صفحات سورية

من هو خليفة المراقب العام للاخوان السوريين؟

null
علي الاحمد
تتداول بعض الاوساط الصحافية خبر إقتراب موعد نهاية المده القانونية لحقبة المراقب العام للاخوان السوريين الحالي السيد علي البيانوني التي امتدت لاكثر من خمسة عشر عاما، حيث كتبت ‘القدس العربي’ تقريرا قبل أيام تحدّث عن وجود أربع شخصيات مرشحة لخلافته، وهم كل من السادة منير الغضبان رئيس مجلس الشورى الحالي للاخوان السوريين، والسيد محمد فاروق طيفور نائب المراقب العام الحالي، وأحد اعضاء القيادة وهو السيد عادل فارس، وأخيرا شخصية قيادية اخرى هي السيد رياض الشقفة.
ولاعطاء نبذة وجيزة عن هؤلاء الاربعة تجدر الاشارة إلى أن الجماعة السورية التي تعيش في المنفى منذ حوالي ثلاثين عاما، يعاني عدد كبير من أعضائها من ظروف أمنية ومعاشية قاسية في عدد من الدول العربية وغير العربية، ونظرا لطول مدة المحنة وضغط الحياة في بلاد المهجر، فإن توازنات كثيرة تلعب دورها في تحديد الشخصية المرشحة للقيادة وخاصة منصب المراقب العام الذي يعتبر القائد والموجة وخلال الفترة الماضية ولمدة طويلة بقى المراقب العام يمثل شخصية تفرض إرادتها بأساليب عديدة ومتعددة لا مجال لتفصيلها هنا.
لا بد من القول هنا أن هناك بعض المحددات تلعب دورا في تحديد إسم المراقب العام، ومن أهمها النوعية أو الاتجاه الذي سيتمخض عن إنتخابات مجلس الشورى الجديد الذي سينتخب المراقب العام. ويبرز هنا الدور المتوقع لعودة السيد عدنان سعد الدين إلى صفوف الجماعة بعد إبعاد قسري وعنيد دام 17 عاما مارسه المراقب الحالي السيد البيانوني ليقصي خصمه اللدود تحت هذه الحجة أو تلك، ولكنه عاد مؤخرا بكامل عضويته وصلاحياته، صحيح أنه تقدّم في السن وأنهكه المرض، ولكنه ما زال يمثل قطبا مهما لجميع الساخطين على تصرفات البيانوني خلال الثلاثين عاما الماضية، وأكثر تلك التصرفات طبعا هو الترامي غير المبرر على أقدام النظام، وتعليق المعارضة الضعيفة أصلا ضده بحجة أحداث غزة الاخيرة.
العامل الاخر المرشح للعب دور مهم في إختيار المراقب العام ربما كان المدينة التي ينتمي إليها هذا المرشح أو ذاك، أو لنقل الدور المناطقي المرتقب بروزه في ذلك الاختيار، فمن المعروف أن المراقب الحالي كان من مدينة حلب في شمال سورية، وسط غياب شبه كامل لتأثير دمشق على ساحة الاخوان السوريين وذلك بسبب الانشقاق القديم بين جناحي حلب ودمشق، وقد برز النفوذ والتأثير للدور المناطقي من خلال إعتماد المراقب العام الحالي على أبناء بلده بشكل واضح مثل الناطق بإسم الجماعة السيد زهير سالم، وكذلك ترشيح عبيده نحاس لدور قيادي لولا مانع السن الذي حال دون ذلك، إلى نفوذ وتاثير أبناء حلب في غير مؤسسة من مؤسسات الجماعة، مما يدفع- ربما – لتغيير ذلك بعد أن سئم الناس من أسلوبهم وطريقتهم في تحليل وتفسير الامور وتسيير الدفّة مرة نحو الاستسلام الكامل للنظام، ومرة أخرى من خلال القفز في الاتجاه المعاكس للتحالف مع خدام ثم العودة الى ما يسمى بتعليق المعارضة.
وباستعراض سريع للمتوفر من المعلومات حول المرشحين الاربعة نلاحظ ما يلي:
أولا السيد منير الغضبان من مواليد تل منين في ريف دمشق عام 1942، تخرج من كلية الشريعة من جامعة دمشق عام 1968 وعمل في التدريس في السعودية وله مؤلفات عديدة وخاصة في السيرة النبوية ويعتبر من مشرعي ومنظري الجماعة السورية. وقد تولّى منصب نائب المراقب العام وكذلك منصب المراقب العام. وهو أكاديمي معروف له عدد كبير من المؤلفات من أهمها للمثال وليس للحصر: كتاب معاوية بن أبي سفيان، الصحابي المجاهد، وكذلك كتاب التحالف السياسي في الاسلام. وكذلك كتاب المنهج الحركي للسيرة النبوية.
ثانيا : السيد محمد فاروق طيفور من مواليد مدينة حماة وقد شغل عدد من المناصب القيادية بعد أن تفرّغ للعمل الميداني مع الاخوان السوريين وترك عمله كمهندس في السعودية، ويشغل حاليا نائب المراقب العام ويتمتع بشخصية قوية، وكان من الاشخاص غير المتوافقين كليا مع سياسات المراقب العام الحالي ويقال أنّ التوتر بلغ أشدّه بينهما عندما حاول البيانوني تقديمه للمحكمة لانه إعترض على أسلوبه القائم على فرض ما يريد بأي صورة وبأي شكل من الاشكال، وقد حال دون ذلك تدخل السيد عدنان سعد الدين الذي عاد بقوة ليمثل أحد المراجع المهمة للجماعة بعد ذلك الاقصاء الطويل.
ثالثا: السيد عادل فارس وهو من مواليد عام 1944 من مدينة حلب، خريج كلية الهندسة عام 1967، وقد تعرّض للاعتقال في سورية مرتين عام 1973 وعام 1979 ثم غادر سورية بعد الافراج عنه. تقلد عدة مرات مراتب قيادية في الجماعة وهو محسوب بشكل كلّي على توجه البيانوي المسيطر على كل مفاصل الاخوان السوريين منذ أوائل التسعينات عندما أيّد الاخوان الدوليين الشق الحلبي من الجماعة التي إنشطرت إلى شطرين في أواسط الثمانينات بعد خلاف قوي بين مركز حلب الدافع بقوّة للمصالحة مع النظام، وبين مركز حماة ومن يتبعه الرافض للصلح الا بشروط تضمن العودة الكريمة والحرة للجماعة الى الوطن ويسمح لها بالنشاط العلني القانوني، وقد رفض النظام طبعا الطرح الحلبي بالرغم من كل تنازلاته وعاد ممثلهم المرحوم عبد الفتاح أبي غدّة خالي الوفاض من حلب بعد أن مكث عدة شهور لاتمام الصلح مع حافظ الاسد.
رابعا : السيد المهندس رياض الشقفة من مواليد حماة، وهو مهندس تفرّغ للعمل كليا مع الاخوان منذ بداية المحنة وله مواقف مشهودة في التضحية والبذل وخاصة في ذروة المحنة بعد الغزو الامريكي للعراق وتعرّض الاخوان هناك للتنكيل والاهانة من النظام الجديد على أساس أنهم من بقايا نظام صدام، وقد تعرّض لمحاولة خطيرة للاغتيال في بغداد لا يعرف بالتحديد من كان وراءها ويقال أن ّخلافات داخلية أو عملاء للمخابرات السورية قامت بالاغتيال بسبب الدور القيادي البارز الذي لعبه السيد الشقفة خلال العقود الثلاثة من عمله مع الاخوان في شتى المواقع والمجالات. وقد عرف عنه الصمت والمثابرة والنزول الى بيوت الاخوان والاحساس بمعاناتهم في تلك المحنة الطويلة، ومشاركته تلك المعاناة.
ربما كان أيضا من المرشحين غير المعلنين السيد زهير سالم وهو الناطق الرسمي باسم الاخوان والذي تم إستقدامه مع عدد من معاونيه الى لندن للتفرغ للعمل، ولكنه لا يعدو أن يكون ظلّا وفيّا ومخلصا لسياسات البيانوني ويقول البعض أنّه هو الموجّة الحقيقي المخفي لتلك السياسات التي ثبت فشلها، فاذا حصل وإنتخب مراقبا عاما هو أو أحد من يمثل تلك السياسات فسيكون مكافأة مجانية للفشل تماما كما يحدث في عدد من الانظمة العربية التي تخلو من المؤسسات المراقبة والمحاسبة لعمل الاجهزة التنفيذية.
لا يختلف إثنان على أهمية تلك الانتخابات على مصير ومستقبل تلك الجماعة التي قدّمت الكثير من التضحيات في سورية خلال العقود الماضية، ولكن خليطا من قلة التوفيق والفوضى والاهمال تسببت به القيادات الحالية للجماعة سبب خسائر فادحة على كل الصعد في واقع الاخوان السوريين في المهجر، وربما كان أكثر تلك الصعد هو فقدان الثقة من الافراد في زعاماتهم بعد ما راوه من تخبط وإختلال في التوازن خاصة منذ عام 2007 والتجربة الفاشلة مع خدام التي أفقدت قيادتهم أي مبادرة وتركتهم في محل إستجداء العطف والصفح من نظام اقل ما يقال فيه أنه لا يرحم ولا يرعى في مؤمن الا ولا ذمة، هذا طبعا اذا نجينا جانبا ما قيل عن ممارسات خاطئة وتمييزية إتبعها المراقب العام الحالي، وإستغلاله لمنصبه من أجل الحصول على اللجوء في بريطانية هو وعدد من افراد عائلته.
– لندن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يعني كأنك عم تلمح وتلمع صورة هذا إلأي إسمه الشقفة الملوثة إيديه بأيادي الأبرياء من الإخوان والجيش السورس روح يااااااااااا الإخوان خلص حزب إرهابي كل المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وغيرهم وغيراتهم مؤسسيهم من هي العصابة تبعك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى