الأنترنت في سوريا ومحنة النشر الالكتروني
خلف علي الخلف
من يعيش في « سوريا اليوم» ويتصل بشبكة الانترنت، يجد أنها( أي هذه الشبكة) ولدت ونمت كمشكلة تمتلك الخصوصية سورية بامتياز، بدءا من طريقة دخول هذه الخدمة عبر بوابة الجمعية العلمية المعلوماتية، التي كان يرأسها الرئيس السوري الحالي. فعند دخول الخدمة اقتصر الاشتراك فيها على أصحاب المهن العلمية « أطباء – صيادلة – مهندسين… » وكان سعر ساعاتها الأغلى في العالم في ذلك الوقت. وقد رافق دخول هذه الخدمة إضافة للهاجس الأمني شعارات خاصة بها أشهرها « المعلوماتية للجميع» ورفعت له اليافطات واللوحات الإعلانية مثل كل الشعارات التي أنتجتها « سوريا الحديثة».
وقد كان السوريون الذين يحتاجون هذه الخدمة بشكل ملح في بداية انطلاقها في الدول الأخرى يشتركون بها عبر شركات في لبنان والأردن، وظل قسم كبير منهم يستخدم اشتراكه عبر هذه الدول حتى بعد دخولها عن طريق الجمعية ولاحقاً شركة الاتصالات لأنها رغم استخدام خط باتصال دولي ظلت ارخص من الخدمة الداخلية. فحين دخلت شركة الاتصالات على خط تقديم الخدمة فرضت رسما قدره مئة دولار لتعطيك ايميل عبر موقعها! في الوقت الذي كانت فيه تحجب كل مواقع البريد المجانية.
إلا أن انتباه بعض المتنفذين إلى الحصيلة المالية التي يمكن أن يجنوها من هذه الخدمة عجل بإطلاق شركات تبيع بطاقة دفع مسبقة، وقدمتها عن طريق البنية التحتية لشركة الاتصالات نفسها!. تلك الشركة العامة التي عجزت عن بناء بنية تحتية لشبكة اتصالات سريعة ومنخفضة التكاليف.
إلا أنه ورغم هذا الواقع المزري لخدمة الانترنت في سوريا فقد نشط السوريون في استخدام هذه الشبكة، ونمى عدد الراغبين في الحصول على الخدمة في سوريا بشكل سريع، حتى صنفت سوريا بأنها اكثر البلدان نمواً في عدد مستخدمي الشبكة في الخمس سنوات الماضية. حيث يقدر عدد مستخدمي الانترنت بأكثر من مليون شخص حالياً.
الكتابة والنشر الالكتروني والحجب:
في ظل الحظر الأمني والمراقبة الشديدة التي تمارسها السلطات الأمنية على السوريين ومراسلاتهم واتصالاتهم وجدوا في الانترنت منفذاً لهم سواء في ما يخص إرسال كتاباتهم أو الكتابة عبر المواقع الالكترونية والمجموعات البريدية غير السورية. قبل أن تنشّطت حركة النشر الالكتروني من سوريا وتأسس عشرات المواقع الإخبارية والثقافية والترفيهية وكذلك المنتديات، مستغلة فترة قصيرة من الانفراج الأمني الطفيف. وقد أخذت هذه المواقع شهرة سريعة لدى المتعاملين السوريين مع الشبكة، وخصوصا تلك التي تعطي ميزة التفاعلية مع المادة المنشورة سواء المنتديات أو المواقع التي تتيح التعليق لقرائها. إلا أن السلطات السورية تنبهت لهذا الأمر وبدأت حصار الشبكة وحجبت أغلب المواقع الإخبارية العربية والكثير من مواقع الصحف العربية الممنوع دخولها ورقياً (إيلاف- الحوار المتمدن – القدس العربي – النهار – الشرق الأوسط …) وأجبرت بعض المواقع السورية على الإغلاق كما حدث مع موقع مرآة سوريا ومواقع أخرى لاحقاً. إضافة إلى حجبها لأغلب مواقع التدوين العالمية والمواقع التي تعطي مواقع فرعية مجانية.
