فنان يعترف باستخدام صورة «أسوشييتد برس» في ملصق «أمل» للرئيس أوباما
نيويورك: هيلي إيتالي * و«أسوشييتد برس»
يبدو أن زعم شيبرد فيري بأن لديه الحق في استخدام صورة إخبارية لصنع ملصق «أمل» الشهير للرئيس أوباما والذي تحول إلى قضية تحظى باهتمام واسع بشأن الاستخدام العادل، قد بدأ في التداعي الآن.
فقد أعلن محاموه الذين يقودهم أنتوني فالزوني، المدير التنفيذي لمشروع الاستخدام العادل بجامعة ستانفورد، أنهم ينوون التنحي عن متابعة القضية، وأشاروا إلى أن الفنان ضللهم عبر تزوير معلومات وتدمير المواد الفنية الأخرى.
وقد اعترف فيري ذاته بأنه لم يستخدم صورة وكالة «أسوشييتد برس» للرئيس أوباما التي يجلس فيها إلى جانب الممثل جورج كلوني التي قال إن عمله اعتمد عليها والتي ادعى أنها ستأتي وفق الاستخدام العادل، وهو المصطلح القانوني الذي يقضي بإمكانية استغلال حقوق الطبع من دون الاضطرار للدفع من أجلها. لكنه بدلا من ذلك استغل صورة أخرى زعمت المؤسسة الإخبارية أنها كانت مصدر الصورة وهي صورة واحدة للرئيس الجديد، صورة بالأبيض والأزرق والأحمر الأيقوني ومكتوب في أسفلها «أمل»، قال فيري إنه حاول تغطية خطئه عبر إضافة بعض الصور الزائفة وحذف أخرى.
الفرق دقيق جدا، لأن الاستخدام العادل قد يحدده في بعض الأحيان القدر الذي تم استبداله من الصورة الأصلية في العمل الجديد. وإذا لم يكن فيري بحاجة إلى تغيير الصورة بشكل كبير ـ إذا كانت لقطة واحدة لأوباما ـ فإن زعمه بذلك يمكن تقويضه، فقضايا الاستخدام العادل قد تضع في حسابها القيمة السوقية للمادة صاحبة حقوق الطبع والاستخدام المستهدف للعمل المبتكر حديثا. وقال سرينندان كاسي نائب رئيس «أسوشييتد برس» والمستشار العام للوكالة: «أضطر فيري الآن إلى الاعتراف بأنه قاضى الوكالة وفق دعاوى زائفة عبر الكذب بشأن أي صور الوكالة التي استخدمها، فقد اعترف فيري الآن بأنه زور وحاول تدمير الأدلة الأخرى في محاولة لدعم قضية الاستخدام العادل والتغطية على أكاذيبه السابقة». وأشار كاسي إلى أن اعتراف فيري أصاب قلب دفاعه بأنه محمي من قبل الاستخدام العادل. وأكد على أن الوكالة ستستمر في متابعة دعواها القضائية، زاعما أن فيري انتهك عمدا حقوق الطبع الخاصة بالوكالة. ولم يتضح بعد من البيان الذي صدر وملف القضية ما إذا كان فيري سيستمر في قضيته، لكن مقربا من فيري قال إن الفنان سيفعل ذلك. ولم يصرح لهذا الشخص بمناقشة القضية لذا طلب عدم ذكر اسمه. وكان فيري البالغ من العمر 39 عاما، قد زعم بأنه بنى صورته «أمل» على صورة سابقة لأوباما عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ جالس إلى جانب جورج كلوني والتي التقطتها ماني غارسيا في أبريل (نيسان) 2006 خلال مهمة لوكالة «أسوشييتد برس» في نادي الصحافة الوطنية في واشنطن.
ويقول فيري الآن إنه استخدم صورة خاصة لأوباما مأخوذة من الحدث نفسه للمصورة نفسها. وهو ما يوافق ما أكدته الوكالة من أن فيري استغل الصورة من أجل الملصق.
كان فيري قد قاضى المؤسسة الإخبارية غير الربحية في فبراير (شباط) محتجا بأنه لم ينتهك قانون حقوق الطبع لأنه غيّر في الصورة تغييرا كبيرا، وردت الوكالة بقضية عكسية أوضحت فيها أن الاستخدام غير الأمين والذي لم يدفع مقابل له لصورة «أسوشييتد برس» انتهك قوانين حق الطبع ويشكل تهديدا للصحافة.
وقال فيري، فنان الشارع المقيم في لوس أنجليس الذي دائما ما يفخر بأنه يكسر القواعد، في بيان صحافي له يوم الجمعة إنه كان مخطئا بشأن الصورة التي استخدمها وأنه حاول إخفاء هذا الخطأ.
وقال فيري: «في محاولة لإزالة خطأي وضعت صورا مزيفة وحذفت أخرى. إنني آسف حقا على خطأي في الحكم وأنا أتحمل المسؤولية عن تصرفي والذي كان عمل ذاتيا». وقال إنه اتخذ خطوات لتصحيح المعلومات ويندم أنه لم يأخذ هذه الخطوة من قبل. وإضافة إلى إشارتهم بالانسحاب من القضية، قام محامو فيري برفع قضية في المحكمة الفيدرالية تفيد بأن فيري ضللهم، كما عدلوا الوثائق الأصلية في المحكمة التي تعكس أن فيري استخدم صورة مختلفة. وتقول أوراق القضية إن فيري كان مخطئا على نحو واضح بشأن الصورة التي استخدمها في شكواه الأصلية والتي قدمها أمام المحكمة في 9 فبراير (شباط) 2009. وبعد تقديم الشكوى الأصلية أدرك فيري الخطأ وبدلا من الاعتراف بخطئه حاول إزالة الملفات الإلكترونية التي استخدمها في أحداث توضيح للموضوع. كما ألف وسلم لمستشار إنتاجه وثائق جديدة لجعلها تبدو كما لو أنه استخدم الصورة التي يظهر فيها بجانب كلوني في المؤتمر. على الرغم من أنه عبر عن أسفه لأنه آذى وأحبط مشاعر زملائه وأصدقائه وعائلته، فإن القضية الحقيقية كانت الحق في الاستخدام العادل حتى يتمكن الفنان من الإبداع بحرية. وبغض النظر عن الصورة المستخدمة فإن قضية الاستخدام العادل يجب أن تكون هي ذاتها. وعلق لورنس بولغرام، محامي الملكية الفكرية الذي مثل نابستر في النزاع القانوني حول حقوق النشر مع فرقة «الهارد روك ميتاليكا»، على القضية يوم السبت بالقول إن قضية فيري في مأزق.
وقال: «هذه خطوة قاتلة من قبل فيري، ومن الممكن أن تكون نقطة تحول، ولا يزال بمقدور محاميه القول بأنهم قاموا باستخدام عادل بموجب قانون حق النشر، لكن من المستبعد أن تعتقد المحكمة أو المحلفون بأن ما قام به عادل إذا ما كذب وحاول تضليل العالم بأكمله حول كيفية الاستخدام التي قام بها».
وقد أدى النزاع بين فيري والوكالة إلى إثارة نقاش حاد بين الفنانين والمدافعين عن حرية التعبير المدافعين عن فيري والمصورين والمؤسسات الصحافية الذين تحدثوا عن الحاجة إلى حماية حقوق النشر.
ظهرت صورة «أمل» على عدد لا يحصى من الملصقات والأزرار، كما ظهرت في العديد من الكتب والمتاحف من بينها رسوم الملصقات التي أضيفت إلى المجموعة الدائمة لمعرض الصور الوطني في واشنطن. كما استخدم فيري صورة «أسوشييتد برس» لصورة صممها خصيصا لكلمة أوباما خلال حفل تنصيبه والتي تتكلف ما بين 100 دولار للملصق إلى 500 دولار وقعها الفنان، ولا يزال من غير الواضح كم المبلغ الذي تقاضاه فيري نظير هذا التصميم. وقال فيري إنه صمم الصورة للمرة الأولى في بداية عام 2008 بعد أن شجعته حملة أوباما على الخروج بعمل فني جديد. وتخطط «أسوشييتد برس» للتبرع بأي عائدات تتقاضاها على الاستخدام السابق لصورتها إلى صندوق إغاثة الطوارئ التابع للوكالة الذي يساعد العاملين بها وعائلاتهم حول العالم والذين يسقطون ضحايا للكوارث الطبيعية والصراعات. وفي فبراير من عام 2009 اعتقل فيري عندما ذهب إلى بوسطن لافتتاح معرضه في معهد الفن المعاصر بين أشهر فناني المتحف على مدى أكثر من 70 عاما. وقد واجه فيري العشرات من التهم لكن غالبيتها أسقط، وأقر بالذنب في ثلاث تهم الصيف الماضي وحكم عليه بعامين مع إيقاف التنفيذ.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»