القبلات العلنية في”شوارع العشاق” تثير “حفيظة” السوريين
دبي- حيان نيوف .. العربية
اعتاد العشاق وأصحاب الهوى من الشباب السوري على التلاقي في شوارع وأماكن محددة حملت اسماء عشقهم، من شارع “الستة إلا ربع” في دير الزور شمال شرق سوريا، إلى شوارع العشاق في حماة ودمشق (باب توما) ومدن سورية أخرى، يُضاف إليها حديثا “كورنيش” البحر في طرطوس الذي ندد نشطاء في الحقل العام بتحوله إلى مكان “للقبل والأحضان وافتراش الأرض”، معتبرين أنه يخل بالآداب العامة في مكان من أبرز المناطق السياحية السورية.
وبينما حذّر داعية إسلامي سوري من “شوارع العشاق” منددا بما يجري على كورنيش مدينة طرطوس الساحلية لأنه “أدنى درجات الزنا”، رأى كاتب وناشط سوري بارز أن شوارع العشاق ظاهرة صحية وقديمة في سوريا واعتبر أن قصص الحب لا تحتاج إلى شرطة آداب.
قبل وأحضان
وفي سياق قضية “شوارع العشاق” بسوريا، أثار تقرير نُشر في مدينة طرطوس السورية اهتماما واسعا من قبل السوريين، بين مؤيد ومعارض لما اعتبره التقرير “قبل وأحضان” على “كورنيش” طرطوس وقد تساءل واضعوه هل هي حرية أم انتهاك للآداب العامة؟
وجاء التقرير في شبكة إخبارية محلية على الانترنت بطرطوس، هي “النزاهة نيوز” النسخة الجديدة من موقع “النزاهة” المحجوب أصلا في سوريا.
وقال التقرير “بعد تجديد الكورنيش البحري لمدينة طرطوس، وافتتاح عدة كليات جامعية فيها، ووفود طلاب من مختلف المحافظات عليها، تحولت الأرصفة الحجرية الممتدة داخل البحر، إلى ملتقى للشباب والشابات حيث يتوزعون بشكل ثنائي ويمارسون طقوس الحب على مرأى الناظرين دون خجل أو وجل“.
يضيف “في وسط المشهد، شاب يحتضن فتاته التي يبدو من لباسها المدرسي أنها لم تبلغ السن القانونية فهي على الأرجح في الصف الأول الثانوي، وعلى مقربة منهما ثنائي آخر يتبادلان القبل واللافت في هذا الثنائي هو الحجاب الذي كانت ترتديه الفتاة، وهناك على زاوية الرصيف وفي أبعد نقطة منه يوجد ثنائي آخر يبدو أن الأمور بينهما وصلت إلى نقطة اللاعودة“.
ما لم ينشر !
وفي اتصال مع “العربية.نت”، أكد أحد المشرفين على الشبكة الإخبارية المحلية- وقد فضل عدم نشر اسمه- أنهم لم ينشروا كل الوقائع الساخنة التي وصلت إلى حد “افتراش الأرض“.
وقال “أكثر ما يثير الاستغراب في التاسعة صباحا، وجود أعداد كبيرة، حيث يوجد أكثر من30 زوجا من العشاق على الأرصفة البحرية الجديدة في الكورنيش، وتحصل القبل واللمس والمناظر الجريئة“.
وأضاف “الجديد في هذه القضية هو أنها ظاهرة علنية إضافة إلى الجرأة حيث يقومون بكل شيئ دون خجل وخوف“.
ونصت المواد 517 و 518 من قانون العقوبات السوري على عقوبات صارمة على من يتعرض للأداب العامة بطريقة علنية، والعقوبات تتراوح بين الحبس من 3 اشهر إلى 3 سنوات اذا حصلت في محل عام أو مكان مباح للجمهور أو معرض للأنظار، وأما من ارتكب بقاصر لم يكمل 15 من عمره فعلا منافيا للحشمة أو حمله على ارتكابه عوقب بالاشغال الشاقة لتسع سنوات”، حسب المحامي لؤي اسماعيل.
