بين الكتاب الورقي والكتاب الألكتروني، هل حان زمن الآي باد في العالم العربي؟
منذ أن ظهرت شبكة الانترنت، ولدت معها شائعة تقول إن القراءة الورقية “التقليدية” باتت مهددة. فالعديد من الكتب غدت متوافرة الكترونيا وبات في امكان القارئ الحصول عليها بكلفة وجهد أقل. أخيرا ظهرت أيضا طريقة جديدة لقراءة الكتب الكترونيا، هي الآي باد، التي ستجتاح الأسواق الغربية هذا الصيف. الآي باد عبارة عن شاشة على شكل كتاب يمكنها تحميل آلاف الكتب. جل ما نحتاج اليه، هو شراء هذا الجهاز، ومن ثم دفع مبلغ صغير من أجل الحصول على أيّ كتاب نريده. شركة “أمازون” أطلقت بدورها جهاز كيندل الذي يمكن عبره شراء آلاف الكتب. وقد أنشأت “أمازون” من خلال علاقاتها مع الناشرين مكتبة كبيرة لجهاز “كيندل”. بالنسبة إلى البعض، فإن الآي باد والـ “كيندل” ربما يكونان الخيار النموذجي العصري للقراءة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يلغي حقا الكتابُ الالكتروني الكتابَ الورقي؟ سألنا بعض دور النشر اللبنانية اذا كانت لديها الرغبة والنية في تبني هذا النوع من الكتب، فكانت الأجوبة ايجابية. لكن الجميع اعتبروا أنه لا تزال هناك مشكلات تقنية كبيرة تحول دون استخدام هذه الآلة، كونها لا تستقبل ملفات باللغة العربية، وكون استخدامها يشترط تطبيق آلية قانونية معينة لحفظ حقوق المؤلف، فضلا عن حاجتها الى دعم مؤسسات تمويلية والى مساعدة الدولة. حتى الآن لم يصبح هذا الجهاز معتمدا في لبنان، فضلا عن أن المجتمع العربي غير معتاد على شراء السلع عبر الانترنت، وربما لن يتقبل هذه الفكرة.
ماذا يقول أصحاب الدور؟
مديرة “دار الآداب” رنا ادريس تؤيد فكرة الكتاب الالكتروني وليس لديها أي مشكلة في اعتماد هذه الطريقة في القراءة التي سيتقبلها الجيل الجديد لأنه ليس لديه حنين للورق. تعتقد ادريس ان الكتاب الالكتروني ربما يحل يوما ما مكان الكتاب الورقي. تعتبر أن هذه الطريقة تحترم البيئة أكثر، كونها لا تستهلك ورقاً ولا تتلف الأشجار. تحترم المسافات وتشجع على المزيد من القراءة، كما أنها توفر على القارئ دفع الأموال. وهي طريقة عملية للقراءة كون القارئ يستطيع حمل العديد من الكتب الى البحر وأينما يريد. لكن هذه الطريقة تحتاج الى رعاية دولة ولا مقدرة للأفراد على ادارتها. تضيف: “نحن في حاجة الى مؤسسات تمويلية لتسلمها والى جهاز تنسيق وقوانين خاصة بها”. تخبرنا ادريس انها لم تحوّل بعد أيّ كتب ورقية لتجعلها الكترونية، كون كتب الدار في معظمها روايات، ومعظم الكتب التي غدت متوافرة الكترونيا هي معاجم وكتب علمية وليس روايات. تقول أيضاً ان جهاز “أمازون” لا يزال غير مجهز لاستقبال نصوص باللغة العربية.
مدير “المركز الثقافي العربي” حسن ياغي يعتبر أن الكتاب الالكتروني سيكون له حضور قوي في المستقبل ولكن من دون أن يلغي الكتاب العادي، وهو كإدريس، يرى انه لا يزال هناك مشكلات تقنية كبيرة في هذه الآلة كونها لا تستقبل ملفات باللغة العربية.
