كيف خطف البابا بنديكت المسيح
رفيق شامي
يظن المتابع للأحداث أن العالم في جنون متزايد، لكنه أخطأ الظن ، الشيء الذي تزايد هو حضور الجنون بتركيز إعلامي لم يسبق له مثيل. فأنت تسمع عن مخبول أندونيسي وآخر عراقي وثالث أمريكي ورابع ألماني بعد أقل من ساعة. حتى الماضي القريب لم يصل هذا مسامعك إلا بعد سنين، هذا إذا وصل اليك خبر الحدث كما حدث فعلاً.
عندما تسلق الكردينال الألماني جوزيف راتسينغر سدة السلطة الكاثوليكيــة لم يكن هنا في ألمانيا نكرة بل كان معروفاً بمواقفه المحافظة إلى حدود السلفية الرجعيــة. وقد عرف الكثيرون ماضيه النازي حيث إنتسب لشبيبة هتلر وهو بسن 14، ثم خدم في قوى الإحتياط عند إحتضار النازية في سلاح المدفعية المضادة للطائرات وبعدها في سرية لزرع الألغام على الحدود النمساوية الألمانية. وعندما سئل وهوجم عقب إنتخابه كحبر أعظم للكنيسة الكاثوليكية أجاب:ـ أنه لم يطلق طلقة واحدة في الحرب وهنا يبدو لي الجيش الألماني النازي وكأنه كان ينثر الزهور فوق رؤوس وتحت أقدام البشر لكثرة المسالمين فيه. فهذا غونتر غراس في آخر فضائحه أيضاً كان يقشر البطاطا عند الوحدات الخاصة المجرمة (Waffen SS) ولم يفكر حتى بقسم ظهر زهرة. غونتر غراس صديق إسرائيل الحميم والذي إلتف بعض مهابيل الأدب والإعلام العربي حوله يحيون شجاعته لأنه نقد بأدب جم جرائم ِشارون. لكن هذه مهزلـة أخرى ليس لها الآن مكان في هذا المقال.
فجأة إبتسم راتسينغر بثوب البابا بنديكت السادس عشر محيياً الجماهير في ساحة القديس بطرس في روما فصاح السطحيون الألمانيون وكأنهم إكتشفوا ما إكتشفه أرخميدس: “لقد تغيــر… لقد تغير” وأملوا أن يصبح دمث الأخلاق مرناً لكي يمثل كل الكاثوليكيين ويقوم بحل المعضلات المستعصية في الكنيسة الكاثوليكية في مطلع القرن الواحد والعشرين. لكن الأسابيع التي تلت تنصيبه كبابا خيبت كل آمال المتوهمين فلقد أصر على مواقف الكنيسة الرجعية من المرأة بحملها وإجهاضها وأصر على العدائيــة تجاه الكنائس الأخرى، وأصر على حرمان المطلقين من الإشتراك في القداس والعشاء الرباني (المناولة والتي لاتكتمل الصلاة دونها) ، هذه الصفعــة أصابت مئات آلاف إن لم نقل ملايين الكاثوليكيين ببرود إجرامي، دفعتهم إلى خارج دائرة المرضي عنهم.
كل جريمتهم أنهم إفترقوا عن شركاء حياتهم لأسباب وأسباب.
وأصر وأصر وأصر
….وفجأة ظهر وجهه القديم القبيح وراء قناع ضحكته الباهتة، الذي بدأ بالتشقق.
صعق بعضهم لمواقفه الديبلوماسية المهادنة لكل جرائم السياسة ولكبائرالأمور وملاحقته صغائر الحياة الخاصة للكاثوليكيين حتى إلى مخادعهم، وكأنه لا يمثل سلطة عالمية تستطيع القول الفصل الذي يؤثر على مئات الملايين من المسيحيين في موقفهم من الحرب وتلوث البيئة والعنصرية والعنف تجاه المرأة والأطفال، بل أصبح خبيراً في التوليد والزواج والطلاق هو وطاقمه بأكمله، علماً أنه أقل خلق الله معرفة في هذه الأمور ، كونهم يمضون عمرهم عزاباً كرهبان، وعانسات كراهبات.
ثم أصدر أوامره في الإسراع بإعلان قدسية معلمه القديم وسلفه البابا يوحنا بولس الثاني.
أزعجت هذه الهستيرية الكثير من الكاثوليكيين فقد ظهر للعلن شيئاً فشيئاً أن بنديكت السادس عشر ينوي تجاوز كل قواعد الكنيسة الكاثوليكية ليرفع أثناء فترة توليه السلطة العليا ( القصيرة نسبياً نظراً لسنه) معلمه وصديقه لمرتبة القدسية مع أن ذلك كان حتى الأمس يتطلب عشرات السنين.
