزير الاتصالات عمرو سالم بكتابة تعليق ‏«‏بإمكانكم أن تكتبوا متى شئتم الموضوع فقط يتعلق بضرورة نشر ‏اسم من يقوم بشتم أو اتهام أحد سواء أكان مواطناً أو مسؤولاً. مع التحية‏‏»‏ ‏. وقد اختار أحد المعلقين اسم الدولة ‏الصادر منها تعليقه ‏«‏ الدولة التي يكون وزير الاتصالات بها د.عمرو سالم ‏»‏ ‏

حلول وزير الاتصالات لمشكلة الانترنت:‏

أورد الموقع المذكور على لسان السيد وزير الاتصالات تصريحاً يقول فيه لمحرر في الموقع ‏«‏قل للقرّاء أنا ‏المسؤول عن سوء خدمات الانترنت، وأنا المسؤول عن إصلاحها والتعويض عنهم‏‏»‏ ‏وذلك في إطار أخبار نشرها ‏الموقع عن مشروع خدمة الانترنت ‏«‏اللاسلكي‏»‏ الذي قيل إنه سيستخدم شبكات الاتصالات اللاسلكية كحل ‏لمشكلة الانترنت في سوريا، وذلك باستخدام البنية التحتية لشبكة الهاتف الخليوي، من خلال استخدام تقنية جيل ‏الـ 3.5‏G‏ الخاص بشبكات الخليوي، أو ما بات يعرف باسم ‏«‏موبايل انترنت‏»‏. وقد أطلق الوزير سالم الخدمة ‏تحت اسم (منحبك) وهو الشعار الذي رفعته سيرياتيل السورية خلال حفلات ‏«‏ تجديد البيعة‏»‏ للرئيس السوري ‏في هذا العام. وقد أكد الوزير حينها أن الأسعار لن تكون مرتفعة بل ستكون ارخص من الـ ‏ADSL‏ والتسعير ‏خاضع لوزارة الاتصالات وأنه طلب من شركات الخليوي أن يتجاوبوا. ‏

فكتب أحد القراء تعليقاً ‏«‏يلا وهي إبرة مورفين راحت معنا شي سنتين تلاتة‏‏»‏ ‏ بينما كتب آخر تعليقا بعنوان ‏‏(لاتفرحوا كتير) كتب فيه‏«‏ ياخوفي نخسر الاتصالات بالخليوي بس يصير ربط بينها وبين الانترنت. لأنه…هلا ‏بعد الانترنت الجديد على شبكة الموبايل بدنا نقول سقا الله يوم اللي كان عنا موبايل‏‏»‏ ‏

ونصح مستخدم آخر وزير الاتصالات بطريقة تسرع الانترنت ‏«‏ الحجب أفضل طريقة لتسريع الشبكة‏‏»‏ ‏ متسائلاً ‏عن السبب الذي يجعل الاتصالات تحجب مواقع لا علاقة لها بالسياسة كموقع مضاد الفيروسات الشهير كاسبار ‏سكاي. وقد رد الوزير السوري على طلب إيضاحات حول هذه الخدمة من المعلقين بتعليق كتب فيه ‏«‏إن هذه ‏الخدمة الجديدة تستخدم الجيل 3.5 وهو آخر تقننة مستخدمة في العالم. إنه شبيه ب إي دي إس إل لكنه لاسلكي ‏ويعطي سرعة تصل إلى 7.2 ميغا وتمتاز بأنك تستطيع استخدامها أينما كنت في سوريا.. وسيكون سعرها أقل ‏من سعر أي دي إس إل الحالي. أما إي دي إس إل، فيتم الآن توسيعها بشكل كبير لأننا من المفروض أن نؤمن ‏كل أنواع الاتصال‏‏»‏ ‏ فرد عليه قارئ باسم قامشلاوي صريح‏«‏ سيادة الوزير شايف انو الاهتمام كلو قلب على ‏واي فاي وما بعرف شو معناتو نحنا الي اشتركنا بخدمة ال ‏adsl‏ أكلنا هوى ومشي حالنا والخدمة مبين ما رح ‏تزبط وكل يوم وعود وما عم نشوف شي غير مطالبات بدفع الفواتير‏‏»‏ ‏

وتحفل تعليقات القراء بالتساؤلات الواضحة والبسيطة حول عدم قدرة المؤسسة العامة للاتصالات على حل ‏مشاكل الانترنت في سوريا بعد مضي ما يقرب عقد من الزمن على إطلاقها، وعدم قدرتها على تلبية الطلب ‏المتزايد على الخدمة يوما بعد يوم. واحتجاجات بعض الطلبة على غلاء فاتورة الاتصال وعدم مراعاتها لوضعهم ‏كطلاب ويقارن بعض كتاب التعليقات بين أسعار الخدمة في سوريا وأسعارها في الدول المجاورة. فكتب وزير ‏الاتصالات ‏«‏شكراً للقراء الكرام على التعليقات: أولاً – بالنسبة للأخوة الطلاب. الآن وقد تم إصدار إجازة ‏التصدير الأميركية وبدأ شحن التجهيزات المطلوبة، يمكننا بمجرد تركيبها أن نعيد النظر بالتسعير مع ضبط ‏نوعية الخدمة. ثانياً – يتم وتم توسيع البوابات الدولية في الوقت نفسه الذي تتم فيه زيادة عدد بوابات ال ‏ADSL‏ ‏وتوسيع ال ‏PDN‏ وإطلاق خدمة الإنترنت اللاسلكي‏‏»‏ ‏