أما مديرة التحرير في “دار الساقي” رانيا المعلم، فهي بعكس زميليها، متمسكة بالكتاب الورقي. فكرة الكتاب الالكتروني ليست مطروحة لديها في الوقت الحاضر. أما اذا غزا الأخير السوق، وغدا شائعا ويسهل وصول المعلومات أكثر من الكتاب الورقي، فإنها ستعتمده ولكن لن يحل محل الكتاب الورقي. أي أنه سيصبح لكل كتاب نسخة ورقية وأخرى الكترونية.
هل يحترم هذا الجهاز حقوق المؤلف؟ الجميع يعتبر ان حقوق المؤلف مهدورة سواء في الكتاب الالكتروني أم في الكتاب الورقي، وما من قوانين صارمة تدافع عن هذه الحقوق. تعتبر ادريس مثلا أن حقوق المؤلف مهدورة في الكتاب الورقي. وستكون مهدورة اكثر في الالكتروني. لذلك فإن هذه الطريقة في القراءة في حاجة الى قوانين وتشريعات خاصة بها وتجهيزات وتدبيرات تنظمها وتحفظ حقوق المؤلف. كإدريس، يعتقد حسن ياغي ان حقوق المؤلف في العالم العربي غير محترمة، لا ورقيا ولا الكترونيا، وهذا عائد الى التشريعات والقوانين المعمول بها. المعلم حريصة أيضا على حقوق المؤلف، لذلك تعتبر أنه يجب أن يكون هناك آلية مدروسة لقراءة الكتب وتحميلها.
… وماذا يقول الكتّاب؟
في مرحلة موازية، سألنا عدداً من الكتّاب، بناء على علاقتهم القديمة والوطيدة مع الكتاب الورقي، اذا كانت لديهم الرغبة في قراءة هذا النوع من الكتب، أو القدرة على استبدال الكتاب الورقي بالكتاب الالكتروني. بعضهم كان لديه حنين الى الورق والى كل ما هو مادي ملموس، معتبرا أن الكتاب الالكتروني يضع القارئ على مسافة من العبارة، والبعض الآخر ليس لديه مشكلة التكيف مع التكنولوجيا وتغيير عاداته القديمة وطقوس قراءته، وجزء ثالث لم يتخذ قرارا حاسما بعد.
الكاتب غسان جواد مثلا، ليس لديه مشكلة للتخلي عن الكتب الورقية وليس لديه حنين الى هذا النوع من الكتب. هو متكيف مع التكنولوجيا الجديدة التي تسهل الحصول على المعلومات. يقول إنه ربما تكون هذه الخطوة الالكترونية في خدمة الصحافة بشكل عام على اعتبار أنها توفر الكتاب والمعلومة بأسهل الطرق، وتقرّب النص من القارئ وتخلق معها علاقة بصرية من نوع آخر، بحيث لا يستخدم يديه في تقليب الصفحات ولا يحتاج الى مصباح ولا الى وسادة كي يسند ظهره عليها. جل ما يحتاجه هو أن ينقر على صفحات الكترونية تنتظم وتصطفّ أمامه فيقرأها من الأعلى الى الأسفل “كمن يستعرض فرقة في حرس الشرف الرئاسي، وأنا مشغوف بهذه التجربة وأنتظر أن تصبح متوافرة في المكتبات اللبنانية والعربية لكي تسهل عليَّ عملية الاطلاع وتعطيني متعة اضافية بدأتها سلفا من خلال بعض الكتب التي تأتيني عبر الانترنت”. يخبرنا جواد أنه قرأ حديثاً صوفيات أبو يزيد البصطامي من خلال كتاب وصله عبر الانترنت، واستمتع بها. في رأيه أننا ربما أصبحنا على عتبة الوصول الى مرحلة لا نحتاج بعدها الى الكتاب الورقي الا للزينة. “في مرحلة من المراحل كان لديَّ حنين الى الورق أما الآن فتلاشى هذا الحنين. حتى الكتابة الشعرية أكتبها الآن عبر الكومبيوتر”.
أما الكاتب يوسف بزي، بخلاف زميله غسان جواد، فلديه حنين الى الورق ويفضل كل ما هو مادي ملموس ودافئ على الكتب الالكترونية التي يعتبرها باردة وبعيدة عن القارئ. يقول إنه يتعامل منذ عشر سنين أو أكثر مع الكومبيوتر والانترنت بطريقة محترفة، وقد اعتاد على الكتب الالكترونية، وأصبح الكومبيوتر جزءا من حياته. “أكتب وأقرأ على الانترنت وأتعامل مع كل البرامج”. لكنه يضيف ان طقوس القراءة عبر الكومبيوتر مختلفة عن طقوس القراءة الورقية وهذا شيء طبيعي. لا شيء يلغي الآخر. لكنه يتدارك قائلاً: “اذا أخذت في الحسبان التربية والعادة والمزاج المتراكم مع العمر فأنا أفضل الكتاب الورقي”. لدى بزي علاقة حميمة مع الورق الحسي الملموس. يعتبر أن قدرته على فهم المواضيع هي أقوى ورقيا. لأن الكتاب الالكتروني بعيد عن القارئ ولا يستطيع ذلك الأخير ان يتلمسه، والقراءة الالكترونية هي أقرب من أن تكون مشاهدة تلفزيونية. القراءة الورقية تكمن في فض العبارات وولوجها، أما القراءة الالكترونية فتجعله على مسافة بعيدة من العبارة. الاثنتان لهما متعة. وأغلب الكتب التي يحبها ورقية. يشعر ان الكتاب الالكتروني هو أجنبي بالنسبة إليه. الدليل على ذلك أن أغلب الصحف التي تصدر والمقالات السياسية والأخبار، يطالعها عبر الانترنت الا الشيء المحبب له يقرأه عبر الجريدة الورقية. “هذا هو الفارق في العلاقة، لا نية لي للخروج من الزمن، لكنني أفضل الكتاب الورقي أكثر. وليس لديَّ أي موقف سلبي ضد المستحدث او الجديد.”
كذلك الكاتب عبيدو باشا يؤيد رأي الكاتب يوسف بزي. فهو لا يشعر أن في استطاعته أن يبني علاقة بكتاب موجود على شاشة كومبيوتر. يعتقد باشا أن هذه الشاشة تشكل جدارا بينه وبين روح الكتاب. “لا أزال حتى هذه اللحظة أحفظ ذلك الجزء البعيد من طفولتي حين لم يكن في مقدور اهلي أن يشتروا لي كتاباً جديداً. لذلك غالبا ما قصدنا منطقة اللعازارية لكي نشتري كتبا قديمة استهلكها طلاب سبقونا في الصف. وقد افتقدت هذه الكتب الى رائحة الكتب الجديدة. حين اشترى لي والدي كتابا جديدا، أول ما فعلته انني فتحته وشممت رائحته”. يقول باشا إنه لا يزال حتى هذه اللحظة يحتفظ بهذه الرائحة في انفه، ولا يزال حين يشتري كتاباً يشم رائحة طباعته الجديدة قبل أن يقرأه. يقول انه لن يتخلى عن علاقته المحسوسة المباشرة بالكتاب، لأنه يعتقد أنه ليس كتابا خارج اللمس وخارج القبض والشد على الورقة حتى يتخطاها الى ورقة اخرى. ولا كتاب خارج صناعة الكتاب التقليدية. يروي لنا ان صديقه أهدى اليه كتابا ألكترونيا هو على شكل آلة تساهم في استجلاب نصوص وكتب وقراءتها باشتراكات قليلة، وانه ارتبك امام هذه الآلة وشكلها ودورها ووظيفتها. وعاد الى مناماته الجميلة مع الكتب المطبوعة لأنه لا يستطيع ان يغفو الا اذا لمس أوراق الكتاب واشتم رائحته.
