رقائق «الناعم» الدمشقي نجم المائدة الرمضانية
دمشق – نورالدين الأعثر
رماك الهوا يا ناعم» هذه العبارة وغيرها من العبارات الأخرى يسمعها كل من يتجول في دمشق وحاراتها العتيقة خلال شهر رمضان. باعة يقفـون في كل زاوية وركن وشارع يحملون «الناعم» وينادون بعبارات عذبة لجذب الصائمين إليه.
و «الناعم» عبارة عن خبز رقيق جداً ترش عليه مادة الدبس المغلي على شكل خيوط متداخلة تشبه شبكة العنكبوت. ويرتبط ظهوره مع قدوم شهر رمضان ولا يصنع إلا في العاصمة دمشق. ونتيجة للإقبال عليه في هذا الشهر الفضيل، بدأت بعض الورش الصغيرة في الانتشار داخل المنازل وعلى أسطح المباني وأغلب أصحابها من الطبقات الفقيرة تقوم قبل أشهر في إعداد الأرغفة المجففة وحفظها لمنع تعفنها.
ويتفنن صانعو «الناعم» أو «الجرادة» كما يطلق عليه البعض في إعداده فمنه الأسمر ومنه الأبيض، ويباع بكل الأحجام الكبيرة والصغيرة والمتوسطة ويراوح سعره بحسب حجمه وعدد الأرغفة وربما يصل إلى دولارين لكل ثلاثة أرغفة لا تزن أكثر من مئة غرام من الطحين.
ويقول أبو علي الذي اعتاد بيع «الناعم» في حي «أبو رمانة» الراقي لـ «الحياة»: «يطلقون عليه اسم ناعم لأنه انعم من خد البنات، وهو يصنع من الطحين والماء فقط والصائمون يرغبونه بعد الإفطار أنه خفيف على المعدة وطعمه لذيذ»، لافتاً إلى أنه أكلة دمشقية اشتهر بها أهالي حي الشاغور منذ أكثر من مئتي سنة حيث كانوا ينشرون الأرغفة على القبور لتجفيفها ولا يقبلون بنشرها على اسطح المنازل خوفاً من أن يكشف الجار منزل جاره وكانوا يعتقدون بأن «الناعم» «بتنفش من روح الميت» أي تصبح اكبر حجماً بعد قليها.
وينافس «الناعم» أنواع الحلوى الأخرى التي يزداد الإقبال عليها في رمضان مثل «النهش» و «المعجوقة» و «القطايف» و «المشبك» و «العوامة» كونه أغلى ثمناً وأقل وزناً. ويفضل اغلب الصائمين تناوله طازجاً لذا بات العديد من الباعة يجلبون أدوات صنعه البسيطة ويضعونها في الأماكن العامة أمام الحوانيت أو تحت الجسور ويبدأون في قليه ورش الدبس عليه قبل الإفطار بقليل.
الحياة