يوحنا بولس الثاني كان – لمن لا يعرفه – سياسياً بارعاً ورجعياً متمرساً قوي الشخصية وقد إستطاع بقساوة لا متناهية خنق أصوات المعارضة الكنسية خاصة تلك الأمريكية اللاتينية التي طالبت بالعودة إلى الجذور الإشتراكية الإنسانية للمسيحية والليبرالية الأوروربية في محاولاتها الخجولة للتقرب من الحركات اليسارية. . لكنه كان جريئاً وهو أول بابا يدخل مسجداً، إذ زار الجامع الأموي في دمشق ماداً يده للمسلمين، وكان خطاب الأسد الإبن آنذاك غبياً بشكل تساءل الكثيرون حياله، إن كان الأسد يدرك ما يقول؟!… فقد هاجم اليهود بشكل مقرف معاديا للسامية متملقاً للبابا بدلا من استغلال الزيارة استغلالاً ذكياً.
وذهبت الزيارة الفرصة في مهب الرياح دون أن تحرك ساكناً على المستوى الدولي.
لتعاسة الإعلام العربي موضوع آخر…
أوقف يوحنا بولس الثاني بقساوة لا مثيل لها كل عمليات الإصلاح في الفاتيكان والتي كانت ملحــة جداً لإنقاذ وجه وسيرة الكنيسة خاصة لعلاقة الفاتيكان ببنوك مشبوهة للمافيا في إيطاليا وسويسرا وأمريكا. ولقد نادت أصوات شريفة كاثوليكية منذ أواسط الستينيات بإلحاح لتعديل موقف الفاتيكان تجاه الحياة العائلية وحركات التحرر لتتماشى الكنيسة مع العصر، وطالبت بالقطيعة التامة بين الفاتيكان والبنوك والشخصيات المافياوية الغارقة حتى آذانها في عمليات غسل الدولارات وتجارة الأسلحة.
لقد قام البابا الشجاع يوحنا بولس الأول بأولى خطوات الإصلاح منذ الأيام الأولى لانتخابه ، والتي كما يقال (خاصة في كتاب دافيد يالوب الرائع) كلفته حياته، بعد توليه السلطة البابوية، التي لم تتجاوز ال 33 يوماً.
يوحنا بولس الثاني أعاد كل شيء إلى حالته القديمة وأوقف كل عمليات الإصلاح التي قام بها سلفه الشجاع.
يوحنا بولس الثاني كان ما كان، لكنه لم يكن قديســا على الإطلاق وساعده الأيمن كان الكردينال الألماني جوزيف راتسينغر، الذي خلفه كبابا بنديكت.
بالمناسبة، القدسية أضحت إحتكاراً أوروبياً تاماً وصناعة بالغة التكاليف (مجرد عملية الفحوص الأولية لكاهن عاش هنا في المنطقة كلفت الكنيسة الكاثوليكية، في مقاطعتي حتى الآن 250 ألف يورو). صارت القداسة في عصر الإستهلاك والعولمة محظورة على الفقراء مثل أندية الغولف التي لاتمنع أحد من الدخول إليها بشكل عنصري أو متعجرف بحارس جلف مدجج السلاح على باب النادي بل تطلب وبكل مدنية ولطف رسم 20 ألف يورو للدخول. بمثل هذا الإجراء يحتكر الأوروربيون السماء ويمنعون كل صيني، عربي وأفريقي من الدخول حتى ولو حلب العصفور وعلم الذئب على ترتيل مزامير داوود بالآرامية.
وليس هذا كله إلا تتمة لإحتلال الأوروبيين للسماء بعد تمكنهم من الأرض، حتى أن أحد أبطال رواياتي المسيحيين يقول: “أنا مؤمن لكني أرتكب الخطايا المميتة عمداً لكي لا أصعد إلى السماء وأقع مرة ثانية تحت سلطة الأوروربيين.”
أذكر بمحاولة البابا السابق البالغة الخبث نزع لقب القداسة عن عدد من القديسين الشرقيين، ومنهم رائدهم القديس جاورجيوس ( الذي يصور في صراع مع التنين والذي يعد من أكثر القديسين شعبية في الشرق) ، لولا أن ثارت ثائرة الكنائس الشرقية لمرر الفاتيكان هذا الخازوق فينا.
لكن إحتلال السماء من الملوك( حتى لويس التاسع المجرم في الحروب الصليبية والذى قضى نحبه في تونس نتيجة وباء حل بجيشه) وطاقم أتباع البابا ( ولبعضهم تاريخ مشين في الإجرام والتحريض على المذابح الطائفية كالقديس برنارد دو كليرفو (Bernhard de Clairvaux. لكن الحديث هذا عن القداسة حديث آخر.
أردت هنا فقط التنوية عن إحدى المحاولات لإنتزاع كل ماهو إنساني من الشرق ونهبه لأنني ساتطرق في هذا المقال إلى جزء خطيــر جداً من الخطاب الذي القاه البابا والذي ضاع في لجة الصراع حول إهانته للنبي العربي والاعتذار الباهت عنها (يوم الأحد في 17-9-2006). وبالطبع لايعتذر البابا ككل الأصوليون الذين هم دوماً 150% على حق. يبدو لي أن البابا بحث طويلاً حتى وجد ما يخفي وجهه الرجعي وراءه ويقول أنا ما دخلني القيصر عمانوئيل قالها. وهو يأسف ليس لما قاله بل للألم الذي أصاب المسلمين. ويبرهن البابا على معرفة فقيرة بالإسلام والتي تشابه جداً المعرفة السطحيــة بالمسيحية لأغلب الإسلامويين.
لكن الخطاب كحدث بحد ذاته ليس زلة قدم بل هو تكملة لعقلية المركزية الأوروبية ونتيجة منطقية لها، وهذا لا يتم إلا بنزع كل صلات الدين المسيحي بالشرق بما فيه صرخة المسيح التي لم يأت بها أحد قبله أو بعده ” أحبوا أعداءكم”.
وبالمقارنة بما قاله هذا المسيح الآتي من الشرق، فإن ما أتى به يوحنا بولس الثاني وما يتممه بنديكت السادس عشرمعادي لهذا المسيح وذلك بتوسيع جبهة الأعداء من خلال تصريحات تتلخص برمتها بجملة واحدة:ــ المسيحيون الكاثوليك، هم وحدهم على طريق الحق أما باقي البشرية فأعداء أو مضللين يجب تنويرهم. هكذا يتقارب الأصوليون. بتبديل إسم الدين تظن أنك أمام خطاب للقرضاوي.
وهذا معادي للمسيح كعدائية القرضاوي وكل الإسلاموين المغلفة للنبي العربي بإسم الدفاع عن الإسلام. النبي العربي وقف بشجاعة وحكمــة لا متناهيــة يحمي أهل الذمة ضد أعداءهم، بينما أرجعنا السلفيون في عقر دارنا كغرباء ألقوا بنا إلى درك “الكفر” وحللوا لمن شاء قتلنا بنصوص يختارورنها بخبث كاختيار البابا بنديكت لنص من قرون غابرة ليغلف به مسعاه في هجوم كاسح على الشرق العربي برمته سواء كان مسلماً ام مسيحياً، كما سأوضح تالياً:ــ
مثل هذه النصوص المجحفة بالآخرموجودة في كل الأديان وكل إجتهادات علماء الدين. ولهذه الفقرات المظلمة في اليهودية، المسيحية والإسلام وغيرها من الديانات مبررها التاريخي فالقرضاوي برأيي، معاد للإسلام وأخ غير طوعي لبنديكت لأن كلاهما يسحب كالساحر الخادع نصاً لاعلاقة له بما نعيشه اليوم مبرراً حقده على الآخر.
أين ذهبت تعاليــم الإسلام المحبة للإنسانية؟ أم أن العالم اختُصر لمؤمنين وهابيين وكفار؟
أين كان، من يندب اليوم على صورة الإسلام في العالم، عندما نشرت وتحت الرعاية المباشرة للإسلاموين كتباً ملأت الشوارع العربيــة تهين المسيح وموسى وكل الأديان وتشكك بها وبأتباعها ما عدى الإسلام السلفي؟
أين كان ضميرهم آنذاك؟ هذا الغياب لا يزال مستمراً حتى اليوم وهؤلاء الذين يجأرون اليوم مطالبين البابا (وبعضهم يطالب بغباء أو خبث منقطع النظيرالمسيحيين) بالإعتذار!.
ليس لهم برأيي أية مصداقية تؤهلهم لطلب الإعتذارمن البابا ونقده مهما كان هذا النقد محقاً، طالما أنهم جبنوا بأنفسهم عن الإعتذار عن أطنان من الإهانات السامة للمسيح والمسيحيين ولليهود ديناً وشعباً.
هؤلاء الكذبــة الذين لا يحركون ساكنا منذ عقود وشعوبهم تُنهَب وتُهَان وأرضهم تُحتل ليقوموا بتهريج ما بعده تهريج مع كل إهانة للدين وكأنهم يهمسون:” فــُرِجَت” لينقذوا ماء وجههم الجبان الذي منعهم من أي موقف شريف تجاه سجناء الرأي والحرية ومنعهم من أخذ موقف واضح تجاه الطغاة العرب. تراهم الآن يقفزون فوراً إلى مقدمة الطابور ليستلموا زمام إدارة الجوقة ويحولوا حق الشعوب في الإحتجاج على الإهانة لباطل ردة الفعل العنصرية ضد كل أتباع الديانات الأُخرى.
بالطبع لكلام بابا الكنيسة وزنأً لا يقارن برأي عنصري غبي رسم الكاريكاتورات العنصرية المهينة للنبي محمد. وأول من أصابت ضربة البابا هم أولئك الإنسانيون على الجانبين المسلم والمسيحي والذين يسعون بعمل دؤوب منذ سنين وبكل قواهم المحدودة لمد الأيدي والجسور فوق الهاوية، يأتي البابا بجرافاته المخيفة ليزيد الثغرة مخالفاً بذلك مهمته الأساسية في نشر التسامح، ولكنه ــ وهذا الأخطر على أي حال ــ يقدم،.. سواء فكر وخطط لذلك أم لا… مساعدة جلى للمتعصب الأمريكي بوش الذي لا يعبد إلا إلهاً واحداً ،هو المال.
ولذلك نقوم نحن بالنقد.
ونسأل البابا وكل من يريد الدفاع عنه:ــ
أين تعاليم المسيـــح ، وأولها “أحبــوا أعداءكم”؟ من هذا البابا الذي يبتكر من كل ما هو غير كاثوليكي عدواً؟ نسأله إذا كانت تصريحاته هذه ليست بكليتها تخالف أبسط قواعد الفكر الإنساني وتستند برمتها على قوة السلاح والهيمنة السياسية الإقتصادية التي يشعر بها البابا لوقوف الغرب خلفه؟ نسأله، هل كان تجرأ على إهانة المسلمين والمسيحيين الشرقيين لو أنه كان رئيس كنيسة في بلد صغيرمن بلدان العالم الثالث؟ هل كان تجرأ على تصريحــات كهذه، لو كانت البلاد العربيــة ذات شأن وقوة كأمريكا؟
أين مسؤوليته كرأس الكنيسة الكاثوليكية عن السلام بين الأديان والطوائف وسلامة الأقليات المسيحية في البلدان العربية؟ وماذا عن الضحايا التي ستسقط على الجانب المسيحي بأيدي قتلة حاقدين ينتظرون فرصة كهذه ليستغلوا الدين ويطفئوا عطشهم للقتل؟ هؤلاء العزل لن يدافع عنهم الطنطاوي الجبان الذي صمت تجاه كل الإرهاب الملتبس زوراً بتعاليم النبي العربي والذي طال إخوتنا الأقباط في مصر العزيزة؟
لكن ما هي مسؤوليته هو في سقوط كل قتيل؟
وكما أحَمل القرضاوي وكل من دار بفلكه وزر كل جريمــة طائفيــة فإني أحمل البابا بنديكت وزر كل تدهور في العلاقات بين المسيحية والإسلام.
أين مصداقيته كبابا لكل الكاثوليكيين بعد قراره الخطير في نهب المسيح من مسقط رأسه الشرقي وتحويله مع تعاليمه إلى تراث أوروبي محض؟ هذا القرار ليس من إختراعه بل هو مجرد خطوة ثانية على الطريق الدموي الذي خطته الكنيسة منذ الحروب الصليبية والتي خرجت آنذاك كمنتصرة وحيدة بعد أن قوضت هيمنة القدس وقسطنطينة وقدمت نفسها لأول مرة في تاريخها كمركز وحيد عالمي للكنيسة.
لكن دعونا نتمحص بشيء من التأني الخطاب الذي أثار هذه الزوبعة.
ما الذي قاله البابا تماما؟
أثناء زيارته لوطنه ألمانيا ألقى البابا بنديكت السادس عشر خطاباً في جامعة ريغنزبورغ (مقاطعة بافاريا) حيث عمل هناك منذ نهاية الستينيات ولفترة طويلة كأستاذ جامعي لللاهوت. هذا الخطاب الهزيل والخطير بآن واحد لا يستحق لقب محاضرة، والذي يبدأ بمقدمة متناهية المديح المطلي بلون زهري يتذكر به فترة تعليمه في هذه المدينة المحافظة سياسياً بعد هربه من مدينة توبنغن التي كانت في هياج الحركة الطلابية اليسارية آنذاك لا تقدم الجو الملائم للأساتذة الرجعيين.
ينتقل البابا بعدها إلى الإستشهاد المغرض بحديث من القرن الرابع عشر يدعوه حواراً بين قيصر وعالم لاهوتي مسلم إيراني دون أن نسمع صوت ذاك العالم.
قلل بعضهم ثـِقََـل الخطيئة المميتة التي إرتكبها البابا بمقولة أن ذلك لم يكن رأيه بل رأي من التاريخ. لكن التاريخ برأيي قحبة تغني لكل سكير كما يشتهي.
وهل يريد البابا أن أرسل له سيارة شحن بشواهد تاريخية تمسح الأرض بالمسيح والكنيسة وتعاليمها قالها علماء وملوك مسلمون ومسيحيون ويهود وبوذيون؟
آلاف العلماء والفلاسفة الإصلاحيين والإنسانيين الحكماء نسيهم البابا وإلتجأ إلى إلى جملة سُمية في حوار أجراه القيصر البيزنطي عمانوئيل باليولوغوس الثاني مع مفكر إيراني ديني حول الجهاد وإعتناق الدين. والجملة السُمية باللغة الألمانية كما وردت في نص الخطاب الرسمي هي:
„Zeig mir doch, was Mohammed Neues gebracht hat und da wirst du nur Schlechtes und Inhumanes finden wie dies, dass er vorgeschrieben hat, den Glauben, den er predigte, durch das Schwert zu verbreiten“
وترجمتها:
“أرني ما أتى به محمد من جديد وستجد فقط ما هو( من أمور أو أشياء) شرير وغيرإنساني مثل أمره بنشر الدين، الذي كان يبشر به، بحد السيف”.
وأسرع بعض المحافظين المسيحيين الأوروبيين بالتصفيق لمثل هذه الإهانة. ونقد الكثيرون الآخرون موقف البابا هذا المعادي للإسلام والذي تجاوز بحدته كل مواقف البابوات الرسمية منذ الحروب الصليبية.
وتسارع الإسلاميون وعلى رأسهم القرضاوي لدحض هذه الإهانة بكذبة فحولوا إنتشار الإسلام لحوار رقيق التعابير شاعري الإلقاء وبصوت حنون يقارب صوت فيروز إستطاع الغزاة العرب به إقناع الأمم المغلوبة بالدين الجديد. لكن الجواب الأفضل كان وبكل صدق: يا سعادة البابا لو كنت مكانك لما فتحت فمي وتحدثت عن الدين والعنف وأيدي الكنيسة غاصت في ماضيها حتى الكتف في دماء الأبرياء.
سمي لي وأنت العالم أي دين إنصهر مع الدولة دون أن يلوث يديه بدماء الأبرياء؟
لماذا تأخذ الدين الإسلامي الذي لا تكاد تعرف أسسه، وتهمل التوراة التي تحفظها عن ظهر قلب لتظهر الأوامر المباشرة بقتل الأطفال وبقر بطون النساء والتي الصقها أتباع موسى بالله كما فعل أتباع الكنيسة والإسلام بعدهم.
هل تريد بعض الأمثلة؟
(( وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فَاذْهَبِ الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً))
سفر صموئيل الأول[ 15 : 3 ]
أ ترغب المزيد؟ هاهو بإختصار، فلا أريد شغل مساحات مقالتي بتفصيله.
سفر يشوع [ 6 : 16 ] ، سفر العدد [ 31 : 1 ]، سفر إشعيا [ 13 : 16 ]، سفر هوشع [ 13 : 16]، سفر التثنية [ 20 : 16 ]
وهذا غيض من فيض ليس إلا .
في الأصل، يفاجئني كل إلصاق لكلمة “الجهاد المقدس” أو”الحرب المقدسة” بالإسلام عندما يصدر من إنسان يحمل الشهادة الثانوية. إنه إفتراء تاريخي لا مثيل له. فإذا كانت الصحافة الأوروبية ” الصفراء” Yellow Press الرخيصة تمتطي هذا الجواد الأعرج لتحريض جماهير البسطاء في أوروبا ضد الإسلام كلما قام إرهابيون يتذرعون بالإسلام بالقتل والإرهاب فأنت سيد العارفين بأن كلمة “جهاد مقدس” أو “الحرب المقدسة” إخترعها أوغسطينوس الكبير حوالي مئتي سنة قبل مولد النبي العربي.
من الذي بارك الأسلحة وأرسل الجماهير الغفيرة بإتجاه الشرق في أطول حرب قارية( أوروبا، أفريقيا وآسيا) شهدته الكرة الأرضية ( حوالي 200 عام)؟ الحروب الصليبية دنست إسم الصليب ولا تزال المذابح التي قام بها حامليه نصبٌ بعلو السماء يصرخ محذراً من إستغلال السياسة للدين والدين للسياسة.