الكاتب حسن داوود بدا حائرا: أيلاحق التطور أم يتمسك بعاداته القديمة؟ فمن جهة لديه حنين الى الكتاب ورائحة الورق، ومن جهة أخرى هو مبهور بالكتاب الالكتروني وبقدرته على تحميل آلاف الكتب. “بدأت أتساءل ماذا أفعل بمكتبتي. وما زلت أذكر كيف نزلت الى سوق المكتبات قرب اللعازارية وأحضرت ديوان المتنبي وكان ذلك عام 1964. كما أذكر استعجالي طريق الرجوع لكي أصل الى البيت وأبدأ بالقراءة”. يقول انه تابع التفاصيل عن الكتاب الالكتروني وكلّف ابنته التي تعيش في فرنسا ان تشتري له أول نسخة من هذا الكتاب. ما أدهشه أكثر، أنه يستطيع أن يجمع كل كتب العالم في هذا الجهاز. لكنه يتدارك قائلاً إنه بنى علاقة خاصة مع كل كتاب ورقي عنده في المكتبة، وهذه العلاقة لن يوفرها بالطبع الكتاب الالكتروني. يعتقد انه أمام خيارين إما أن يلاحق التطور وإما يبقى على كتب أهله وجدوده فتطويه صفحة التاريخ.
زهرة مروة
النهار
الـ iPad
هذه خصائصه وهكذا تستعمله
تتربع شركة أبل على عرش الجوالات الذكية ومشغّلي الموسيقى والأفلام المحمولة بفضل جوال الـiPhone 3GS والجيل الثالث من مشغل الـiPod touch، على رغم محاولات المنافسة الحثيثة للإطاحة بصدارتها لهاتين الفئتين الواسعتَي الانتشار. في خطوة طال انتظارها، أطلقت شركة أبل في الأسواق أخيراً لوحة الـiPad في محاولة مباشرة للسيطرة على مضمار لوحات الإنترنت العصرية ورفع سقف المنافسة في هذا السوق الجديد المتنامي.
تجمع لوحة شركة أبل الجديدة هذه بين القدرة على تصفّح شبكة الإنترنت والتعامل مع البريد الإلكتروني وقراءة الكتب الرقمية ومشاهدة الأفلام وسماع الملفات الموسيقية وعرض الصور الرقمية الساكنة والاستمتاع بالألعاب الإلكترونية وأداء الأعمال المكتبية اليومية وتصفّح الخرائط إلخ، تماماً كأي كمبيوتر شبكة (Netbook) محمول، وذلك ضمن قالب صغير جميل جدير بسمعة الشركة المصنّعة مشكلة نظرة ثورية جديدة لمبدأ الكمبيوتر السهل الحمل.
تصميم لوحة الـ iPad نسخة كبيرة عن جوال الـiPhone وتتبع من دون شك شعار «إجعله جميلاً واجعله سهل الاستعمال» المميز في منتجات شركة أبل. بارتفاع 242.8 مم، عرض 189.7 مم، عمق 13.4 مم ووزن لا يتعدى 680 غ فحسب، يمكن حمل لوحة الانترنت تلك فترة طويلة من دون الشعور بالتعب على غرار أي كتاب متوسط الحجم. يمتاز قالب الـ iPad بجودة بناء عالية ويتمتع بزوايا دائرية تزيد من انسيابيته وزُود بخلفية من معدن الألومينيوم الباهت، غير القابل للصدأ، تنساب بشكل أنيق على زواياها وتساهم في إظهار طابع هذا المشغل الرفيع وتسهل عملية حمله في راحة اليد فترات طويلة.
أسوة بجوال الـiPhone ومشغل الـiPod touch تمتاز الـ iPad بواجهة أمامية تحتلّ مجمل مساحتها شاشة كريســتال سائل لامعة واسـعة بسعة 9.7 إنش، مضاءة خلفياً بنظام LED (تصغير light-emitting diode)، وتعتمد على تقنية
الـTFT المدعمة بتكنولوجيا الـIPS (تصغير In-plane switching) التي توفر لها زاوية إظهار (Viewing Angle) كبيرة تعادل الـ178 درجة، ما يسمح برؤية محتوياتها بوضوح شديد ويحافظ على نقاوة الألوان وجودتها من أي زاوية آثرت النظر إليها تقريباً.
تتوافر لتلك الشاشة دقـة إظهار عاليــة تعادل الـ1024×768 بكسل، قادرة على إظهار ما مجموعه 132 DPI ومتوافقة مع تقنية اللمس، موفرة للمستخدم وسيلة ثورية تمتاز بالسهولة والسلاسة للتنقل بين قوائم هذا الجهاز ومحتوياته، بالاستناد إلى تكنولوجيا
الـCapacitive التي تدعم تقنية اللمسات المتعددة (Multi-Touch) ما يسمح لها بالاستشعار والتعامل مع أكثر من لمسة أصبع في الوقت نفسه، بالتالي تسهيل التعامل مع نظام التشغيل المبيت الحصري الذي يشكل عالماً افتراضياً بكل ما في الكلمة من معنى.
دعمت شركة أبل شاشة لوحتها تلك بمجسّ خاص يساعد على استشعار الضوء المحيط ومن ثم تعديل نسبة سطوعها تلقائياً حسب المقتضى لتوفير أفضل ظروف رؤية ممكنة والحفاظ على مصروف متدنٍّ لطاقة البطارية. كذلك زُودت بجهاز استشعار للتوجيه الآلي قادر على التعرف إلى وجهة هذا الجهاز تلقائياً وتدوير الصورة بسرعة عالية وبنسبة 90 درجة عند الاستعمال أفقياً، من ثم إعادتها إلى وضعها الأساسي عند الاستخدام عمودياً، ما يساعد على الاستفادة من مجمل السعة المتوافرة حسب الطلب.
إضافة، غلفت شاشة الـiPad بغطاء خاص فريد من نوعه مقاوم لأثار بصمات الأصابع (Fingerprint-resistant oleophobic coating) يسمح بالحفاظ على نظافتها وخلوها من بصمات اليد المزعجة الناتجة من الاستعمال اليومي المتكرر، وقد أحيطت بإطار أسود عريض يزيد مجمل أناقة تصميم هذا الجهاز، مشكلاً مساحة مناسبة تساعد على سهولة التقاط الـ iPad وحمله من دون تفعيل خاصيات الشاشة اللمسية عن غير قصد.
يتضمن جنب هذا الإطار السفلي وسطياً، أسوة بجوال iPhone ومشغل الـiPod touch، مفتاحاً متعدد المهمات يسهّل عملية الرجوع إلى صفحة نظام التشغيل الأساسية والتنقل بين الخاصيات المختلفة. ثمة مفتاح يدوي للتحكم بنسبة ارتفاع الصوت متوافر في الجنب الأيمن يساعد على القيام بهذه المهمة بدقة عالية من دون الحاجة إلى التنقل ضمن قوائم نظام التشغيل. في خطوة محببة ستلاقي من دون شك استحسان المستخدم، زود هذا الجنب بمفتاح يدوي إضافي يمكن الاستفادة منه لتعطيل خاصيات جهاز الاستشعار للتوجيه الآلي وبالتالي منع الـ iPad من تدوير الصورة تلقائياً وفق وضعها الأفقي أو العمودي.
في ما يختص بالجنب العلوي، تتضمن لوحة شركة أبل مفتاح التشغيل بالإضافة إلى منفذ قياسي للصوت من نوع 3.5 مم يمكن الاعتماد عليه لوصل سماعات الأذن أو مكبرات صوت خارجية سلكية، أما الجنب السفلي المقابل فيتضمن وسطياً منفذاً متعدد المهمات خاصاً بالشركة المصنعة يؤمن القدرة على شحن بطارية هذا الجهاز المدمّجة وحسن الاتصال مع جهاز الكمبيوتر وتبادل البيانات بسرعة عالية عبر منفذ USB قياسي، وحتى سهولة التواصل مع الملحقات المختلفة التي تزيد فاعلية لوحة الإنترنت هذه وخاصياتها.
تؤمن شركة أبل راهناً الكثير من تلك الملحقات المفيدة، أهمها لوحة مفاتيح ميكانيكية قياسية تنوب عن لوحة المفاتيح الافتراضية اللمسية المتوافرة لنظام التشغيل تسهل عملية الطباعة وتسرعها. ثمة ملحق خاص يساعد على تواصل الـ iPad وبث محتوياتها من ملتيميديا وعروض مختلفة عبر جهاز بروجكتور أمامي قياسي أو أي وسيلة عرض أخرى متوافقة. كذلك، تتوافر قاعدة تحوّل هذا الجهاز إلى إطار رقمي قياسي وتساعد على عرض صورك الرقمية الساكنة ومشاركتها مع الأصدقاء بشكل أنيق فريد من نوعه.
تتضمن الواجهة السفلية
للـiPad مكبر صوت خارجياً مخفياً، للحفاظ على قالب هذا الجهاز الجميل، يستفاد منه للاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة أفلام الفيديو أو حتى عند الاستمتاع بالألعاب الإلكترونية المتوافقة من دون الحاجة إلى استعمال سماعة الأذن، ضامناً بذلك مزيداً من الحرية للمستخدم. قد لا يوفر هذا المكبر المدمج نقاوة الصوت نفسها التي تؤمنها سماعات الأذن، إلا إنه يشكل من دون أدنى شك إضافة محببة.
كذلك، دُعمت لوحة شركة أبل تلك بميكروفون مدمج يمكن الاستفادة منه لتحويل هذا الجهاز إلى مفكرة رقمية أو للتخاطب عبر شبكة الإنترنت مع الأصدقاء والأحباء بالاستعانة ببرامج الدردشة القياسية المتوافرة مجاناً عبر مخزن iTune الافتراضي.
أسوة بجوال الـiPhone ومشغل الـiPod touch تعتمد الـ iPad على الذاكرة الصلبة لتخزين ملفات الملتيميديا والبيانات المختلفة، وهي متوافرة في الأسواق بثلاث سعات مختلفة (16،32 و64 غيغابايت) يمكن الاختيار بينها حسب الحاجة. دعمت تلك الموديلات بتقنية الواي-فاي (802.111draft n) من الجيل الحديث التي تؤمن نظرياً الاتصال بشبكة الإنترنت أو بشبكة منزلك المحلية بسرعة 300 ميغابت بالثانية (3001Mbit/sec) ضمن قطر يبلغ 70 متراً، بالاستعانة بموزّع بيانات متوافق والمحسنة خصيصاً لتفعيل تناقل المعلومات والبيانات، خصوصاً تلك المتعلقة بالملتيميديا من موسيقى وأفلام فائقة الجودة (HD Movie)، بسرعة أعلى وثبات أكبر من سابقتها الواي-فاي i 802.11 a/b/g التي تؤمن نظرياً التواصل لاسلكياً بشبكة الإنترنت بسرعة 54 ميغابتاً بالثانية (54 Mbps)، والتي تدعمها لوحة شركة أبل هذه أيضاً.
كذلك، زودت الـ iPad بخاصية البلوتوث 2.1 المدعمة بتقنية
الـEDR (تصغير Enhanced Data Rate) التي تؤمن التواصل لاسلكياً بسماعات أذن أو مكبرات صوت خارجية متوافقة، وبث الصوت بجودة الستريو إلى تلك الملحقات أو حتى التواصل لاسلكياً مع لوحة مفاتيح خارجية وتسهيل عملية الطباعة.
بخطوة محببة، أعلنت شركة أبل عن قرب إطلاق فئة جديدة من لوحة الـ iPad قادرة على استيعاب شريحة هاتف خلوي يمكن الاستعانة بها للتواصل مع شبكة الانترنت عبر شبكة الهواتف الخلوية، بالاستعانة بتقنية
الـEDGE القياسية أو بالاستفادة من الـHSDPA (تصغير High-Speed Downlink Packet Access) وهي تقنية حديثة تنتمي إلى ما يعرف بالجيل 3.5 للاتصالات، وتؤمن التنزيل والتحميل بسرعة تناهز الـ3.6 Mbps في حال توافر خدمتها، ما يؤمن لهذه اللوحة مزيداً من الحرية ويسمح باستخدامها بطريقة أوسع وأكثر فاعلية.