وقال المحامي السوري “القانون تشدد مع هذه الأمور ومع ذلك نتفاجأ أن يحصل هذا”، مطالبا المدارس بالتشدد بموضوع تسرب الطالبات.
أدنى درجات الزنا
وفيما كان صدى هذه القضية يتردد في طرطوس الساحلية ومدن أخرى، خرج داعية من مدينة حلب محذرا من شارع العشاق فيها.
وقال الشيخ الشاب وأحد الدعاة في حلب عبد الجليل السعيد للعربية.نت: في حلب يوجد طريق العشاق في المنطقة الغربية أي المنطقة الراقية والمخملية، وفيه يجتمع بعض الجامعيين، كما يأتي إليه العشاق يوم الجمعة، وتصطف فيه السيارات على اليمين واليسار حيث يكون كل شخص مع صديقته“.
وأكد أن هذا الشارع لا تحصل فيه أمور فاضحة بعد ولم تفح رائحته بعد- على حد تعبيره- إلا أنه حذر من أن يحصل فيه كما حصل في كورنيش طرطوس.
ورأى الشيخ عبدالجليل السعيد إن القاسم المشترك بين شوارع العشاق المنتشرة في سوريا هو الاخلال بالأداب العامة وهو أمر مدان من السوريين.
ووصف الشيخ السعيد – إمام جامع المغفرة بحلب- أن ما يحصل في طرطوس أنه “أدنى درجات الزنا لأن الرسول قال إن العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس“.
واعتبر أن ما يجري هو “مجاهرة بالمعاصي.. وهذا من علامات فشل الأمة أن يظهر المنكر ولا أحد يستغرب منه”، مرجعا ما يجري للبرامج الخلاعية في تلفزيون القواع وبعض الدراما السورية.
“ظاهرة صحية”
من جهته، انتقد الكاتب بسام القاضي، مدير مرصد “نساء سوريا” غير الحكومي، الحديث عن كورنيش طرطوس بهذا الشكل، معتبرا أن ما يجري هو ظاهرة حب صحية.
وقال للعربية.نت “هناك شوارع في مختلف المدن السورية تحمل اسم العشاق، وفي مدينة ودير الزور شارع (الستة إلا ربع) أي موعد العشاق يبدأ في ذلك الوقت، وهي شوارع يجتمع فيها العشاق بدون أي لقاءات جسدية“.
وأضاف بسام القاضي “لقاءات العشاق قديمة ودائما يجدون المكان المناسب لهم بصرف النظر عن البيئة المحيطة، حتى في الريف السوري نجد( الدرب) حيث العشاق يحفرون اسماءهم ويرسمون القلوب“.
ولم يخف بسام القاضي استغلال هذه اللقاءات الغرامية بشكل سيئ من قبل البعض في بعض الأحيان إلا أنه أمر هامشي، كما يقول، “وما تبقى هو ظاهرة صحية حيث يلتقي الشباب للتعبير عن مشاعرهم بشكل عميق، وهذا أمر صحي إذ لا يمكن أن يحصل الارتباط دون معرفة كما يحصل في دول أخرى“.
وقال “إذا كان القصد بموضوع الأحضان في كورنيش طرطوس هو وضع اليد على الكتف فأنا مع هذا الأمر “، مشيرا إلى أن البنات اللواتي يتواجدن لسن فقط من المدارس وإنما من مختلف الفئات العمرية حيث يحتجن إلى مكان للقاء الحبيب.
وتابع “الساحل مكشوف لكل الناس لذلك هم لا يعملون شيئ خارج الإطار العام، وأعتقد أن الشرطة ليست حلا لهذه القصة لأنها تتعلق بعواطف البشر“.