من قاد محاكم التفتيش في أوروبا والتي فتكت بأجمل وأذكى نساء ورجال أوروبا الذين سميوا هراطقة وسحرة؟
من سار جنباً إلى جنب مع جنود الإستعمارغائصاً حتى الركب في برك دماء الافريقيين وسكان أمريكا الأصليــين؟
من بارك الحروب التي سماها أوغسطينوس الكبير بالحرب المقدسة لتتحول بعد ذلك إلى كل حروب محلية لملوك وأمراء أوروبا وتقدس حزب وجيوش الملوك المؤيدين للفاتيكان وتلعن أرواح أعدائه حتى قبل قرون؟
من بارك قتل الشيوعيين وحرمهم من الكنيسة ( وكان ذلك يبيح دمهم كما أباح دم كل من حُرم من الكنيسة في العصور الغابرة Exkommunion) وألقى بهم خارج الطائفة وأيد الملوك وكل ديكتاتوريات العالم وصمت عن جرائم النازية وتعاون معها؟
هل سمعت بالبابا بيوس الثاني عشر؟
هل سمعت عن تسامحه مع النازيين إبان الحرب العالمية الثانية وعمله الدؤوب معها حتى بعد هزيمتها لتهريب قوادها المطلوبين كمجرمي حرب إلى أمريكا اللاتينية بأوراق مزورة من الفاتيكان؟
من يسكن بيتاً من الزجاج لا يرمي الآخرين بالحجارة.
لم أر في كل تجوالي في بلاد العالم جامعاً واحداً تزين جدرانه أقوال وأفعال حربيــة مؤيدة للعنف مثل تلك التي شاهدتها ويشاهدها يومياً آلاف الزوار للفاتيكان في كاتدرائيـة القديس بطرس، خرجت راكضاً لأتنشق الهواء النقي بعد أن هلعت للسيوف المستلة والحروب وتبجيل العنف الذكوري الكريه المنظر وغطرسة الهندسة على حساب القدسية.
التمثال الوحيــد الذي استحق الاحترام والمحبة هو تمثال الحزن والأم النائحة ( Pietá) لميكيل انجلو للعذراء تحمل جثة إبنها القتيل على ركبتيها.
بعد أن يذكر البابا ما قاله القيصرفي القرن الرابع عشر ( مع شكي الكبير في مصداقية وثائق القصورليس فقط في الأزمنــة الغابرة بل حتى أيامنا هذه بستالينها وبوشها) يعلق على هذا الحوار الذي لا نسمع فيه صوت الآخر(العلامة الإسلامي الإيراني) فيقوم البابا العلامة المثقف بأخطاء لا يقوم بها طالب في السنة الثانية في كلية الفلسفة. يضع البابا فرضية مفادها أن نشر الدين بالقوة (العنف) مرفوض لأن كل ماهو غير عقلاني غريب عن الطبيعة الإلهية، ليبرهن على هذه الفرضية يقدم فرضية ثانية بأن هذا الفكرة أوالفرضية كانت بالنسبة للقيصرالبيزنطي بتربيتة الثقافية اليونانية بديهية لا تحتاج لبرهان، بينما يتجاوزالله ويسمو عند المسلمين على هذه الحدود والمفاهيم وأن إرادته لاترتبط (أو تخضع) لأي تصنيف أو (مقياس) حتى العقلاني منها( أو لمحاكمة العقل والمنطق). ويقفز من هذه الفرضية إلى مقولة التأكيد على أن موقف الإسلام تجاه إرادة الله والعقلانية الإلهية غير واضح ويستشهد بإبن حزم الأندلسي حيث يكتب إسمه خطأ كما يكتبه بعض المستشرقين الفرنسيين ( إبن حَزَن Ibn Hasn ) ، بأن الله لا يمكن الإحاطة به حتى بكلمته وأن لاشيء يجبر الله أن يطلعنا( أو يوحي لنا) على الحقيقة. حتى إذا أراد منا يوماً ما أن نعبد الأوثان (أوالأيقونات) فعلينا أن نرضخ لإرادته.
بعد هذه السلسة من القفزات يصل البابا للنتيجة أن الديانات هنا على مفرق طريق في فهمها لله. لو كان ما يقوله بهذه الدقة عن البندورة لأخذ البابا علامة صفر في البيولوجيا فكيف الحال وهو يتكلم بهذه السطحية عن موضوع معقد كالذات الإلهية وفهم الأديان للعقلانية الإلهية. وأي أستاذ كان طلب منه إثباتات من الأدبيات الرئيسية للإسلام وليس من إبن حزم و العالم الفرنسي روجيه ارنالديه (R. Arnaldez )، والمترجم والباحث عادل ثيودور خوري( الذي يبتلع البابا إسمه العربي الأول عادل) الذين يقدمهم البابا وكأنهم ركائز الفكر اللاهوتي الإسلامي.
إلى جانب خلط بالغ في السوء بين العقلانية والفكرالحر من جهة، والاعتقاد الكاثوليكي المتعصب من جهة أخرى وهو خطأ لا يقوم به طالب جامعي لاهوتي في السنة الثانية ( لأن ذلك الطالب يتعلم في دروس الفلسفة واللاهوت الفصل بين العقل والمنطق من جهة والإعتقاد من جهة أخرى) فإن البابا لم يتعب نفسه بالبرهان كيف أصبحت المسيحية من أتباع العقلانية دون أن يعلم أحد بذلك؟
لكن الحضور صفقوا في نهاية الخطاب طرباً رغم أن مقاطع كثيرة من الخطاب لا يفهمها إلا من عمل لسنين في حقل اللاهوت والفلسفة خاصة. كما صفق الكثيرون له من المستشارة الألمانية ميركل إلى وزراء وفلاسفة وشخصيات لا علاقة لها بالفلسفة، لكن قاسمهم الأعظم هو كونهم ينتمون بكليتهم للأحزاب المحافظة. لماذا؟
بعد أن حاول البابا البرهان أن اللاهوت ليس غريباً عن العلوم الطبيعية والفلسفية حتى المنطق فغالط ونشر الضباب بدل أن يُقنع، أخطأ البابا مرة أخرى بأن حاول إرجاع كل العلوم وحصيلة كل الفكر الإنساني للبرهان على صحة الطريق الكاثوليكي. هكذا هم السلفيون مهما كان مذهبهم يبسطون إلى حد الغباء كل فكر معقد. حتى العقلانيــة التي استمدت أغلب جذورها في الابتعاد عن اللاهوتيــة والتأليه يصنع منها البابا والقرضاوي بتشابه يثير الدهشة عبدة لمبتغاهم الأصولي.
و الآن قدم البابا لمستمعيه الأوروبيين هدية دسمة تفرح قلب كل شوفيني حاقد على الشرق.
بعد عرضه بإيجاز مبسط لصراع الإتجاه العقلاني في الكنيسة واللاهوت مع الجناح الآخر الأصولي السيء ورفضه له وقاربه مجدداً من إبن حزم وصل البابا إلى نتيجة أن الدين المسيحي الحالي في أوروربا هو نتيجة إندماج بين الدين المسيحي والفكر اليوناني الذي يمجد المنطق، وأن حلم القديس بولس الذي نهاه عن الذهاب إلى آسيا وحرضه على التوجه إلى أوروربا لم يكن صدفة. هذا الحلم يصفه البابا كان تركيزاً على حتمية وضرورة اللقاء بين الإيمان المسيحي والفكر( المسائل) اليوناني ثم يؤكد البابا النتيجة الحتمية لمثل هذا اللقاء:
„Wenn man diese Begegnung sieht, ist es nicht verwunderlich, daß das Christentum trotz seines Ursprungs und wichtiger Entfaltungen im Orient schließlich seine geschichtlich entscheidende Prägung in Europa gefunden hat. Wir können auch umgekehrt sagen: Diese Begegnung, zu der dann noch das Erbe Roms hinzutritt, hat Europa geschaffen und bleibt die Grundlage dessen, was man mit Recht Europa nennen kann.“
الترجمة:
“عندما يرى المرء هذا اللقاء ( بين المسيحية والفكر اليوناني)، لا يتعجب أن المسيحية رغم منبعها ومراحل تطورها الهامة في الشرق ( العربي) إكتسبت أخيراً ملامحها وصفاتها المميزةً تاريخياً في أوروبا. ويمكننا القول أيضاً لقد صاغ هذا اللقاء، والذي تبعه واضيف اليه الإرث الروماني أوروبا ويبقى القاعدة لكل ما نسميه بحق أوروبا….”
وأكد بعدها أن التراث اليوناني ( المنقى والمنقح) يدخل في صلب الإيمان المسيحي….
ثم كرر في مقطع ثاني أن الفكر اليوناني تداخل وتماهى وأعطى صبغته للدين المسيحي عندما استعمل الأخيراللغة اليونانية واحترم العادات اليونانية( ومنها تطمين اليونانيين بد بدبلوماسية بولس الشهيرة أن معابد آلهتهم ليست سيئة، بل أن المعني بها هو الله) وهذا لم يكن بالجديد فنفس التماهي قامت به الكنيسة في مصر، والذي أدى فيما أدى إلى الإحتفاء بمريم العذراء وتكريمها إلى هذا الحد، والذي لا يزال شعبياً في جنوب أوروربا والبلاد العربية واسع الإنتشار بينما ينظر اليه في شمال أوروبا بشيء من الريبة فهنا يحتل المسيح السدة العظمى ولا يترك أي مكان لأمه.