كذلك، ستتضمن تلك الفئة الجديدة نظام ملاحة حديثاً موجهاً عبر الأقمار الاصطناعية يعرف بالـ Assisted GPS ويستعين بالأقمار الاصطناعية والكمبيوترات المتوافرة في أعمدة الإرسال التي تدير الشبكة الخلوية لتحديد أولي سريع لمكان وجودك قبل الانتقال كلياً إلى الملاحة بواسطة الأقمار الاصطناعية، ما يساعد على استعمال تطبيق الـGoogle Map المتوافر بفاعلية ودقة أكبر. ويتوافر لجميع فئات لوحة الـ iPad بوصلة إلكترونية مبيتة تساعد على توجيه خرائط الملاحة المتوافرة لـ Google Map بوضعها الصحيح.
نظام تشغيل متوافق
على نقيض كمبيوترات الشبكة السهلة الحمل التي تعدّ المنافس الأبرز للوحة شركة أبل هذه والتي تعتمد على نظام تشغيل قياسي كنظام ويندوز أو Linux، تستفيد الـiPad من نظام تشغيل جوال iPhone الحائز على إعجاب المستخدمين والمصمم خصيصاً لتسهيل عملية التعامل مع مقوماته بالاستعانة بخاصية اللمس.
يحول نظام التشغيل هذا لوحة الـiPad إلى نظام ملتيميديا متكامل. فهي تشكل مشغل موسيقى ممتازاً قادراً على تخزين ولعب امتدادات
AAC، Protected AAC، MP3، MP3 VBR، Audible formats 1,2and 3، Apple Lossless، AIFF، وWAV كذلك توفر لوحة الإنترنت تلك القدرة على تخزين ولعب الكتب الصوتية (Audio Book) والاستمتاع بقصصك المفضلة عبر سماعها عوضاً عن قراءتها.
كذلك، يشكل الـiPad حافظة صور ومشغل أفلام متطوراً جداً قادراً على تخزين الصور الرقمية الساكنة وفق أنماط
JPEG، PSD، TIF، GIF وBMP القياسية للصور وعرضها على شاشتها بوضوح شديد وألوان طبيعية خلابة، ويمكن مشاهدة الصور وسماع الموسيقى في آن، وهي قادرة على عرض الأفلام ومقاطع الفيديو والأغاني المصوّرة المخزنة على ذاكرتها الصلبة، ومتوافقة مع أنماط MPEG4 وH.264 لضغط الأفلام وفق امتدادات MOV أو MP4 أو M4V القياسية بدقة أقصاها 720p وجودة 30 إطاراً بالثانية.
يوفر نظام التشغيل القدرة على عرض هذه الأفلام أفقياً أو عمودياً مستفيداً بهذه العملية من كل مساحة الشاشة المتوافرة لضمان جودة العرض. كذلك تشكل الـiPad مشغل ألعاب متطوراً قادرأً على تشغيل الألعاب الثلاثية الأبعاد المتطورة والمتوافرة عبر مخزن iTune الافتراضي.
تستفيد لوحة شركة أبل تلك من متصفح Safari الذي أثبت جدارة عالية في تصفح المواقع الإلكترونية المختلفة، إنما من المؤسف عدم تدعيمه بالقدرة على عرض ملفات الـFlash المتوافرة بكثرة على شبكة الإنترنت. كذلك يتوافر لها تطبيق خاص لتشغيل مقاطع الفيديو المتدفقة من موقع You tube الشهير، بالإضافة إلى تطبيق يسهل عملية قراءة وإرسال البريد الإلكتروني.
الرأي
تشكّل لوحة الـiPad نظرة شركة أبل الجديدة إلى الكمبيوتر السهل الحمل والقادر على القيام بالمهمات اليومية الأساسية من تصفح الشبكة والأعمال المكتبية وسماع الموسيقى والأفلام وقراءة الكتب الإلكترونية… فهل تطلق ثورة تكنولوجية في هذا المجال أسوة بالثورة التكنولوجية التي أطلقها جوال الـiPhone ومشغل الـiPod touch كل في مضماره؟