لجنة “دعم الأسرى” المرتبطة بحزب البعث تطلب مقاطعة أربعة أسرى سوريين في السجون الإسرائيلية لأنهم يراسلون المعارضة السورية!
الجولان المحتل
أوعز رئيس “لجنة دعم الأسرى والمعتقلين” في محافظة القنيطرة علي يونس لوسائل الإعلام السوري الرسمية؛ بمقاطعة أربعة أسرى سوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بحجة أن هؤلاء الأسرى مرتبطون بالمعارضة السورية، حيث قاموا بمراسلة بعض نشطائها المهتمين بحقوق الإنسان.
وتحدثت جريدة بانياس الالكترونية التي يشرف عليها سوريون من أبناء الجولان المحل؛ “عن تقرير مخابراتي (أو ربما التسمية الأصح توجيه) وصل إلى يدها من مصادر موثوقة ولصيقة بالحركة الأسيرة في الجولان المحتل، التوجيه منسوب إلى السيد “علي اليونس” رئيس لجنة دعم الأسرى والمعتقلين، وهو ممهور بختمه وتوقيعه وموجه إلى وسائل الإعلام السورية.. ويطالب التوجيه وسائل الإعلام السورية بعد التعاطي مع عدد من أسرى الجولان وعلى رأسهم الأسير “سيطان الولي” الذي يعاني حالياً وبعد 24 عاماً من الاعتقال يعاني من مرض السرطان. كما يطلب التوجيه عدم التعاطي أيضاً مع جريدة بانياس ويصفها بـ”المعادية”، ومؤسسة قاسيون الثقافية وجمعية الجولان للتنمية بتهمة التعامل مع إسرائيل“.
ووفق الجريدة الجولانية ذاتها، فإن “التقرير الذي أثار سخطاً عاماً في الجولان عقب نشره كان قد وصل أولاً إلى يد السيد حسين الولي شقيق الأسير سيطان.. والذي أكد لجريدة بانياس أنه قد تلقى هذا التقرير بعد أيام من مرض شقيقه الأسير سيطان”. وأضاف حسين الولي: “هذا التقرير يتطابق تماماً مع توجهات لجنة دعم الأسرى والمعتقلين في تعاملها مع وسائل الإعلام في الوطن خلال فترة محددة من مرض سيطان، وتجاهلها لبعض الأسرى بشكل متعمد“.
وأضاف حسين الولي: “لم يتعاط الإعلام في الوطن مع حالة سيطان في الآونة الأخيرة إلا بعد أن تحدثت شخصياً مع مسؤول سوري رفيع المستوى، وكشفت له بكل وضوح أمر هذا التقرير الذي اعتبره المسؤول تصرف أفراد شاذين ليس إلا”. وتابع: “بعد حديثي مع السيد المسؤول تغيرت الصورة تماماً، إلا أنني سوف استمر بالبحث والتقصي لاكتشاف خيوط هذا التقرير حتى النهاية، ولن نسمح لبعض المرتزقة بتشويه سمعة الحركة الأسيرة وإحداث الشروخ في الحركة الوطنية بالجولان المحتل“.
وقد أنكر علي اليونس أن تكون هذه الرسالة صادرة من عنده، دون أن يوضح كيف تم استخدام توقيعه شخصياً إضافة إل الختم الرسمي للجنة.
من جهتها، رفضت رئيسة تحرير جريدة “بانياس” ليلى الصفدي اتهامات اليونس بالتلفيق، مشيرة إلى أن “هذه المسلكية الصبيانية واللامسؤولة من قبل صاحب البيان امتداد طبيعي لعقلية القمع والاستبداد المتجذرة والتي لا تقيم اعتباراً لحرية الصحافة ولا لدور الإعلام في محاولة استكشاف الحقيقة والذود عنها“.
وفيما يلي نص الكتاب الذي وجهه اليونس إلى وسائل الإعلام السوري:
“إلى من يهمه الأمر:
أود أن أقدم شرحاً عن وضع بعض من أسرى الجولان وما هي مواقفهم داخل السجن في إسرائيل وبالأخص من هم ينتمون إلى المعارضة السورية وجمعية التطوير المتعاملة مع إسرائيل، وهم الأسير سيطان الولي وكميل خاطر ووئام عماشة وشام شمس ينتمون إلى قاسيون في بقعاثا وهي مرخصة من قبل إسرائيل وقام سيطان الولي بإرسال رسائل إلى المعارضة المحامية رزان واستلموا منها رسائل وكل رسائل سيطان تنشر في موقع الجولان التابعة لجمعية التطوير وبانياس المعادية.
أقترح ألا يتم التعاطي معهم في الإعلام السوري لأنهم مصنفون معارضين.
مع خالص الشكر
علي اليونس
رئيس لجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين في سجون الاحتلال
محافظة القنيطرة“.
وعلق اليونس على نشر هذه الرسالة بالقول: “إنني اتهم كاتبة المقال “ليلى الصفدي” بكتابة الوثيقة المزورة بما فيها الخاتم والتوقيع المزورين وإنني ارفض كل هذه الاتهامات الباطلة وأعلم كل أبناء الجولان السوري المحتل بعدم صحة الوثيقة شكلا ومضمونا وسأحتفظ لنفسي باعتباري رئيسا للجنة دعم الأسرى المحررين والمعتقلين السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الادعاء والمساءلة القانونية على من قام وسولت له نفسه بكتابة وثيقة مزورة ونسبها إلينا والإساءة لسمعة أسرانا المناضلين البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي” حسب تعبيره.
ويشار إلى أن الأسرى السوريين في سجون الاحتلال وعائلاتهم يشكون باستمرار من الإهمال الذي يواجهونه من جانب السلطات السورية.
موقع أخبار الشرق – الخميس 12 حزيران/ يونيو 2008