كان هذا التماهي ضروري ليدخل الدين المسيحي المجتمع اليوناني ( يستعمل البابا كلمة صارت الآن موضة في أوساط اللاهوتيين وهي Inkulturation والتي تعني نشر الإنجيل بلغة يفهمها أهل البلد الذي يصله المبشرون)، ويدعي البابا أنه لا يمكن بعد العودة إلى أصول الإنجيل وتعاليمه ورسالته الأولى لتُفهم في ثقافة كل شعب. يتهم البابا هذا الطريق بعدم الصحة والدقة.. ولماذا؟
البابا يعلم ان هذا التحول الذي ألم بالدين المسيحي ليس بالشيء الجديد بل هو من صلب الأديان في تماهيها مع المجتمعات التي تدخلها، لكنه يتجاهل معرفته لأنه يريد احتلال الدين المسيحي وتسجيله كاختراع أوروبي.
ألم يكن المسيح بذاته ترجمة وتجسيداً لكلمة الله كما يقول يوحنا الإنجيلي؟ . ألم تكن رسالة ومسعى المسيحية في مطلعها التوجه إلى فقراء ومنبوذي العالم وتبشيرهم حتى قيل أن المسيحيين الأوائل يتكلمون لغة الرعاع، وكان المسيحيون ومعلموا الكنيسة الأوائل مثل أوغسطينوس وأرنوبيوس لا يأبهون بتهكم كهذا من مثقفي العالم ويسخرون بالقواعد والإنشاء اللغوي المفخم، فهدفهم كان التماهي مع الفقراء ونشرالدين المسيحي في تلك الأوساط ( العبيد والفقراء والنساء والذين شكلوا أوسع شرائح المجتمع) وقلما لحق دعوته أحد الموسرين.
ولكي يغلق البابا كل طريق على الإعتراض المنطقي ضد هكذا تبسيط يقول:
„Das Neue Testament ist griechisch geschrieben und trägt in sich selber die Berührung mit dem griechischen Geist, die in der vorangegangenen Entwicklung des Alten Testaments gereift war.“
الترجمة:
“فالإنجيل مكتوب باليونانـــية ويحمل في طياته التماس( المثمر) مع الفكر اليوناني. هذا (التماس) الذي كان قد نضج أثناء التطورالسابق التوراة.”
لا يسع المرء أن يحصي الأخطاء التي يرتكبها البابا في مثل هذا التبسيط المذهل، كل هذا ليضع حداً فاصلاً، أو هوة لا يقوم فوقها جسراً بين الدين المسيحي ومنبعه في الشرق العربي. ولا أود الرد عليها تفصيلاً وتفنيداً، وكأن الظروف التي تؤدي إلى نشر كتاب في لغة ما أهم من مؤلفه وأصلــه. وهذا ما حاولت الكنيسة منذ القرون الوسطى وعلى كل المستويات أن تصل اليه. صورت للأميين الأوروبيين يسوعاً بشعرأشقر وعينين زرقاوين أوخضراويين وقامة أوروبية وكان المخرج الثوري بازوليني أول من غير تلك الصورة في فيلمه “إنجيل متى”.
ولا زالوا من القرون الأولى للمسيحية يرسلون جيوشاً جرارة من قديسيهم لتحتل السماء وجيوش أخرى لتبين لنا، نحن الشرقيون، أن أسوأ ما في المسيحية هو أنها لم تكن اختراعاً أوروبياً.
وما يهدف اليه البابا بنديكت هو خطف المسيح وتعاليمه وتحويله إلى نبي أوروبي. من هذا المنطلق كان الخطاب رغم سطحيته وأغلاطه الفلسفية والسياسية والأخلاقية خطيراً للغاية لأنه يشكل إيعازاً لكل اللاهوتيين ليجهدوا أنفسهم في نشر هذا الضباب في الكنائس والجامعات الكاثوليكية.
المسلمون سيقاومون بلا شك هذا الهجوم المغلف على الإسلام ونبيه، لكني أخشى أن يتحول حقهم لباطل تحت قيادة القرضاوي وأمثاله. لكن الخاسرالأكبر لهذه المعركة هم المسيحيون الشرقيون لأنهم يُهاجَمون في أكثر النقاط أهمية في وجودهم وشرقية مسيحهم، دون أن يقف أحد للدفاع عنهم، لا بل يزيد القرضاويون الطين بلة بمطالبة هؤلاء بمواقف بدل الوقوف معهم في محنتهم.
أن يهلل بعض أشد المسيحيين رجعية وغباء في الشرق العربي لتصريحات البابا تدل ليس على شجاعتهم في مواجهتهم للأصولية الإسلامية بل علىإنعدام حسهم الثقافي ( وهو بلا شك العمود الفقري لكل إنسان) لديهم بما يحضره الغرب لإقتحام آخر قلاعنا الثقافية بعد أن طرحونا عسكرياً وإقتصادياً وسياسياً.
خاص – صفحات سورية –
الحقوق محفوظة للكاتب ولصفحات سورية
I love what you say usually, but this time I need to send this article to many of my friends (christians before muslems) because I am tired from repeating and discussing this issue again.
Thank you this is great