ياهو في قفص الاتهام بعد اتهامها بالتعاون مع الحكومة الإيرانية
رغم إسراعها في نفى تزويد طهران ببيانات 200 ألف مدون إيراني
أشرف أبو جلالة
ي سابقة إلكترونية خطيرة قد تثير زوبعة كبرى حول مصداقية وشفافية كثير من المواقع والمؤسسات الكبرى العاملة على شبكة الإنترنت، في حال ثبتت صحتها، وجه مدون إيراني اتهامات مثيرة إلى شركة ( ياهو ) الأميركية تفيد بأن المسؤولين على محرك البحث الأميركي العملاق زودوا السلطات الإيرانية ببيانات الحسابات الخاصة بـ 200 ألف مدون إيراني. وقد تم الكشف عن تلك الواقعة المشينة على مدونة قام بإنشائها صحافي يعمل بموقع “زد نيت” الإخباري يدعى ريتشارد كومان، بعد أن أكد على تلقيه تلك المعلومات من هذا المدون الإيراني.
لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل كشف كومان عن أن مسؤولي ياهو أقدموا على ذلك في إطار صفقة تضمن لهم قيام لحكومة الإيرانية برفع الحظر الذي تفرضه على موقعها الإلكتروني في البلاد. وبالرغم من خطورة الادعاءات التي تحدث عنها هذا المدون الإيراني بشأن العملاقة الأميركية ( ياهو ) – والتي أثارت شكوكا ً كبيرة في مدى شفافية السياسية التي تنتهجها مع عملائها، إلا أن تلك المعايير هي التي عادة ً ما يتم تطبيقها عند النشر على المدونات. وما زاد الطين بله، هو طرح كومان تساؤلا ً يقول : ” هل زودت ياهو إيران بأسماء 200 ألف شخص من مستخدميها ؟” – بينما ظهر على موقع “ديج Digg” عنوانا ً آخرا ً يقول ” حصريا ً ! ياهو تزود إيران بأسماء 200 ألف مستخدم”.
وعقب الزوبعة التي أثارها هذا الاتهام، جاء الرد سريعا ً من جانب ياهو، بعد 12 ساعة فقط من نشر المدونة لتلك الأخبار، حيث قالت الشركة إن الإدعاءات التي ظهرت على موقع “زد نيت” الإخباري ليس لها أي أساس من الصحة. وتابعت بالقول :” لم يسبق وأن التقى أو اتصل أي من ممثلي شركة ياهو مع أي من المسؤولين الإيرانيين، كما لم تكشف الشركة عن أي بيانات للحكومة الإيرانية. وقد تم تأسيس الشركة وفقا ً للمبدأ الذي يقول إن الوصول للبيانات والمعلومات عبارة عن وسائل يمكنها أن تحسن حياة الأفراد، وتلتزم ياهو بحماية وتعزيز حرية التعبير والخصوصية”.
وفي وقت تتضارب فيه المعلومات بشأن مدى مصداقية هذا الإدعاء، جاءت تلك الإشكالية لتفتح ملفا ً آخرا ً يتحدث عن ما أطلق عليها البعض “عملية الصحافة” المتعلقة بجدوى ومنهجية إقدام البعض على نشر شائعة أو إدعاء غير موثوق به بأسرع صورة ممكنة، ومن ثم القيام بتحديثه عند ورود المزيد من المعلومات. وإذا ما ثبت خطأ الشائعة في نهاية الأمر، فإن ذلك سيتحول في نهاية المطاف إلى جزء من تفاصيل الخبر أيضا ً. وتبقى إشكالية أخرى، تلك المتعلقة بالأضرار التي قد تلحق بسمعة الشركة جراء مثل هذه الإدعاءات، ففي تلك الحالة – على سبيل المثال – شاهد البعض العنوان الذي نُشِر على موقع “ديج” ولم يروا النفي الذي بادرت ياهو بالتأكيد عليه، رغم نشره بعد مرور 12 ساعة فقط. وهو ما قد يرسخ صحة مثل هذه الادعاءات لدى كثيرين. وعلى كل ٍ، ما علينا إلا أن ننتظر حتى تتكشف حقيقة المسألة خلال الفترة المقبلة.