الاعتقالات الأمنية:
منذ بداية استخدام الانترنت تسببت هذه الشبكة باعتقال العشرات من السوريين سواء لنشرهم مقالات على مواقع متفرقة أو حتى كتابتهم تعليقات على مواد منشورة. ويمكن سرد قائمة طويلة من الأسماء التي اعتقلت لهذا السبب، في ظل قانون الطوارئ الذي يتيح محاكمة أي شخص تُوجه إليه أي من التهم المتعلقة بأمن الدولة والسلم العام، والتهم الخاصة بمناهضة السلطات العامة، وزعزعة ثقة الجماهير في أهداف الثورة، وجميعها تهم مصاغة بشكل فضفاض وملتبس. وقد كانت أغلب التهم الموجهة للأشخاص الذين اعتقلوا تحت يافطة «الحصول على معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصاُ على سلامة الدولة » و «القيام بكتابات لم تجزها الحكومة ».و«نشر أخبار كاذبة في الخارج» و « النيل من هيبة الدولة» و… وتصنف سوريا من بين الدول الأشد تضييقا على شبكة الانترنت في العالم.
وفي ظل هذا التضييق أغلقت اغلب المواقع السورية، خصوصاً بعد قرار مجلس الوزراء المتعلق بتعليقات القراء في المواقع المحلية. الذي أغلقت وحجبت بسببه مواقع عدة أبرزها « داماس بوست» و « بونجور داماس » ولم يتبق من المواقع السورية إلا مواقع قليلة منها من وضع سقفا للتعبير، وتلك التي تعبر عن وجهة نظر النظام وترتبط به. وأبرزها موقعا « سيريانيوز» و « شام برس » وبعد هذا صدر تعميم من مجلس الوزراء يطلب من المسؤولين السوريين الرد على المواد المنشورة في هذه المواقع وعلى تعليقات القراء أيضاً. فأصبح موقع سيريانيوز مكاناً أثيراً للمسؤولين السوريين! والذي قيل سابقاً إنه ممول من فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق وهو ما نفاه صاحب الموقع. فتجد في هذا الموقع ردوداً من المكاتب الصحافية للوزارات والمحافظات والمصارف وردودا من السفارات السورية ومن هيئات تعليمية الخ. وقد أصبح وزير الاتصالات السوري د. عمرو سالم من أبرز كاتبي التعليقات في هذا الموقع في ما يخص نشاط وزارته.
قرار مجلس الوزراء بخصوص تعليقات القراء:
عممت وزارة الاتصالات السورية على مواقع النشر الالكتروني في بداية شهر آب ( أغسطس ) قرارا صادرا عن مجلس الوزراء يحظر التعليقات والمقالات التي تتضمن «شتائم أو اتهامات دون دليل» في المواقع الإخبارية والأخبار المحلية. ويقضي القرار بالتثبت من ورود الاسم الصريح لكاتب «المقال أو التعليق» المنشور في المواقع الالكترونية ، و«العنوان الإلكتروني الذي ورد منه وضرورة كتابة اسم ناشر المقال والتعليق بشكل واضح ومفصل»، تحت طائلة اتخاذ إجراءات تصل إلى حجب الموقع بشكل نهائي. وحمل قرار المجلس مسؤولية النشر على « صاحب الموقع »، موجها باتخاذ «اشد الإجراءات اللازمة بحق المخالفين».
وأكد حينها وزير الاتصالات عمرو سالم بان القرار يطال فقط التعليقات التي تتضمن شتائم أو اتهامات محددة دون وجود أدلة، وانه لا يطال التعليقات الاعتيادية ومقالات الرأي والنقد
وكتب أحد القراء تعليقا على الخبر الذي نشره موقع سيريا نيوز حول القرار «عندما ترفعون قانون الطوارئ يا سيادة الوزير ونأمن على أنفسنا من “الاتهامات دون أدلة” عندها فقط يمكنكم أن تطلبوا منا كشف أسمائنا الحقيقية، أما في ظل وجود هذا القانون فاسمحوا لنا وحتى إشعار آخر أن لا نثق بالحكومة ولا بقوانينها»
