زغاريد في المتحف
خليل صويلح
أثار الكتاب الرسمي الذي وجّهه وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا (الصورة) إلى مدير «متحف دمشق التاريخي» بالموافقة على إقامة «حفلة زفاف» في المبنى الأثريّ، استياء الوسط الثقافي السوري واستهجانه. لم يشهد المتحف حفلات من هذا النوع في السابق، نظراً إلى مخالفتها شروط السلامة. ورأى مدير المتحف إبراهيم خلايلي في تصريحات نشرتها مواقع إلكترونية سورية، أنّ هذا القرار «أمر مخجل ولا يليق بمكان أثري». كما أبدى خشيته من أن تفتح هذه الموافقة الباب لتحويل المتاحف إلى صالات أفراح، تبعاً لبنود الموافقة التي تشترط «منع استخدام مكبّرات الصوت ذات الاهتزاز العالي».
وأضاف خلايلي، الذي اعترض على تنفيذ القرار،: «مهمتي كمدير للمتحف أن أشرف على ندوة علمية، لا على توزيع أكاليل الورد». المفاجأة أن مديرية الآثار والمتاحف برَّرت هذا القرار بأنه لا يمسّ قوانين إنشاء المتاحف، ولا ينتهك حرمة المكان «لكون حفلة الزفاف ستجري في البهو، وستكون القاعات الأثرية مغلقة». كما أكّد موظفون في مديرية الآثار أن «خان أسعد باشا» الأثري
شهد نحو ستّ حفلات أعراس، مقابل مبالغ «تعود بالنفع على خزينة الدولة، وتسهم في إبراز المواقع الأثرية والتعريف بها». ويضرب هؤلاء الموظفون مثلاً بالفيديو كليب الذي صوّرته هيفا وهبي في «مدرج بصرى الأثري»، إذ «أسهم في شهرة هذا المدرج»، بحسب تعبيرهم.
التعليقات التي استقطبتها المواقع الإلكترونية، فتحت ملف الآثار في سوريا، وفضائح سرقة المتحف، وتخريب أماكن أثرية مسجّلة على قائمة التراث العالمي في «الأونيسكو». آخر الفضائح فقدان «تمثال فينوس» من متحف اللاذقية، ووضع حجارة حديثة بدلاً من تلك المفقودة في الجدار الخارجي لقصر «تراجان» في بصرى، وانتعاش تجارة تهريب الآثار، وغياب خطط الترميم عن معظم المواقع والحصون التاريخية المهملة. أحدهم أطلق على وزير الثقافة لقب «وزير الأفراح والليالي الملاح» مطالباً الجهات المسؤولة بـ«إيقاف هذه المهزلة»، فمبلغ 200 ألف ليرة سورية (نحو4000 دولار) مقابل تأجير المتحف، لن يغني خزينة الدولة، ولا يليق بمكان كان يوماً بيتاً لرئيس وزراء سوريا خالد العظم… فهل هذا القرار بداية لموجة «خصخصة الثقافة»؟
الأخبار