صفحات أخرى

تعليم طلاب الأزهر الإنكليزية

أجرت مجلة “روز اليوسف” (31 تموز 2010) تحقيقاً صحافياً وحوارات مع طلبة جامعة الأزهر الجدد الذين تخرجوا في برنامج شراكة بين جامعتهم والمجلس الثقافي البريطاني لتعليم اللغة الانكليزية. الطلبة الذين تلقّوا دروس اللغة الانكليزية على أيدي مدرّسات بريطانيات ستكون مهمتهم “تغيير صورة الاسلام في الغرب”.
من التحقيق والحوارات نقتطف:
تلقى هؤلاء الطلبة وعددهم 68 تعليم اللغة الانكليزية على أيدي مدرّسات انكليزيات على مدار 3 سنوات كاملة تفاعلوا فيها مع مدرساتهم الأجنبيات ومعظمهم أزهريون منذ الطفولة اعتادوا على عدم الاختلاط بالجنس الآخر ومعرفتهم عن الآخر بشكل عام كانت ضئيلة ومحدودة وغالبا سلبية جداً.. خرجوا من عالمهم الضيق الذي لم يعرفوا فيه غير انفسهم ودخلوا الى عالم جديد تماما على ايدي مدرّساتهم الانكليزيات. فقد انضموا الى برنامج المجلس الثقافي البريطاني، بهدف تعلم لغة الغرب من أجل تصحيح صورة الاسلام لديهم لكن في واقع الأمر خرج كثير منهم وقد صحّح صورته هو عن الغرب غير المسلم. الا ان الاستعداد لمخاطبة عقلية الغرب والاختلاط بالمدرسات الأجنبيات وتعلم اللغة الانكليزية لم يكن كافيا لتغيير بعض المعتقدات لدى هذا الشباب الصغير الذي ينتظر منه ان يعبر عن الاسلام الوسطي.
قال السفير البريطاني لدى القاهرة “دومينيك سكويث” في حفل تخرج الدفعة الأولى ان العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ليست مباراة يجب ان يكسبها جانب ويخسرها الجانب الآخر.
تقول مراسلة “روز اليوسف”: أجريت حواراً مطولاً مع الطلبة الثلاثة الحاصلين على منحة “تشيفنج” للسفر الى المملكة المتحدة لنيل درجة الماجستير من هناك. وهم “السيد: و”بلال و “أحمد”. بلال رفض مصافحتي تماما اما “أحمد” فقال لي “اسلم، ماسلمش ليه”. وعندما سألت “السيد” هل توافق على مصافتحي؟ أجاب: “أود ان ابقى رأيي لنفسي”.. هكذا دار حواري معهم وهكذا جاءت اجاباتهم ولا تخلو من مصطلحات اجنبية لكنها تعبير عن تفاوت في الآراء..”.
[ سالتهم: ما هدفكم من البرنامج
ـ اجابني السيد: في مصر والدول العربية هناك دعاة اجلاء وأكفاء يعلّمون الناس الشريعة الاسلامية لكن قليلا ما تجدين مثلهم في الدول الأجنبية لذلك هناك نوع من الـMisunderstanding.
[ قلت له: بماذا تجيب اجنبيا جاء ليسالك عن مسألة تعدد الزوجات في الدين الاسلامي؟
ـ أجابني سيد: مسألة تعدد الزوجات في الاسلام هي مسألة يديرها اعداء الاسلام لكي يغيروا وجهة نظرهم عن الاسلام.
[ قاطعته “انت مهمتك الأساسية مع هؤلاء.. مهمتك تصحيح الصورة والاجابة عن كل الأسئلة؟
ـ اجابني ان مهمتي ان اعبّر عن الوسطية. فلا يجوز الامتثال للفتوى الا بفهمها من خلال الواقع والدليل.
[ وضح لي اكثر من فضلك؟
ـ اي يجب ان انظر الى البيئة المحيطة The surrounding circumstances.
جذب بلال طرف الحوار من زميله وأخذ يشرح معنى الوسطية الذي تطرق اليه “السيد” معبرا عن وجهة نظر مغايرة فقال:
ـ الاسلام دائما وسطي، فلو فرض الاسلام النقاب على المرأة، اذن فارتداء النقاب هو امر وسطي، فانتقاب المرأة لا يعنى ان تكون متطرفة.
[ قاطعته، وأنت يا بلال: هل ترى ان الاسلام فرض النقاب؟
ـ سألني.. ولماذا تسألين هذا السؤال تحديداً؟
[ لأن هذه هي صورة المرأة المسلمة في الغرب… المرأة التي ترتدي وشاحاً أسود لا يظهر غير عينيها، بماذا سوف تجيبون السائلين في الغرب الذي سوف تذهبون اليه لتغيروا صورته عن العالم الاسلامي.
ـ أجابني احدهم ساقول لهم لي ديني ولكم دينكم.
[ لكنك تريد ان تصحح صورة دينك؟
ـ اذا كان سؤاله من أجل الاستزادة بالحكمة وليس من أجل الهجوم والنقد ساقول له ان الحجاب فرض اما النقاب فتتباين الآراء حوله.. هناك من يرى ان الحجاب هو النقاب وآراء أخرى ترى ان المرأة تتنقب لكن يصرح لها ان تكشف وجهها في ظروف معينة، وهناك رأي يقول ان النقاب ليس فرضاً اسلامياً.
ـ وهنا أخذ “السيد” يشرح لي محاولا تقريب المعلومة: هناك امر مشترك بين الديانات سماوية الثلاث وهي ان المسلمة تغطي شعرها والقديسة تغطي شعرها واليهودية ايضا ترتدي الحجاب.. ما السر؟ السر ان كلها شرائع سماوية.
ـ قاطعه “بلال” مبديا تعارضه مع كلامه، لا علاقة لنا بالديانات الأخرى ولسنا مخولين بالحديث عنها.
[ أنتم رجال الدين في المستقبل.. اذا طلبت منكم الدولة رأيكم في تطبيق قانون مشابه لقانون تونس ينص على وجوب الاكتفاء بزوجة واحدة. ماذا سوف تقولون؟
بلال: كثيرون في بريطانيا الآن يطالبون بالسماح بتعدد الزوجات والطائفة المارونية على سبيل المثال تؤمن بالتعدد لأنه يحل مشاكل كثيرة.
أحمد: هل تعرفين في مسابقة من سيربح المليون. هناك وسائل للمساعدة.. تعدد الزوجات هو وسيلة للمساعدة.
المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى