مصداقية الاخوان في الميزان
علي الاحمد
لا شك ولا ريب ان جماعة الاخوان المسلمين من اكثر الجماعات الاسلاميه انتشارا وحضورا على مدى العقود الماضيه ، حيث اثرت وتاثرت بالواقع الحالي الذي نعيشه وشكلت نمودجا للعمل الاسلامي السياسي والاجتماعي في عدد من الدول العربيه والاسلاميه ، ولعبت دورا يختلف في حجمه وتاثيره من بلد الى بلد ومن ظرف الى ظرف ، ولكنها ظلت تمثل رقما او حجما لا يمكن لاحد ان يتجاهله، ولا شك ايضا انها تمثل تطورا مهما جدا في فهم الاسلام كنظام كامل للحياة يشمل كل نواحيها ومجالاتها ، ولا يحصر نفسه في اطار واحد بل يدعو الى تطبيق الشرع كاملا كما جاء به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .
اليوم احسب ان تلك الجماعه امام اختبار للمصداقيه ، اذا قبلت ان تتجاهل او تتعامى او تسكت عما قام به احد قادتها في القطر السوري من مخالفات واضحه للنظام الداخلي الذي اقسم عليه ، وارتكب معصية شرعيه ، وتحول بعلم الكثيرين من ابناء الجماعة الى رجل دكتاتوري بكل معنى الكلمه ، وهيمن على مجلس الشورى ومحكمة الجماعه ، لنرى انفسنا فجأة وقد وقعنا تحت حكم رجل لا يختلف كثيرا في تعامله وممارساته مع من يخالفه عن تصرفات الاحزاب والانظمه التى هو اصلا واحد من ضحاياها، مثل البعثيين مثلا الذين يحاكمون اي مخالف لهم على انه خائن او عميل .
لا يصح ان نقول ابدا ان القائمين على امر تلك الجماعه ( الام ) لا يعرفون ذلك او ان ليس لهم تدخل في ذلك ، لان اي اساءة يرتكبها اي قائد من قادة الاخوان انما تنعكس على الجميع وتؤثر على مصداقيتهم التى عرفوا بها على مدى عقود .
ان اهم شيء يميز الاخوان عن غيرهم من الاحزاب انهم يدعون الى تطبيق الاسلام وتحكيمه واقامة شرع الله في الارض ، فاذا وقع خلاف بين القائد واي عنصر من الجماعه فان الحكم لا بد ان يكون محايدا وعادلا ويلتزم بالضبط والتحقق ، وهذا ما لم نراه ابدا بل راينا ان القضاء عند الاخوان السوريين مثلا هزيل ضعيف يدافع عن المتهم وهو في موقع التحكيم ، وينقاد وراء اصحاب النفوذ والامر بما يخالف اسس الحق والعدل والادلة البينه .
ان مصداقة الاخوان اليوم امام اختبار ان ترى كل ذلك يحدث باسم الاخوان وباسم الاسلام ثم يلزمون الصمت ويدفنون رؤوسهم في الرمال ولا يحاسبوا او يتحققوا مما يحصل ويتركوا الامر لاي قائد منهم ان يتغول على اخوانه ويطيح بكل مؤسساتهم ويضعها في جيبه .
انه اختبار لهم ونحن بانتظار موقفهم من تحول الاخوان السوريين الى كيان مشبع بالدكتاتوريه والظلم . واختم بقول الرسول الكريم انصر اخاك ظالما او مظلوما ، قالوا كيف ننصره ظالما يا رسول الله ، قال تاخذون على يده ، او كما قال عليه الصلاة والسلام.
صفحات سورية