الخدمة التجريبية لحلول وزير الاتصالات:‏

وبعد إطلاق الخدمة التجريبية لهذه التقنية الجديدة والحديث عن إعطاء ‏«‏ عينة ‏»‏ اشتراكات في هذه الخدمة ‏لتجريبها تساءل أحد القراء معلقا بسخرية شديدة ‏«‏دخلك هدول يلي عطوهن خطوط مجانية أكيد لامن معارف ‏الوزير ولا المدير ما هيك. يحرق أخت هالشغلة يلي ما كنا نخلص منا كل شغله يتنزل جديد على البلد لازم ‏تجربها فئة معينة معروفة بالبلد وبعدين بجربها الناس يا أخي يعطيهن العافية هدول عم يعملوا هيك لأنوبخافو ‏عليكن يعني بركدن تسممتو من هالشغلة أو صابكن أرتجاج بالمخ من الترددات لأنو ممكن العز ما يناسبكم‏‏»‏ ‏ ‏وبعد سؤال المعلقين عن أحد جرب هذه الخدمة كتبت قارئة باسم سارة وتحت عنوان(جربتها جربتها) ‏«‏من كل ‏عقلكون صدقتوا. أنا بيتي بمنطقة التغطية (على أساس) و أخدنا اسم مستخدم و كلمة مرور من سيرياتيل (حلالة ‏المشاكل) وما اشتغلت عبث لا تحاولوا و نزلت عالشارع و رح يدق راسي بالبرج و ما اشتغلت !! يا ماحلا ‏الانترنت العادي. و بدي قول لصديقي يللي قال (السعر لازم شعبي)هي خدمة من سيرياتيل‏‏»‏ ‏

القراء والوزير وسيرياتيل:‏

‏ وعن ربط هذه الخدمة بشركة سيرياتيل والتي يملكها ‏«‏ رجل الأعمال ‏»‏ السوري رامي مخلوف، الذي هو ابن ‏خال الرئيس السوري بشار الأسد، وحوّلها لشركة ‏«‏مساهمة ‏»‏ وبشبكة الخلوي الأخرى التي كان يمتلكها المذكور ‏و‏«‏باعها‏»‏ لاحقاً، علما أن الشركتين عقدهما مع الدولة بنظام بوت أي تأسيس استثمار وإعادة للدولة!!‏

كتب أحد القراء موقعا باسم ‏«‏كفى احتكارا‏»‏ وتحت عنوان(سيدي الوزير كفى) ‏«‏انا أريد إن اسأل السيد الوزير ‏كيف يريد أن يتم التزويد عن طريق شركتي الموبايل وهم لا علاقة لهم بالموضوع هل يستطيع أن يشرح لي. ‏اعتقد انها حلقة جديده في سياسة الاحتكار من قبل الشركتين والهيمنة على سوق الانترنت (…) فأرجو من السيد ‏الوزير أن يتحلى بالواقعية ويعلم أن الشعب ليس جاهلا تماما‏‏»‏ ‏ ‏

وكتب آخر متهكماً تحت عنوان (الله يخلليلنا سيريتل)‏«‏نسال الوزير لماذا تكون وزارته عاجزة عن تامين ‏تجهيزات ال ‏ADSLطوال هذه المدة بينما عندما يتعلق الأمر بخدمة لشركة سيريتل يتم تامين كل ما هو مطلوب ‏ولماذا يتحدث الوزير عن المؤسسة وكأنها خارج نطاق صلاحيته أتمنى الإجابة‏‏»‏ ‏ وقد كان رد السيد وزير ‏الاتصالات واقعيا واستخدم الذخيرة البعثية في الخطابة رغم أنه وزير ‏«‏ مستورد‏»‏ كما يقول المصريون عن ‏الوزراء الذين كانوا يعيشون في الخارج إذ كتب تعليقاً مقنعاً قال فيه ‏«‏المهم هو أن يحصل المواطن على ‏الإنترنت بسرعة جيدة وبسعر يتناسب مع دخله وطبيعة عمله (فرد، مؤسسة….إلخ) ودون أن يخضع إلى تحكم ‏أحد. مرةً أخرى نقول للأخوة إن المواطن هو السيد في دولة السيد الرئيس بشار الأسد، مع التحية والاحترام‏‏»‏ ‏ ‏

ايميل الوزير للعموم:‏

وقد لوحظ أن اغلب تعليقات وزير الاتصالات مرفقة بالايميل ( ‏comu-min@net.sy‏ ) فكتب له أحد القراء ‏تنويها ‏«‏السيد وزير الاتصالات عمرو سالم المحترم لقد حاولت اكثر من مرة إرسال ايميل إلى حضرتكم لكن في ‏كل مرة احصل على رسالة خطأ بعد فترة من السيرفر تفيد بأنه لا يوجد هكذا عنوان أو ان العنوان المذكور لم ‏يعد مستخدما لذلك يرجى منكم وضع ايميل صحيح أو تصحيح الموجود إذا كان خاطئاً‏‏»‏ ‏

حادث مأسوي وتعليقات ساخرة:‏

في خبر نشره موقع سيريا نيوز عن وفاة مراجع لمشفى المواساة في حمامات المشفى، وبقاء جثته لمدة أربعة أيام ‏في الحمامات دون أن تُكتشف. برر مدير المشفى في حينها الحادث على صفحات الموقع بقوله ‏«‏الحادثة وقعت ‏يوم الخميس وهو نهاية الدوام الرسمي لقسم العيادات ويبقى القسم مغلقا حتى صباح الأحد‏»‏ ووضع الحق على ‏متعهد النظافة التي ذكر أنها جهة خارجية وتبريرات أخرى لم تقنع القراء الذين أثارت غضبهم هذه الحادثة فكتب ‏قارئ ‏«‏يا أخي ليش معصب انته وياه ؟ حمدوا ربكن انه تم ( اكتشاف ) الجثة بعد 4 أيام يعني اذا (اكتشفوها) بعد ‏أسبوع بيكون شغلنا بال أهلو …‏‏ »‏ ‏ وكتب قارئ آخر ‏«‏ما بيصير يا جماعة لازم تحطوا اللوم على يوم الخميس ‏أومنحطو على المتوفي نفسو ليش دخل ع الحمام.. بس كلو الا على ادارة المشفى يلي مستحيل تغلط بشي..‏‏ »‏ ‏

وقد تساءل قارئ آخر في نهاية تعليقه الذي وقعه من الإمارات ‏«‏وبدكون نرجع عالبلد…أأأخ يا بلد ‏»‏ وفي السياق ‏السابق نفسه علق قارئ مغترب آخر كاتباً ‏«‏ أصلاً المتوفي (رحمه الله) كان محظوظ أنو تلاقى بأربعة أيام فقط! ‏يعني شو أربعة أيام التواليتات (أجلكم الله) تبقى من دون تنظيف! والله يمكن إذا رحنا على هيك تواليتات نلاقي ‏جثث متفسخة من سنين طويلة! أقولها مجدداً: الحمد لله على قراءتي مثل هذه الأخبار لأنها تصبرني على غربتي ‏و تزيدني إصراراً على عدم الرجوع! يا حوينة هالبلد‏‏»‏ ‏ معنوناً إسم البلد التي يكتب منها بـ دبي وطن الأوطان: ‏غربة دوت كوم ‏

وكتب معلق آخر باسم مرهف الدمشقي وتحت عنوان( اشرفلو) ‏«‏والله انو المرحوم فهمان…لانو اكيد هو لقى انو ‏اشرفلو يموت بالتواليت احسن من انو يموت بين ايدين المتدربين اللي عم يعملو المرضى في المشافي الحكومية ‏‏(فئران تجارب ) مرة بينسو مقص ببطن المريض و مرة بيحرقو المريض بغرفة العمليات…ووزير الصحة الله ‏يهنيه بالجاكوزي مو فاضي لها لسخافات‏‏»‏ ‏

تخفيضات على السوريين: ‏

وقد حفل الخبر المذكور بتعليقات عن هدر قيمة ‏«‏ الإنسان ‏»‏ السوري متهكمة في الغالب على ما يمثله موت أو ‏فقدان أو تفسخ جثة أحد السوريين، وكذلك غياب المحاسبة بشكل مطلق عن المسؤولين السوريين لتقصيرهم أو ‏فسادهم أو إهمالهم. فكتب أحد القراء السوريين وتحت اسم ‏«‏ أبو النواس ‏»‏ تعليقاً معبراً عم وصل إليه السوري ‏من تردي في كل المجالات ‏«‏بمناسبة انتهاء فصل الصيف نعلن قيامنا بتخفيضات كبرى على أسعار ‏”‏الأشياء” ‏السوريين حيث يمكنكم شراء ‏”‏الحبة‏”‏ بمبلغ 150‏”‏دولارا‏”‏، علماً أن بضائعنا لا تتأثر بالمناخ ولا بالإهانات كما ‏تعمل بشكل متواصل مقابل وجبة طعام فقط. (الكمية غير محدودة) أرجو أن يخجل أحد المسؤولين من هذا الكلام ‏ويعلن استقالته كما يفعل الأشخاص المحترمون (كوزيرة الصحة الكويتية)‏‏ »‏ ‏

الحوار المتمدن

2008 / 1 / 29

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى