صفحات سورية

بينما تدرس الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، سورية تدعم العلاقات مع طهران

null
كريستيان ساينس مونيتور
بينما ينظر الكونغرس الأمريكي في لائحتين جديدتين للعقوبات على إيران، فإن سورية تقوم بعرض الدعم على جارتها من خلال اتفاقية تعاون دفاعي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي.
وقد حذر وزير الدفاع السوري علي حبيب بأن سورية وإيران سوف “تشتركان في مواجهة أي اعتداء” ضد أي من الدولتين، وذلك بحسب تقارير أوردتها وكالة فارس للأنباء الإيرانية شبه الحكومية. وقد أضاف وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي بأن سورية وإيران تواجهان “عدواً مشتركاً” وأن التعاون العسكري كان “عنصر ردع” ضد “إسرائيل”.
إن هذه الاتفاقية تشير إلى قوة تحالف طهران مع دمشق، على الرغم من الانفتاح تجاه الولايات المتحدة السنة الماضية، كما أنه سمح لإيران ببناء صورة جبهة موحدة في مواجهة تهديدات العقوبات والضربات العسكرية.
يقول بيتر هارلنغ وهو المشرف على العراق وسورية ولبنان في مجموعة الأزمات الدولية وهو مقيم في دمشق: “إن سورية حريصة على أن تذكر الخصوم والأصدقاء بأنها مبقية على خياراتها مفتوحة”.
يقول المحللون بأن سورية تظهر عدم اكتراث لتعريض نفسها للخطر فيما يتعلق بصورتها الجديدة على الساحة الدولية، وهي الصورة التي ناضلت من أجلها بعد سنوات من العزلة الدولية.
لقد جاءت اتفاقية الدفاع في وقت يصفه مرهف جويجاتي وهو أستاذ في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن “كانت فيه سورية غير مكترثة باستخدام لغة واضحة حول التعاون المشترك وهو الأمر الذي أرادت إيران استخدامه”.
تفاصيل الاتفاقية لم تنشر في العلن لحد الآن:
لقد تم الإعلان عن الاتفاقية في 11 ديسمبر من قبل قناة برس الإيرانية الرسمية وجاءت بعد زيارة قام بها وزير الدفاع وحيدي إلى دمشق استمرت 3 أيام. ولم يتم الإعلان عن أي من بنود الاتفاقية، ولكن بعض المراقبين يقولون بأن النص الدقيق للاتفاقية لا يعني الكثير بالمقارنة مع مغزاها السياسي.
وقد تزامن إعلانها مع التهديدات المكثفة بفرض العقوبات التي تطلقها الولايات المتحدة وشركاؤها داخل مجلس الأمن الدولي.
وبينما تبدو سورية مقتنعة بأن برنامج إيران النووي هو لأغراض مدنية كما يقول الأستاذ جويجاتي إلا أن الغرب يشك في أن إيران تستخدم هذا البرنامج من أجل بناء سلاح نووي، وهو الإدعاء الذي ما فتئت السلطات الإيرانية تنكره بشكل متكرر.
سورية لم تلمس أي منافع من ذوبان الجليد مع الولايات المتحدة:
يقول السيد هارلنغ بأن “الوفود الكثيرة التي تسافر ما بين الدولتين تشير إلى أن سورية سوف لن تتخلى عن تحالفها مع إيران، حتى ومع تحسين الموقف الاستراتيجي من خلال دفع الروابط الدبلوماسية مع الغرب وتركيا وإلى حد ما مع السعودية”.
ولكن وبينما اشتمل التقارب مع فرنسا على سلسلة من الزيارات عالية المستوى إلا أن سورية لم تلمس لحد الآن أي فوائد من ذوبان الجليد مع الولايات المتحدة مع الإبقاء على العقوبات مفروضة عليها، كما أن السفير الأمريكي لم يعين لحد الآن في دمشق وذلك بعد عام تقريباً على تولي الرئيس أوباما منصبه. في هذه الإثناء فإن المفاوضات مع “إسرائيل” حول الجولان لا زالت بعيدة المنال.
وهذا الموقف كما يقول هارلنغ يقوي من عزيمة سورية في الحوار مع الولايات المتحدة وفي حال تجددت المفاوضات مع “إسرائيل”.
يقول جويجاتي بأن سورية “سوف لن تتخلى عن تحالفها مع إيران، ما لم تحصل على ضمانات قوية جدا بأنها سوف تستعيد مرتفعات الجولان”.
ترجمة: مركز الشرق العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى