الدورة 63 لمهرجان ‘كان’ السينمائي
جمهرة المكرسين تنقذ الكروازيت من غياب مفاجآت السينما والمسابقة خليط اسيوي ـ اوروبي بامتياز
زياد الخزاعي
ان يعترف المفوض العام لمهرجان ‘كان’ السينمائي الدولي تيري فريمو بالتأثير الواضح للازمة المالية على صناعة الفيلم، ما جعله وفريقه ‘يجاهد’ في اختيار النص المميز للدورة السادسة والثلاثين (من 12 وحتى 22 من الشهر الجاري) هو إقرار يصدر من أهل خبرة وشأن ومسؤولية، ذلك ان غرضه ليس اثارة الغبار الاعلامي . فالمحنة في اضطراد رغم التوكيدات بان الكبوة في زوال مع النجاح العاصف لـ’ أفاتار’ المخرج الاميركي جيمس كاميرون. بيد ان التصريح لا يمس المال بقدر مقاربته العلّة المستفلحة والمتمثلة بصدود شركات الانتاج والممولين واصحاب القرار النافذين في الكارتلات الاميركية والاوروبية في دعم النص المغاير والمُحَصِّن لفنيته وخطابه السجالي (اي كل ما هو نقيض التجاري ومناوراته المضمونة). فالمغامرات تضاءلت والخطوات المحسوبة للميزانيات قللت من حجم مسافاتها، ولم تعد توعد بالرحابات المالية كما السابق. صحيح ان الصناعة لن تنهار، والافكار لن تخبو، والعزوم لن ينال منها الصدأ، الا ان المؤكد والحاسم ان المزاج السينمائي لم يعدْ يملك فيوضه الاستثمارية. وما يحدث اليوم هو انكفاء جليّ للناجز المختلف، واصبح على المهرجانات ـ وهي اللعبة الدولية التي تمتحن مستقبل السينما على مديات مفتوحة ـ ان تناضل بحمية في استقطاب عناوين طليعية او ان تحصّن قوائمها بمن ضمنت السينما اسماءهم ومنجزاتهم. وبما ان مهرجان ‘كان’ بقي طوال الدورات الماضية فوق الرهانات من حيث قوته على الاستقطاب وتمكنه العالي من ادارة الاغواء السينمائي لآلاف الافلام التي تزدحم بها لاحقا صالات لجان الاختيار، فان اي حساب لخذلانه ليس مطروحا، وليس من حق اي فئة معينة ان تغامر على تجاهله واللعب ضد قوانينه ومكانته. كل السينما تأتي الى ‘كان’. غثها وسمينها. مشهوروها ومغموروها. فسطوع الكروازيت لا مثيل له وشحنات سوقه الرحب لا قرين لها. ان العروض في مهرجان ‘كان’ ليست كافية من دون بهرجة الاعلام وقنواته التي تصل الى كل مكان، وقبلها ـ بالضرورة ـ اللسان السليط للنمائم التي تتفاخر بها ‘كان’. فهذه سلعتها والدم الواجب سريانه في شرايين حفلاتها الباذخة والمعمرة حتى الساعات الاولى من صباحات الايام التالية والتي تمد صفحات الجرائد ومجلات المعمورة بالصفقات واخبار القبلات والعناقات وغيرها من الفضائح. هذا كله، جانب من الحيوية الوافدة على المدينة الكسولة، لكن قبل اطلاق العرس، تكون هناك معركة سابقة وقعت قبل اشهر كثيرة وتبقى مستمرة حتى الاعلان النهائي لاسماء الافلام المكرمة بالتنافس على سعفة الذهب العجائبية. الطريف ان فريمو وفريقه يبقون امناء لصمتهم وسرية عملهم، لتتكفل التخمينات بحدس الاختيارات. واللعبة كما هو واضح مغرية ومسلية في آن. فحين يعرف المتابع ان الاميركي المميز تيرنس ماليك يسعى الى ‘كان’ بـ ‘شجرة الحياة’ ومواطنته صوفيا كوبولا بـ ‘في مكان ما’، ومثله التونسي عبد اللطيف قشيش بـ ‘فينوس السوداء’، وجوليان شانابيل بـ ‘ميرال’ عن المربية الفلسطينية هند الحسيني، والالماني توم تايكور بـ ‘ثلاثة’، والبريطاني كيفن ماكدونالد بـ ‘عقاب التسعة’ مع طاهر رحيم وغيرهم، فأي ايام باهرة ستشهدها الكروازيت؟. بيد ان سفن فريمو ذهبت الى شواطىء اخرى وضربت بالتوقعات عرضا، ولسان حاله يقول: ‘لا تستعجلوا، فـ (كان) المغرية لا تبيع نفسها بيسر!’. جلس فريمو والى جانبه قيصر ‘كان’ جيل جاكوب ليفاجىء الجميع في المؤتمر الصحافي الذي قاطعته وكالات انباء وصور، بقائمة اسيوية ـ اوروبية بامتياز. ولم يكتف بذلك، اذ صرح ان الرهان كان صعبا للفيلم الفني. وغمز للتمويل والازمة وعولمة المال الذي يتحين الفرص لاصطياد اي مشروع رابح. تشي قائمة فريمو بان السينما كائن حيوي. لا تقف امامها تعجيزات. وانها قادرة بقدر اتساع الاسواق العالمية ان تقدم افكارا خاطفة تختزل الحياة وكينونات بشرها. و’ تحصّنت’ القائمة ايضا لاعتبارات المقامات بمكرسين اعتادوا الكروازيت والسير على البساط الاحمر لقصر السينما الشهير. والواضح ان التوازن كان دقيقا لابعاد زّلات سابقة لم ترض اذواق النقاد والصحافيين الجاهزين للهجوم وقضم السمعة التي يحرص فريق جاكوب / فريمو على ضمانها كل ايار(مايو). ذلك التوازن بدأ من اختيار فيلمي ليلتيّ الافتتاح والختام. فالاول ارادوه، كما يبدو، ارضية اقناع لهوليوود التي أُقصيت هذا العام. وضَمَن ثنائي الكروازيت طلاّت بهيّة ستنير درجات القصر وتجتذب بالضرورة الكثير من الشد والاضواء والجمهور. فالنجم راسل كرو ومواطنته الاسترالية الموهوبة كيت بلانشيت ومعهما صاحب ‘المصارع’ و’ الغريب’ و’ مملكة الفردوس’ المخرج البريطاني رادلي سكوت سيقدمون النسخة المحدّثة للحكاية التي جرت في القرن الثاني عشر حول عودة ايرل منطقة هاتنغتون السير روبن لونغسترايد (كرو) الى بلدته الانكليزية اثر اشتراكه في معارك الصليبية الثالثة، واكتشافه العسف الذي يقوم به شريف نوتنغهام على فلاحي المقاطعة. وبقدر عزيمته على الحياة، يقود السير روبن انتفاضتين: الاولى لتصفية المستعبِد في غابات شيروود. والثانية للفوز بقلب الارملة الليدي ماريان (بلانشيت) بين معركة واخرى. اما شريط الختام ‘الشجرة’ فسيكون برسم غواة السينما، وهو جديد المخرجة جوليا برتوتشيلي التي عرفت صيتا نقديا معتبرا عبر شريطها ‘منذ ان غادر اوتار'(2003). وشجرتها مقتبسة عن رواية جودي باسكو الشهيرة حول الحياة الملهمة للطفلة سيمون البالغة الثامنة من العمر (مورغانا ديفيز) التي تعيش عزلة رعوية تضمنها لها ووالدتها دون (شارلوت غاسنبور) غابات قرية بوناه الواقعة في مقاطعة ساوث كوينزلاند والتي تدفعهما (العزلة) الى تغييرات حاسمة لحياتيهما ومعانيهما منذ وفاة رب العائلة. إذن، ما هي الحكايات التي ستصعق رواد ‘كان’ ضمن مسابقة الدورة الثالثة والستين وتثير جدل لجنة التحكيم التي يترأسها صاحب ‘أليس في بلاد العجائب’ المخرج الاميركي تيم بيرتون وفريقه الذي يضم كلا ً من الممثلة البريطانية كيت بيكنسيل (لها ‘الطيّار’ لسكورسيزي) وزميلها من بورتو ريكو الموهوب بونشيو ديل تورو (له ‘تشي’ و’ الرجل الذئب’) والايطالية جوفانا ميتزوغيورنو (لها ‘الانتصار’ و’ الحب في زمن الكوليرا’) والمخرج الاسباني الطليعي فيكتور رايس (صاحب ‘روح خلية النحل’ و’ الجنوب’) وزميله الهندي شيخار كابور (صاحب ‘الريشات الاربع’) وكاتبة السيناريو الفرنسية ايمانويل كريرا والايطالي البرتو باربيرا والموسيقي الفرنسي الكسندر ديسبلا؟ هنا اطلالات سريعة للخطوط العامة لحكايات افلام المسابقة على ان نعود خلال أيام ‘كان’ اليها من اجل التبصر اكثر في مكامن جمالياتها ودلالاتها الايديولوجية والسياسية. يعرض الممثل الفرنسي الشهير ماثيو أمالريك (بطل شريط ‘بدلة الغطاس والفراشة’) رابع افلامه كمخرج بعد ‘اشرب حساءك'(1997) و’ خشبة ويمبلدون'(2002) و’ قضية عامة'(2003)، واختار هذه المرّة عالم التعريّ وفتياته اللواتي يرافقهن في تجوّلهنّ بين المقاطعات الفرنسية منتج سابق عاد من الولايات المتحدة ويسعى الى تحقيق حلمه بأكبر عرض للتعري في قلب باريس في جديده ‘تجوال’! فيما يسعى مواطنه كازافيه بوفوا في ‘رجال وآلهة’ الى وضع خطوط ايديولوجية بين الايمان والتطرف، بين التسامح والغلّ في تبيان الصواب الديني. ففي دير ناء يقع في جبال بلد شمال افريقي (تورية عن الجزائر)، يواجه رهبانه نذر التصفية على أيدي متطرفين اسلاميين. وعندما يعرض الجيش الحماية بعد مقتل بعضهم، يرفضونه ويقررون البقاء لمواجهة قدرهم وايمانهم. والشريط مقتبس عن حكاية رهبان السِّيسترسية البندكتية الذين صفوا عام 1993 في الجزائر على أيدي مقاتلي الجماعات الاسلامية قبل ان يتم اغلاق الدير عام 1996. بينما يستلف زميلهم المخضرم صاحب ‘حول منتصف الليل'(1986) برتران تافارنييه رواية المدام دي لافييت ‘أميرة مونبنسييه’ التي تدور احداثها ما بين 1568 و1571 إبان الحروب الدينية الفرنسية وبطلتها اميرة شابة تُرغم على الزواج من أمير في الوقت الذي تعيش فيه علاقة غرامية جارفة مع رجل آخر. على الهامش الفرنسي واستعماره الطويل للجزائر، اختار رشيد بوشارب في عمله الاخير ‘خارج القانون’ الذي حرك الكثير من الاعتراضات الفرنسية ولغطها حول تعامله مع قضايا التصفيات الدموية التي مارسها الجيش الفرنسي، عبر حكاية تمتد ما بين 1945 و1962 وهي الفترة الحرجة من جهاد الجزائريين ضد الاستعمار، ابطالها ثلاثة اخوة (رشدي زم وجمال دبوز وسامي بوعجلة وهم ابطال عمله السابق ‘البلديون’ 2006) أفلتوا من مجزرة سطيف مع والدتهم، لتفرقهم الاقدار: ينتهي مسعود محاربا في حرب فرنسا الاندو ـ صينية، فيما يتزعم عبد القادر خلية نضالية وطنية، اما الثالث سعيد فيحقق ثروة طائلة من مقاصف في حي بيغال السيىء الصيت وحلبات الملاكمة المنتشرة في زواريبه. يعود المكسيكي المميز اليخاندرو غونزاليس آناريتو الى الواجهة السينمائية الدولية ثانية بعد النجاح الصاخب الذي حازه شريطه ‘بابل'(افضل مخرج ـ ‘كان’ 2006) ليشارك في مسابقة الدورة الحالية ولكن من دون رفيقه كاتب السيناريو غليرمو آرياغا الذي تعاون معه في انجاز نصوص اساسية مثل ‘اموريس بيروس'(الحب عاهرة) و’ 21 غراما’. هذه المرّة يرصد آناريتو في ‘بيوتوفل’ (وهو عنوان يلعب على الكلمة الانكليزية التي تعني جميل) الانقلاب الكبير الذي يواجهه بطله الشاب ويمثل دوره هنا النجم الاسباني خافيير بارديم حينما يلقى القبض عليه بعد تورطه في عمليات احتيال، ليكتشف ان احد رجال الامن انما هو صديق طفولته! للكبار حظوة وتمايز في المسابقة، وان كان وجودهم حسب بعض الاراء غير منطقي للتباري مع جيل شاب يسعى الى تثوير القول السينمائي. لكن، مَنْ يرفض نصا للبريطاني مايك لي مثلا وهو الآتي الى الكروازيت بجديده ‘عام آخر’ ضرب من حوله ـ كالعادة ـ حزاما من السرية على حكايته التي لم يتسرب منها سوى خيط واهن يقول انها تدور حول زوجين سعيدين في خريف عمرهما يتحملان عن طيب خاطر مشاكل الناس من حولهما. وماذا عن صاحب ‘طعم الكرز'(1997) و’ اين منزل صديقي؟'