بينما ذكر قارئ آخر الوزير بتعليق على الخبر نفسه «الشتم والاتهام بدون دليل ممنوع. طيب المدح و التزلف بدون دليل شو حكموا» بينما كتب قارئ آخر موجها تعليقه إلى وزارة الاتصالات «نمرة رجلي 42 وقياس خصري 42 وطولي 176 سم هل تكفي هذه المعلومات أم تريدون نسخة من تحليل الـ DNA مرفقة بكل تعليق؟ هو دولاب جديد يجب أن نخترعه مرة أخرى على ما يبدو انطلاقاً من تجربتنا المميزة». وأمام الجمل العائمة والفضفاضة التي جاء بها القرار كتب أحد المعلقين« ممكن أن تعرفونا ما هي الكلمات أو الجمل غير المرغوب فيها وما هي الكلمات والجمل المسموحة بالتعليقات لكي لا يقوم المواطنون بكتابتها ولكي لا تقوم الأجهزة باعتقالهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. أرجو الرد»
فرد وزير الاتصالات عمرو سالم بكتابة تعليق «بإمكانكم أن تكتبوا متى شئتم الموضوع فقط يتعلق بضرورة نشر اسم من يقوم بشتم أو اتهام أحد سواء أكان مواطناً أو مسؤولاً. مع التحية» . وقد اختار أحد المعلقين اسم الدولة الصادر منها تعليقه « الدولة التي يكون وزير الاتصالات بها د.عمرو سالم »
حلول وزير الاتصالات لمشكلة الانترنت:
أورد الموقع المذكور على لسان السيد وزير الاتصالات تصريحاً يقول فيه لمحرر في الموقع «قل للقرّاء أنا المسؤول عن سوء خدمات الانترنت، وأنا المسؤول عن إصلاحها والتعويض عنهم» وذلك في إطار أخبار نشرها الموقع عن مشروع خدمة الانترنت «اللاسلكي» الذي قيل إنه سيستخدم شبكات الاتصالات اللاسلكية كحل لمشكلة الانترنت في سوريا، وذلك باستخدام البنية التحتية لشبكة الهاتف الخليوي، من خلال استخدام تقنية جيل الـ 3.5G الخاص بشبكات الخليوي، أو ما بات يعرف باسم «موبايل انترنت». وقد أطلق الوزير سالم الخدمة تحت اسم (منحبك) وهو الشعار الذي رفعته سيرياتيل السورية خلال حفلات « تجديد البيعة» للرئيس السوري في هذا العام. وقد أكد الوزير حينها أن الأسعار لن تكون مرتفعة بل ستكون ارخص من الـ ADSL والتسعير خاضع لوزارة الاتصالات وأنه طلب من شركات الخليوي أن يتجاوبوا.
فكتب أحد القراء تعليقاً «يلا وهي إبرة مورفين راحت معنا شي سنتين تلاتة» بينما كتب آخر تعليقا بعنوان (لاتفرحوا كتير) كتب فيه« ياخوفي نخسر الاتصالات بالخليوي بس يصير ربط بينها وبين الانترنت. لأنه…هلا بعد الانترنت الجديد على شبكة الموبايل بدنا نقول سقا الله يوم اللي كان عنا موبايل»
ونصح مستخدم آخر وزير الاتصالات بطريقة تسرع الانترنت « الحجب أفضل طريقة لتسريع الشبكة» متسائلاً عن السبب الذي يجعل الاتصالات تحجب مواقع لا علاقة لها بالسياسة كموقع مضاد الفيروسات الشهير كاسبار سكاي. وقد رد الوزير السوري على طلب إيضاحات حول هذه الخدمة من المعلقين بتعليق كتب فيه «إن هذه الخدمة الجديدة تستخدم الجيل 3.5 وهو آخر تقننة مستخدمة في العالم. إنه شبيه ب إي دي إس إل لكنه لاسلكي ويعطي سرعة تصل إلى 7.2 ميغا وتمتاز بأنك تستطيع استخدامها أينما كنت في سوريا.. وسيكون سعرها أقل من سعر أي دي إس إل الحالي. أما إي دي إس إل، فيتم الآن توسيعها بشكل كبير لأننا من المفروض أن نؤمن كل أنواع الاتصال» فرد عليه قارئ باسم قامشلاوي صريح« سيادة الوزير شايف انو الاهتمام كلو قلب على واي فاي وما بعرف شو معناتو نحنا الي اشتركنا بخدمة ال adsl أكلنا هوى ومشي حالنا والخدمة مبين ما رح تزبط وكل يوم وعود وما عم نشوف شي غير مطالبات بدفع الفواتير»
وتحفل تعليقات القراء بالتساؤلات الواضحة والبسيطة حول عدم قدرة المؤسسة العامة للاتصالات على حل مشاكل الانترنت في سوريا بعد مضي ما يقرب عقد من الزمن على إطلاقها، وعدم قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الخدمة يوما بعد يوم. واحتجاجات بعض الطلبة على غلاء فاتورة الاتصال وعدم مراعاتها لوضعهم كطلاب ويقارن بعض كتاب التعليقات بين أسعار الخدمة في سوريا وأسعارها في الدول المجاورة. فكتب وزير الاتصالات «شكراً للقراء الكرام على التعليقات: أولاً – بالنسبة للأخوة الطلاب. الآن وقد تم إصدار إجازة التصدير الأميركية وبدأ شحن التجهيزات المطلوبة، يمكننا بمجرد تركيبها أن نعيد النظر بالتسعير مع ضبط نوعية الخدمة. ثانياً – يتم وتم توسيع البوابات الدولية في الوقت نفسه الذي تتم فيه زيادة عدد بوابات ال ADSL وتوسيع ال PDN وإطلاق خدمة الإنترنت اللاسلكي»
الخدمة التجريبية لحلول وزير الاتصالات:
وبعد إطلاق الخدمة التجريبية لهذه التقنية الجديدة والحديث عن إعطاء « عينة » اشتراكات في هذه الخدمة لتجريبها تساءل أحد القراء معلقا بسخرية شديدة «دخلك هدول يلي عطوهن خطوط مجانية أكيد لامن معارف الوزير ولا المدير ما هيك. يحرق أخت هالشغلة يلي ما كنا نخلص منا كل شغله يتنزل جديد على البلد لازم تجربها فئة معينة معروفة بالبلد وبعدين بجربها الناس يا أخي يعطيهن العافية هدول عم يعملوا هيك لأنوبخافو عليكن يعني بركدن تسممتو من هالشغلة أو صابكن أرتجاج بالمخ من الترددات لأنو ممكن العز ما يناسبكم» وبعد سؤال المعلقين عن أحد جرب هذه الخدمة كتبت قارئة باسم سارة وتحت عنوان(جربتها جربتها) «من كل عقلكون صدقتوا. أنا بيتي بمنطقة التغطية (على أساس) و أخدنا اسم مستخدم و كلمة مرور من سيرياتيل (حلالة المشاكل) وما اشتغلت عبث لا تحاولوا و نزلت عالشارع و رح يدق راسي بالبرج و ما اشتغلت !! يا ماحلا الانترنت العادي. و بدي قول لصديقي يللي قال (السعر لازم شعبي)هي خدمة من سيرياتيل»
القراء والوزير وسيرياتيل:
وعن ربط هذه الخدمة بشركة سيرياتيل والتي يملكها « رجل الأعمال » السوري رامي مخلوف، الذي هو ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، وحوّلها لشركة «مساهمة » وبشبكة الخلوي الأخرى التي كان يمتلكها المذكور و«باعها» لاحقاً، علما أن الشركتين عقدهما مع الدولة بنظام بوت أي تأسيس استثمار وإعادة للدولة!!
كتب أحد القراء موقعا باسم «كفى احتكارا» وتحت عنوان(سيدي الوزير كفى) «انا أريد إن اسأل السيد الوزير كيف يريد أن يتم التزويد عن طريق شركتي الموبايل وهم لا علاقة لهم بالموضوع هل يستطيع أن يشرح لي. اعتقد انها حلقة جديده في سياسة الاحتكار من قبل الشركتين والهيمنة على سوق الانترنت (…) فأرجو من السيد الوزير أن يتحلى بالواقعية ويعلم أن الشعب ليس جاهلا تماما»
وكتب آخر متهكماً تحت عنوان (الله يخلليلنا سيريتل)«نسال الوزير لماذا تكون وزارته عاجزة عن تامين تجهيزات ال ADSLطوال هذه المدة بينما عندما يتعلق الأمر بخدمة لشركة سيريتل يتم تامين كل ما هو مطلوب ولماذا يتحدث الوزير عن المؤسسة وكأنها خارج نطاق صلاحيته أتمنى الإجابة» وقد كان رد السيد وزير الاتصالات واقعيا واستخدم الذخيرة البعثية في الخطابة رغم أنه وزير « مستورد» كما يقول المصريون عن الوزراء الذين كانوا يعيشون في الخارج إذ كتب تعليقاً مقنعاً قال فيه «المهم هو أن يحصل المواطن على الإنترنت بسرعة جيدة وبسعر يتناسب مع دخله وطبيعة عمله (فرد، مؤسسة….إلخ) ودون أن يخضع إلى تحكم أحد. مرةً أخرى نقول للأخوة إن المواطن هو السيد في دولة السيد الرئيس بشار الأسد، مع التحية والاحترام»
ايميل الوزير للعموم:
وقد لوحظ أن اغلب تعليقات وزير الاتصالات مرفقة بالايميل ( comu-min@net.sy ) فكتب له أحد القراء تنويها «السيد وزير الاتصالات عمرو سالم المحترم لقد حاولت اكثر من مرة إرسال ايميل إلى حضرتكم لكن في كل مرة احصل على رسالة خطأ بعد فترة من السيرفر تفيد بأنه لا يوجد هكذا عنوان أو ان العنوان المذكور لم يعد مستخدما لذلك يرجى منكم وضع ايميل صحيح أو تصحيح الموجود إذا كان خاطئاً»
حادث مأسوي وتعليقات ساخرة:
في خبر نشره موقع سيريا نيوز عن وفاة مراجع لمشفى المواساة في حمامات المشفى، وبقاء جثته لمدة أربعة أيام في الحمامات دون أن تُكتشف. برر مدير المشفى في حينها الحادث على صفحات الموقع بقوله «الحادثة وقعت يوم الخميس وهو نهاية الدوام الرسمي لقسم العيادات ويبقى القسم مغلقا حتى صباح الأحد» ووضع الحق على متعهد النظافة التي ذكر أنها جهة خارجية وتبريرات أخرى لم تقنع القراء الذين أثارت غضبهم هذه الحادثة فكتب قارئ «يا أخي ليش معصب انته وياه ؟ حمدوا ربكن انه تم ( اكتشاف ) الجثة بعد 4 أيام يعني اذا (اكتشفوها) بعد أسبوع بيكون شغلنا بال أهلو … » وكتب قارئ آخر «ما بيصير يا جماعة لازم تحطوا اللوم على يوم الخميس أومنحطو على المتوفي نفسو ليش دخل ع الحمام.. بس كلو الا على ادارة المشفى يلي مستحيل تغلط بشي.. »
وقد تساءل قارئ آخر في نهاية تعليقه الذي وقعه من الإمارات «وبدكون نرجع عالبلد…أأأخ يا بلد » وفي السياق السابق نفسه علق قارئ مغترب آخر كاتباً « أصلاً المتوفي (رحمه الله) كان محظوظ أنو تلاقى بأربعة أيام فقط! يعني شو أربعة أيام التواليتات (أجلكم الله) تبقى من دون تنظيف! والله يمكن إذا رحنا على هيك تواليتات نلاقي جثث متفسخة من سنين طويلة! أقولها مجدداً: الحمد لله على قراءتي مثل هذه الأخبار لأنها تصبرني على غربتي و تزيدني إصراراً على عدم الرجوع! يا حوينة هالبلد» معنوناً إسم البلد التي يكتب منها بـ دبي وطن الأوطان: غربة دوت كوم
وكتب معلق آخر باسم مرهف الدمشقي وتحت عنوان( اشرفلو) «والله انو المرحوم فهمان…لانو اكيد هو لقى انو اشرفلو يموت بالتواليت احسن من انو يموت بين ايدين المتدربين اللي عم يعملو المرضى في المشافي الحكومية (فئران تجارب ) مرة بينسو مقص ببطن المريض و مرة بيحرقو المريض بغرفة العمليات…ووزير الصحة الله يهنيه بالجاكوزي مو فاضي لها لسخافات»
تخفيضات على السوريين:
وقد حفل الخبر المذكور بتعليقات عن هدر قيمة « الإنسان » السوري متهكمة في الغالب على ما يمثله موت أو فقدان أو تفسخ جثة أحد السوريين، وكذلك غياب المحاسبة بشكل مطلق عن المسؤولين السوريين لتقصيرهم أو فسادهم أو إهمالهم. فكتب أحد القراء السوريين وتحت اسم « أبو النواس » تعليقاً معبراً عم وصل إليه السوري من تردي في كل المجالات «بمناسبة انتهاء فصل الصيف نعلن قيامنا بتخفيضات كبرى على أسعار ”الأشياء” السوريين حيث يمكنكم شراء ”الحبة” بمبلغ 150”دولارا”، علماً أن بضائعنا لا تتأثر بالمناخ ولا بالإهانات كما تعمل بشكل متواصل مقابل وجبة طعام فقط. (الكمية غير محدودة) أرجو أن يخجل أحد المسؤولين من هذا الكلام ويعلن استقالته كما يفعل الأشخاص المحترمون (كوزيرة الصحة الكويتية) »
الحوار المتمدن
2008 / 1 / 29