(1987) الايراني عباس كياروستامي الذي سيعرض عمله الاخير مع النجمة الفرنسية جولييت بينوش التي حمل ملصق الدورة 63 صورتها وهي ترسم بالضوء اسم ‘كان’ وعنوانه ‘نسخة طبق الاصل’، وتجسد فيه شخصية تاجرة اعمال فنية تلتقي في قرية جميغنانو التابعة لمقاطعة توسكاني الايطالية بكاتب بريطاني قَدِم ليلقي محاضرة حول العلاقة الخاصة بين الاصل ونسخته في الفن. وما يتبع هو مداخلة من مخرج ‘عشرة'(2002) و’ عبر اشجار الزيتون'(1995) حول الحقيقة والخيال. زميله الروسي نيكيتا ميخالكوف الذي افتتح دورة العام 1999 بعمله ‘حلاق سيبيريا’ يشارك بالجزء الثاني من شريطه ‘حرقتهم الشمس’ الذي حققه العام 1994 حول الستالينية في الثلاثينات المسكوبية. هذه المرّة حمل العنوان الاول + رقم 2 + كلمة ‘نزوح’! مع عودة الشخصية الرئيسية الجنرال كوتوف (يمثله ميخالكوف) الذي نقابله بعد خمسة اعوام من نهاية العمل السابق، وقد فرقته ظروف الستالينية والحرب المقبلة لهتلر على روسيا عن زوجته ماروسيا وابنته ناديا. وعلى مدى 141 دقيقة نتابع مصائر الشخصيات الثلاث لنعرف ان البطل عانى من السجن الرهيب وأُنقذ من الاعدام في اللحظات الاخيرة، واجدا نفسه جنديا عاديا على الجبهة الالمانية يحارب الفاشية، فيما تعيش الام محنة وحدتها من دون زوجها ونبذ ابنتها لها، وهذه الاخيرة تصرف الاعوام الخمسة وهي في الخباء، منتظرة عودة الاب الباسل الذي ترفض ان تتبرأ منه رغم تقارير النيل من شرفه العسكري. في حالة المكرس الياباني تاكاشي كيتانو فان عودته في ‘غضب’ الى عوالم عصابات الياكوزا تعد من الامور الحميدة سينمائيا. فصاحب ‘شقيق'(2000) و’ هانا ـ بي'(1997) و’ سوناتين'(1993) و’ الشرطي العنيف'(1989) يتميز بقوة ميلودرامياته حول الرجل المرغم على العنف والخيانات والتصفيات. واختراقات كيتانو في هذا المضمار جعلته من اكثر السينمائيين شعبية في اوساط غُوَاة اشرطة العصابات واشرارها وضحاياها وعوالمها الدموية. في ‘غضب’ يواصل مقاربة الحد الواهي بين المسؤولية والخضوع وتحين فرصة تحقيق المُراد الشخصي على حساب الولاء والصداقة والجماعة. فحين يُكلّف سيكووتشي الزعيم النافذ لعصابة سانوكاي التي تسيطر على الاحياء الاهم في طوكيو مساعديه كاتو وايكوموتو لارغام عصابة منافسة تدعى موراسي ـ غومي على الطاعة، يكون امام البطل اوموتو (كيتانو) وفريقه القيام بالعمليات الاكثر رعبا وان يحقق اختراق عمره. آسيويا، حفلت قائمة المسابقة الرسمية باسماء شابة مثل الكوري الجنوبي أم سانغ ـ سو الذي سيتنافس بجديده ‘مدبرة المنزل’ وهو تحديث سينمائي لنسخة العام 1960 التي اخرجها المعلم كيم كي ـ يونغ، حافظ (التحديث) على الخيط الدرامي الذي يجمع زوج مهووس بفحولته وزوجته الشكوكة ومدبرة المنزل التي تضمر امرا هو اكثر من الايقاع بالاول والانتقام من الثانية. والنعت الاكثر توصيفا الى هذا العمل الذي حصد اهتماما شعبيا في عروضه المحلية هو ‘تشويق ايروتيكي’! في حين يأتي مواطنه لي تشانغ ـ دونغ بعمله ‘شعر’ حول سيدة تبحث عن الشعر المطلق في حياتها لمواجهة مرض الزهايمر، بيد ان ارتباكها الكبير الذي يحيل حياتها الى هباء، يكمن في علمها ان حفيدها متورط باعتداء على زميلته في المدرسة الامر الذي دفعها الى الانتحار بعد ان تفاقم العار في كيانها. من الصين، يأتي صاحب ‘بالحب نثق'(2008) و’ دراجة شنغهاي الهوئية'(2001) المخرج وانغ تشياوشواس ونصه ‘تشونغتشينج الزرقاء’ حول الكابتن البحري لاو لين الذي يعود الى بيته بعد مهمة لمدة 6 اشهر ليُصدم بخبر مقتل ولده الوحيد (25 عاما) على يد الشرطة خلال عملية تحرير رهينة تورط بها. ولمعرفة ملابسات الحادث يعود الى مسقط رأسه ليواجه استحقاقات تخليه عن نجله وانانيته. ومن تايلندا، يعرض المخرج الطليعي الشاب أبتشاتبونغ ويراسيثاكول جديده ‘العم بوني الذي يستطيع ان يتذكر حيواته السابقة’ حول العجوز الذي يعاني من فشل كلوي ورحلته الى قريته ساعيا الى لمّ شمل ما تبقى من عائلته قبل موته. ولدهشته، يرى شبح زوجته الراحلة وهو يعتني به، ويتمظهر له ولده المتوفى على هيئة كائن غير بشري. ومعهم جميعا يصطحبهم الى كهف سحري حيث كانت حياته الاولى! ما تبقى من القائمة يضم الشريط الاميركي الوحيد للمخرج دوغ ليمان ‘لعبة نزيهة’ المأخوذ عن المذكرات المشتركة للعميلة السابقة لوكالة المخابرات الاميركية فاليري بالم ويلسون وزوجها الديبلوماسي جوزيف والمعنون ‘سياسة الحقيقة’ حول صراعهما مع ادارة الرئيس السابق جورج بوش، اثر نشر الاخير مقالا تفصيليا في صحيفة ‘نيويورك تايمز’ كشف فيها الاكاذيب الاستخباراتية التي طالت ما سمي وقتذاك بملف اسلحة الدمار الشامل في العراق. والشريط من بطولة شون بن ونعومي واتس. من ايطاليا، يشارك دانيلي لوتشيتي بآخر اعماله ‘حياتنا’ الذي يكمل السيرة العائلية التي بدأها في رائعته الكوميدية ‘أخي ليس سوى طفل صغير'(2007). وهذه المرّة جعل من محنة العامل الشاب كلاوديو الذي يفجع بوفاة زوجته تاركة في كنفه ولدين وجهاداً شخصياً لإبقاء العائلة الصغيرة بأمان. وبعد النجاح الكبير الذي صاِدف عمله الاخاذ ‘دلتا’ الذي عرض ضمن مسابقة عام 2008 يساهم المخرج المجري كورنيل موندروتشو بجديده ‘الابن الرقيق ـ مشروع فرانكشتاين’ حول التباس العلاقات بين بطل شاب وعائلته اثر عودته من مدرسته الخاصة لتأخذ مسارا فاجعا. وتشارك اوكرانيا للمرة الاولى عبر شريط ‘انت، فرحتي’ للمخرج سيرغي لوزنتيتسا، فيما يضع اسم المخرج التشادي محمد صالح هارون اسم افريقيا ضمن المسابقة الرسمية بعمله ‘الرجل الصارخ’ الذي يأتي بعد عمليه الكبيرين ‘أبونا’ (2002) و’ موسم جاف'(جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ‘فينيسيا’ عام 2006) والعنوان مأخوذ من قصيدة إيميه سيزار ‘العودة الى اصولي’ وتدور احداثه حول آدم الستيني وبطل السباحة السابق الذي يخسر عمله كمراقب لبركة السباحة لصالح ابنه عبد الله اثر شراء الفندق الفخم من قبل شركة صينية تريد تجميل المكان بروح الشباب وطلاتهم. ومع تصاعد نذر الحرب الاهلية يجد آدم نفسه امام خيارات ابتزاز لا مفر من دفع ديّاتها لبارونات الحرب.
القدس العربي